تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 انطلقت، اليوم /الاثنين/ فعاليات "قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي"، بالعاصمة الفرنسية (باريس) وتستمر لمدة يومين، بمشاركة واسعة من رؤساء دول وحكومات وقادة منظمات دولية وكبرى الشركات الفاعلة في هذا المجال وممثلين عن المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم. 


وتهدف هذه القمة الدولية – والتي تشارك الهند في رئاستها – إلى تعزيز استراتيجية فرنسية وأوروبية طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي.

. حيث يسلط هذا الحدث الدولي الضوء على خبرات الأطراف الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا وجمع شركائها الدوليين حول هذه الرؤية المشتركة. 
وتسعى القمة إلى تعزيز التعاون بين الجهات الدولية الفاعلة في هذا المجال، وتجمع أفضل خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم، وقادة الشركات العالمية الأمريكية منها والصينية التي تتنافس فيما بينها في هذا المجال، والشركات الاوروبية والشركات الناشئة في هذا القطاع، فضلا عن رجال أعمال ومستثمرين.
وعلى هامش القمة، قالت المبعوثة الخاصة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقمة الذكاء الاصطناعي آن بوفيرو، إن الهدف من هذه القمة هو وضع فرنسا وأوروبا على خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية، مؤكدة أن لأوروبا دور تلعبه في "ثورة الذكاء الاصطناعي" داعية إلى التغلب على المخاوف المحيطة بهذه التقنية التكنولوجية من أجل إدراك مزاياها. 
وتركز القمة الدولية على خمسة محاور أساسية وهي: توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة المصلحة العامة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الآمن الجدير بالثقة، ومستقبل العمل، والابتكار والثقافة، وحوكمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالميا.
وعُقدت أولى جلسات القمة تحت عنوان "وضع الذكاء الاصطناعي في خدمة العمل" بمشاركة عدد من الجهات الدولية من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص"، والأمين العام لاتحاد "UNI" العالمي، والمدير العام لمنظمة العمل الدولية. 
ثم تُعقد جلسات أخرى على مدار اليوم تحت عنوان "إنشاء حلقة جيدة بين الذكاء الاصطناعي والمعلومات والابتكار" و"الخصوصية والأمن السيبراني وسلامة المعلومات: الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لحماية الديمقراطيات" بمشاركة رئيس جمهورية لاتفيا، وأيضا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. 
كما تُعقد جلسات تحت عنوان "إرساء حوكمة فعالة وشاملة للذكاء الاصطناعي" و"تنمية أنظمة الذكاء الاصطناعي التنافسية والمستدامة في جميع أنحاء العالم" و"توجيه الذكاء الاصطناعي نحو المصلحة العامة". 
كما ستعقد اجتماعات على هامش القمة حول عدة قضايا منها "بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي في إفريقيا" و"الذكاء الاصطناعي من أجل التعليم والحوار بين الأجيال"، والذكاء الاصطناعي والأمن القومي" ثم يختتم اليوم الأول للقمة بكلمة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. 
كما ستُعقد جلسة عامة تضم رؤساء دول وحكومات وشخصيات دولية، غدا /الثلاثاء/ لمناقشة الإجراءات المشتركة الرئيسية التي يجب تنفيذها فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.. كما تنظم، على هامش القمة، مئات الفعاليات لممثلي المجتمع المدني والشركات الفاعلة في هذا المجال.
تشهد هذه القمة مشاركة دولية واسعة، مع الآلاف من الأطراف الفاعلة من نحو 100 دولة، ويشارك وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، بالإنابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جلسات القمة وعدد من الفعاليات المصاحبة لتسليط الضوء على جهود مصر بمجال الذكاء الاصطناعي، وفرص التعاون مع المجموعات الدولية المهتمة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة. 
كما تشارك رئيسة المفوضية الأوروبية، وقادة أوروبيين، فضلا عن جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي ليمثل بلاده في القمة، وكذلك شخصيات دولية بارزة من بينهم رئيس شركة "Open AI"، وساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لـ"Google" وديميس هاسابيس، رئيس وحدة "Google Deep Mind" بالشركة، وبراد سميث رئيس "Microsoft"، ومن الصين سيحضر كبار مسؤولي الشركة الرائدة "Alibaba"، فضلا عن الشركات الفرنسية الفاعلة في هذا المجال مثل "Photoroom" والخاص بتعديل الصور بالذكاء الاصطناعي الأكثر شهرة في العالم، و"AskMona " وهي الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي للمواقع التي تستقبل الزائرين في فرنسا وترد على استفساراتهم.
ومن خلال هذه القمة، تأمل فرنسا والاتحاد الأوروبي في تبني إطار عالمي للذكاء الاصطناعي، مع تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.. كما تأمل فرنسا في تأكيد مكانتها على الخريطة العالمية للذكاء الاصطناعي والتأثير على الاتجاه الذي سيتخذه تطور هذه التكنولوجيا في المستقبل. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي باريس الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی هذه القمة

إقرأ أيضاً:

محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي

لا يمكن إنكار إيجابيات التقدم التكنولوجي الكثيرة، كما لا يمكن تجاهل سلبياتها المتمثلة في تعطيل الكثير من المهارات والكفاءات البشرية، فحين ظهرت الآلات الحاسبة ازداد اعتماد الإنسان عليها متجاوزا تنمية مهارات الحساب وحل المعادلات الرياضية، وحين تطورت أجهزة الهاتف المحمولة استغنى كثير من الناس عن الساعات والمذكرات اليومية والتقويم، بل حتى الاستدلال الجغرافي المكاني وتحديد المواقع توقفا اعتمادا على التطبيقات الذكية لتحديد ومسح المواقع جغرافيا، كما استعاض الإنسان بذاكرة الأجهزة المحمولة عن ذاكرته الواقعية الحيّة.

ويأتي الذكاء الاصطناعي ليحمل عنا عبء الكثير من المسؤوليات توفيرا للجهد والمال، وليسرق منا -في ذات الوقت-كثيرا من المهارات الحياتية والكفاءات المعرفية، تنسيق الكتابة والتدقيق والتصحيح الإملائي، مراجعة وتلخيص الكتب الموسوعية والمصادر المعرفية، الترجمة والعروض المصوّرة للأفكار والتصورات البحثية والمشاريع، كتابة الرسائل وصياغة الخطب، جدولة الأعمال وتنسيقها والتذكير بأوقاتها وفقا لأولوية كل منها، كل هذه الأشكال من الراحة الرقمية أسلمت الإنسان إلى الدعة مستعيضا بالآلة عن ذاته، وعن ذاته تحديدا بذات رقمية ظن بها القدرة على تمثيله خير تمثيل في أي معرض بأي زمان ومكان.

وهذه الصورة ليست محض صورة ذهنية نمطية متخيلة لما يمكن أن يفعل الذكاء الاصطناعي ببعض عشاقه ومريديه، بل هي واقع صرنا نعايشه في كثير من المواقف ومنها ما حدث حاليا حينما استشاطت قاضية في محكمة استئناف بولاية نيويورك غضبًا بعد محاولة أحد المُدّعين استخدام مقطع رمزي مُصمم بواسطة الذكاء الاصطناعي للدفاع عن قضيته، متسببا بحالة من البلبلة داخل قاعة المحكمة ظنا من القضاة بأنه يقدم حجته شخصيا أو عن طريق محاميه، لكن الرجل ويدعى جيروم دي وال لديه محامٍ، كان يأمل أن تُقدم الصورة الرمزية حُجة مُحكمة، معتذرا لاحقًا كتابيًا للمحكمة، قائلاً إنه لم يقصد أي ضرر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، إنما حاول جاهدا إنشاء نسخة رقمية طبق الأصل تشبهه، لكنه لم يتمكن من القيام بذلك قبل جلسة الاستماع، وقال إنه يأمل أن يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي حججًا أكثر دقة دون التلعثم في الكلمات أو التذمر مما قد يصدر عن الإنسان الطبيعي!

إن غضب القاضية وصدمة الحضور بذلك انعكاس لصدمة الجميع من تسارع التطور في عالم الذكاء الاصطناعي، ذلك التطور الذي قد تتعطل معه الكثير من القدرات والمهارات البشرية التي لا يمكن للآلة تعويضها بأي حال من الأحوال مهما تطورت برمجياتها وحُدِّثت مُدخلاتها المعرفية، كما أنها صدمة القلق القادم من قدرة الذكاء الاصطناعي على التضليل بصنع النسخ المطابقة للواقع في مجالات مختلفة، لكن مبلغ الصدمة أن تتمثل إنسانا كاملا بمشاعره ومخاوفه، وتبريراته ومنطقه، في قدرتها (إن حصلت) على الربط والتحليل والاستنتاج والجدل وحتى التقاضي، ثم إن كانت قاعدة البيانات لكل هذه البرمجيات موجهة بشريا فكيف يمكن توافر ضمانات لاعتماد برمجيات عادلة غير منحازة ولا مؤدلجة؟ ثم خطورة ورعب الوجه الآخر لهذه التقنيات حين تكون مدفوعة بسلطة مادية أو نفوذ سياسي يحركها وفقا للمستهدف من مساع ومصالح.

هل سيكون هذه المشهد من المحكمة واستخدام الناطق البديل بالذكاء الاصطناعي -بعد تغذيته بالمعلومات والحجج- مشهدا طبيعيا بعد أمد؟ وهل يمكن للتقاضي ذاته بكل أطرافه أن يشهد هذه الرقمنة الصادمة في حديّتِها وعدم استيعابها للحضور البشري الواقعي؟ هل نتحول مع عالم البرمجيات والشفرات البرمجية إلى مجرد أرقام تعبث بها الآلات وتحركها المصالح الاقتصادية؟

ختاما: يقينا ليست هذه التساؤلات أول المطروح في عالم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، ولن تكون الأخيرة بالضرورة، لكنها نافذة نحاول من خلالها تلمس الثابت والمتحول في هذه اللعبة المعاصرة الآخذة بأعطاف المستقبل إلى عالم مجهول نترقبه، ولا ندرك كنه تفاصيله بعد، لكننا نتمنى استبقاء الثابت القيمي والأخلاقي في هذه المعادلة الرقمية معقدة الأطراف.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • الدورة الأولى من أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 21 أبريل الحالي
  • محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي
  • اليابان تلجأ للذكاء الاصطناعي لإنقاذ أشجار الكرز
  • الأحد.. بدء أعمال "ملتقى سلامة المياه" بمشاركة "الصحة العالمية"
  • اليمن يبحث مع منظمة دولية تعزيز التعاون الغذائي واعتماد الذكاء الاصطناعي لتحديد الاحتياجات
  • بمشاركة 64 لاعبًا من 20 دولة.. انطلاق بطولة الجونة الدولية للإسكواش
  • الأول من نوعه.. غوغل تكشف عن أقوى مسرّع مخصص للذكاء الاصطناعي
  • Amazon تعلن عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي
  • انطلاق مؤتمر ISCO 2025 بمشاركة دولية واسعة لمناقشة مستقبل علاج الأورام
  • مع تقدم المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي لمؤشر ستانفورد 2025 .. جامعة الأمير سلطان تواصل دورها الفاعل في دعم التقدّم الوطني بهذا المجال الحيوي من خلال مبادرات استراتيجية ومساهمات نوعية انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030