صحافة عربية .. على خط المجاعة !
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
وصلتني رسالة موجعة حد الاسى من احد الزملاء الأعزاء في سوريا العزيزة جاء فيها : ( أستاذ : هل ممكن تجد لي صحيفة او مؤسسة إعلامية اكتب لها مقابل اجر ولو رمزي .. فاننا منذ سنوات نعاني شظف العيش وتعلم اني لا اجيد غير الكتابة ولي اسرة .. لقد بلغت حد الفقر المدقع .. ولحين ما يستقر الوضع في سوريا .
بصراحة دمعت عيني حد الاسى ولم استطع الرد الفوري .. اصابتني الحيرة فزميلي ابن كرماء واذا ما قدمت له مبلغ بسيط لعبور المرحلة قد ينزعج ويفهم رسالتي بشكل خاطيء .. فالصحافة الورقية او بالأحرى التقليدية قد ماتت ولم يتبق منها الا صحافة حكومية تعين موظفين يحررون يومياتها وشؤونها بما يحيلها الى شيء آخر غير الصحافة .. عدا ذلك اكثره هذر وهدر على السوشل ميديا لا يمكن للصحفي المفكر والفيلسوف والجاد والموضوعي والحيادي ان يجد له موطيء قدم و جمهور فيه يثمن ما يقوم به في ظل التزاحم الذبابي المهيمن على فضلات الانحطاط .
بعد تفكير واحساس بالمسؤولية الأخوية كتبت له :
اولا :- ان تردي وضعك المادي ليس وحدك وما تعانيه حاليا يعد حالة عامة جراء الظروف التي مر بها الشعب السوري العزيز منذ سنوات ومراحل لعله يتغير نحو الأفضل بعد الاستقرار فاصبر قليلا .
ثانيا .. ان الصحافة بمعناها القديم الورقي والمجلات والكتب .. ماتت والى الابد .. ولم يعد احد يهتم بها ولا يدفع لها (قرشا) في عالمنا العربي كله وليس في سوريا فحسب .. في ظل هيمنت السوشل ميديا التي يتعاطوا معها على انها عالم طفيلي مجاني يمثل ضحك على الراي العام لا يحتاج الى دعم فضلا عن كونها عمل شخصي طوعي .
ثالثا : هناك آلاف الصحفيين العرب بلا رواتب واغلبهم يكتب للحفاظ على بقاء اسمه ليس الا .. لم يحصلوا على مردود اطلاقا الا معنويا .
خامسا : جميع وسائل الاعلام العربية – الحكومي والأهلي – مسيطر عليها وفقا لمنهجية القرار الرسمي او الحزبي وهم يوظفون اشخاص منزهين امنيا وتبعيا بشكل مطلق لا مجال لاي فسحة حرية للفكر فيه يطلق عليهم موظفوا الصحافة الرسمية ونسبتهم لا تشكل واحدة بالمائة من ناطشي الصحافة الحرة المفترضة .
سادسا : قطعا ان هذا الواقع لا يدعونا لليأس المفرط حد القنوط بل ما أقوم به هو شرح للواقع كما هو .. بلا نفاق ولا تزويق ولا مداهنة كي اضعك بالصورة الحقيقية التي قد تساعدك على تفهمها وتدبر امرك وتكيف نفسك من خلالها ..
سابعا .. من يمتهن الصحافة ولا يجد منها معيلا يعيش به برغم تمتعه بالمهنية والثقافة المجتمعية الواسعة معززة بالوعي .. ان يصمد فالفرج قادم وتذكر نحن تحت ظل الله قبل ان نكون رعايا القوى العالمية والمحلية والظروف .. ستتبدل والتغيير سنن معتادة وما علينا الا العمل وعدم الاستسلام ..
لذا ادعوك للصبر واعلم ان كل كلماتي اليك منتقاة من الواقع ودونتها بواقعية .. فتوكل واكتب واصبر وراسل وانشر واجتهد حتى تحقق موطيء قدم بين مئات الآف العرب ممن يمارسون الكتابة والصحافة والاعلام دون مقابل .. فان مداد القلم المجتهد المعزز بالراي والمعرفة لا يموت والحاجة اليه قائمة لا تنتفي بكل زمان ومكان باذن الله !
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
انطلاق حفل تأبين الراحل مصطفى بيومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلقت منذ قليل، ندوة تأبين الراحل مصطفى بيومي في صالون مي مختار الذي رحل رحل عن عالمنا في فبراير الماضي.
ويشارك في حفل التأبين عدد كبير من محبيه إلى جانب عدد كبير من الكتاب والروائيين والأصدقاء.
مسيرة الكاتب مصطفى بيوميويذكر أن الكاتب مصطفى بيومي، ولد في محافظة المنيا، وحصل على بكالوريوس في الصحافة من كلية الإعلام بجامعة القاهرة في مايو 1980، وحصل على ماجستير الصحافة عن رسالة الكتابات الصحفية ليحيى حقي وقضايا التغير الاجتماعي في مصر، وعلى شهادة الدكتوراة من كلية التربية بجامعة المنيا، في 1984، شارك بكتاباته في عدد من الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية منها: الآداب، وأدب ونقد، وإبداع، وفصول، والقاهرة، والهلال، وأخبار الأدب، وروز اليوسف، وصباح الخير، والمصور، والكواكب، والناقد.
وقدم مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية المميزة، وله دراسات نقدية في أعمال نجيب محفوظ، ووصف مصر في أدب نجيب محفوظ، وألف قراءات عن شخصيات روايات أديب نوبل.