بقلم: تاج السر عثمان
١
أشار خطاب البرهان أمام مؤتمر لقوى سياسية داعمة للجيش بتاريخ : السبت ٨ فبراير ٢٠٢٥ الى عفو عن كل سياسي يتخلى عن دعمه السياسي لمليشيا الدعم السريع، ولا مكان للتنسيقية ما لم توقف دعم التمرد وسنرحب بكل من يصحح موقفه من السياسيين". وأشار إلى أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير برسالة أخرى، نبههم فيها بأن كل من يحارب بجانب الجيش تحت لافتة سياسية عليه إلقاء السلاح، متعهداً بعدم منح فرصة لحزب البشير للحكم مرة أخرى على أشلاء شعبنا، واعلن عن نيته تعيين رئيس وزراء مدني بالتوافق لتشكيل حكومة من التكنوقراط خلال الفترة المقبلة.
خطاب البرهان يواصل تجريب المجرب الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب، ويأتي للاستهلاك ونتيجة للضغوط الاقليمية والدولية، والمراوغة ونقض العهود والمواثيق التي عرفت عنه منذ انقلاب اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ في ١١ أبريل 2019، وفي مجزرة فض الاعتصام بعد تصريحاته بعدم فضه، وخرق الوثيقة الدستورية التى شبعت خرقا وموتا حتى القضاء عليها بانقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي أدي للحرب اللعينة الجارية حاليا، وما تم فيها من جرائم الحرب من الطرفين المتحاربين، التي تتطلب المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، ومن عجب ان يتحدث عن عفو للمعارضين في حين أنه غارق في جرائم الحرب، فمن يحتاج للعفو؟.
٢
ماعادت البلاد تحتمل مراواغات البرهان، فالمدخل للحل يكمن في:
- وقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد و من المدن والأحياء.
- حل الدعم السريع ومليشيات الكيزان وبقية المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.
- ورفض التسوية التي تعيد الشراكة مع العسكر والدعم السريع وتعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق، كما في المحاولات الجارية للعودة للاتفاق الإطاري مثل: مشروع "المنامة" أو العودة لما قبل 25 أكتوبر، والإبقاء على اتفاق جوبا.
- وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.
- عدم الإفلات من العقاب وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات.
- تحسين مستوى المعيشة التي تدهورت بعد الحرب، نتيجة انخفاض قيمة الجنيه السوداني والارتفاع الجنوني في الأسعار، وتاخير صرف مرتبات العاملين ، ومواصلة قيام النقابات لتحسين أوضاع العاملين، وتوفير خدمات الصحة والدواء والتعليم، و عودة خدمات الاتصالات والانترنت، وإصلاح شبكات المياه والكهرباء التي دمرتها الحرب اللعينة، وإنقاذ العام الدراسي في التعليم العام والعالي، وإصلاح النظام المصرفي الذي زاد تدهورا بعد الحرب... الخ.
- إصلاح ما خربته الحرب، وعودة الحياة لطبيعتها، والنازحين لمدنهم ومنازلهم وقراهم، وتعويض المتضررين من الحرب، وصرف مرتبات العاملين..
- قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وتحقيق السيادة الوطنية وحماية ثروات البلاد من النهب، فقد تأكد رغم الحرب يستمر التعدين ونهب موارد البلاد ، وعدم اهتمام حكومة الأمر الواقع بقضايا ومناطق التعدين رغم نهب مواردها من الذهب.
مما يتطلب مواصلة الثورة، وتعمير ما خربته الحرب، وتحقيق أهداف الثورة التي حاول طرفا الحرب صفيتها و طمس معالمها، ولكنها زادت توهجًا، وتأكد ضرورة مواصلتها حتى تحقيق أهدافها و مهام الفترة الانتقالية..
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مخرج البلاد واضح لو اراده البرهان والساسة
الكيزان شايفين القحاطة منتظرين الحرب تنتهي و يرجعوا يستلموا السلطة عبر رافعة خارجية .
يرون تنظيمهم أحق بالسلطة من القحاطة لأنهم دفعوا ضريبتها عرق و دم و كسب في الميدان وقت القحاطة بطبلوا للتمرد .
و القحاطة شايفين الكيزان واقفين مع الجيش عشان يرجعوا للسلطة عبر رافعة مشاركتهم في دحر التمرد . بل يتهمونهم صراحة باشعال الحرب .
لكنهم أحق بالسلطة من الكيزان لأنهم بمثلوا الثورة الموؤدة بالانقلاب و الحرب .
الحركات المسلحة و ناس اردول و بعض المتسلقين شايفين نفسهم الوحيدين الوقفوا مع الجيش سياسيا و عسكريا . و استحقاقهم اعلى من الكيزان المخلوعين و القحاطة المقبورين بالانقلاب و الحرب ..
البرهان ماسك الريموت يلعب بيهم كلهم ، يعشم ديل ، و يبتسم لي ديلك و يكشر انيابه للهناك …
لو كان البرهان صادق في تسليم السلطة بعد الحرب لقوى مدنية منتخبة كما يقول فليس أمامه الا حل واحد في الوقت الراهن هو نفض الغبار عن دستور ٢٠٠٥ و إجراء بعض التعديلات يشارك فيها الجميع (قحاطة-كيزان[ بعد ابعاد القيادات التي شاركت في الانقاذ]-حركات مسلحة – ارادلة ومجموعات سياسية اخرى متسلقة) ، يتوافق كل هؤلاء و. يتم تكوين حكومة تكنوقراط مقبولة نوعا ما من الجميع ، و تذهب الاحزاب و التنظيمات و الكتل السياسية للتجهيز للانتخابات . يتم دمج كل جيوش الحركات المسلحة في القوات المسلحة كجيش قومي يمثل الجميع ، و يعود ساستها للنافس السياسي .
اي حلول أخرى او محاولة استنساخ وثيقة دستورية جديدة يعني ان البرهان يلعب بالبيضة و الحجر و يريد إطالة زمن تسنمه قيادة البلاد …
ما لا يعرفه بأن نفس المواطن الذي ساهم مع الجيش في دحر و اقتلاع حميدتي و الجنجويد ، سيقوم باقتلاعه أيضا و رميه في نفس السلة مع البشير و اعوانه .
سالم الامين
إنضم لقناة النيلين على واتساب