الشيخة جواهر تعتمد 751 مليون درهم لبناء الإنسان والارتقاء بالمجتمع
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
الشارقة: «الخليج»
على مدار أكثر من 40 عاماً، كانت وما زالت مؤسسات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تؤدي دوراً ريادياً في خدمة المجتمع، وتركز في نهجها على قيم التلاحم الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية. ومع إعلان عام 2025 ليكون «عام المجتمع»، جاء اعتماد سموها لموازنة مؤسساتها المجتمعية بقيمة بلغت 751 مليون درهم إماراتي، وبزيادة قدرها 6% عن العام الماضي، ليؤكد استمرارية سير الشارقة على هذا النهج، ويعكس التزاماً متجدداً تجاه بناء أسرة واعية ومجتمع متكافل.
بدأت مؤسسات سموها رحلة العطاء المجتمعي منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، وبدعم لا محدود من صاحب السمو حاكم الشارقة، غدت اليوم منظومة متكاملة تضم 25 مؤسسة مجتمعية متخصصة، تعمل بتناغم لخدمة مختلف شرائح المجتمع. لهذه المؤسسات في كل بيت في إمارة الشارقة بصمة، سواءً في دعم الأسرة وحماية أفرادها، أو في تمكين الأطفال والشباب وصقل المواهب، أو في العمل الخيري الذي يعكس روح التضامن، أو في تمكين المرأة لضمان مساهمتها الفاعلة في المجتمع. هذه القطاعات الأربعة -الأسرة، والشباب، والعمل الخيري، والمرأة- لم تكن مجرد تصنيفات، بل ركائز أساسية بنيت عليها مسيرة طويلة من الإنجازات، مدفوعة برؤية سموها في بناء مجتمع متماسك.
وفيما يخص قطاع الارتقاء بالمجتمع والأسرة، تم تخصيص موازنة قدرها 150 مليون درهم لدعم قطاع الأسرة، الذي تندرج تحته المبادرات التي يقودها «المجلس الأعلى لشؤون الأسرة» بإداراته المختلفة منذ إنشائه عام 2000، حيث يكرس المكتب الثقافي جهوده لترسيخ الهوية الثقافية وتعزيز الإبداع الأدبي في المجتمع، وقاد مبادرات عديدة منها مجلة مرامي ورابطة أديبات الإمارات التي تُعنى بتشجيع الأدب النسوي ودعم الكاتبات الإماراتيات والمقيمات.
تتولى «إدارة مراكز التنمية الأسرية» دوراً أساسياً في تعزيز الاستقرار الأسري، من خلال تقديم الاستشارات الأسرية والتوجيهات التربوية التي تساهم في بناء أسر متماسكة. ومن أبرز مساهماتها دراسات واسعة لاحتياجات الأسرة الإماراتية، ما أدى إلى التوصية بإنشاء «محكمة الأسرة» في الشارقة، وبذلك دشّنت عهداً جديداً للتقاضي الأسري، في بيئة آمنة لحل النزاعات الأسرية بينما تراعي الخصوصية التي يتسم بها المجتمع الإماراتي.
أما «إدارة سلامة الطفل» فتساهم بتقديم مبادرات نوعية لحماية الأطفال والحفاظ على حقوقهم وذلك عبر مشاركتها في تطوير السياسات الوطنية ذات الصلة، ومن خلال تصميم وتنفيذ وإدارة مبادرات من أبرزها «مركز كنف - بيت الطفل في الشارقة» الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة والمنطقة، ليوفر ملاذاً آمناً للأطفال المتضررين من الإساءة والإهمال، ويوحد جهود كافة الجهات القانونية والاجتماعية والطبيّة المعنية في مكان واحد.
ومن منطلق التكامل بين إدارات المجلس، يأتي دور «إدارة التثقيف الصحي» التي تساهم في نشر الوعي عبر حملات توعوية وبرامج متخصصة تسعى لتعزيز أنماط الحياة الصحية والوقاية من الأمراض، مستهدفةً كافة فئات المجتمع.
وبهدف توحيد الجهود في مجال التوعية والظهور الإعلامي، أتى إطلاق «المكتب الإعلامي» في مطلع العام الماضي ليتولى مسؤولية إدارة الأنشطة وإنتاج مواد إعلامية تخاطب جميع شرائح المجتمع، وإبراز المبادرات والبرامج المختلفة من خلال حملات إعلامية تجند وسائل الإعلام التقليدية والحديثة على حدٍّ سواء.
ولأن للمجتمع حاجات متنوعة لا تقتصر على العمل الاجتماعي فقط، تم إنشاء «مركز الجواهر» للمناسبات والمؤتمرات عام 2013 لتلبية الحاجة في قطاع الضيافة، حيث أتاح مساحات راقية لمؤتمرات وطنية ودولية، فضلاً عن الفعاليات الثقافية والاجتماعية وخدمات الضيافة التي تقدم بأيدٍ ماهرة وخبيرة، وفريق متفانٍ.
وفي قطاع تنمية قدرات الشباب والأطفال، بلغت موازنة العام 240 مليون درهم، لتعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته لهذا القطاع الحيوي. فمنذ انطلاق «أطفال الشارقة» عام 1986، بدأ العمل على احتضان الطفل وتأسيسه ليكون عنصراً فاعلاً في مجتمعه، من خلال بيئة تتيح له الإبداع والتعلم عبر برامج ثقافية وتعليمية متخصصة. وعلى ذات النهج، جاء تأسيس «ناشئة الشارقة» عام 2004، وسجايا فتيات الشارقة عام 2015، ليكونا منصتين لتأهيل الناشئة والفتيات، عبر برامج تدمج التعليم بالابتكار وتؤهلهم للقيادة.
وكجسر يربط بين الصغار ومستقبلهم المهني، انضمت لربع قرن «مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات» عام 2016، لتكون نموذجاً إماراتياً يهدف إلى إعداد جيل إماراتي قادر على قيادة المستقبل والتأثير فيه، ملتزماً بهويته الوطنية.
ولأن الإبداع الإعلامي عنصر أساسي في تمكين الأجيال، جاءت «فن» – منصة الاكتشاف الإعلامي لدعم الفنون الإعلامية وتقديم برامج تدريبية متخصصة في مجالات السينما والتصوير والإنتاج الإعلامي. كما تنظم المؤسسة سنوياً مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، والذي يطمح لمحو الأمية الإعلامية لدى هذه الفئة، وتعزيز مواهبها وإبداعاتها، وعرض نتاجها السينمائي، بما يفتح أمامها أفقاً من الفرص الإعلامية. وفي الإطار ذاته، تعمل «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب»، والتي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي، على تعزيز الإرادة والشغف لدى اليافعين والشباب من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تشجع الجائزة على خوض تحديات جديدة في المجالات غير الأكاديمية وبمستويات مختلفة تشمل المغامرة والتطوع والمهارات والأنشطة البدنية.
يستمر الدعم الحكومي لقطاع العمل الخيري والإحسان بدعم المصروفات التشغيلية لمشاريع «مؤسسة القلب الكبير» والجمعيات الداعمة للصحة تحت إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة. لم تدخر «مؤسسة القلب الكبير» جهداً لمد يد العون للاجئين والمحتاجين حول العالم، في تجسيد واضح لقيم العطاء الإنساني التي تعد جزءاً لا يتجزأ من نهج الشارقة الإنساني. وبدعم من المجتمع، قدمت المؤسسة مشاريع تنموية مستدامة تضمن تحسين حياة الفئات الأكثر احتياجاً، سواء عبر توفير التعليم للأطفال اللاجئين أو دعم برامج الرعاية الصحية للمجتمعات المتضررة، حتى استفاد منها خمسة ملايين شخص داخل الدولة وخارجها.
وعلى الصعيد الصحي، تواصل «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، التي تأسست عام 1999، تقديم الدعم الطبي والمعنوي للمرضى، ولا يقتصر ذلك على المساعدات المالية، بل تدير الجمعية مبادرات من أهمها «القافلة الوردية» التي تُعد من أبرز الحملات التوعوية، حيث تجوب إمارات الدولة سنوياً، مقدمة فحوصات مجانية للكشف عن سرطان الثدي، إضافة إلى نشر الوعي حول أهمية الفحص الذاتي والتشخيص المبكر. إلى جانب ذلك، تتعاون الجمعية مع الجهات الصحية المحلية والدولية لتوفير أحدث العلاجات للمرضى، وتعمل على دعم الأبحاث العلمية في مجال السرطان.
ومن جانبها تعمل الجمعيات الصحية الأخرى كجمعيات أصدقاء مرضى السكري والكلى والتهاب المفاصل، و«جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية»، على تقديم حملات توعوية مكثفة تهدف إلى تثقيف المجتمع حول طرق الوقاية من الأمراض المزمنة، مع توفير الإرشادات اللازمة للمرضى لمساعدتهم على تحسين جودة حياتهم، إضافة إلى تنظيم فعاليات صحية تتيح للأفراد فرصة إجراء الفحوصات الطبية المجانية والاستفادة من الاستشارات الصحية المباشرة.
استكمالاً لجهود امتدت لأربعة عقود في دعم السيدات وتشجيعهن في مجالات الرياضة وريادة الأعمال والحرف اليدوية، تم تخصيص موازنة بلغت 304 ملايين درهم إماراتي للمؤسسات تحت قطاع تمكين المرأة، تحقيقاً لرؤية تعكس التزاماً بدأ بنادي المنتزه الذي فتح أبوابه على مصراعيها لاستقبال السيدات عام 1982، وما زال يوفر وجهة مثالية تضم مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية والتعليمية المصممة خصيصاً للسيدات والأطفال تحت اسم «نادي سيدات الشارقة».
أما في المجال الرياضي فتواصل «مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة» مساعيها في توعية المجتمع بأهمية ممارسة المرأة للرياضة، وتوفير البنية التحتية والتدريب اللازم لدعم المرأة الرياضية وتشجيعها على المشاركة في الرياضات المختلفة، وتأهيلها والوصول بها إلى المحافل الدولية.
كما تنظم المؤسسة دورة الأندية العربية للسيدات وهي حدث رياضي فريد من نوعه، حيث استضافت في دورتها الأخيرة 560 لاعبة يمثلن 63 فريقاً رياضياً من 15 دولة عربية، يتنافسن في 8 رياضات فردية وجماعية، لتكون خلف وصول الشارقة إلى قائمة أبرز الأسماء الداعمة للمرأة في هذا المجال على مستوى المنطقة.
كما تتابع مؤسسة «نماء للارتقاء بالمرأة» إيصال صوت المرأة إلى صناع القرار من خلال منصات حوارية وسياسات داعمة، وتوعيتها بحقوقها وإمكاناتها والارتقاء بمعارفها.
وتسعى كذلك إلى معالجة التحديات التي تواجهها، مثل تحقيق التوازن بين حياتها العملية والأسرية، وفتح آفاق جديدة لتعلم مهارات تمنحها القدرة على التعبير والتميز.
وفي مجال الاندماج في الاقتصاد، يأتي دور مجلس سيدات أعمال الشارقة في تمكين المرأة في قطاع الأعمال بتوفير الدعم والاستشارات اللازمة لرائدات الأعمال، وتوفير فرص ومنصات للتواصل وتبادل الخبرات محلياً وعالمياً.
ولتعزيز حضور المرأة المتمرسة في الحرف التقليدية، يبرز دور «مجلس إرثي للحرف المعاصرة»، الذي يعمل على تمكين الحرفيات الإماراتيات من خلال تدريبهن على أحدث التقنيات في تصميم المنتجات، بما يعود عليهن بالدخل ويضمن إحياء الحرف التقليدية والحفاظ عليها وتحويلها إلى صيحات عصرية قادرة على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
إن موازنة 2025 لمؤسسات سمو الشيخة جواهر المجتمعية تعكس إيمان صاحب السمو حاكم الشارقة وحكومة الإمارة بأهمية تخصيص موازنات تحقيق رؤية الشارقة للفرد والأسرة والمجتمع، برؤية مستقبلية وبجهود جبارة نابعة من التزام راسخ ببناء مجتمع يعزز من مكانة الأسرة، والمرأة، والأطفال والشباب، ويدعم استدامة المبادرات الخيرية والإنسانية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الشيخة جواهر الشارقة الإمارات صاحب السمو حاکم الشارقة ملیون درهم فی تمکین من خلال
إقرأ أيضاً:
النيابة الإدارية تصدر تقريرا عن إنجازات وحدة شئون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تولي النيابة الإدارية اهتمامًا بالغًا بدعم الفئات الأكثر احتياجًا للرعاية والحماية، وعلى رأسها المرأة وذوي الإعاقة، وذلك من خلال وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة، التي أنشئت لتكون همزة وصل فاعلة بين النيابة الإدارية والمجتمع، ولتساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
وقد شهدت الوحدة خلال الفترة الماضية نشاطًا ملحوظًا في مجالات التوعية، والرصد، والدعم، والتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف حماية الحقوق المكفولة دستوريًا وقانونيًا، ومتابعة تنفيذ السياسات العامة ذات الصلة.
وأصدرت هيئة النيابة الإدارية تقرير ليعرض أبرز الإنجازات التي حققتها الوحدة، والجهود التي بذلتها وحدة شئون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة بالنيابة الإدارية خلال الفترة من فبراير ٢٠٢٤ وحتى إبريل ٢٠٢٥.
تماشيًا مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، وتنفيذًا لما ورد في:
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان (2021–2026)
الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة (2030)
تم إنشاء وحدة شئون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة بقرار رقم 44 لسنة 2024، لتتبع رئيس هيئة النيابة الإدارية مباشرةً.
ثانيًا: اختصاصات الوحدة
إعداد قاعدة بيانات بعضوات النيابة وترشيحهن للفعاليات الخاصة بالمرأة.
عقد دورات تدريبية لرفع كفاءة الأعضاء.
تلقي وفحص الشكاوى المتعلقة بالمخالفات ضمن اختصاص الوحدة.
التنسيق مع المجالس القومية والجهات المعنية بحقوق الإنسان.
ثالثًا: الأنشطة والفعاليات
١. الدورات التدريبية وورش العمل
دورات في الحاسب الآلي (مبتدئ ومتقدم).
برامج تمكين المرأة: القيادة، مناهضة العنف، مهارات التواصل.
مهارات الإدارة والتخطيط.
مكافحة الفساد بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية.
٢. الندوات التوعوية
الإعاقات غير المرئية.
الذكاء الاصطناعي.
صعوبات التعلم.
ختان الإناث.
ندوة بالتعاون مع منظمة المرأة العربية.
٣. القوافل الطبية
قوافل فحص شامل للعيون.
المشاركة في المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة.
رابعًا: ملف ذوي الإعاقة
١. البنية التحتية للمقرات
توفير منحدرات ومصاعد مجهزة.
تجهيز دورات مياه خاصة.
لوحات مفاتيح بطريقة برايل في المصاعد.
تطبيقات لتحقيق النفاذ الرقمي.
٢. منظومة الشكاوى
استقبال الشكاوى عبر البريد، الهاتف، الواتساب، والتطبيقات الإلكترونية.
إعطاء الأولوية لفحص شكاوى ذوي الإعاقة.
تسوية سريعة دون إجراءات تحقيق تقليدية.
٣. التدريب
دورات حول حقوق ذوي الإعاقة، الإنفاذ الوطني، والإعاقات غير المرئية.
ورش عمل حول تعزيز قدرات العاملين.
خامسًا: التحول الرقمي
إطلاق خط ساخن لتلقي الشكاوى.
التعاون مع وزارة الاتصالات، وبروتوكول مع IBM.
تجهيز مقرات النيابة بالبنية التحتية التكنولوجية.
سادسًا: التطور المؤسسي في تمكين المرأة (2014–2025)
إعداد تقرير مصور يعرض التطور في المناصب القيادية للسيدات في النيابة الإدارية.
عدد مديرات النيابات: 56
عدد المستشارات في المناصب المركزية: 14
عضوات إدارة التفتيش القضائي: 14
مشاهدات التقرير على الفيسبوك: 105,142
سابعًا: الرؤية المستقبلية
تشكيل لجنة لحماية المرأة من العنف الرقمي.
مواصلة بناء قاعدة البيانات التدريبية.
تعزيز التعاون مع الجهات المعنية.
ضمان التيسير الرقمي وتحسين الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة.
ثامنًا: التوصيات العامة
تصميم برامج تدريبية متخصصة لموظفي النيابة.
إصدار تقارير دورية عن التقدم في البنية التحتية والخدمات الرقمية.
دعم ونشر الأبحاث الأكاديمية حول القضاء الإداري وتمكين المرأة وحقوق ذوي الإعاقة.