السديس في يوم مولده .. مسيرة حافلة لخدمة القرآن والمسجد الحرام
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
يحتفل العالم الإسلامي اليوم، الإثنين، بذكرى ميلاد الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأحد أبرز أئمة وخطباء الحرم المكي الشريف، اشتهر الشيخ السديس بصوته الخاشع الذي أثر في قلوب المسلمين حول العالم، وأسلوبه الفريد في تلاوة القرآن الكريم، مما جعله واحدًا من أشهر قراء العالم الإسلامي.
النشأة والمسيرة التعليمية
وُلد الشيخ عبد الرحمن السديس في عام 1379هـ، الموافق 1959 ميلاديًا، في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم. نشأ في العاصمة الرياض، حيث التحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ومن ثم تابع دراسته في معهد الرياض العلمي، الذي تخرج فيه عام 1399هـ (1978) بتقدير ممتاز.
حفظ السديس القرآن الكريم وهو في سن الثانية عشرة، حيث تلقى تعليمه في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، لينطلق بعد ذلك في رحلة علمية متميزة. التحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج فيها عام 1403هـ (1983).
بعد تخرجه، عُين معيدًا في كلية الشريعة، وتخصص في أصول الفقه، حيث اجتاز المرحلة التمهيدية للدراسات العليا بتقدير ممتاز. كما عمل إمامًا وخطيبًا في عدة مساجد بالرياض، وكان آخرها مسجد الشيخ عبد الرزاق العفيفي، بالتوازي مع عمله مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي.
تعيينه إمامًا وخطيبًا للحرم المكي
في عام 1404هـ (1984)، صدر التوجيه الملكي بتعيين الشيخ عبد الرحمن السديس إمامًا وخطيبًا للمسجد الحرام، ليكون حينها أصغر أئمة الحرم المكي سنًا. بدأ مهامه رسميًا بإمامة صلاة العصر في شهر شعبان من العام نفسه، وألقى أول خطبة له في شهر رمضان.
الدرجات العلمية ومسيرته الأكاديمية
تابع الشيخ السديس مسيرته الأكاديمية، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1408هـ (1987) من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عن رسالته "المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي". أشرف على الرسالة في البداية الشيخ عبد الرزاق عفيفي، ثم أكمل الإشراف الشيخ الدكتور عبد الرحمن الدرويش.
في عام 1416هـ (1995)، نال درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى، بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة، عن دراسته وتحقيقه لكتاب "الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي".
أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة، وناقشها الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والدكتور علي بن عباس الحكمي، رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى.
عقب حصوله على الدكتوراه، تم تعيينه أستاذًا مساعدًا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، حيث استمر في التدريس والإشراف على الأبحاث العلمية.
أعماله الدعوية والتدريسية
إلى جانب مهامه كإمام وخطيب للمسجد الحرام، يمارس الشيخ السديس دورًا تعليميًا بارزًا، حيث صدر توجيه رسمي عام 1416هـ (1995) بالسماح له بالتدريس داخل المسجد الحرام. يركز الشيخ في دروسه على علوم العقيدة والتفسير والحديث، كما يشارك في الفتوى، خاصة خلال مواسم الحج، ليكون أحد أهم المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي.
مكانته وتأثيره في العالم الإسلامي
يتمتع الشيخ عبد الرحمن السديس بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين، بفضل صوته المميز وطريقته الفريدة في التلاوة التي تجمع بين الخشوع والإتقان. وقد نال العديد من التكريمات، أبرزها جائزة الشخصية الإسلامية للسنة، التي حصل عليها عام 1995 خلال الدورة التاسعة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
على مدار العقود الماضية، ظل الشيخ السديس نموذجًا للعلم والدعوة، واستمر في خدمة الإسلام والمسلمين عبر موقعه في الحرمين الشريفين، ليبقى اسمه راسخًا في ذاكرة الأمة الإسلامية كواحد من أبرز القرّاء والدعاة في العصر الحديث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد النبوي المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس المزيد کلیة الشریعة بجامعة الشیخ عبد الرحمن العالم الإسلامی الشیخ السدیس إمام ا
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في العالم .. جراحة قلب بجامعة المنصورة تعيد بناء صمام الأورطي بأنسجة ذاتية
كشف الدكتور محمد سند، نائب مدير مركز جراحة القلب بجامعة المنصورة والمشرف على الفريق البحثي، عن إنجاز طبي غير مسبوق تم تنفيذه في المركز، وهو إعادة بناء صمام الأورطي باستخدام أنسجة ذاتية للمريض، وذلك لأول مرة على مستوى العالم.
دعم من الدولة وإنجاز من مركز حديثأوضح الدكتور سند، في مداخلة هاتفية ببرنامج "مصر تستطيع" على قناة DMC مع الإعلامي أحمد فايق، أن مركز جراحة القلب بالجامعة لم يمر على تأسيسه سوى خمس سنوات فقط، لكنه حظي بدعم كبير من الدولة والقيادة السياسية، ما ساعد على تطوير إمكانياته العلمية والبحثية.
حالة فتاة شابة تعاني من عيب خلقي نادرتناول الدكتور سند تفاصيل الحالة، قائلاً إن الجراحة أُجريت لفتاة تبلغ من العمر 23 عاماً، كانت تعاني من عيب خلقي في صمام الأورطي، إذ كان الصمام مكوناً من شرفة واحدة فقط بدلاً من ثلاث، مما تسبب في ضيق شديد أعاق حياتها اليومية.
من الصمامات المعدنية إلى الحلول الذاتيةوأشار إلى أنه كان المعتاد سابقًا استبدال الصمام الأورطي بصمام صناعي معدني أو حيواني، بحسب عمر المريض وظروفه، لكن هذه البدائل تتطلب أدوية سيولة مدى الحياة وتقييد في نمط الحياة.
أما الجراحة الجديدة، فقد استخدمت أنسجة المريضة نفسها لبناء الصمام، ما يُمكّنها من العيش بصورة طبيعية دون الحاجة لأدوية دائمة.
من عملية "روس" إلى تقنية "أوزاكي"وتحدث الدكتور سند عن مرجعيات العملية، مشيراً إلى أن جراحة القلب كانت قد شهدت تطوراً في الستينات مع اختراع عملية روس عام 1962 على يد الجراح البريطاني دونالد روس، والتي تعتمد على نقل الصمام الرئوي إلى مكان الأورطي.
كما أضاف أن التقنية الجديدة التي استخدمها الفريق المصري مستلهمة من جراحة أوزاكي، التي ابتكرها الجراح الياباني بروفيسور أوزاكي بروشيدور عام 2007، وتم تطبيقها في أكثر من 7 آلاف حالة حول العالم، لكنها لم تُستخدم من قبل في صمام الأورطي بأنسجة ذاتية كما حدث في المنصورة.