صعد اسم شركة "باراغون سولوشنز" (Paragon Solutions) الإسرائيلية إلى ساحة الأضواء، وذلك بعد خروج "ميتا" رسميا في بيان يؤكد أن الشركة حاولت اختراق حسابات واتساب لما يقرب من 100 شخص، من بينهم صحفيون وأعضاء بارزون في المجتمع المدني، تزامنا مع تصريحات إدارة ترامب بشأن قطاع غزة وخطة سكان القطاع.

وتسبب هذا الهجوم في إثارة الفضول حول الشركة الإسرائيلية وأهدافها ومن يقف خلفها، وبينما يعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أحد أبرز الأسماء التي تقف وراءها، فإنه ليس الوحيد، إذ يتكون مجلس إدارة الشركة من كتيبة عسكرية إسرائيلية متكاملة، فضلا عن استفادة الشركة من تمويلات أميركية سابقا قبل أن يحاول صندوق استثماري أميركي ضخم شراءها مقابل 900 مليون دولار، فمن يقف وراء هذه الشركة؟

غموض يحيط بمجلس الإدارة العسكري

من النادر ألا تجد شركة دون وجود واضح وبارز على الإنترنت، خاصة إن كانت تقدر بمئات الملايين، ويعمل بها أكثر من 200 شخص، وفق حساب "لينكدإن" التابع لها، ولكن "باراغون" قصة مختلفة تماما، إذ لا تملك الشركة وجودا واضحا خارج منصة "لينكدإن"، أي أنها لا تملك موقعا يذكر أي معلومات عنها عبر الإنترنت.

وأسدل هذا الأمر ستارا من الغموض على الشركة الإسرائيلية، وجعل كافة المعلومات المتاحة عنها هي من عاملين معها أو أفراد من داخلها يرفضون الكشف عن أسمائهم خوفا على أمنهم الخاص، وذلك رغم وُجود الشركة بشكل قوي في قطاع الأعمال التجارية والتعامل مع الحكومات العالمية.

إعلان

ووفق تقرير نشره موقع "فوربس" في عام 2021، فإن الشركة تأسست عام 2019 كشركة إسرائيلية ناشئة، وذلك تزامنا مع هجوم واسع على الشركات الإسرائيلية المتخصصة في اختراق الهواتف المحمولة وسرقة بياناتها مثل "إن إس أو غروب" (NSO Group) المسؤولة عن هجمات "بيغاسوس" (Pegasus) الشهيرة.

ففي غرفة تأسيس الشركة، يمكنك أن تعثر على العديد من الأسماء البارزة والشخصيات العسكرية الإسرائيلية ذات الصيت اللاذع إلى جانب إيهود باراك، بدءا من إيهود شنيورسون الذي يعد أحد مؤسسي الشركة، وهو أيضًا القائد السابق لوحدة السايبر 8200 بالجيش الإسرائيلي المختصة بالهجمات السيبرانية.

وتجد أيضا، إيدان نوريك الذي يأتي من خلفية ذات مزيج طبي وبرمجي وأعمال، فقد عمل على تطوير العديد من المشاريع البرمجية المختصة بالأمن السيبراني، وهو في الوقت الحالي المدير التنفيذي للشركة، وإيغور بوغودلوف الذي ساهم في تأسيس الشركة مع لياد أبراهام الذي يعد من خبراء الاستخبارات الإسرائيليين البارزين.

وخلف الشركة، يقف العديد من المستثمرين الأميركيين، في مقدمتهم، صندوق "باتيري" (Battery) للاستثمار الذي ضخ ما يصل إلى 10 ملايين دولار أثناء تأسيس الشركة.

إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أحد أبرز الأسماء التي تقف وراء باراغون (الفرنسية) تعاون أميركي وثيق

لا يقتصر التعاون الأميركي مع الشركة الإسرائيلية على دعمها ماديا من خلال صندوق الاستثمار "باتيري"، بل يمتد إلى تعامل تجاري مباشر معها، فبحسب تقرير قدمه موقع "وايرد" (Wired) في أكتوبر/تشرين الأول 2024، فإن هيئة قوانين الهجرة والجمارك الأميركية "آي سي إي" (ICE) أبرمت صفقة مع "باراغون" بقيمة مليوني دولار، وذلك من أجل الوصول إلى خدمات الشركة والاستفادة منها.

وفي فبراير/شباط الجاري، خرج أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة في بيان واضح يشير إلى أن الحكومة الأميركية وهيئاتها الفدرالية هي من أبرز عملاء "باراغون"، فضلا عن أن شركة "آي إي إندستريال بارتنرز" (AE Industrial Partners) تحاول الاستحواذ على شركة "باراغون" في الوقت الحالي في صفقة من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 900 مليون دولار، بحسب أداء الشركة التجاري، إذ قامت الشركة الاستثمارية بدفع 450 مليون دولار كدفعة أولى للاستحواذ على الشركة بشكل كامل.

إيهود شنيورسون يعد أحد مؤسسي "باراغون"، وهو أيضا القائد السابق لوحدة السايبر 8200 بالجيش الإسرائيلي (موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية) استهداف لمنصات التواصل السريعة

تختص منتجات "باراغون" في استهداف منصات الرسائل النصية الفورية ومنصات التواصل السريعة مثل "واتساب" و"سيغنال" وحتى خدمات البريد الإلكتروني من "غوغل"، فضلا عن خدمات التخزين السحابي.

إعلان

وأكد مصدر يعمل مع الشركة أن خدمات "باراغون" تمنح وصولا إلى هذه الخدمات لفترة أطول من الخدمات والمنتجات المنافسة حتى وإن تم إعادة تشغيل الهاتف أو تم إعادة تثبيت النظام بشكل كامل.

ويمنح هذا الأمر منتجات "باراغون" خصوصية فريدة فيما يتعلق بالتجسس على الأهداف الهامة، إذ لا يمكن التخلص منها بسهولة، وقد تحتاج إلى التخلص من الجهاز بشكل كامل من أجل تأمين الخدمات والعودة إلى الوضع الطبيعي.

وأشار تقرير "فوربس" إلى أن تقنيات "باراغون" تستطيع تخطي خدمات التشفير ثنائي الأطراف بشكل كامل، وهذا يجعلها لا تحتاج إلى استغلال ثغرات موجودة في التطبيقات أو حتى الهاتف وجعل المستخدم يضغط على الرابط، وهو الأمر الذي حدث مع الهجوم الأخير على "واتساب".

يذكر أن خدمات "باراغون" كانت ضرورية من أجل اختراق هاتف مهاجم دونالد ترامب أثناء جولته الانتخابية، وبينما لم يتم استخدام خدمة "غرافيت" (Graphite) التي تهاجم "واتساب"، فإن المباحث الفدرالية استعانت بخدمة أخرى مماثلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بشکل کامل

إقرأ أيضاً:

ضرب علني واعتذار مؤثر.. القصة الكاملة لاعتداء سائقة على مذيعة مصرية

اشتبكت سائقة توكتوك مع مذيعة مصرية شهيرة، في واقعة غريبة تحولت من مشاجرة علنية في أحد شوارع القاهرة إلى قضية رأي عام ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي.

واندلعت شرارة القصة حين تطورت مشادة كلامية حادة بين سائقة “توكتوك” وزميل لها في أحد شوارع حي الشرابية، بسبب خلاف على أولوية المرور، لكن تصادف وجود المذيعة مرام سعيد في موقع الحادث.

وفي لحظات، تحولت المذيعة إلى طرف في النزاع، بعدما رغبت في فض الاشتباك لكي تمر بسيارتها، لكنها تعرضت لاعتداء بالضرب من السائقة، وسط ذهول المارة.

من جهتها، لم تصمت مرام سعيد، بل بادرت بكتابة منشورات استغاثة على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، كشفت خلالها تفاصيل ما تعرضت له من هجوم على يد تلك السيدة، مطالبةً بسرعة التدخل واتخاذ الإجراءات القانونية لكي تنال حقها.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات الاستغاثة بكثافة، وتحركت الأجهزة الأمنية المصرية بعدما تقدّمت المذيعة ببلاغ في أحد أقسام الشرطة.

وبشكل سريع، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط المتهمة واقتيادها إلى قسم الشرطة للتحقيق، قبل إحالتها إلى النيابة العامة.

اللافت أنه خلال ساعات أعلنت مرام سعيد قرارها بالتنازل عن القضية، بعد اعتذار السائقة بشكل مؤثر داخل النيابة، وقالت في تصريحات لوسائل إعلام محلية: “المتهمة اعتذرت لي في النيابة اليوم.. استمرت في الاعتذار والتوسل كثيراً، فشعرت بالشفقة تجاهها، ولم أرغب في حبسها.. خاصة أنها بالتأكيد تعلمت الدرس، ولن تكرر الخطأ الذي فعلته مجدداً”.

مقالات مشابهة

  • ضرب علني واعتذار مؤثر.. القصة الكاملة لاعتداء سائقة على مذيعة مصرية
  • لأعتذارها.. إخلاء سبيل سائقة توك توك في التعدي على مرام سعيد
  • احميد: الحل الواقعي هو توحيد المؤسسة العسكرية بعد فشل السياسيين في إيجاد مخرج للأزمة الليبية
  • حادثة مأساوية: أم تُلقي برضيعتها من الشرفة بعد ساعات من ولادتها
  • عريضة وقف القتال تحشد تأييدا كبيرا في الأوساط العسكرية الإسرائيلية وخارجها
  • اتساع رقعة الاعتراض على حرب غزة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
  • أسعار النفط تتراجع بشكل حاد.. وخام برنت يسجل 63.33 دولارًا للبرميل
  • حصان يحضر جنازة صاحبه الذي توفى بشكل مفاجئ ..صور
  • إلتماس عقوبة 5 سنوات لطبيبة أسنان مزيفة نصبت على المرضى ببوزريعة
  • وزارة الصحة في غزة: 1522 شهيدا و3834 مصابا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية