راديو فرنسا الدولى: الكونغو الديمقراطية أكثر الدول تضررا بقرار تجميد المساعدات الأمريكية
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكر راديو فرنسا الدولي، أن الكونغو الديمقراطية من أكثر الدول تضررا بقرار تجميد المساعدات الأمريكية.
وقال الراديو، في نشرته الإفريقية، اليوم/الاثنين/، تعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من الدول التي يشعر فيها الناس بقسوة شديدة تجاه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بتجميد الأموال الأمريكية المخصصة للتنمية، وخاصة في الشرق، الذي يعاني من صراع عنيف.
وأوضح الراديو، أن هذا يرجع إلى أن 70% من المساعدات الإنسانية التي تتلقاها البلاد تأتي من الولايات المتحدة، وبالنسبة للمنظمات غير الحكومية الكونغولية التي تعتمد عليها، فإن الضربة قاسية، وإغلاقها الإجباري أمر يصعب قبوله للغاية.
ونقل الراديو عن الدكتور جوزيف كاكيسينجي منسق المنتدى الوطني للمنظمات غير الحكومية الذي يضم أكثر من 500 منظمة في الكونغو الديمقراطية، إن:" التخفيضات التي اضطرت إليها تلك المنظمات بالفعل بسبب تعليق المساعدات الأمريكية لها "عواقب فورية ومأساوية للغاية"، فقد اضطرت المنظمات التي كانت توزع المساعدات على مخيمات النازحين إلى إيقاف كل شيء، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يعتمدون عليها لا يعلمون ماذا يفعلون.
كما اضطرت المنظمات التي كانت تزود المستشفيات بالأدوية إلى إيقاف عمليات التسليم، ولم تعد بعض البرامج لمكافحة السل والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية قادرة على الاستمرار؛ مما يعرض حياة الناس للخطر.
وقال،إن:"الوضع معقد بالفعل، غير أن هذا التوقف المفاجئ للمساعدات الأمريكية يعد كارثيا".
وبدوره قال لوك لامبريير مدير منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية، وهي منصة تجمع 124 منظمة دولية تعمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إن:" ما نخشاه حقا هو وقوع كارثة إنسانية مرتبطة ليس فقط بالوضع، بل وبصعوبة الاستجابة له، سواء بسبب الظروف الأمنية أو صعوبة الوصول إلى السكان مع حالة عدم اليقين الكبرى بشأن تمويل المنظمات غير الحكومية".
يذكر أن منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية شهدت تدهورا كبيرا في الوضع، مع القتال العنيف الذي سبق احتلال مدينة جوما من قبل جماعة 23 مارس المتمردة المسلحة، في الأسابيع الأخيرة، فقد قتل ما يقرب من 3000 شخص وأصيب عدد مماثل ونزح 700 ألف شخص في عاصمة شمال كيفو في يناير الماضي، وفقا لما ذكره هيئة الأمم المتحدة، مؤكدة أن الخسائر البشرية في المنطقة مأساوية.
وبينما كانت المنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض تخشى من أن الأضرار المادية الكبيرة الناجمة عن الاشتباكات من شأنها أن تعقد عملها، فقد شهدت مخاوفها تعزيزا بسبب إعلان دونالد ترامب تجميد جميع المساعدات الدولية من الولايات المتحدة يوم تنصيبه في 20 يناير الماضي، والتي من المؤكد أن انقطاعها دون سابق إنذار سيؤدي إلى عواقب لا حصر لها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: راديو فرنسا الدولي الكونغو الديمقراطية تجميد المساعدات الأمريكية الکونغو الدیمقراطیة غیر الحکومیة
إقرأ أيضاً:
ما بين تحدى الهيمنة الأمريكية وتعزيز أمن الممرات البحرية
بقلم: د. حامد محمود
كاتب متخصص فى الشئون الاقليمية والدولية
القاهرة (زمان التركية)- رسائل عدة تبعثها مناورات ” الحزام الأمني البحري 2025″ التى انطلقت قبل أيام بمشاركة القوات البحرية لإيران وروسيا والصين، وهي مناورات عسكرية قبالة السواحل في جنوب غرب إيران حيث تشارك سفن قتالية وداعمة للقوات البحرية الصينية والروسية، وسفن الجيش الإيراني وبحرية الحرس الثوري التى تشارك ايضا في هذه المناورات .
وتهدف المناورات إلى “تعزيز الأمن في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف بين الدول المشاركة” وذلك حسبما هو معلن.
وعلى الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه غير قلق على الإطلاق بشأن المناورات العسكرية المزمعة بين روسيا والصين وإيران.
إلا أن هناك العديد من الأهداف والرسائل من وراء اجراء هذه المناورات: أولها تعزيز التعاون المشترك بين الدول الثلاثة حيث أجرت من قبل مناورات مشتركة في المنطقة خلال السنوات الماضية انطلاقاً من رغبتها المشتركة في مواجهة ما تصفه بالتهديدات لامن دولها.
ثانيها الرغبة فى تحدى الهيمنة الامريكية الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط عامة ومنطقة الخليج العربى وشمال المحيط الهندى بشكل خاص.
ثالثا رغبة ايران فى إظهار قواتها البحرية والسيطرة على منطقة مركزية للتجارة والإمدادات العالمية فعلاوة على المناورات الجوية والبرية التي دأبت عليها، بدأت إيران مناورات بحرية مشتركة مع كل من الصين وروسيا على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع (6600 ميل مربع) شمالي المحيط الهندي وخليج عمان.
وعلى وقع التوتر المتصاعد في البحر الأحمر وبحر العرب، أعلن المتحدث الإيراني باسم المناورات المعروفة بـ”حزام الأمن البحري 2025″ أن النسخة الخامسه منها ترمي إلى ضمان الأمن بالمنطقة وتوسيع التعاون مع الحلفاء، وأوضح أنها تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري وتبادل المعلومات في مجال الإنقاذ، فضلا عن ان التدريبات ستشمل التعاون المشترك على إنقاذ السفن من الحرائق والاختطاف والرماية على أهداف محددة وإطلاق نار ليلي على أهداف جوية.
ورغم أن الدول الثلاث سبق ونفذت -منذ 2019- مناورات بحرية مشتركة في المحيطين الهندي والأطلسي وبحر عُمان، يرى مراقبون في إيران أن التدريبات الجارية التي تأتي في ظل توترات إقليمية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، تكاد تكون مختلفة عن المناورات السابقة.
منطقة المثلث الذهبىومن المهم الاشارة الى أن منطقة المناورات اختيرت بعناية لتتوسط ثالوث المضايق الذهبية هرمز وباب المندب وملقا، مما يزيد من أهمية الحزام الأمني التي تشكله شمالي المحيط الهندي لضمان مرور السفن التجارية ولاسيما تدفق الطاقة العالمية.
ويزيد من أهمية المناورات الجارية كونها تأتي متزامنة مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة وتداعياتها على “غطرسة” التحالف الأميركي البريطاني في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي والمياه الإقليمية.
بالاضافة إلى أن المناورات الثلاثية تبعث رسالة للجهات المعنية أن الأطراف الشرقية المشاركة فيها عازمة على ضمان المضايق الإستراتيجية في المنطقة دون الدول الغربية.
ولعل الرسالة الرئيسة لهذه المناورات أنها تجدد سياسة الدول المشاركة فيها بعدم قبولها أي تغييرات جيوإستراتيجية وجيوسياسية في المحيط الهندي، لا سيما المناطق البحرية التي تقع شماله وغربه.
ويعتقد أن حزام الأمن البحري يثبت لدول المنطقة تفوق الأمن الإقليمي على نظيره المستورد من القوى الغربية، ولذلك فمن المهم توسعة التعاون العسكري المشترك ومشاركة الدول المطلة على أعالي البحار والمحيط الهندي في التحالف الشرقي الصاعد والتعاون معه لضمان الأمن البحري الإقليمي وسلامة النشاط الاقتصادي هناك.
وفى التحليل النهائى..فان المناورات والإصرار على تنفيذها في نطاقها الجغرافي وحيزها الزماني المعتاد يثبت عزم الدول المشاركة فيها على مواجهة الحضور العسكري الغربي في المنطقة.
ومع تحدى جماعة الحوثي للهيمنة البحرية للقوى الغربية في البحر الأحمر بما يتناسب وسياسات الدول المشاركة في مناورات حزام الأمن البحري 2024، لطالما تنظر الولايات المتحدة إلى هذه الدول كونها تمثل تهديدا لأمنها القومي وبذلت ما بوسعها لفرض العقوبات والتضييق على القوى الشرقية بما يبرر إظهارها القوة على تنفيذ رد مشترك ومواجهة الهيمنة البحرية الغربية.
مرحلة جديدة من التعاون الامنى البحرى للقوي الثلاث
كما أن من شأن المناورات الجارية أن تؤسس لمرحلة جديدة تتراجع فيها الهيمنة البحرية الغربية في الشرق الأوسط وشرق آسيا، مؤكدا أنه فضلا عن إيران والصين كونهما دولتين إقليميتين، فإن الحضور العسكري الغربي في المنطقة يشكل خطا أحمر لروسيا التي تجرعت الأمرين بسبب السياسات الغربية التي لم تسمح يوما بحضور موسكو -رغم قربها لأوروبا- في إطار النظام العالمي الغربي.
فالحضور العسكري الروسي في المحيط الهندي والمياه الإقليمية تحديا للهيمنة البحرية الغربية وتجاوزا للخطوط الأميركية الحمراء، مؤكدا أن سلسلة مناورات حزام الأمن البحري ليست سوى بداية لسياسة إستراتيجية طويلة المدى تهدف لمواجهة الحضور الأميركي في المنطقة وتقويضه.
ولذلك فمن المهم تحديث إستراتيجياتها العلياء وفق المستجدات السياسية في المنطقة واستغلال مبادرة الحزام والطريق وممر شمال-جنوب الدولي لتعزيز التعاون السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بينهما في إطار خارطة الطريق الرامية إلى تقويض الهيمنة الغربية.
وخاصة أن الموقع الجيوإستراتيجي الذي تتمتع به كل من إيران وروسيا والصين، بإمكانه أن يسهم في تحويل التعاون العسكري الراهن بينها إلى تحالف عسكري إستراتيجي.
Tags: ايرانتحدى الهيمنة الأمريكيةتعزيز أمن الممرات البحريةروسيامناورات الحزام الأمني البحري