موقع النيلين:
2025-02-11@01:03:58 GMT

نافذة أوفرتون والبرهان

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

تطبيع النقاش حول عودتهم من عدمها هو ما يريده البرهان، تهيئة الرأي العام لقبول الجدل حول قضية عودة الخونة، وإثارة الجدل حولها، وجعلها محل نقاش يومي، هي من صميم رغبات التوهان. فحالة التعود على فرص رجوعهم هي واحدة من الأساليب التي انتهجها البرهان طيلة سنين حكمه، يطرح قضايا مثيرة كالاتفاق الإطاري، يخلق صدمة، يرفضها الناس، يخلق حالة انقسام، تظهر أصوات داعمة تبررها، ثم يعيد النقاش حولها حتى تتحول إلى أمر واقع ويتم تمريرها للقبول .

.

يعيد البرهان نفس أساليبه ويمرر أهدافه بطريقة صادمة لفتح النقاش حولها، فيظهر صحفيون مطبلون ليقولوا: “ما قاله البرهان ممتاز، لفتة بارعة، ذكاء حاد، وعقل أخاذ من رجل كاهن أحرج حقت ومن يواليها! ..

هذه الاستراتيجيات المعروفة والتي تشبه إلى حد ما ما يعرف في السياسات العامة بنافذة أوفرتون Overton Window، القائمة على تسريب الأفكار الصادمة وجعلها قابلة للقبول والتطبيق عن طريق التلاعب بالرأي العام وتشكيله وفقاً لرغبات البرهان ومعاونيه ..

رمي فكرة العودة والعفو عن المتآمرين مع الجنجويد في ميدان العامة وقياس الرأي العام حولها، ومن ثم تغيير اتجاهات المواطنين من رافضين بصورة صارمة للتسامح معهم، ثم جعلها فكرة يمكن خوض النقاش حولها ومن ثم مقبولة “وضرورية” لصالح الاستقرار والمصالحة الوطنية ..
ستفشل هذه الأساليب، وسيحكم السودانيون على من خانهم وباعهم بالنفي والنسيان والرفض والحرمان. فالسودانيون لا ينسون، ويعرفون صديقهم من عدوهم، ولسان حالهم قول الشاعر السوداني محجوب البيلي:
وعزة تعرف من خانها
في الخفاء، ومن باعها للقبائل
وتعرف أنّ القصاص قريب
وليل المهانة لا بدّ زائل

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

احترام الذوق العام

على شتّى الاختلافات بين الشعوب والمجتمعات، والتي لا تنحصر في الأعراق والأشكال والألوان ، ولا في الأديان والعقائد والأعراف ، لم يستهن أي مجتمع بشعيرة احترام الذوق العام أو يتجاهلها ، بل تم تنصيبها عرفاً من الأعراف السائدة لبعض المجتمعات كما هو الحال في مجتمعاتنا العربية ، ومخالفتها يعتبر من ضمن التعديات الأخلاقية التي تستلزم الإيقاف، و المساءلة القانونية، في حين أنها على الصعيد المجتمعي، تعتبر صورة معبرة عن الرقي، ونبذ للهمجية المفتعلة ، حيث أن الفرد يعد حجر أساس
لأي كيان مجتمعي يتم تشيده، وواجهة فولاذية، تنصهر فيها جميع السمات والصفات الفردية التي تشكل التباين في التصنيفات.
في اعتقادي أن تطبيق نهج حماية الذوق العام، يعتبر وسيلة لتهذيب سلوكيات الأفراد في إطار المسحات الشخصية، سواء تجاه أنفسهم، أو تجاه الآخرين، فالتقيُّد بالأداب العامة، ماهو إلا دليل على الحفاظ على المباديء والقيّم في المقام الأول، واحترام الذات في المقام الذي يليه،
فهناك الكثير من السلوكيات والتصرفات التي لا يكفي استنكار المجتمع لها ، خاصة إن كان تأثيرها سلباً ، ومرهقاً، بأن تتقبله أي فئة من فئات
المجتمع، لذا فإن فرض مخالفة الذوق العام على الجميع ، و دون استثناء في مجتمعنا، يساهم في الانضباط، وعدم التعدّي على الثقافة الاجتماعية ، مع مراعاة الرأي العام، وحفظ حق الفرد في رفض كل مايبدد أواصر المجتمع ،لاسيما أن المجال مفتوح أمام الجميع في الإبلاغ عن كل ما يخالف الذائقة العامة وينافيها.
ختاماً :
مقالتي هذة لاتخص المجتمعات المتدهورة أخلاقياً .

 

Wjn_alm@

مقالات مشابهة

  • احترام الذوق العام
  • البرهان يلتقي المدير العام لقوات الشرطة
  • أزمة تناولها مسلسل عايشة الدور.. كيف تتصرفين إذا شعرتِ بأنكِ منسية ممن حولك؟
  • طعنة نافذة.. إصابة شاب في مشاجرة دموية بأكتوبر
  • شاب ينهي حياة شقيقته في الشارع بنجع حمادي
  • البرهان يصدر مرسوم رئاسي بتعيين مسؤولين
  • الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب: لا للتهجير والمقاومة الفلسطينية أصبحت فكرة للإنسانية جمعاء
  • بيان من حزب المؤتمر الوطني المحلول حول تصريحات البرهان
  • شاهد بالفيديو.. بعد أن زاره في المستشفى.. أحد مصابي القوات المسلحة يفاجئ “البرهان” بقصيدة مؤثرة ومعبرة