أبو الحجاج الاقصري.. شيخ الزمان وصاحب البركات وأبو المعارف المأثورة
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
سيدي أبو الحجاج الاقصري، رضى الله عنه، فهو شيخ الزمان، صاحب المعارف المأثورة، والمكاشفات المذكورة، والأمور الربانية، فكان أحد الشيوخ الذي انتفع الناس ببركاته، وصالح دعواته، ودخلوا في خلواته، وتقدمت كرامات الصوفية إليه، فتقدمها كراماتهُ وأتمت. وعندما يهل علينا الشهور المباركة، بداية من رجب، مروراً بشعبان، ثم رمضان، من كل عام، حاملا ذكرى خاصة لكل الأقصريين، يظهر طيف القطب الصوفي الجليل صاحب الساحة والمسجد الأكبر في الأقصر، سيدى أبا الحجاج الأقصري، والذي يقدر عدد زائريه سنويًا بأكثر من 6 ملايين شخص.
ولد القطب السني الصوفي العارف بالله يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد الشهير بأبو الحجاج الأقصري في بغداد بعهد الدولة العباسية والخليفة المقتفي لأمر الله، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين حفيد رسول الله ﷺ. تعلم أبو الحجاج الأقصري على أيدي كبار علماء التصوف، حيث تفرغ للوعظ، ووصل إلى الأقصر أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته لما عرف عنه من الزهد والورع، وتوفي عن عمر ناهز التسعين عاماً. أما مسجد العارف بالله أبي الحجاج الأقصري، والذي تأسس في عهد الدولة الأيوبية، فهو معروف بطرازه وأعمدته الفرعونية، ما يجعله مقصدا مهماً للمريدين ومحبي الصوفية، وايضاً السائحين جنبا إلى جنب.
تعلو المسجد مئذنة مبنية بالطوب اللبن طولها 14 مترا، على الطراز الفاطمي وهي من أجمل المآذن الموجودة بصعيد مصر في الوقت الحالي، وأقيمت المئذنة في عهد أبي الحجاج الأقصري نفسه، وتتكون من 3 طوابق، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، والجزء السفلي المربع مقوي بأعمدة خشبية، كما أضيفت إلى المسجد مئذنة أخرى في فترة لاحقة. كما يعتبر مسجد أبو الحجاج الأقصري ملتقى لحضارات ثلاث، إسلامية وفرعونية وقبطية، حيث من أسفله أقيمت كنيسة قبطية من الناحية الغربية، علاوة على كونه مقامًا بين أعمدة وجدران الجزء العلوي لمدخل معبد الأقصر الأثري، الذي شيّده الملك الفرعوني رمسيس الثاني.
وتملأ النقوش الفرعونية كل مكان بالمسجد، والسبب يعود إلى أن المسجد أقيم أعلى أطلال معبد الأقصر من الناحية الشمالية بداخل الجزء العلوي والمعبد ظل فترة طويلة مغطى بجبال من الرمال ولا تظهر منه سوى الأعمدة العلوية فقط، فاختار أبو الحجاج الأقصري الجزء البارز من أعمدة المعبد لإقامة مسجده.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ابو الحجاج الأقصري شيخ الزمان أبو الحجاج الأقصری
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة محمود الجندي.. فنان مُتعدد الوجوه وصاحب بصمة فنية لا تُنسى (تقرير)
تحل اليوم الجمعة، ذكرى وفاة الفنان الراحل محمود الجندي، أحد أبرز وأهم وجوه الفن المصري، الذي ترك بصمة عميقة في السينما والدراما المصرية، وعلى الرغم من عدم كونه نجم شباك بالمعنى التقليدي، إلا أن أدواره المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا رسخت مكانته في قلوب الجمهور والنقاد على حد سواء.
الفنان القدير محمود الجندي
كان الجندي معروفًا بموهبته الاستثنائية وقدرته على تجسيد شخصيات معقدة وأدوار ذات طابع خاص، ما جعله من أكثر الفنانين احترامًا في الوسط الفني، فقد شهدت مسيرته الفنية العديد من المحطات التي تركت فيها أعماله بصمات لا تُنسى، سواء في السينما أو التلفزيون. من أبرز أعماله السينمائية “الاختيار” و”فيلم ثقافي” وغيرها، وكذلك العديد من المسلسلات التي تمثلت في تجسيد شخصيات عميقة ومعقدة أثرت في الجمهور.
ارتبط اسم محمود الجندي بشكل كبير بالفنانة عبلة كامل، حيث تزوجا في عام 2003، في زواج لفت الأنظار بسبب مهره الذي كان “25 قرشًا”، كما صرح الجندي في العديد من لقاءاته التلفزيونية، ورغم هذه العلاقة التي جذبت اهتمام وسائل الإعلام، إلا أن هذا الزواج لم يستمر طويلًا، حيث انفصلا في عام 2005 بعد عامين فقط من زواجهما.
لقاء محمود الجندي الأخير
في لقائه الأخير في برنامج “حفلة” مع الإعلامية سمر يسرى على قناة on، تحدث الجندي عن أسباب انفصاله عن عبلة كامل. وأوضح أن السبب يعود إلى عدم تقبله لغيابها الطويل بسبب انشغالها بتصوير أعمالها الفنية، مشيرًا إلى أنه كان يشعر بالوحدة في بعض الأوقات وكان لا يجدها موجودة في المنزل، كما أضاف الجندي: “كانت لها بطولات ونجومية أكبر مني، وكان ذلك يؤثر عليّ بشكل كبير، خاصة وأنني كنت أُختار في الأدوار مجاملة لها، وهو ما لم أكن أقبله.” وقد عبر عن هذه المشاعر بقوله إنه كان يرفض أدوارًا معينة كانت تعرض عليه فقط لأن “أكون زوج الفنانة”، وهذا لم يكن يرضيه كفنان، إذ كان يصر على أن يحترم نفسه وموهبته.
واستكمل الجندي حديثه حول “غيرة فنية” شعر بها تجاهها، مستذكرًا تربيته التي جعلت من الصعب عليه أن يكون في دور أقل من زوجته، خصوصًا في مجال الفن. وأشار إلى أن الله قد قدر له أن يتزوج من زوجته الأخيرة، التي وجدها “زوجة كما ينبغي”، ما منحه الاستقرار بعد تلك التجارب.
بداية محمود الجندي الفنية
يُذكر أن محمود الجندي بدأ مسيرته الفنية في أوائل السبعينيات، حيث شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات التي تعكس تنوعًا كبيرًا في أدواره. على الرغم من حياته الشخصية التي شهدت العديد من التحديات، إلا أن الجندي كان دائمًا يحظى باحترام زملائه في الوسط الفني، حيث كان يُعتبر نموذجًا للفنان الملتزم والمخلص لمهنته.
رحل محمود الجندي عن عالمنا في 11 أبريل 2021، ولكن أعماله وتاريخه الفني سيظل شاهدًا على مسيرته الطويلة التي أثرت في قلوب الملايين.