إنجاز لبناني جديد.. فيلم وعد من الجنوب إلى أبرز مهرجانات بريطانيا
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
رغم المآسي العميقة التي يعاني منها جيل اليوم، والتحديات المتتالية التي تثقل كاهله ، يثبت شباب لبنان قدرتهم الفائقة على التألق والمضي قدمًا نحو العالمية. فبعد الإنجاز الرائع الذي حققه لاعب التنس هادي حبيب في بطولة "أستراليا المفتوحة"، يأتي الشاب المبدع حسين قانصو ليبهر الجميع بتألقه في مجال الفن، حيث يعرض فيلمه "وعد" في أحد أبرز المهرجانات السينمائية في بريطانيا.
"وعد": قصة أمل من قلب الحرب
قانصو، ابن العشرين عامًا، طالب في السنة الثانية في الجامعة اللبنانية، متخصص في "السينما والتلفزيون". بدأ رحلته في عالم الإخراج والتصوير من خلال مشروع يعكس مزيجًا من المعاناة والأمل، ليكون تعبيرًا عن شغفه وواقعه.
وفي حديثه لـ "لبنان 24" عن فيلمه "وعد"، قال قانصو: "كانت فكرة الفيلم قد نضجت في وقت كنا فيه جميعًا نعيش حالة النزوح، حيث كانت صور الحرب تهيمن على حياتنا. ومع بداية العودة إلى المناطق التي اضطررنا لمغادرتها إثر الحرب، عقب سريان وقف إطلاق النار، بدأت ألتقط صورًا تروي مشاهد العودة والأمل."
صرخة من الجنوب إلى العالم
وأضاف قانصو: "ثم خطرت لي فكرة تصوير فيلم وثائقي عن هذا الموضوع، خصوصًا وأنني طالب في تخصص "السينما والتلفزيون". كنت قد تأثرت بشكل كبير برؤية الناس الذين فقدوا بيوتهم المدمرة، ورغم ذلك عادوا إليها، وواصلوا حياتهم. ما شجعني أكثر كان إصرار وعزيمة عائلتي، فقد تعرض منزلنا للقصف، ومع ذلك كانت قوتهم لا تُضاهى. حتى بعد الدمار، كانوا يواصلون تنظيف الغرفة الوحيدة التي بقيت صامدة، ليتمكنوا من العيش فيها. هذه المشاهد كانت البداية لفكرة توثيق العلاقة العميقة بين الناس وأرضهم، وخاصة علاقتي الشخصية ببلدتي "الشهابية" الجنوبية.
وأوضح قانصو قائلاً: "قررت أن أنقل من خلال فيلمي معاناة ووجع أهل الجنوب إلى العالم، لأنني شعرت أن هذه القصص تستحق أن تُروى، وأن الألم الذي عاشه هؤلاء الناس يحتاج إلى أن يُسمع. بالنسبة لي، كان الفيلم شكلًا من أشكال المقاومة؛ فكما قاوم أهل الجنوب على مرّ السنين، كان لي نصيبي في المقاومة عبر الفن والتصوير من خلال هذا الفيلم الوثائقي، وجملته الرئيسية كانت: "وعد لضيعة أنجبت الأمل من بين ركام الحجارة."
"وعد" في أحد أبرز مهرجانات بريطانيا
وأضاف: "قررت أشارك الفيلم عبر الإنترنت، ولم أكن أتوقع أن يُقبل في أحد أبرز مهرجانات بريطانيا، خاصة أنه كان الفيلم العربي الوحيد الذي تم قبوله. بالطبع، الفيلم يحمل مواصفات فنية عالية، لكن من الصعب جدًا أن تقبل دولة مثل بريطانيا أفلامًا من هذا النوع."
وأشار قانصو إلى أن أصعب اللحظات التي واجهها أثناء تصوير الفيلم كانت عندما قرروا تصوير مشاهد مع عوائل الشهداء. وقال: "كانت كمية الوجع كبيرة جدًا، ورغم أننا كنا نذهب إليهم لتقديم العزاء والمواساة، إلا أنهم كانوا هم من يواسوننا بصبرهم وألمهم، وهو ما كان له تأثير عميق على نفسي."
وتابع قائلاً: "واجهت أيضًا تحديًا ماديًا كبيرًا في إخراج الفيلم، حيث كان الدعم محصورًا بعائلتي فقط، وهو ما شكل عبئًا إضافيًا عليّ. ولكن إصراري على إنجاز هذا العمل كان الدافع الأكبر للاستمرار."
وأكّد قانصو أن ردود الفعل كانت إيجابية للغاية، خصوصًا من أهل بلدته، الذين جعلوه يشعر بالفخر وأكدوا له أنه تمكن من إيصال صوتهم إلى العالم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل كانت والدة ترامب على حق ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
زعمت بعض مواقع التواصل ان والدة ترامب، السيدة ماري آن (1912 – 2000)، لخصت مؤهلات ابنها بهذه العبارة:
(نعم، إنه أحمق. بلا عقلٍ سليم، ولا مهارات اجتماعية، لكنه ابني. أتمنى فقط ألا يتدخل في السياسة أبداً. لأن تدخله يعني الكارثة). .
لكن وكالة (رويترز) كذبت تلك المزاعم، وقالت: انها مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة. ولم تعثر الوكالة على دليل واحد، يؤكد أن السيدة والدة ترامب قالت شيئا كهذا. .
وان أقرب تعليق لوالدة ترامب عن ابنها، عثرت عليه رويترز، جاء من عدد عام 1990 من مجلة فانيتي فير (Vanity Fair)، زعم أن احدى النساء قالت ساخرة لوالدة ترامب: (أي نوع من الأبناء انجبتي ؟). ولا يوجد دليل قاطع على أن أمه وصفته بأنه أحمق، أو انه سيكون كارثة في عالم السياسة. .
لكن واقع الحال يؤكد انه لا يدرك الفرق بين العجز التجاري والتعريفات الجمركية. فالعجز التجاري ليس فاتورة، وليس خسارة أموال، ولا يعني أن دولة تغش دولة أخرى. بل يعني ببساطة أن الولايات المتحدة تشتري أكثر مما تبيع، وتستهلك اكثر مما تنتج، لأن الأمريكيين لديهم المال لينفقوه. هذا كل ما في الأمر. لكن ترامب يتعامل مع العجز التجاري كبطاقة نتائج، والتعريفات الجمركية كعقوبة. وان سياسته التجارية بأكملها مبنية على أوهام وتخيلات. هذه ليست استراتيجية اقتصادية، بل تفكير سطحي ذو عواقب عالمية وخيمة. وهو الآن يتخبط بإطلاق قراراته الطائشة، يحرق الجسور، يدمر التحالفات، ومع ذلك يتظاهر بالذكاء والقوة. .
خبراء الاقتصاد يصرخون: (ترامب لا يفهم الرسوم الجمركية، وخطته هراء)، وسخر منه الاتحاد الأوروبي، وتهكم عليه خبراء الصين، في حين خرج المتظاهرون في معظم الولايات الأمريكية احتجاجاً على سياسته الغبية، وبدأت جماعات حقوقية الإعداد لمظاهرات حاشدة تحاصر البيت البيضاوي. .
وقد انضم الاتحاد الأوروبي الآن إلى الصين وكندا لفرض رسوم جمركية إنتقامية على الولايات المتحدة، في تصعيد مبكر قد يسفر عن خوض حرب عالمية (تجارية)، ما يزيد تكلفة الشراء على شريحة واسعة من الشعوب والامم، وربما يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود. .
وكنتيجة لسياسته الرعناء سارعت الصين إلى إقرار الإعفاءات الجمركية الشاملة على جميع المنتجات الواردة اليها من 33 دولة أفريقية، بينما سارع ترامب إلى فرض رسوم مضافة بنسبة 10 % على منتجات 32 دولة أفريقية منخفضة الدخل. فهل نلوم أفريقيا على اختيارها الصين ؟. أم نسخر من الرئيس المتحامل على البلدان الفقيرة ؟. .
لا رادع لترامب إلا ترامب نفسه، فالرجل يتصرف على هواه بلا مرجعية علمية ولا استشارية. فهو يحمل ملامح الطاغية الروماني كاليغولا (Caligula) الذي كان من اشهر الملوك المجانين قبل الميلاد. .