يمانيون:
2025-02-11@00:53:32 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

وديع العبسي
غابت القيادة الجامعة وحضرت قيادة متعددة الرؤوس تحت مسميات لا تتقاطع مع الأخرى إلا عند مستوى الولاء الذي تبديه هذه القيادات للداعمين الخارجيين من المحتلين، وعدا ذلك فإن بعض المكونات تحاول ممارسة السلطة الأبوية على الأخرى في مسعى لتصدر المشهد كواجهة ممثِلة للجميع.
يحدث هذا في المناطق اليمنية المحتلة، حيث انتهج المحتلون عن قصد وتعمد خلق حالة الشتات بين هذه المكونات ما يبقيها باستمرار في صراع معلن وخفي، الأمر الذي انعكس بدوره وبشكل مباشر على خدمة المواطنين الذين ما عاد لهم جهة تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم، فالمكونات الهزيلة شكلا ومضمونا اقتصر هدف كل منها على تأمين واقعها وبيئتها خشية وقوعها فريسة للمكونات الأخرى.


وفي كل حين وبدفع خارجي واضح، تبرز التحرشات بين المكونات، ليبدأ كل منها بشحذ سيوفه وتفعيل أوراقه، وفي الخِضم تبرز النعرات بين أبناء المجتمع تحت عناوين الحقوق ورفض الإقصاء والتهميش والمطالبة بالعدالة والمساواة إلى آخر ذلك، وجميعها عناوين برّاقة إلا أن طريقة توظيفها يحيلها إلى سيوف تُفرق بين أبناء المجتمع الواحد وتُعمق من آفة الانشداد والارتباط بالمجتمعات الصغيرة والأطر الضيّقة، لترى أبناء المديرية الفلانية تتظاهر من اجل واقعها وترى أبناء المربع الفلاني يتظاهر لتزويد مناطقه بالخدمات وحق المشاركة في رسم ما يسميه خطط المستقبل، ثم تدخل المكونات لتُزايد على مصالح هؤلاء في محاولة للتشكيك في قدرات مكونات أخرى قريبة أو مرتبطة بسلطة الاحتلال، وصولا إلى توتير كل بيئة الناس الذين تظل أولويتهم، توفير الأمن وتأمين لقمة العيش في ظل واقع الاستهداف الذي يتعرضون له من تحالف العدوان.
كل هذا والمحتل يشاهد ويتابع تنفيذ السيناريو المرسوم لهذه الأدوات، وإذا شعر بخروج عن النص، دفع بمن يلفت انتباههم، كما يؤكد واقع الحال، أن هناك أيادي تتعمد خلق مثل هذه الأجواء المتناحرة المسمومة وتوتير الحياة لصرف الناس عن الالتفات والاهتمام بالحياة السياسية كي يسهل للمرتبطين بالخارج المحتل تكييف واقع المناطق المحتلة وفقا لما يناسب مصالحهم.
في ظل هذه الأجواء يغيب المسؤول المعني بالدرجة الأولى بالتقصير في توفير الخدمات وتضيع مصالح الناس، وما كان انفجار بركان الغضب الشعبي في عدن الخميس إلا دليلاً على أن المخطط الاحتلالي لإذلال الناس يسير وفق ما هو مرسوم تماما، وسيظل هذا الحال ما بقي المسؤولون المنضوون في مسميات بلا سلطان كمجلس القيادة أو حكومة بن مبارك، فضلا عن مسميات الكيانات الصغيرة، في حالة ارتهان للمحتل.
تحرُك «ثورة الجياع» منذ ما قبل تأطُرها في إطار حركة تحمل نفسها الاسم، لم يأت لأهداف سياسية أو سلطة وإنما سعيا لتامين لقمة العيش، ومطالبة من هم في إطار المسؤولية بموجب قرارات دول الاحتلال، بالوفاء بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين وهي ابسط ما يمكن العمل به كالكهرباء والماء وصرف المرتبات وضبط انهيار العملة، ولا إعجاز أو تعجيز في مثل هذه المطالب لكنها تصير كذلك لدى المسؤولين حين لا تكون أولوية بالنسبة لهم.
صحيح انه يجري التعامل اليوم مع بركان «ثورة الجياع» بصورة ترقيعية إسعافية بلا رؤية أو خطة استراتيجية تضمن ديمومة الخدمات وصرف المرتبات وإيقاف التعامل بالعُملة، إلا أن ما شهدته عدن وعدد من المحافظات المحتلة سواء بمساره التنظيمي أو شكل الخروج الهادر، يشير إلى انطلاق بداية النهاية لهذا الواقع، فالناس ضاقوا ذرعا من واقع لا تتوافر فيه ابسط مقومات الحياة، ومن حالة العجز عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه من يعولون.
لا شيء يبرر العجز في استمرار تيار الكهرباء وصرف المرتبات والسيطرة على سعر العملة، ولا تفسير لهذا الجمود في تحريك الأمور في اتجاه التخفيف من وقع الأزمات، فما تسمى بالوديعة السعودية تصل، وفي اللحظة التي كان امل الناس أن تؤدي إلى رفع شيء من ثقل الهموم، اذا بمؤشر سعر الصرف يرتفع إلى (2250) للدولار الواحد و(600) ريال للريال السعودي، واذا بجرعة جديدة للمواد النفطية تأخذ مسارها ليصل سعر جالون البنزين سعة (20) لتراً إلى (32) ألف ريال، واذا بأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني والكهرباء تنقطع، ولا تفسير لذلك إلا بكونه تعمداً في استهداف حياة المواطنين.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

معاريف: النصر على حركة حماس مجرد وهم خطير.. واقع معقد جدا

أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أنّ النصر على حركة حماس مجرد وهم خطير، مضيفة أنّ "الواقع معقد جدا، وفي العديد من الحالات ليس لدينا الأدوات أو الوقت لفهم الصورة الكاملة".

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب يوآش بن إليعازر، أنّ "الواقع الإسرائيلي، المليء بالتعقيدات والديناميكيات، يثبت لنا ذلك مرة تلو الأخرى: طرد الفلسطينيين من لبنان كان يعتبر آنذاك إنجازًا، ولكنه أدى إلى صعود حزب الله والمحور الشيعي".

وتابعت: "انسحاب غزة بدا خطوة شجاعة وصحيحة، ولكنه أصبح أرضًا خصبة لتسليح حماس وملحمة 7 أكتوبر. هجوم حماس كان كارثة مروعة، ولكن غياب التنسيق مع المحور الشيعي في الشمال ربما منع كارثة أكبر، وأدى إلى انهيار المحور".



وذكرت أن "انهيار المحور الشيعي في الشمال يُعتبر نجاحًا كبيرًا، لكن هل الذي سيملأ الفراغ الذي تم إنشاؤه سيكون أقل خطرًا؟ التهم الموجهة ضد بنيامين نتنياهو، التي بدت كبداية لتغيير، أدت إلى إقامة حكومة يُنظر إليها من قبل الكثيرين على أنها راديكالية وضارة. العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى الرئاسة تعتبر فرصة جيدة لإسرائيل، لكن من يضمن أنها لن تؤدي في المدى البعيد إلى مشاكل أكبر؟".

ولفتت "معاريف" إلى أن الحاجة الإسرائيلية للحكم "تنبع من رغبتنا في شعور باليقين. عندما نقول "هذا جيد" أو "هذا سيء"، نحن نحاول فرض النظام على عالم فوضوي وإيجاد منطق في واقع متغير. لكن الحياة ليست ثابتة. الواقع ديناميكي، وما يبدو اليوم كنجاح قد يتبين كفشل – والعكس صحيح".

مقالات مشابهة

  • إعادة تأهيل ثلاث آبار رئيسية ‏لتحسين واقع مياه الشرب بدرعا ‏
  • «مكي» يحول جزء من حياته إلى واقع في مسلسل الغاوي.. ما علاقة الحمام؟
  • الهروب من جهنم.. كتاب جديد يوثّق واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
  • الهروب من جنهم.. كتاب جديد يوثّق واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
  • “ثورة الجياع” تفضح مؤامرة استهداف المواطنين في المحافظات المحتلة
  • “ثورة الجياع” تفضح مؤامرة استهداف المواطنين في المحافظات المحتلة
  • معاريف: النصر على حركة حماس مجرد وهم خطير.. واقع معقد جدا
  • من واقع مسلسل «قلبي ومفتاحه».. ما حكم الدين في زواج «المحلل الشرعي»؟
  • عون وسلام لا يؤيدان تشكيل حكومة أمر واقع