جنوب لبنان- في ساعات الصباح الباكر، رافقت الجزيرة نت قافلة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، من بلدة إبل السقي قضاء مرجعيون باتجاه المناطق الحدودية، وتحديدا إلى بلدة عين عرب، حيث كانت المهمة تهدف إلى إزالة السواتر الترابية التي أقامها الجيش الإسرائيلي، والتي أغلقت طرقات حيوية مانعة الأهالي من العودة إلى قراهم.

لم تكن الطريق إلى عين عرب مجرد مسار جغرافي، بل كانت مسرحا لحالة من الترقب والحذر، تقدمت عربات "اليونيفيل" البيضاء ببطء، تلتها الجرافات الضخمة، وعند أول ساتر ترابي في منطقة وطى الخيام توقفت القافلة، وبدأ أفراد القوة الأممية بتأمين المكان عبر عمليات فحص دقيقة، للتأكد من خلوه من المتفجرات أو المخاطر المحتملة.

بعد دقائق من الانتظار، أعطت فرق الاستطلاع الضوء الأخضر للجرافات التي شرعت في إزالة العوائق، بينما كانت فرق أخرى تراقب الوضع باستخدام المناظير المتطورة.

عملية فتح الطرق تتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي يتخذ قرار عودة الأهالي لقراهم (الجزيرة) مهمة دقيقة

لم تكن المهمة مجرد عملية هندسية، بل تضمنت أبعادا أمنية معقدة تتطلب الحذر الدائم، وأثناء التنقل من وطى الخيام باتجاه عين عرب، لاحظنا عملية تفخيخ منازل على الجهة المقابلة للطريق، مما يبرز بوضوح أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يسعى لفرض واقع جديد على الأرض.

إلى جانب ذلك، برزت مشاهد لتدمير جارف للأراضي الزراعية والبساتين التي كانت في معظمها تحتوي على أشجار السنديان والزيتون المعمرة، كما تفاوتت على طول الطريق صعوبة وتعقيدات السواتر الترابية، مما استدعى التوقف مرارا لإعادة تقييم التقدم.

وتحدث رائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" أنجيل دي إسبينوزا للجزيرة نت، ذاكرا أن هذه المهام ليست يومية، بل تتطلب تنسيقا دقيقا مسبقا لضمان نجاحها، وأوضح أن القافلة ضمت فريقا أمنيا، وفريق استطلاع متخصصا بالكشف عن الذخائر غير المنفجرة، بالإضافة إلى وحدة هندسية مختصة بإزالة العوائق وإعادة تأهيل الطرق.

إعلان

وأضاف إسبينوزا أن عملية فتح الطرق لا تنتهي عند إزالة السواتر، بل يتبعها تنسيق مع الجيش اللبناني الذي يتولى مسؤولية الطريق، ويقرر ما إذا كان بإمكان الأهالي العودة إلى قراهم بأمان، وشدد على أن قوات اليونيفيل تواصل دورها في الجنوب اللبناني من خلال تسيير دوريات تهدف إلى حفظ السلام وضمان الاستقرار.

أفراد القوة الأممية يقومون بتأمين المكان عبر عمليات فحص دقيقة للتأكد من خلوه من المتفجرات (الجزيرة) مزيج خطر وأمل

ومع اقتراب المهمة من نهايتها، وصلت القافلة إلى بلدة عين عرب حيث بدأت معالم الطريق بالظهور مجددا، بعد أن كانت مغطاة بالركام، وبعد إنجاز المهمة عادت القافلة إلى مقر "اليونيفيل" في إبل السقي، تاركة وراءها أثرا ملموسا بالعودة إلى الحياة في منطقة تعيش مزيجا من الخطر والأمل.

ويبقى فتح الطرقات الحدودية أكثر من مجرد إزالة للعوائق، بل هو استعادة لحق الأهالي في العودة، واستمرار لجهود حفظ السلام، في بقعة لا تزال تحت وطأة التوترات والمخاطر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عین عرب

إقرأ أيضاً:

هذه الطرقات مقطوعة بسبب الجليد

تشكلت طبقة سميكة من الجليد على الطرق الرئيسية والفرعية في منطقة الضنية، خاصة في البلدات والقرى التي يزيد ارتفاعها على 800 متر فوق سطح البحر، ما أدى إلى تعذر العبور عليها إلا أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية أو سيارات الدفع الرباعي.

وأدت برودة الطقس الشديدة وتدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ليلا في غالبية المناطق الجبلية إلى قطع الطرق في بلدات سير، بقرصونا، بقاعصفرين، عاصون، إيزال، السفيرة، نمرين، قرصيتا، وكفربنين، ما تسبب في شلل تام لحركة السير عليها.

كما تسبب الجليد في قطع الطريق المؤدية إلى مستشفى سير الضنية الحكومي، مما استدعى تدخل الورش الفنية التابعة للبلديات، واتحاد بلديات الضنية، ووزارة الأشغال العامة. وعملت الفرق على استخدام آلياتها لرش الملح على الطرقات الرئيسية لتذويب الجليد وتسهيل إعادة فتحها أمام حركة السير.

مقالات مشابهة

  • اليونيفيل تدعم الحكومة اللبنانية في جهودها لتنفيذ القرار 1701
  • دعاء يوم 11 شعبان للصائمين.. 17 كلمة تفتح لك الأبواب المغلقة
  • رنا مطر: الأهالي يستخدمون فيديوهاتي لتحفيز أطفالهم على الأكل.. فيديو
  • إليكم الطرقات المقطوعة بسبب الثلوج
  • الأهالي طاردوه بالشوارع.. أمن الغربية يضبط المتهم بإنهاء حياة نجل صاحب مطعم
  • الكتيبة الإيطالية في اليونيفيل تنظم تبرعًا غذائيًا لسكان مجدل زون
  • الدفاع المدني يدعو الأهالي لتجنب أماكن المواد المتفجرة من مخلفات النظام البائد ‏
  • دعاء المعجزات.. 11 كلمة رددها بيقين تفتح لك الأبواب المغلقة
  • هذه الطرقات مقطوعة بسبب الجليد