أستهل مقالي بتقديم أسمى آيات التهاني لحضراتكم بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم، راجية المولى عز وجل أن يجعل هذه الأيام المباركة أيام خير ورحمة، ويُمن وبركات علينا جميعاً وعلى بلدنا الحبيب الغالي وقيادتنا السياسية الوطنية الحكيمة، سائلين المولى عز وجل أن يعينه على تحمل الأمانة وأن يسدد خطاه لما فيه رفعة الوطن وأمنه وسلامة أراضيه.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي شهدنا جميعاً انتخابات البيطريين لإعادة ترتيب البيت العريق من الداخل، نقابة البيطريين المصرية، وقد وصفتها آنذاك بانتخابات الفرصة الأخيرة وناشدت البيطريين ألا يضيعوها من بين أيديهم لأنها لم ولن تتكرر.

نعم كنت أعني تماماً ما أقول، فعندما قرر رائد الطب البيطري في مصر وأحد أهم خبراء ورموز الصناعة في الوطن العربي، ويُعد من أبرز وأنجح رجال الأعمال الوطنيين في هذه الصناعة الدكتور مجدى حسن أن يتقدم المشهد متطوعاً ويترشح نقيباً للبيطريين خادما لأبنائه وتلاميذه ومهنته التي يعتز بها ودوماً يفتخر أنّه تربّى وترعرع بين مزارعها ومعاملها البحثية مُعلّما ومربيا لأجيال وأجيال من خيرة البيطريين.

ومنهم من أسند له الفضل في تأسيس وقيام صناعة الإنتاج الحيواني بقطاعاتها المختلفة في بعض بلداننا العربية وليس مصر فحسب، كان صدى الخبر على أهل الصناعة من مربين واستشاريين وأكاديميين وحتى دارسين وخريجين أن استبشروا خيراً لحاضرهم ومستقبلهم، بينما أنا ذهبت بتفاؤلي لأبعد من ذلك وقد رأيت في ترشحه عطية من القدر للبيطريين.

واليوم وقد شارف سيادته على إتمام عامه الأول نقيباً للبيطريين أستطيع أن أقول لكم بملء الفم ما أراه بأم العين وما يدور بخلد البعض منا وما يُقال بين المطلعين على أداء عمل النقيب عن قرب وحتى ما يدور من نجوى بين البعض، إن هذا الرجل ظل على مدار عام يقاتل من أجل الطبيب البيطري مستنزفاً الكثير من صحته ووقته من أجل تحسين وضع أبنائه ومهنته، ويكافح لاسترداد حقوق البيطريين في مناخ عمل مليء بالشائعات التي تطال منه يومياً وضغائن وأحقاد تسفه وتشكك في كل ما يقدمه على المستوى المهني وحتى الإنساني لأبناء نقابته.

هذا من ناحية، ومن أخرى يواجه إرث عقود من تراكم المشكلات المتعلقة بحقوق البيطريين المهدرة وعدم معاملتهم أسوة بأعضاء النقابات الأخرى، مثل حقهم في التعيين بالمؤسسات ذات الصلة بعملهم، وأيضاً الدفاع عن حقوق النقابة المسطو عليها من جهات أخرى وتحتاج لاستردادها إرادة وقرار دولة للتغلب على كثير من العقبات البيروقراطية وقيود القوانين.

ولم يُثنهِ كل هذا أو يقلل من شغفه وحماسه في العمل لصالح نقابته، بل قدَّم في عامه الأول الكثير من الإنجازات، وبالرغم من أهميتها إلا أنها لا تمثل سوى غيث من فيض أحلامه التي يسعى إليها وينوي تحقيقها، فبدأ خطوات طموحة ومهمة للغاية في إعادة هيكلة عمل النقابة لتتفق مع متطلبات توجه الدولة نحو رقمنة الأعمال الإدارية في كل قطاعاتها.

وربطها رقميا بالنقابات الفرعية الأخرى لتحقيق أكبر قدر من الكفاءة في تقديم الخدمة، وتعاقد مع أكبر مكاتب التدقيق المحاسبي والمراجعة المالية لتحقيق الشفافية المحاسبية والحفاظ على المال العام من الإهدار، بالإضافة لتعاقده مع شركات خبرة لتفعيل الحوكمة الإدارية وتدريب الموظفين ورفع كفاءتهم وزيادة حوافزهم.

وفي ضوء الخدمات المقدمة لأعضاء النقابة تم التعاقد مع شركة متخصصة لتقديم مشروع علاج وخدمات طبية متميزة للأعضاء، وتم التعاقد مع شركة تأمين كبرى لعمل نظام تأميني متكامل لتقديم معاش آخر للطبيب البيطري يُصرف له عند بلوغه سن المعاش وعند الوفاة والعجز الكلي بمبلغ مليون و300 ألف جنيه.

هذا واستكمالاً لمجهود النقابات السابقة فقد تم الحصول على 10 آلاف وظيفة داخل هيئة الخدمات البيطرية وفي انتظار وزارة المالية لتوفير الدرجات المالية، وفي ضوء رؤيته لتوفير موارد مالية للنقابة جارٍ العمل على استخراج تصاريح والحصول على موافقات من الجهات المختصة لإنشاء شركات في مجال إنتاج الألبان والأدوية، وجارٍ الاتفاق مع بعض الدول الإفريقية للاستعانة بالبيطريين المصريين نظراً للنقص الحاد في هذا التخصص لديهم، وكذا تم فتح خط تمويل لمشروعات الإنتاج الحيواني للبيطريين.

كما أطلقت النقابة إنشاء صندوقين لدعم مرضى السرطان من الأعضاء وآخر لرعاية الايتام، كما أطلقت مبادرة «انطلق بمشروعك» لتعزيز ريادة الأعمال في مجال الطب البيطري بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات لتعزيز روح الابتكار لدى البيطريين، بالإضافة للعديد من الأنشطة والمؤتمرات التي تقوم بتنظيمها النقابة.

كل هذه الإنجازات التي تم تحقيقها على أرض الواقع فعلياً، ومنها ما هو جارٍ الإعداد له لتنفيذه ولم يمر سوى عام من عمر مجلس النقابة.

وأتفق تماماً مع تصور شيوخ المهنة وخبرائها أنه عند اكتمال رؤيته لهيكلة وتطوير أداء النقابة وبلوغ المشاريع الجاري تنفيذها لزيادة مدخلات النقابة مراحل متقدمة ودخول بروتوكولات التعاون التي وقعها مع جهات داخلية وخارجية حيز التنفيذ سيصبح عصر تولى الدكتور مجدى حسن رئاسة نقابة البيطريين عن حق هو العصر الذهبي للبيطريين.

وهذا لا يمنع من وجود بعض التحديات التي ما زالت يستعصى حل جذري لها كأم المشاكل وهى التعيينات للبيطريين والخريجين، وإذا أخذنا في الاعتبار أن كليات الطب البيطري تخرج سنوياً لسوق العمل 5600 طبيب بخلاف خريجي الكليات المصرية الأخرى، لكن الجميع يعلم أن خطة الدولة المعلنة وتوجهها هو تقليل عدد الموظفين وإيقاف التعيينات نهائياً، ومن ثم بدأت النقابة في إيجاد بدائل أخرى في القطاع الخاص وفي بعض الدول الأفريقية بعد إتمام برامج التدريب المعدة لتأهيل الخريج لسوق العمل.

وأعلم جيداً أن حزب المصالح الذى تضرر كثيراً من وصوله لهذا المنصب وكارهي النجاح وأحبذ أن أطلق عليهم كارهي الخير ما زال وسيظل يهاجم ويشكك في كل ما يتم، وأيضاً سيضعون عراقيل ويصطنعون معارك ومشاكل وهمية ويكيلون من ادعاءاتهم وسبابهم لإقناع السيل الجارف والسواد الأعظم من البيطريين الذين وضعوا كامل ثقتهم ومصيرهم ومستقبل مهنتهم أمانة في عنق هذا الرجل أنهم أخطأوا الاختيار.

فكما سبق ووصفت ترشح الدكتور مجدى حسن بعطية القدر للبيطريين، ومن منطلق ما تم تنفيذه في عام وهو ما لم يكن ليحدث في سنوات، وما أطلع عليه لتنفيذه في المستقبل القريب وجارٍ إعداد خططه ومشاريعه والانتهاء من إجراءاته.

وما سيتخذ من قرارات كلها تصب في صالح الطبيب البيطري وفي خدمة المهنة، فإني سأذهب لأبعد من وصفي له بهدية القدر لأقول لكم والأيام هي خير شاهد ودليل إن هذا الرجل جاء ومعه مصباح علاء الدين ليحقق ما لم يكن يتحقق مع غيره وليصنع تاريخ النقابة الحديث ويسطر بأحرف من نور قصة مهنة عظيمة كيف بدأت بأهداف نبيلة وهى خدمة الإنسانية وبمرور الزمن تهمشت وتداعت وعانى أبناؤها، واليوم نشهد جميعاً ملحمة إعادتها لسابق عهدها شامخة بأيدي المخلصين من أبنائها.

أطلقت النقابة إنشاء صندوقين لدعم مرضى السرطان من الأعضاء وآخر لرعاية الايتام، كما أطلقت مبادرة «انطلق بمشروعك» لتعزيز ريادة الأعمال في مجال الطب البيطري بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات لتعزيز روح الابتكار لدى البيطريين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انتخابات البيطريين نقابة البيطريين المصرية الطب البیطری

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: صوت الإذاعة مجد لا يخبو

في 13 فبراير من كل عام، يحتفل العالم بيوم الإذاعة العالمي، ذلك الاختراع العجيب الذي تسلل إلى البيوت والعقول، حاملاً معه الأخبار، الحكايات، والأغنيات، قبل أن يصبح رفيق السفر وأُنس الوحدة.

الساعة تقترب من الخامسة والنصف مساءً، اليوم هو 31 مايو 1934، والهواء يحمل شيئًا جديدًا، شيئًا سيغيّر شكل الزمن القادم. صوت المذيع أحمد سالم يشق الصمت:

"هنا القاهرة.. الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية". لم يكن مجرد إعلان رسمي، بل كان ميلادًا لصوت سيصبح رفيق الأيام والليالي، ينساب من أجهزة الراديو في المقاهي والبيوت، ليحمل الأخبار والأغنيات وأحلام الوطن. كان ذلك بداية عهد جديد، لكن الحكاية لم تبدأ هنا…

لنعود بالزمن أكثر، إلى الأيام التي لم يكن فيها صوتٌ يعبر الهواء، إلى اللحظة التي وُلدت فيها الفكرة قبل أن تتحول إلى واقع.

في أواخر القرن التاسع عشر، كان العالم على موعد مع اختراع سيغيّر كل شيء، حتى الطريقة التي يسمع بها الناس الأخبار والقصص. عام 1895، نجح جولييلمو ماركوني في إطلاق أول إشارة بث لاسلكي، ليبدأ عصرٌ جديد حيث تنتقل الأخبار عبر الأثير، لا تحتاج إلى ورق ولا تنتظر ساعي البريد. مع دخول القرن العشرين، تحولت الإذاعة إلى أداة حاسمة، -خصوصًا- في زمن الحروب. خلال الحربين العالميتين، أصبحت سلاحًا استُخدم في الدعاية والمراسلات العسكرية، بينما كانت الجماهير مشدودة إلى أصوات المذيعين بانتظار الأخبار المصيرية.

ثم جاءت العشرينيات، وكان لابد من أن تتخذ الإذاعة مكانها الحقيقي في قلب كل متابع. تلك البوابة الواسعة على العالم، التي تحمل الأخبار، تنقل الموسيقى، وتخلق لحظات من السحر بين المستمع وصوت لا يراه، لكنه يشعر به كأنه يجلس إلى جواره تمامًا. وهكذا، ولدت الإذاعة كصوت لا يُنسى، وكتقنية ستظل تجد طريقها في كل زمن، مهما تغيرت الوسائل والأدوات.

لم يكن في مصر، آنذاك، شيء اسمه "إذاعة رسمية". كانت هناك محاولات متفرقة، محطات أهلية تبث بجهود فردية في عشرينيات القرن العشرين، لكنها لم تكن أكثر من أصوات متقطعة في الأثير، لا نظام يحكمها ولا دولة تتبناها. لكن في مساء يوم 31 مايو 1934، تغير كل شيء. انطلقت الإذاعة المصرية الرسمية بصوت المذيع أحمد سالم. 

في البداية، كانت الإذاعة تحت جناح شركة "ماركوني" البريطانية، لكنها لم تكن لتبقى كذلك للأبد. انتهى العقد في 30 مايو 1944، وكان على الإذاعة أن تشق طريقها وحدها، بلا وصاية. وجاء عام 1947 ليشهد لحظة تمصيرها، فلم تعد مجرد صدى لصوت الآخرين، بل صارت صوت مصر الحقيقي، بلكنته الواضحة وموسيقاه الخاصة.

وفي الخمسينيات، مع صعود جمال عبد الناصر، لم تعد الإذاعة مجرد وسيلة ترفيه، بل أصبحت سلاحًا. من "صوت العرب"، خرجت الكلمات التي أشعلت الحماسة في قلوب المستمعين، تخطت حدود القاهرة، وصلت إلى كل بيت عربي يحلم بالخلاص من الاستعمار، تحولت إلى منبر للثورة، إلى أداة تعبئة، إلى صوت لا يمكن كتمه.

واليوم، رغم كل ما تغير، لا يزال هناك من يفتح الراديو في الصباح، ليسمع صوتًا يعرفه جيدًا. الإذاعة ليست مجرد موجات أثيرية تتردد بين السماء والأرض، بل هي ذاكرة الزمن. منذ نشأتها، كانت صوتًا للشعوب وسلاحًا في المعارك. إنها تشبه ذلك الحكيم العجوز الجالس أمام دكان في حارة مصرية قديمة، يشرب الشاي بالنعناع ويتابع الدنيا وهي تتغير من حوله.  صحيح أن الناس لم يعودوا يجتمعون حول الراديو كما كانوا يفعلون قديمًا، وصحيح أن الشاشات الملونة سرقت الأبصار، لكن هناك دائمًا من يفضل الإنصات إلى صوت مألوف دون الحاجة إلى صورة.

في عالم يركض بلا توقف، تظل الإذاعة ملاذًا لمن يريد أن يهرب من إدمان النظر إلى الشاشات، لمن يفضل أن يغلق عينيه ويترك الصوت يقوده في رحلة بلا حدود. لم تعد تخرج فقط من أجهزة الراديو العتيقة، بل تسللت إلى الهواتف، إلى الإنترنت، عادت في شكل "بودكاست" يجذب جيلًا جديدًا لم يعرف انتظار المذيع، لكنه ما زال يبحث عن الحكاية. ربما لم تعد الإذاعة هي الخيار الأول، وربما أصبح حضورها خافتًا، لكنها لم تنتهِ. فقد أثبتت أن الصوت وحده قادر على أن يسافر عبر الأزمان، أن ينساب في القلوب، أن يصنع الأنس.
وفي اليوم العالمي للإذاعة، نرفع القبعة، لهذا الصوت العابر للأجيال، لهذا الصديق 
الوفي، الذي ما زال يهمس في أذاننا:
"أنا هنا.. لم أرحل بعد."

كل عام والإذاعة بخير، وكل عام ومستمعوها أوفياء لصوتها الدافئ.. ذاك الصوت الذي يأتيك حين تظن أن كل شيء قد سكن، يحكي لك، يربت على قلبك. لا يفرض نفسه، لكنه حاضر، يعرف اسمك، "عزيزي المستمع"، كما لو كان رفيقًا قديمًا لم ينشغل عنك يومًا .. رفيق لا يمل الانتظار.

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب يكشف كواليس جديدة حول التحديات التي واجهت بعثة الأولمبياد
  • منال الشرقاوي تكتب: صوت الإذاعة مجد لا يخبو
  • الأمم المتحدة توقع اتفاق شراكة مع مؤسسة تابعة لبيت هائل سعيد لدعم التحديات التي تواجه النازحين في اليمن
  • دينا داش تكشف عن حملها الثاني من المالديف.. شاهد
  • قمة عربية طارئة في مصر التحديات التي تواجه مستقبل الفلسطينيين في غزة بسبب خطة ترامب
  • تأخر متكرر للطبيب البيطري لمعاينة اللحوم بسيدي عبد الله غيات يثير غضب الجزارين والمتبضعين بالسوق
  • خالد عباس عميدا لكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف.. من هو؟
  • صيادلة الإسكندرية : ااستمرار دعم ومساندة أصحاب الصيدليات التي تمت إزالتها
  • محتجز إسرائيلي أطلقت حماس سراحه يطالب حكومة نتنياهو بالبدء في مفاوضات المرحلة الثانية