صحيفة الاتحاد:
2025-02-11@01:22:27 GMT

«مهرجان الحصن».. رمز الأصالة وصون الموروث

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

وسط حضور جماهيري واسع، اختتمت أمس فعاليات «مهرجان الحصن» السنوي، الذي نظّمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على مدار 16 يوماً في قلب العاصمة أبوظبي، وشهد المهرجان في دورته التاسعة مجموعة فريدة من المنصات الثقافية الحيّة والعروض والاستعراضات الفنية والموسيقية، كما حفل بالعديد من الأنشطة الثقافية والتراثية الأصيلة، مستقطباً آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين، والسياح من مختلف الأعمار.

 

أجواء آسرة
حرص «مهرجان الحصن»، الذي نُظم تحت شعار «تعبير حي عن ثقافة أبوظبي» على ترسيخ القيم والعادات والتقاليد المجتمعية عند الأجيال، ونجح في الاستحواذ على اهتمام الكبار والصغار من مختلف الجنسيات، ضمن انسجام تام، حيث بات عرساً ثقافياً وتراثياً وفنياً، يستقطب الزوار من مختلف مناطق الدولة، وخارجها للاستمتاع بأجوائه الآسرة والغنية بعناصر التراث والمشاهد المسرحية، والاستعراضات التقليدية والحرف التراثية، ضمن لوحات فنية تعكس شغف الزوار بالتراث، وارتباطهم بالموروث، وترصد مدى الإقبال عليه بنهم ورغبة في التعلم والمعرفة. 
الفخر بالتراث
المتجول في «مهرجان الحصن» يدرك جيَّداً مدى ارتباط الأجيال واعتزازهم وفخرهم بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، فنراهم ينخرطون يومياً في مختلف الفعاليات والأنشطة والورش التعليمية، وما يزخر به من فعاليات متنوعة تعكس ثراء الموروث الإماراتي الأصيل، ويعتبر المهرجان بساحاته الغنية بالمشاهد التراثية الثرية بالمعارف الثقافية مدرسة مفتوحة لترسيخ التراث في نفوس الأطفال، حيث وضع بين أيديهم التراث ضمن قالب تشويقي تفاعلي، ليعزز فيهم هذا الفخر منذ طفولتهم الأولى ضمن بيئة تخاطب الحواس، من روائح وعطور وحرف وموسيقى، وسواها من العناصر التي تشكل وعي الأطفال، ومعرفتهم منذ نعومة أظافرهم. 
مسرح مفتوح
وحرص الآباء على مرافقة أبنائهم وهم بكامل زينتهم التراثية إلى ساحة المهرجان، مما يعزز الهوية الوطنية، حيث احتفى المهرجان بالتراث والحرف التقليدية والأنشطة الفنية والإبداعية عبر مجموعة فريدة من الفعاليات، سعياً إلى تلبية تطلّعات جميع زواره على اختلاف ذائقتهم، وأمتعهم بتجاربه المُلهمة في موقع الحصن، الشاهد الحي على قصة أبوظبي وماضيها العريق، ومسيرتها الحضارية، وذلك عبر مجموعة كبيرة من الفعاليات التثقيفية والترفيهية والمسرحيات الملهمة التي تعزز القيم وترسخ العادات والتقاليد، وتعكس جانباً من تاريخ أبوظبي ضمن قالب إبداعي.
رمز للأصالة
ونجح المهرجان في ترسيخ الفخر بالهوية والتعريف بجوهرها من قلب الحصن الذي يقف شامخاً، ويعتبر رمزاً للأصالة والهوية والتراث الوطني، وتتجاوز أهداف المهرجان تعزيز الشغف باستكشاف التراث الإماراتي الأصيل، وجعله جزءاً من حياة أبنائه بطرق فنية، مع مساهمته في تسليط الضوء على أسلوب حياة أجيال من الإماراتيين وتقاليدهم وإنجازاتهم وكفاحهم في سبيل بناء الدولة العصرية، حيث تحوّلت ساحة المهرجان إلى منصة ثقافية ينهل منها الأطفال مختلف المعارف المتعلقة بالموروث العريق وممارسته ضمن الورش التعليمية والحرف اليدوية، ليكونوا جزءاً من هذا الحدث الثقافي والتراثي الرائع. 
أفكار إبداعية
رحلة آسرة استحضرت طقوس الماضي، وألهمت الأجيال ضمن أجواء رائعة، بدءاً من الأسواق وورشات عمل الأطفال، إلى الاستمتاع بالأطعمة والمشروبات والعروض التراثية والموسيقية والفنية ومختلف الأنشطة، التي تمكّن الصغار من التقاء الإبل والتعرف على أهميتها والتقاليد والتعابير المرتبطة بها وعلاقتها الوثيقة بسكّان البادية، كما شاركوا في الممارسات الاجتماعية التقليدية عبر مسرحية «سند السنع» التي تعزز القيم المجتمعية، إلى الحصن وتجربة سوق الصوغ الوفير بالأزياء والمجوهرات التي تتزين بها المرأة الإماراتية، ولأن الحرف ذاكرة الماضي وملهمة الأجيال، عاش الصغار تجربة خاصة من خلال مشاهدة الحرفيين التقليديين وهم يبدعون مجموعة من الحرف التراثية، حيث مارس الأطفال بعض هذه الحرف، وأبدعوا قطعاً بأنفسهم، كما استمتعوا ضمن «بيت الحرفيين» بتجربة «سوق الطيب»، وتعرفوا على صناعة العطور وما يرتبط بها من صور اجتماعية، وعبر «بطولة القهوة العربية» اضطلعوا على جانب من العادات المرتبطة بها وبقيم الكرم والحفاوة التي يتميز بها المجتمع الإماراتي. 
البيئة الصحراوية
وفرت البيئة الصحراوية للزوار، استكشاف مفرداتها والتعرف إلى كائناتها وجذور الثقافة الإماراتية من خلال القصص التفاعلية والعروض التوضيحية، ومشاهدة الحيوانات التي ساعدت الإماراتي القديم في مواجهة هذه البيئة القاسية، ومن هذه الحيوانات «السلوقي» الذي كان يرافق الرجال في الصيد ويجمع الطرائد، حيث تعرف الزوار على الأساليب التقليدية لتدريب السلوقي واستخدامه في الصيد، وأنواعه وطريقة تدريبه وتربيته.
وفي مشهد تفاعلي، سمح للصغار بالتقاط الصور مع السلوقي وتجريب الإمساك به واللعب معه، كما تواجد الماعز الذي يحتل مكانة مهمة في الحياة القديمة، من خلال الاستفادة منه ابتداءً من الحليب، إلى اللحم والصوف، حيث شكّل الماعز مصدراً مهماً لهذا المورد الذي دخل في صناعة العديد من الأدوات والألبسة التي ساعدت الإنسان على تحمل البيئة القاسية، خاصة خلال برودة فصل الشتاء.

 جواز سفر وخريطة 
عبر أفكاره الإبداعية، خصص «مهرجان الحصن» مساحة خاصة للأطفال، لاستكشاف التراث الثقافي من خلال أنشطة تفاعلية متنوعة، تضمنت جلسات سرد القصص وورش صناعة أساور السدو وأواني الفخار، وكانت الرحلة تبدأ بحصول الأطفال على جواز سفر وخريطة ينطلقون بهما بحثاً عن إحدى عشرة مُهمة موزعة في أرجاء الحصن، ويشترط استكمال خمس مهام منها لاستكشاف التراث وختم طوابع كل منها، ليحصل المشاركون على جائزة تتألف من مجموعة كتيبات تحتفي بأوجه مختلفة من تراث الإمارات الثقافي. 

أخبار ذات صلة الإيطالية إليسا تتوج بلقب «طواف الإمارات» للمرة الثانية سابالينكا تخرج من «دائرة الأحزان»!

شهد «مهرجان الحصن»، هذا العام، عدداً كبيراً من ورش العمل الفنية والحرفية في مختلف مناطقه الحيوية، التي استفاد منها الصغار والكبار، فهذه الورش الفنية التثقيفية المعززة، تميزت بأنشطة وتقنيات وأفكار إبداعية سمحت للعائلات بإعادة تجربتها بسهولة في المنزل، كما مثّلت تجارب ثقافية معرفية أتاحت قضاء وقت ممتع لكل أفراد العائلة على اختلاف أعمارهم، مع إضفاء روح المرح والمتعة على الجميع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي التراث مهرجان الحصن مهرجان الحصن من خلال

إقرأ أيضاً:

أبوظبي.. العالم في مدينة

أبوظبي (الاتحاد)
قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: ينتهي عامٌ ويبدأ عامٌ جديد، يحمل معه الأمل بغدٍ أفضل للإنسانية، بجهود الإمارات وانطلاقاً منها، استمراراً لإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وانعكاساً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنّ «دولة الإمارات العربية المتحدة تُعتبرُ نموذجاً يحتذى به للتعايش بين مختلف الثقافات، التي تمثل الملايين من المقيمين على أرضها».

تعايش وعطاء

وأضافت الخميس: نحنُ اليوم نعيشُ نهضةً تبني الحضارة، ببهجةٍ تملأ القلوب، وفرحةٍ نتشاركُها مع الجميع، وعملٍ دؤوب لأجل سعادة ورفاه الإنسان في كل مكان، ومن أبوظبي، المدينة التي تجمعُ العالم فيها، لنخلق معاً، جمالاً يحلّقُ بنا ويرتقي، ولنُعلي نداء التفاهم والاحترام المتبادل، الذي تحتاج إليه الإنسانية اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى.. هذه النهضة التي نراها ببصيرتنا قبل بصرنا، ونعيشها في أرجاء عاصمتنا الحبيبة، في معالمها ومواقعها الثقافية، في مؤتمراتها وملتقياتها وفعالياتها، بهدف تعزيز التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي، وترسيخ قيم التعايش والعطاء، من المنطقة الثقافية في السعديات بمتحف اللوفر أبوظبي، ومتحف غوغنهايم، ومتحف زايد الوطني، ومتحف التاريخ الطبيعي، وتيم لاب فينومينا، وبيت العائلة الإبراهيمية، إلى مؤتمر المرأة الإماراتية وصناعة المستقبل، ومؤتمر المرأة في عالم متغير، ومنتدى مؤسسة إرث زايد الإنساني، والمهرجان الوطني للتسامح، ومهرجان أبوظبي، ومنتدى تعزيز السلم، ومنتدى الحوار بين الثقافات والأديان، وغيرها الكثير.

منارة للإبداع

وتقول الخميس: إنّ لهذه النهضة ركائزها الراسخة والمتينة، في مدينةٍ تجمع العالم، وتجذب مبدعيه، بما توفّره لهم من الأمان والاستقرار والرعاية، والفرص والاستثمار في الإبداع الفكري والفني، وبالتنوّع الثقافي لأكثر من 200 جنسية، تعيش بيننا في مجتمعنا النموذجي ببيئته التعددية وثقافاته الغنية، بقيم التفاهم والتناغم، وبالتعايش الذي هو محور كل السياسات والمبادرات، تعزيزاً للحوار بين الثقافات، وحُرّية التعبير والفكر والاعتقاد، والعيش معاً بسلامٍ وتعاون واتحاد.
واستطردت بقولها: استلهاماً لكل ما تقدّم، ينعقد مهرجان أبوظبي 2025 تحت شعار «أبوظبي.. العالم في مدينة»، ليكون المرآة لعاصمتنا الحبيبة أبوظبي، بما تحفل به من جماليات التلاقي الإنساني بقوة الفنون، وما تمتاز به من مكانةٍ راسخة في مشهد الثقافة العالمية، منارةً للإبداع ومدينةً للموسيقى، تجمعُ ثقافاتٍ لا متناهية، لتلتقي وتتواصل وتتبادل الأفكار، الفرص والإمكانات، حاملاً رسالة التعددية الثقافية والتميّز الفني، وعاملاً على ترسيخ قيم التنوير والسلام والفكر المتجدّد الحر.

أخبار ذات صلة مهرجان أبوظبي ينطلق بعرض لأوركسترا اليابان الفلهارمونية أوركسترا اليابان في ضيافة أبوظبي


تجارب غنيّة

أشارت هدى الخميس، قائلة: يعود مهرجان أبوظبي، ليجمعنا في احتفاليةٍ مستدامةٍ للفنون، انطلقت عام 2004، حتى أصبحت اليوم واحدةً من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة والعالم، بما تشهده من تبادلٍ حضاريّ وحوارٍ للثقافات على أرض الإمارات، وما تقدّمه من أعمال تكليف حصري وإنتاج مشترك أولي، بمشاركة كبار الفنانين والمبدعين من جميع أنحاء العالم، واليوم، بعد أكثر من عقدين من انطلاقه، يؤكّدُ المهرجان دوره المحوري والملهم كفعالية استثنائية، وكمنصة إبداعية تدعم الفنانين الإماراتيين وتتيحُ لهم مشاركة المسرح جنباً إلى جنب مع النجوم العالميين، بما يعزّز المشهد الثقافي في الإمارات بتجارب غنيّة تبني القدرات وتطوّر المهارات وتنمّي المواهب الشابة.
وأضافت: نستكشف في مهرجان أبوظبي آفاق الحداثة والمعاصرة، محافظين على الأصالة والهوية، في الوقت نفسه يملؤنا اعتزازٌ غامرٌ بتقديم الفنانين الأكثر إبداعاً، من الإمارات والعالم، لنتشاركَ قصصَنا، ولنتوحّد بالفنون الآسرة، احتفالاً بالقيم التي تجمعُنا معاً.

مقالات مشابهة

  • «مجلس الحكماء» بالتنمية الأسرية يحيي التراث الإماراتي بـ«قصر الحصن»
  • شرطة أبوظبي تختتم مشاركتها بمهرجان قصر الحصن
  • مهرجان «لمه عل بحر» ينطلق في الظفرة
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • إقبال واسع على فعاليات "مهرجان سناو مقصدنا"
  • أبوظبي.. العالم في مدينة
  • «نجوم الحربية» إيقاعات على أنغام الشلّات التراثية
  • فعاليات تراثية وترفيهية بمهرجان الحصن ببهلا
  • مهرجان أبوظبي ينطلق بعرض لأوركسترا اليابان الفلهارمونية