«مهرجان الحصن».. رمز الأصالة وصون الموروث
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط حضور جماهيري واسع، اختتمت أمس فعاليات «مهرجان الحصن» السنوي، الذي نظّمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على مدار 16 يوماً في قلب العاصمة أبوظبي، وشهد المهرجان في دورته التاسعة مجموعة فريدة من المنصات الثقافية الحيّة والعروض والاستعراضات الفنية والموسيقية، كما حفل بالعديد من الأنشطة الثقافية والتراثية الأصيلة، مستقطباً آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين، والسياح من مختلف الأعمار.
أجواء آسرة
حرص «مهرجان الحصن»، الذي نُظم تحت شعار «تعبير حي عن ثقافة أبوظبي» على ترسيخ القيم والعادات والتقاليد المجتمعية عند الأجيال، ونجح في الاستحواذ على اهتمام الكبار والصغار من مختلف الجنسيات، ضمن انسجام تام، حيث بات عرساً ثقافياً وتراثياً وفنياً، يستقطب الزوار من مختلف مناطق الدولة، وخارجها للاستمتاع بأجوائه الآسرة والغنية بعناصر التراث والمشاهد المسرحية، والاستعراضات التقليدية والحرف التراثية، ضمن لوحات فنية تعكس شغف الزوار بالتراث، وارتباطهم بالموروث، وترصد مدى الإقبال عليه بنهم ورغبة في التعلم والمعرفة.
الفخر بالتراث
المتجول في «مهرجان الحصن» يدرك جيَّداً مدى ارتباط الأجيال واعتزازهم وفخرهم بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، فنراهم ينخرطون يومياً في مختلف الفعاليات والأنشطة والورش التعليمية، وما يزخر به من فعاليات متنوعة تعكس ثراء الموروث الإماراتي الأصيل، ويعتبر المهرجان بساحاته الغنية بالمشاهد التراثية الثرية بالمعارف الثقافية مدرسة مفتوحة لترسيخ التراث في نفوس الأطفال، حيث وضع بين أيديهم التراث ضمن قالب تشويقي تفاعلي، ليعزز فيهم هذا الفخر منذ طفولتهم الأولى ضمن بيئة تخاطب الحواس، من روائح وعطور وحرف وموسيقى، وسواها من العناصر التي تشكل وعي الأطفال، ومعرفتهم منذ نعومة أظافرهم.
مسرح مفتوح
وحرص الآباء على مرافقة أبنائهم وهم بكامل زينتهم التراثية إلى ساحة المهرجان، مما يعزز الهوية الوطنية، حيث احتفى المهرجان بالتراث والحرف التقليدية والأنشطة الفنية والإبداعية عبر مجموعة فريدة من الفعاليات، سعياً إلى تلبية تطلّعات جميع زواره على اختلاف ذائقتهم، وأمتعهم بتجاربه المُلهمة في موقع الحصن، الشاهد الحي على قصة أبوظبي وماضيها العريق، ومسيرتها الحضارية، وذلك عبر مجموعة كبيرة من الفعاليات التثقيفية والترفيهية والمسرحيات الملهمة التي تعزز القيم وترسخ العادات والتقاليد، وتعكس جانباً من تاريخ أبوظبي ضمن قالب إبداعي.
رمز للأصالة
ونجح المهرجان في ترسيخ الفخر بالهوية والتعريف بجوهرها من قلب الحصن الذي يقف شامخاً، ويعتبر رمزاً للأصالة والهوية والتراث الوطني، وتتجاوز أهداف المهرجان تعزيز الشغف باستكشاف التراث الإماراتي الأصيل، وجعله جزءاً من حياة أبنائه بطرق فنية، مع مساهمته في تسليط الضوء على أسلوب حياة أجيال من الإماراتيين وتقاليدهم وإنجازاتهم وكفاحهم في سبيل بناء الدولة العصرية، حيث تحوّلت ساحة المهرجان إلى منصة ثقافية ينهل منها الأطفال مختلف المعارف المتعلقة بالموروث العريق وممارسته ضمن الورش التعليمية والحرف اليدوية، ليكونوا جزءاً من هذا الحدث الثقافي والتراثي الرائع.
أفكار إبداعية
رحلة آسرة استحضرت طقوس الماضي، وألهمت الأجيال ضمن أجواء رائعة، بدءاً من الأسواق وورشات عمل الأطفال، إلى الاستمتاع بالأطعمة والمشروبات والعروض التراثية والموسيقية والفنية ومختلف الأنشطة، التي تمكّن الصغار من التقاء الإبل والتعرف على أهميتها والتقاليد والتعابير المرتبطة بها وعلاقتها الوثيقة بسكّان البادية، كما شاركوا في الممارسات الاجتماعية التقليدية عبر مسرحية «سند السنع» التي تعزز القيم المجتمعية، إلى الحصن وتجربة سوق الصوغ الوفير بالأزياء والمجوهرات التي تتزين بها المرأة الإماراتية، ولأن الحرف ذاكرة الماضي وملهمة الأجيال، عاش الصغار تجربة خاصة من خلال مشاهدة الحرفيين التقليديين وهم يبدعون مجموعة من الحرف التراثية، حيث مارس الأطفال بعض هذه الحرف، وأبدعوا قطعاً بأنفسهم، كما استمتعوا ضمن «بيت الحرفيين» بتجربة «سوق الطيب»، وتعرفوا على صناعة العطور وما يرتبط بها من صور اجتماعية، وعبر «بطولة القهوة العربية» اضطلعوا على جانب من العادات المرتبطة بها وبقيم الكرم والحفاوة التي يتميز بها المجتمع الإماراتي.
البيئة الصحراوية
وفرت البيئة الصحراوية للزوار، استكشاف مفرداتها والتعرف إلى كائناتها وجذور الثقافة الإماراتية من خلال القصص التفاعلية والعروض التوضيحية، ومشاهدة الحيوانات التي ساعدت الإماراتي القديم في مواجهة هذه البيئة القاسية، ومن هذه الحيوانات «السلوقي» الذي كان يرافق الرجال في الصيد ويجمع الطرائد، حيث تعرف الزوار على الأساليب التقليدية لتدريب السلوقي واستخدامه في الصيد، وأنواعه وطريقة تدريبه وتربيته.
وفي مشهد تفاعلي، سمح للصغار بالتقاط الصور مع السلوقي وتجريب الإمساك به واللعب معه، كما تواجد الماعز الذي يحتل مكانة مهمة في الحياة القديمة، من خلال الاستفادة منه ابتداءً من الحليب، إلى اللحم والصوف، حيث شكّل الماعز مصدراً مهماً لهذا المورد الذي دخل في صناعة العديد من الأدوات والألبسة التي ساعدت الإنسان على تحمل البيئة القاسية، خاصة خلال برودة فصل الشتاء.
جواز سفر وخريطة
عبر أفكاره الإبداعية، خصص «مهرجان الحصن» مساحة خاصة للأطفال، لاستكشاف التراث الثقافي من خلال أنشطة تفاعلية متنوعة، تضمنت جلسات سرد القصص وورش صناعة أساور السدو وأواني الفخار، وكانت الرحلة تبدأ بحصول الأطفال على جواز سفر وخريطة ينطلقون بهما بحثاً عن إحدى عشرة مُهمة موزعة في أرجاء الحصن، ويشترط استكمال خمس مهام منها لاستكشاف التراث وختم طوابع كل منها، ليحصل المشاركون على جائزة تتألف من مجموعة كتيبات تحتفي بأوجه مختلفة من تراث الإمارات الثقافي.
أخبار ذات صلة
شهد «مهرجان الحصن»، هذا العام، عدداً كبيراً من ورش العمل الفنية والحرفية في مختلف مناطقه الحيوية، التي استفاد منها الصغار والكبار، فهذه الورش الفنية التثقيفية المعززة، تميزت بأنشطة وتقنيات وأفكار إبداعية سمحت للعائلات بإعادة تجربتها بسهولة في المنزل، كما مثّلت تجارب ثقافية معرفية أتاحت قضاء وقت ممتع لكل أفراد العائلة على اختلاف أعمارهم، مع إضفاء روح المرح والمتعة على الجميع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي التراث مهرجان الحصن مهرجان الحصن من خلال
إقرأ أيضاً:
ليدي غاغا وغرين داي وبوست مالون أبرز نجوم مهرجان كوتشيلا
إنديو، ريفيرسيدي، كاليفورنيا (الولايات المتحدة) "أ.ف.ب": في ظل درجات حرارة يُتوقع أن تكون مرتفعة جدا، احتشد عشرات الآلاف من عشاق الموسيقى في صحراء كاليفورنيا لمتابعة حفلات النجمة ليدي غاغا ومغني الروك الأمريكي بوست مالون وفرقة "غرين داي" Green Day الأميركية، أبرز المشاركين في مهرجان كوتشيلا الموسيقي الشهير في الولايات المتحدة. وشهد يوم الافتتاح موجة حر في الوادي الشبه الصحراوي، حيث تجاوزت الحرارة 37 درجة مئوية.
ونصح منظمو مهرجان كوتشيلا عشرات الآلاف من الأشخاص المتوقع حضورهم في موقع إنديو الذي تندر فيه الأماكن المظللة بترطيب أجسامهم واستخدام مستحضرات الوقاية من الشمس خلال الحفلات، ومن أبرزها تلك التي تحييها مغنية الراب ميسي إليوت وفرقة الإلكتروبوب الأسترالية "بارسلز" Parcels، والإطلالة النادرة في الولايات المتحدة للفرقة البريطانية "ذي بروديدجي" The Prodigy. وتصل الحماسة في ليلة الافتتاح إلى ذروتها مع حفلة مغنية البوب ليدي غاغا المعروفة بغرابتها على المسرح، والتي أصدرت أخيرا ألبومها "ميهم" Mayhem، ووعدت النجمة بـ"ليلة من الفوضى العارمة" لإطلاق هذا الحدث المهم الذي يشكل البداية غير الرسمية لموسم المهرجانات الموسيقية. وإلى جانب ملكة البوب، شارك في المهرجان مجموعة واسعة من النجوم البارزين، من بينهم الجنوب إفريقية تايلا التي حالت إصابتها العام المنصرم دون مشاركتها في المهرجان، وتشارلي إكس سي إكس التي انتشر اللون الأخضر المرتبط بألبومها "برات" بشكل كبير في الصيف الفائت عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفي البرنامج أيضا مغني الراب ترافيس سكوت الذي سيكون ضيفا خاصا لمهرجان كوتشيلا بعد حفلة "غرين داي" اليوم. ومن بين الفنانين البارزين الآخرين الحاضرين، فرقة "راوايانا" Rawayana من فنزويلا، بالإضافة إلى الفرنسيين بولو وبان اللذين يقدمان موسيقى من نوع الإلكترو، وفرقة "كرافتفيرك" Kraftwerk الألمانية التي تُعدّ رائدة في هذا النوع من الموسيقى. ويتولى المايسترو الفنزويلي الشهير غوستافو دوداميل قيادة أوركسترا لوس أنجليس الفلهارمونية في حفلة عند غروب الشمس، وهي أول حفلة لأوركسترا محترفة في مهرجان كوتشيلا. وستعتلي نجمة الهيب هوب ميغن ذي ستاليون المسرح الرئيسي غدا الأحد، قبل الحفلة الموسيقية للمغني بوست مالون. وحوّل مهرجان كوتشيلا تركيزه إلى موسيقى البوب على مدى العقد المنصرم، لكنّ نسخة سنة 2025 ستعود أيضا إلى موسيقى الروك التي تشكّل جذور المهرجان. وبالإضافة إلى "غرين داي" و"ذي بروديجي"، تشارك في المهرجان أيضا فرق أخرى من بينها "ذي غو غوز" The Go-Gos و"ميسفيتس" Misfits بتشكيلتها الأصلية و"جيمي إيت وورلد" Jimmy Eat World وفرقة البانك الشهيرة "سيركل جيركس" Circle Jerks. وقال قاد فرقة "غرين داي" بيلي جو أرمسترونغ "في هذا العالم الذي ساءت حالته، نحن متيقنون من أمر واحد، وهو أن موسيقى الروك أند رول أبدية، ونحن في حاجة إلى روحها أكثر من أي وقت مضى". وتقام نسخة 2025 من مهرجان كوتشيلا على مدى إجازة نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أيام، من 11 إلى 13 أبريل ومن 18 إلى 20 أبريل.