جاءت ولادة الحكومة اللبنانية على غير ما كان يتمناه ويخطط له الثنائي الشيعي، فقد استبعدت مبدأ التمثيل الحزبي، وثم سقط فرض وزارات بعينها للثنائي تحت التهديد بإفشال تشكيل الحكومة، كما كان يحدث في الحكومات السابقة.
حكومة نواف سلام اعتمدت على الكفاءات، وقدمت وجوهاً لا تنتمي للأحزاب، وإن التزم التشكيل بالتوازن بين الديانات والمذاهب، وذلك لتكون الحكومة ممثلة بكل فئات الشعب، ولكن باستقلال الوزراء عن تمثيل الأحزاب.
صحيح أن من اعتادوا على أن تكون بعض الحقائب الوزارية، خاصة بهم في الحكومات السابقة وجدوا صعوبة في التنازل عن مكتسباتهم التي فرضوها بقوة السلاح، والتهديد بعدم الموافقة على الحكومة ما لم تُحَقَّق طلباتهم، ولكنهم في هذه الحكومة كانوا غير مؤثرين في فرض رغباتهم.
الرئيس اللبناني جوزيف عون غير الرئيس ميشيل عون، ورئيس الحكومة سلام غير رئيسها ميقاتي، وظروف لبنان الآن غيرها قبل السابع من أكتوبر، وتحديداً قبل 15 شهراً، لهذا فلبنان اليوم غيره بالأمس في كل شيء، حيث الإصلاح، والقضاء على الفساد، وإعادة روابط البلاد بالدول العربية، والاتجاه بحصر السلاح في الجيش الوطني.
بداية الإصلاح في لبنان بدأ الآن بتشكيل الحكومة على أنها حكومة للإصلاح والإنقاذ، ومن غير الحزبين، مستندة على المعايير التي سبق وأن تم التوافق عليها على أن تكون تسمية الوزراء وفقاً للكفاءة والخبرة والاختصاص، مع توفر شرط السمعة والسيرة الحسنة، وألا يكون حزبياً.
رئيس الحكومة نواف سلام أكد بما لا تراجع عنه بالسعي إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين لبنان والدول العربية، وبينه وبين دول العالم، والمضي في استكمال تنفيذ اتفاق الطائف بالعمل مع مجلس النواب، والسعي لتحقيق الإصلاحات المالية والاقتصادية.
تتميز هذه الحكومة بأنه لن يكون فيها ثلث معطل، ما يعني أنها وزارة ستكون في خدمة اللبنانيين، ومصلحة لبنان، خاصة وأن التمثيل الشيعي في الحكومة من غير الحزبيين، أي أنهم لا ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل، ما يجعل نجاح الحكومة مضموناً لتكون حكومة إصلاح وإنقاذ.
وغداً سوف تعقد الحكومة في قصر بعبدا أول اجتماع لها لتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، مع تأكيد رئيس الحكومة نواف سلام بأن حكومته سوف تكون مساحة للعمل المشترك البناء، وليس للمناكفات، وأن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي للبلاد.
بهذا فلبنان سيكون على موعد مع فرصة كبيرة للتخلص من مآسي الماضي وسلبياته، ومن الصراعات الحزبية، ومن الانفلات الأمني، ومن التدخل الأجنبي في صفوفه، ومن غيابه عن محيطه العربي، ومن سيطرة حزب الله ونفوذه في مفاصل الدولة، وثم معالجة وضعه الاقتصادي المتدهور، وبناء ما هدمته الحرب في المنشآت، والبنية التحتية، والالتزام بالقرارات الدولية بشأن عدم تواجد حزب الله على الحدود مع إسرائيل، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، مما لم يتم تطبيقه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نواف سلام نواف سلام لبنان جوزيف عون
إقرأ أيضاً:
متى تكون الدوخة علامة للأمراض؟
#سواليف
يربط الكثيرون #الدوخة (الدوار) بمشكلات في عمل #القلب والأوعية الدموية، مثل تغير مستوى #ضغط_الدم، ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى لا تتعلق بالقلب.
متى تكون الدوخة علامة للأمراض؟
ووفقا للدكتورة يلينا كيسلوفا، أخصائية طب الأعصاب، لا يدل الشعور بالدوخة دائما على وجود #مرض لأن الشخص قد يشعر بالدوخة بعد ركوب مرجوحة دوارة أو غيرها من الألعاب لفترة طويلة. كما غالبا ما يصاب الشخص بالدوخة بعد شرب الكحول. وجميع هذه الحالات طبيعية ولا تتطلب علاجا أو عناية خاصة.
ولكن أحيانا تكون الدوخة أحد الأعراض المصاحبة لمرض ما. وهذا ما يلاحظ في 15-20 بالمئة من الحالات لدى البالغين سنويا. لذلك يجب إيلاء اهتمام خاص للدوخة إذا كان الشخص يعاني منها بصورة متكررة.
مقالات ذات صلة هل العوامل النفسية سبب القولون العصبي؟ 2025/05/02وتقول: “أحد الأسباب الشائعة لنوبات الدوخة قصيرة المدى، هو دوار الوضع الانتيابي الحميد الناجم عن تحرك رواسب الكالسيوم داخل المحلل الدهليزي المسؤول عن الحفاظ على التوازن. تشمل الأعراض نوبات قصيرة من الدوار تحدث عند تغيير وضعية الرأس. وتستخدم لعلاج الحالة تمارين خاصة تسمى مناورات إعادة التموضع، وبعدها يتوقف الرأس عن الدوران. ولكن عودة المرض قد تكون مرتبطة باضطراب في استقلاب الفوسفور والكالسيوم”.
ووفقا لها، السبب الآخر للدوخة هو الدوار الإدراكي الوضعي المستمر، حيث يشعر المريض بعدم التوازن أو الدوخة غير الدورانية. وتشخص هذه الحالة إذا كانت الحالة لمدة 15 يوما أو أكثر كل شهر على مدى أكثر من 3 أشهر.
وتشير الطبيبة إلى أن هناك مئات الأسباب للدوخة. فمثلا، تحدث غالبا أثناء الدورة الشهرية، ما يشير إلى فقر الدم أو نقص الحديد الكامن. كما أن الصداع النصفي الدهليزي شائع أيضا، حيث تكون مصحوبة بأعراض الصداع النصفي – الصداع الشديد.
وتقول: “ومن الأسباب الأخرى للدوخة مرض منيير والأمراض العصبية. كما لا ينبغي استبعاد مشكلات القلب والأوعية الدموية، لأنها غالبا ما تسبب الدوخة. وقد يكون السبب ارتفاع مستوى ضغط الدم، وأثناء المجهود البدني، وتسارع النبض”.
وعموما، وفقا لها، الدوخة مع فقدان الوعي ودونه هي سبب لاستشارة الطبيب لأنها قد تكون علامة للجلطة الدماغية أو التصلب المتعدد أو ورم زاوية الجسر المخيخي في الدماغ. ويجب أن ندرك أن نوبة الدوار تتطلب عناية طبية فورية إذا صاحبها صداع شديد، أو صعوبات في التوجه، أو المشي، أو الكلام، أو الرؤية المزدوجة، أو فقدان الرؤية التام لأن هذه الأعراض تشير إلى وجود مشكلات خطيرة تتطلب مساعدة طبية فورية. كما لا ينبغي تجاهل حالات تكرر الدوخة وزيادة فترة مدة نوبتها دائما.