البيان الحكومي المرتقب: الدولة والجيش جنوباً
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": فور إعلان تشكيل الحكومة قال الرئيس نواف سلام إنها حكومة إصلاحية لإعادة الثقة بين المواطنين واستكمال اتفاق الطائف. عبر سلام عن تفاؤله بأن الحكومة وإن كان وقتها قصيراً حتى الانتخابات النيابية المقبلة ستتمكن من السير في الاصلاحات وتطبيق القرار 1701 والعمل على إعادة الإعمار، وهو ما يعبر بوضوح عن دخول لبنان مرحلة جديدة تتولى الحكومة معها مهمات أساسية ترتبط بالوضع في الجنوب والسير في إصلاحات ستسحب الهيمنة السياسية من قوى كثيرة في السلطة.
في المبدأ بدت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، في ظل ضغوط دولية شكلت رافعة لانتاج العهد وتشكيل الحكومة، ورقابة لمنع أي خلل في المسار الجديد، إذ أن لبنان مر بثلاث مراحل مفصلية في سياق التغيير توازياً مع ما تشهده المنطقة، أولاً بانتخاب الرئيس عون ثم تكليف سلام للتشكيل، فالتأليف الذي جاءت منسجماً ويجمع كفاءات واختصاصيين تكنوقراط بصرف النظر عن توجهاتهم السياسية، فيما يبقى استحقاق البيان الوزاري الذي يشكل العنوان السياسي للمرحلة المقبلة وسط استمرار الضغوط الدولية لتطبيق القرار الدولي 1701 وأميركية لسحب سلاح "حزب الله" عبرت عنه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ثم انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، وهذه النقطة الأخيرة مهمة أساسية للعبور إلى تحقيق نتائج لعمل الحكومة.
يسجل لنواف سلام إصراره بدعم من رئيس الجمهورية على التشكيل واختيار الوزراء وفق معايير مختلفة عن السابق كرّستها التغييرات الجديدة ومناخاتها في المنطقة في ظل رافعة دولية لا تزال تضغط في غير اتجاه، وهو ما استفاد منه سلام من دون أن يقدم نفسه رئيساً يريد أن يقصي أطرافاً من المعادلة. الأهم أن التشكيل حصل من خارج المحاصصة، فهو قطع مع طريقة تشكيل الحكومات التي كرسها اتفاق الدوحة 2008، وكسر الهيمنة السياسية في عملية التشكيل وأنهى الثلث المعطل لقوى كانت تستخدمه لإسقاط الحكومات، خصوصاً الثنائي الشيعي.
جرى تذليل العقبات أمام الولادة بعد تصريح أورتاغوس من قصر بعبدا، وهو تشكيل لم يلبِ شروط الموفدة الأميركية، من دون أن يعني ذلك أن سلام لا يكترث لضغوطها خصوصاً أمام اقتراب استحقاق 18 شباط في الجنوب. ويعني ذلك أن رئيس الحكومة يعتبر أن تطبيق القرار 1701 من الأولويات وتسلم الشرعية اللبنانية مهمات الحدود هي مسالة اساسية، لكن معركته ليست مع "حزب الله" ولا يريد مواجهة معه، إنما يسعى إلى ترسيخ مسار سياسي مختلف يقوم على استعادة دور الدولة في الجنوب، ومن هنا يعمل على سحب الذرائع التي تحاول إسرائيل استدراج لبنان اليها، ودفع "حزب الله" للانسجام مع الرؤية السياسية للحكومة حول الجنوب، وذلك منعاً لأن تتحول استعصاءات الحزب الى واقع جديد يدفع البلاد الى الفوضى.
سيشكل البيان الوزاري عنواناً لسياسة الحكومة وأولوياتها، وتقول مصادر سياسية متابعة أنه سيضع معادلة "الدولة والجيش والشعب" وليس المقاومة خصوصاً في ظل الأخطار التي يواجههالبنان وتتصدرها الضغوط الأميركية التي تدعم إسرائيل، وهذا الأمر عبرت عنه أورتاغوس بوضوح عندما تحدثت عن هزيمة حزب الله، وضرورة ترجمة ذلك في الحياة السياسية اللبنانية. ولا شك في أن الحكومة بعد البيان الوزاري الذي سيأخذ بالاعتبار التغييرات والضغوط ستكون أمام اتخاذ قرارات سياسية أهمها ملف السلاح. وبما أنه في المبدأ لا قدرة لأحد على تفجير الحكومة من الداخل لا بالثلث المعطل ولا بذريعة الميثاقية بعد تسمية الشيعي الخامس، فإنها ستكون أمام اختبار جدي لا يخلو من ضغوط خارجية وداخلية سيتصدره "حزب الله" باسم الثنائي الشيعي لمنع اتخاذ قرارات تتعارض مع توجهاته في ملف السلاح والجنوب خصوصاً.
خلال سنة ستواجه الحكومة تحديات كبرى أولاً في مشروع الاصلاحات ثم في تطبيق القرار 1701 وإعادة الإعمار الذي لن يكتمل إلا بدعم دولي وعربي، وهو ما يستدعي اتخاذ قرارات استراتيجية على مختلف المستويات وبينها ما يتعلق بسلاح "حزب الله" من دون أن تكون المعركة معه، علماً أن الثنائي الشيعي سيعتبر أي قرارات في هذا الشأن موجهة ضده، لكنه لن يكون قادراً على منع السير في المرحلة الجديدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة السياسية والمجتمعية.. ندوة بمركز إعلام الداخلة
نظم مركز إعلام الداخلة بالوادي الجديد صباح اليوم جلسةحوارية بعنوان:
"تمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة السياسية والمجتمعية"، وذلك بمدرسة الثانوية التجارية بمدينة موط، حاضر فيها أيمن حنفي مدير الإدارة التعليمية بالداخلة.
وشارك فيها مدير عام التعليم العام بمديرية التربية والتعليم بالوادى الجديد سمير طاهر، ومدير الاتصال السياسى بالمديرية نصر شرقاوى، ومدير العلاقات الثقافية بادارة تعليم الداخلة الدكتور فرحان كامل، ومدير المدرسة محمود رفاعى،وعدد من القيادات التنفيذية والتعليمية ، وطلاب المدرسة واعضاء هيئةالتدريس.
أهمية دور الإعلام في دعم قضايا الشباب
افتتح الجلسة مدير مركز اعلام الداخلة محسن محمد الذي أكد على أهمية دور الإعلام في دعم قضايا الشباب، مشيرًا إلى أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في بناء وعي الشباب وتعريفهم ببرامج التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة وأهمية مشاركتهم في صياغة المستقبل من خلال الاندماج في العمل العام والمبادرات الوطنية المختلفة.
الشباب في مقدمة الصفوف من خلال تبني سياسات واضحة تستهدف تأهيلهم
من جانبه اوضح أيمن حنفي مدير عام الادارة التعليمية بالداخلة أن الدولة المصرية تسعى منذ سنوات إلى وضع الشباب في مقدمة الصفوف من خلال تبني سياسات واضحة تستهدف تأهيلهم وتمكينهم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مشيرًا إلى أن الشباب أصبحوا يشغلون مناصب قيادية في مختلف المواقع، وهو ما يعكس نجاح الرؤية التي تتبناها القيادة السياسية تجاههم.
و أشار إلى أن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والبرنامج القومي لتنمية الريف المصري (حياة كريمة)، مثالان بارزان على سعي الدولة لتمكين الشباب، سواء من خلال التدريب أو توفير فرص العمل أو إشراكهم في إدارة المشروعات القومية والمحلية.
وأكد ايمن حنفي أن المشاركة السياسية للشباب أصبحت أكثر فاعلية في السنوات الأخيرة، حيث يمثل الشباب نسبة كبيرة من المشاركين في الاستحقاقات الانتخابية إضافة إلى تواجدهم في المجالس المحلية والشعبية، مما يعكس حجم الثقة التي تحظى بها هذه الفئة داخل المجتمع المصري.
أهمية ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة
واكد ايمن حنفي أهمية ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة كوسيلة حيوية لتمكين الشباب اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن الدولة تدعم رواد الأعمال الشباب من خلال توفير برامج التمويل وحاضنات الأعمال والتدريب الفني مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة.
وعلي صعيد متصل دعا أيمن حنفي الشباب إلى الاستفادة من التطور التكنولوجي والتحول الرقمي الذي تبنته الدولة من خلال المشاركة في المنصات التعليمية الرقمية والاستفادة من برامج التدريب عن بُعد والتي توفر للشباب فرصًا حقيقية للتأهيل المهني والقيادي.
وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة العمل الجماعي والتطوع والانخراط في المبادرات المجتمعية التي تسعى إلى خدمة الوطن، مشددًا على أن الشباب هم صُنّاع التغيير الحقيقي وأن دورهم في بناء مصر الحديثة لا غنى عنه في مختلف المجالات.
شهدت الجلسة الحوارية توجيه عدد من الاسئلة والاستفسارات من قبل الحضور تناولت اهمية المشاركة السياسية ودور الشباب فى العملية السياسبة، ومفهوم الديمقراطية، وابرز التحديات التى تواجهها مصر حاليا.
وقدمت الجلسة الحوارية عددًا من التوصيات أبرزها:
دعم برامج التأهيل السياسي للشباب داخل المدارس والجامعات.
التوسع في برامج ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة.
تشجيع المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي لتعزيز روح الانتماء.
الاستفادة من منصات التحول الرقمي في تنمية مهارات الشباب.
تعزيز ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر كركيزة للحياة السياسية السليمة.