عربي21:
2025-02-10@14:58:44 GMT

الثلاثة الكبار في فن الكوميديا

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

ثلاثة فنانين كبار يدين لهم فن الكوميديا، ألا وهم نجيب الريحاني، وإسماعيل ياسين، وفؤاد المهندس.

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا أولا نجيب الريحاني؟ لمجموعة عوامل، لعل أهمها أنه وضع أسس وقواعد للمسرح الكوميدي، كانت الأساس الذي بنى عليه كل من جاء بعده.

أما العامل الثاني فهو تطور مدرسة الأداء لدي نجيب الريحاني، فمن يتعمق في أعماله السينمائية، يجد مسحة أداء طبيعي كانت تعد سابقة لعصرها، إذ كان التمثيل المتعارف عليه هو المبالغة تعبيرا في الإماءة واللفتة والحركة وتعبير الوجه.



أما العامل الثالث فهو طبيعية الأداء الكوميدي، وهنا تظهر عبقرية الريحاني، فهو ينتزع منك الضحك دونما أي افتعال أو تقعير بل ببساطة وطبيعية مبهرة.

إسماعيل ياسين هو الفنان الوحيد الذي قدم الكوميديا بثبات النمط وتكرار التعبير، وبرغم كل هذا فقد سكن إسماعيل ياسين قلوب الجماهير في السينما والمسرح، وأيضا في فن المونولوج، ولقد حاول الكثيرون تقليده، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا، ولم ينعموا بنجاح ياسين.

وكالعادة، كوّن إسماعيل ياسين فرقة مسرحية خاصة مع صديق عمره أبو السعود الإبياري وقدما من خلال تلك الفرقة أجمل الأعمال الكوميدية، بل إن إسماعيل ياسين هو النجم الوحيد التي أُنتجت أفلام باسمه مثل إسماعيل ياسين في الأسطول، وإسماعيل ياسين في الجيش.. إلخ.. إلخ.

ولقوة نجاح إسماعيل ياسين، كانت فرقته تضم محمود المليجي وعبد الفتاح القصري وحسن فايق وغيرهم.

الثالث هو الأستاذ بلا منازع، الكبير فؤاد المهندس، ومما لا شك فيه أن المهندس، رغم أنه يرى نفسه امتدادا للريحاني ويعتز بأستاذيته، إنما نقديا فقط شكل المهندس بأفكاره الجريئة وإبداعه والمناخ الذي أتاح له الفرصة يعد نقلة جديدة في المسرح المصري والسينما على حد سواء، فكما كان الريحاني وإسماعيل ياسين أبناء النظام الملكي بامتياز، كان فؤاد المهندس ابن حركة يوليو بامتياز، وفد أفرزت حركة يوليو قوتها الناعمة التي شكلت كوادرها الحركة الفنية بمصر، وكان من أولى كوادرها فؤاد المهندس بفن الكوميديا، وانضمت إليه شويكار فيما بعد ليكونا من أنجح ثنائيات الفن، وينطلقا إلى سماء النجومية.

إذن كانت حركة يوليو هي الأرض الخصبة التي بزغ نجم فؤاد المهندس في سمائها، إضافة إلى اختيار موضوعاته التي تهتم بالطبقة الوسطى، وهي الطبقة السائدة وقت ذاك، فكان النجاح حليفه لا محالة.

هذه هي الأرضية الاجتماعية والسياسية التي انطلق منها فؤاد المهندس، متسلحا بفنه وموهبته اللتين لفتتا نظر الجمهور العريض، فقد أضاف فؤاد مسحة أمريكية وإيطالية دونما إخلال بالنكهة المصرية، فاستحسن الجمهور المصري ذلك.

فعلى سبيل المثال، ابتكر شخصية مستر إكس في فليميه؛ أخطر رجل في العالم، وعودة أخطر رجل في العالم.

وكذلك قدم النقد الاجتماعي في فيلمه المهم أرض النفاق ليوسف السباعي، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة، وإخراج فطين عبد الوهاب، بل وعمل على تطوير فن الكوميديا في مجموع أفلامه مثل فيلم سفاح النساء، أنت اللي قتلت بابايا، شنبو في المصيدة، والعتبة جزاز، وغيرها، ولعل إضافات فؤاد المهندس في الفيلم الكوميدي قد نتناولها بالتفصيل في مقالة أخرى.

وإذا كان الأستاذ يقلل من قيمة إضافاته الكوميدية في السينما المصرية، لكننا ندركها ونقدرها ونحتفي بها.

على أية حال، هذه مقالة بسيطة تشير إلى الثلاثة الكبار وتشكل فن الكوميديا في سينماهم، ومسرحهم بالطبع، ونرسل لهم تحية من القلب على الذي منحه فنهم الكثير من البهجة والشباب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الكوميدي التمثيل المصري مصر كوميدي فن تمثيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسماعیل یاسین فؤاد المهندس

إقرأ أيضاً:

الدكتور ممدوح إسماعيل: تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعد خطًا أحمر للأمن القومي المصري لن يُسْمَحَ لأحد بتجاوزه

قال الدكتور ممدوح إسماعيل وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن الموقف المصري الحاسم برفض مقترح تهجير الفلسطينيين، والذي عبرت عنه القيادة السياسية، ومختلف المؤسسات الرسمية والشعبية، يجيئ متمشيًّا تمامًا مع الدور المصري المميز والمشرف الذي التزمت به مصر منذ بداية القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة وحتى الآن وتبنيها في كافة المحافل مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذا وقوف مصر طوال مراحل القضية ضد كافة محاولات إسرائيل لتصفيتها لاسيما خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث اعتبرت مصر أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعد خطًا أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري لن يُسْمَحَ لأحد بتجاوزه.

واعتبر الدكتور ممدوح اسماعيل، أن «أي حديث عن إمكانية تعرض مصر لأية ضغوط تجبرها على التجاوب مع هذا المقترح يعد حديثًا مرفوضًا وواهيًا»

وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بخطته الرامية إلى تهجير 2.2 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن، واستتبع ذلك مباشرة الكثير من التساؤلات في الشارع المصري والعربي والدولي، من أهمها مدى إمكانية تطبيق هذا المخطط على أرض الواقع، وموقف القانون الدولي من قضية التهجير.

وتعليقا على ذلك قال الدكتور ممدوح إسماعيل وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، «واقع الحال أنه يمكن فحص هذه الخطة الواهية من خلال 3 قراءات رئيسة سياسيًّا، وقانونيًّا، وقيميًّا على النحو الآتي:

ففيما يتعلق بالقراءة السياسية، فإن هذا المقترح يتواءم بشكل كبير مع المخططات الإسرائيلية المطروحة منذ أكثر من عقدين من الزمان بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تتعمد تهجير سكانها بصورة ممنهجة ومتواترة. وقد استخدمت إسرائيل في ذلك ذرائع أمنية وعسكرية لإخلاء المناطق السكنية وخلق تغيير ديمغرافي يخدم مصالحها الاستراتيجية، وقد تم ثَبْتُ ذلك من خلال تصريحات وزراء إسرائيليين بارزين بـ "إعادة توطين مئات الآلاف من سكان غزة"، و"حتمية التغيير الديمغرافي في القطاع"، و" التغيير الجذري في تركيبة غزة السكانية"، وخلال الحرب الأخيرة على غزة عام 2023، تصاعدت المحاولات الإسرائيلية لتحقيق هذه الأهداف، كما أعلنت إسرائيل صراحةً عن هدفها "إخلاء شمال القطاع بزعم القضاء على أنفاق المقاومة والبنية التحتية لحركة حماس"، ولجأت إلى استخدام القصف المكثف والإنذارات الجماعية لإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب.

وأضاف الدكتور ممدوح اسماعيل، أنه "رغم كل ذلك قاوم الفلسطينيون هذه الضغوط، معتبرين أن الإخلاء يمهد لعملية تهجير قسري دائم، ومع انتهاء العمليات، عاد السكان تدريجيًا إلى منازلهم، مما أظهر فشل إسرائيل في فرض تغيير ديمغرافي دائم»

وتابع «يتبدى جليًّا مع هذا المسار التتابعي أننا أمام مقترح إسرائيلي تبناه وطرحه الرئيس ترامب على غرار صفقة القرن التي طرحها في 2020 خلال ولايته الأولى، حيث إنها كانت صفقة إسرائيلية طرحتها الإدارة الأمريكية.

وفيما يتعلق بالقراءة القانونية، فإن القانون الدولي يرفض التهجير القسري بشكل قاطع، مستندًا إلى نصوص رئيسية تدين هذه الممارسات في أوقات الحرب والسلم، حيث تنص اتفاقية جنيف الرابعة لعام (1949) في المادة (49) على حظر النقل الجبري للسكان من الأراضي المحتلة، وتصف المادة (147) التهجير القسري بأنه انتهاك جسيم وجريمة حرب»

المحكمة الجنائية الدولية: التهجير جريمة ضد الإنسانية

وأكد الدكتور ممدوح اسماعيل وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنه «كما يجرم النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (روما 1998) في مادتيه (7، 8) التهجير غير القانوني، ويعتبره جريمة ضد الإنسانية إذا تم بشكل واسع النطاق أو منهجي. كذلك يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق الأفراد في حرية التنقل واختيار مكان إقامتهم، بينما تشدد قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار (242) لسنة (1967) والقرار (194) لسنة (1948) على رفض الاستيلاء على الأراضي بالقوة وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.

وإضافةً إلى ذلك، فإن تهجير الفلسطينيين لا يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي فحسب، بل يعني عمليًا تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني في بناء دولته، فكيف يمكن الحديث عن دولة فلسطينية دون وجود شعب على الأرض!!؟ سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو القدس، فمع التهجير يُقْتَلَعُ الشعب الفلسطيني من جذوره التاريخية، وتُحَوَلُ الأرض إلى مشروع استيطاني إسرائيلي بالكامل، مما يجعل أي مسار نحو حل الدولتين مستحيلًا.

الموقف المصري الحاسم برفض التهجير

وفيما يتعلق بالقراءة القيمية، فهي ما يأتي في إطارها الموقف المصري الحاسم برفض مقترح التهجير، والذي عبرت عنه القيادة السياسية، ومختلف المؤسسات الرسمية والشعبية، وهو ما يجيئ متمشيًّا تمامًا مع الدور المصري المميز والمشرف الذي التزمت به مصر منذ بداية القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة وحتى الآن وتبنيها في كافة المحافل مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذا وقوف مصر طوال مراحل القضية ضد كافة محاولات إسرائيل لتصفيتها لاسيما خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث اعتبرت مصر أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعد خطًا أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري لن يُسْمَحَ لأحد بتجاوزه.

وهكذا، فأيُ حديث عن إمكانية قبول مصر مثل هذا المقترح التهجيري الأهوج، هو حديثٌ تنقصه الدقة، وينقص كل من يتحدث به معرفة طبيعة مواقف الدولة المصرية الراسخة التي لم تتخلَ يومًا عن القضية الفلسطينية، كما أن أي حديث عن إمكانية تعرض مصر لأية ضغوط تجبرها على التجاوب مع هذا المقترح يعد حديثًا مرفوضًا وواهيًا انطلاقًا من مبادئها وثوابتها والتزاماتها تجاه هذه القضية العادلة مهما كان الثمن سواء بالضغوط أو الإغراءات.

نحن إذن أمام رسالة واضحة وحاسمة لكل من (يهمهم الأمر) أن مصر حكومةً وشعبًا مصطفة حول القضية الفلسطينية العادلة وداعمة لها، وأن هناك حالة من (التماهي) بينهما، فهي قضية القضايا، ومحور المحاور، هي هدف الأهداف، وغاية الغايات، وأن هذا التحرك الواعي هو شاهدٌ جديدٌ على أن مصر لن تقبلَ أيَ نوعِ مساومةٍ في هذا الأمر، ولعل هذا السمتَ الراقيَ هو ما جعل مصرَ دومًا الرقمَ الأهمَ في هذه القضية المصيرية العادلة.

مقالات مشابهة

  • جامعة سوهاج تنظم دورة التدريب على محو الأمية وتعليم الكبار من الأبجدية إلى التعايش الرقمي
  • إسماعيل: مخرجات اللجنة الاستشارية ستكون ملزمة ويجب دعمها
  • مقام في سراي ابنة الخديوي إسماعيل .. ننشر أبرز المعلومات عن المتحف الزراعي
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • اللواء إسماعيل كمال: مقبرة الأغا خان قبلة للسياحة بأسوان .. فيديو
  • كلباء.. «النمور» تُرعب الكبار!
  • قبل «عايشة الدور» في رمضان 2025.. أعمال فنية ناقشت استكمال الكبار لدراستهم
  • بعد تعيينه وزيراً للمال... ياسين جابر: لن يكون هناك تعطيل
  • الدكتور ممدوح إسماعيل: تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعد خطًا أحمر للأمن القومي المصري لن يُسْمَحَ لأحد بتجاوزه