ليس تايسون أو محمد علي كلاي.. دراسة بحثية تكشف من هو صاحب أسرع لكمة على وجه الأرض
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
أكد علماء في أحدث دراسة بحثية أن أسرع صاحب لكمة على وجه الأرض والتي تعادل قوة رصاصة عيار 22، تعود لجمبري السرعوف أو روبيان السرعوف رغم أنه بحجم إصبع صغير.
ويحمل روبيان السرعوف لقب صاحب “أسرع لكمة في مملكة الحيوان”، فرغم أنه بحجم إصبع صغير، فإن ضربات مفصلة قوية تكفي لكسر الأصداف البحرية وزجاج الأحواض المائية، لكن ذلك ليس الرقم القياسي الوحيد الذي يحمله هذا الكائن، بل هناك ما هو أغرب، إذ يمتلك أكثر العيون تعقيدا واستثنائية في العالم الحي كله، بحسب علماء في هذا النطاق.
ووفقا لدراسة بحثية نشرت في مجلة “ساينس”، وجد العلماء أن الطرف المثقب لحشرة السرعوف، والذي يسمى “نادي الدكتيل”، لديه بنية تمكنه من امتصاص الموجات الصادمة التي تنشأ عندما تضرب وتكسر أصداف فريستها وفق “نيوز ويك”.
وأكدت الدراسة البحثية أن هذا الروبيان قادر على تحطيم القشرة بقوة رصاصة عيار 22، ويظل سليما على الرغم من الموجات الصادمة التي تولدها لكماته الخاصة.
وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية والهندسة الطبية الحيوية في جامعة نورث وسترن وأحد مؤلفي الدراسة هوراسيو إسبينوزا، في بيان صحفي: “تشتهر جمبري السرعوف بضرباتها القوية بشكل لا يصدق، والتي يمكن أن تكسر أصداف الرخويات وحتى تشقق زجاج حوض السمك”.
وأضاف: “ومع ذلك، لتنفيذ هذه الضربات القوية بشكل متكرر، يجب أن تحتوي عصا الداكتيل الخاصة بجمبري السرعوف على آلية حماية قوية لمنع الضرر الذاتي”.
وأوضح: “لقد وجدنا أنها تستخدم آليات صوتية، وهي هياكل تقوم بتصفية موجات الضغط بشكل انتقائي. وهذا ما يمكن الروبيان من الحفاظ على قدرته على الضرب على مدى التأثيرات المتعددة ومنع تلف الأنسجة الرخوة”.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج قد تساعد في تصميم مواد اصطناعية جديدة ذات خصائص مفيدة، مثل المرشحات الميكانيكية للهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
ولدى حشرة السرعوف هراوات تشبه المطرقة موضوعة على جانبي جسمها، الهراوات عبارة عن هياكل تشبه الزنبرك أو النابض تخزن الطاقة في شكل مرن ويتم تثبيتها في مكانها بواسطة أوتار تشبه المزلاج، عندما يتم تحرير المزلاج، يتم تحرير الطاقة المخزنة أيضا، وهذا يطلق الهراوة نحو فريستها بقوة متفجرة.
وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية إسبينوزا: “عندما تضرب جمبري السرعوف، فإن التأثير يولد موجات ضغط على هدفه. كما أنه يخلق فقاعات تنهار بسرعة لإنتاج موجات صدمة في نطاق ميغا هرتز، يؤدي انهيار هذه الفقاعات إلى إطلاق دفعات قوية من الطاقة، والتي تنتقل عبر هراوة الروبيان، وهذا التأثير الثانوي لموجة الصدمة، إلى جانب قوة التأثير الأولية، يجعل ضربة الروبيان أكثر تدميرا”.
وتفاجأ الباحثون بأن هذه القوة الضخمة لم تلحق الضرر بالأعصاب والأنسجة الحساسة للروبيان، والتي تحيط بها الدروع.
وأظهر تحليل الدرع أنها تحتوي على أنماط هيكلية تحمي النادي من الكسور بالإضافة إلى ميزات معقدة أخرى تعمل كدرع صوتية، حيث تقوم بتصفية موجات الإجهاد عالية التردد لمنع الاهتزازات الضارة من الانتقال إلى ذراع وجسم الروبيان.
وأشار إسبينوزا إلى أن”المنطقة الدورية تلعب دورا حاسما في تصفية موجات القص عالية التردد بشكل انتقائي، والتي تضر بشكل خاص بالأنسجة البيولوجية”.
كما أضاف أن “هذا يحمي الروبيان بشكل فعال من موجات الضغط الضارة الناجمة عن التأثير المباشر وانهيار الفقاعات”.
المصدر: RT + “نيوز ويك”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ليس مجرد ألم.. دراسة تكشف الأعراض المبكرة لسرطان العظام عند الأطفال
كشفت دراسة حديثة أن الأطفال المصابين بسرطان العظام يعانون من أعراض قد يتم تجاهلها أو الخلط بينها وبين إصابات أو عدوى عادية، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص وتقليل فرص النجاة.
وحذّر خبراء في المملكة المتحدة من خطورة تجاهل بعض العلامات المبكرة التي قد تشير إلى الإصابة بأحد أكثر أنواع السرطان شراسة لدى الأطفال والشباب، وهو سرطان العظام، مؤكدين أن الوعي بهذه الأعراض لا يزال منخفضا بشكل خطير، رغم أن التشخيص المبكر هو المفتاح الرئيسي لزيادة فرص النجاة.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة نوتنغهام البريطانية، ونُشرت نتائجها في مجلة "أرشيف أمراض الطفولة" (Archives of Disease in Childhood) في 5 فبراير/شباط الجاري، وكتبت عنها صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأشار الخبراء إلى أن هناك نحو 150 حالة جديدة يتم تشخيصها سنويا لدى الأطفال في المملكة المتحدة، لكن معدلات النجاة على المدى البعيد لم تتحسن منذ أكثر من 15 عاما، حيث يتمكن أقل من 7 من كل 10 مرضى من العيش لأكثر من خمس سنوات بعد التشخيص.
وتُظهر الدراسات أن ثلاثة أرباع حالات سرطان العظام في المملكة المتحدة يتم تشخيصها بشكل خاطئ في البداية، حيث يزور المرضى الأطباء في المتوسط 8 مرات قبل أن يتم تحويلهم لطبيب أخصائي، مما يؤخر بدء العلاج.
إعلان
ما سرطان العظام؟
سرطان العظام هو نوع نادر من السرطان ينشأ في الخلايا العظمية، ويُعد أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين، حيث ينشأ غالبا في نهايات العظام الطويلة مثل الساقين والذراعين، لا سيما حول مفصلي الركبة والكتف، مع إمكانية ظهور الورم في أجزاء أخرى من الهيكل العظمي.
ووفقا لمنظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، فإنّ من أبرز أنواع سرطان العظام:
الساركوما العظمية (Osteosarcoma): يمكن أن يُصاب به الأشخاص في أي مرحلة عمرية، لكنه الأكثر شيوعا بين المراهقين (10-19 عامًا). وينمو في أي جزء من الهيكل العظمي، لكن المواقع الأكثر شيوعًا تشمل عظم الفخذ والساق العلوية والذراع العلوية. ساركوما إيوينغ (Ewing’s Sarcoma): أكثر شيوعا بين الأطفال (0-14 عاما) والمراهقين. وعادة ما ينشأ في عظام الورك والفخذ والكتف والأضلاع.ورغم أنه من بين أكثر 10 أنواع سرطانية شيوعا بين الأطفال، فإن مستوى الوعي بأعراضه لا يزال منخفضا، مما يؤدي إلى تشخيص متأخر يقلل من فرص النجاة.
أعراض سرطان العظام التي يتم تجاهلها
حلّل الباحثون في جامعة نوتنغهام البريطانية الأعراض التي عانى منها أكثر من 1400 مريض تحت سن 18 عاما، منهم 492 مصابا بالساركوما العظمية و932 مصابا بساركوما إيوينغ، وكشفت النتائج أن المرضى يعانون من 36 عرضا مختلفا، قد يتم الخلط بينها وأعراض حالات صحية شائعة أقل خطورة، مثل الإصابات والعدوى.
وكانت أعراض سرطان العظام الأكثر شيوعا:
الألم (64%). التورم (22%). الحمى (3%). الألم والتورم معًا (3%). كتلة محسوسة تحت الجلد (2%). كسور غير مبررة (2%) حيث يكون الورم قد أضعف العظام بشكل كبير، وهو العلامة التي تدفع الأطباء لإجراء الفحوص اللازمة التي تكشف عن سرطان العظام.كما شملت الأعراض الأخرى:
عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي. العرج وصعوبة المشي. زيادة حجم المنطقة المصابة نتيجة تراكم السوائل في الجسم. إعلانكما أظهرت النتائج أن مرضى ساركوما إيوينغ أكثر عرضة للحمى وظهور الكتل وضعف الأطراف، في حين أن مرضى الساركوما العظمية يعانون من الكسور غير المبررة والألم الشديد وفقدان الوزن. وأوضحت الأبحاث أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لدى مرضى الساركوما العظمية هو 50%، في حين أن المعدل لمرضى ساركوما إيوينغ نحو 67%.
ومعدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالسرطان -أو إحصائيات البقاء على قيد الحياة- يحدد بنسبة من نجوا من نوع معين من السرطان فترة زمنية محددة. وغالبا ما تستخدم إحصائيات السرطان معدل البقاء على قيد الحياة الإجمالي لمدة 5 سنوات.
عادة ما يتم تقديم معدلات البقاء على قيد الحياة في النسب المئوية. على سبيل المثال، يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة الإجمالي لمدة 5 سنوات لسرطان المثانة 77%. وهذا يعني أنه من بين جميع الأشخاص المصابين بسرطان المثانة، يعيش 77 من كل 100 شخص بعد 5 سنوات من التشخيص. على العكس من ذلك، فإن 23 من كل 100 شخص يموتون خلال 5 سنوات من تشخيص سرطان المثانة.
وشدّد الأطباء على أهمية رفع مستوى الوعي بأعراض سرطان العظام بين الأطباء والمرضى على حد سواء، مؤكدين أنّ رصد الأعراض مبكرا يمكن أن يغير مسار العلاج بشكل كبير، ويقلل من فرص الانتكاس بعد العلاج، وهي الخطوة الأولى للحد من المعاناة وإنقاذ حياة الأطفال والشباب الذين يواجهون هذا السرطان العدواني.
التشخيص والعلاج.. سباق مع الزمن
نظرا لتشابه أعراض سرطان العظام مع أمراض أخرى، يتطلب التشخيص إجراء فحوص متخصصة مثل:
الأشعة السينية للكشف عن وجود تغيرات غير طبيعية في العظام. التصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة مدى انتشار الورم. الخزعة لتحليل العينة المأخوذة من العظم المصاب والتأكد من وجود الخلايا السرطانية.أما العلاج، فيعتمد على مرحلة المرض وموقع الورم، ويشمل:
إعلان العلاج الكيميائي: الذي يُستخدم لتقليص حجم الورم قبل الجراحة أو لقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد الاستئصال. الجراحة: لإزالة الورم المصاب، وفي بعض الحالات يتم استبدال العظم المصاب بعظم صناعي. العلاج الإشعاعي: يستخدم مع إيوينغ ساركوما لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية. البتر: قد يكون ضروريًا إذا انتشر السرطان إلى الأنسجة المجاورة، مما يجعل استئصال الورم صعبًا دون التأثير على الأعصاب أو الأوعية الدموية.