السعودية عظيمة في أقوالها وأفعالها
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
الحمد لله اللهم احفظها وسدَّدها، لم أجد نفسي عاجزة كيف أكتب؟ أو حائرة ماذا أكتب؟ إلا حين أريد الكتابة عن وطني، عن قيادته وعن شعبه.
ومن خلال متابعتي للأخبار، والأدوار الدولية، التي تتصدّر مملكتي فيها المشهد، أغرق في مواقف تجسَّدت فيها الإنسانية، وبرزت القوة والعزة، مواقف مهما تغافل عنها الحاقدون والمغرضون، هي شامخة نصب أعينهم كضوء الشمس في عز الظهيرة، مواقف من تعدُّدها وقوتها وعمقها، أحتار في الاختيار، لكن لعل أبرزها اليوم هو تصريح الرئيس الأمريكي ترامب في صباح الخامس من فبراير ٢٠٢٥، وافترائه أن المملكة لم تطلب إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع إسرائيل!
قال تصريحه، وفي أقل من ساعة، وفي نفس الوقت، أتاه الرد الصارم القوي من القيادة السعودية، في بيان وزارة الخارجية، الذي أكدت فيه المملكة موقفها من العلاقات مع إسرائيل، وأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مالم تكن للفلسطينيين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وقد سبق وأن أكد ولي العهد حفظه الله في ١١ نوفمبر ٢٠٢٤ خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية، أكد على مواصلة الجهود لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، كما حثَّ سموه الدول المُحبة للسلام والاستقرار، على الاعتراف بدولة فلسطين، وأن تكون فلسطين دولة سيادة، وعضوية في المجتمع الدولي، كما شددت المملكة في بيان الخارجية على ما سبق وأن أعلنته في أكثر من موقف، عن رفضها التام القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات( الاستيطان الإسرائيلي – أو ضم الأراضي الفلسطينية – أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه –، وأن واجب المجتمع الدولي الوقوف مع الشعب الفلسطيني، ورفع المعاناة الإنسانية القاسية، التي يرزح تحتها.
ما أجمل هذا البيان، وما أشدَّه، وما أروع خاتمته، وفيها تأكيد (اسمعوا وعوا) هذا البيان(للسابقين واللاحقين)، بيان تداولته كل وسائل الإعلام العالمية والعربية، وتصدَّر منصّات التواصل الاجتماعي، وكان في “ترند” بعنوان: (السعودية تنتصر لفلسطين)، والسعودية هذا واقعها قبل الترندات، وقبل القنوات، دائما مواقفها منتصرة لفلسطين، قضية العرب والمسلمين الأهم، لكن السعودية أثبتت للعالم أنها مع الوقت تزداد صلابة وقوة، وفي السنوات الأخيرة تمكنت بجدارة منقطعة النظير، أن تكون الدولة النموذج الأكثر اتزاناً، والأعمق وجوداً، والأقوى مواقفاً، إلى جانب أنها الأعرق تاريخاًً.
وفي هذه الأيام، تطالعنا الأخبار بتصريحات الرئيس ترامب، والمدعو نتنياهو، وكلاهما بحاجة لمعالجة نفسية: فترامب رجل المال والأعمال، أثبت أنه لا يمكن أن ينجح في السياسة خاصة في فترته الجديدة، فقد بدأت ثقة المجتمع الدولي به تهتز، هذا لو كان هناك شيء من ثقة! فكأنما أصابه هوس السلطة للدولة العظمى كما يصنفها العالم (للأسف)، فصارت تصريحاته، مجانبة للعقل والمنطق، بل والإنسانية! وصارت فلسطين، بل والعالم في نظره، لوحة شطرنج يريد تحريك الأراضي بمزاجه، ولو أراد ذلك في أمريكا، فهذا شأنهم، لكنه تعدَّى بجنون على مالا يملك، ولا يستطيع، فلن تتركه السعودية، ومصر، وغيرهم من الدول العربية الأبيَّة.
للأسف، تفكير هذا الرجل المريض نفسياً، أوهمه أن العرب لقمةً سائغة، ولعل تصريحاته المستفزة، وهوسه والعشوائيه في تصريحاته، تتراجع أمام الموقف السعودي والعربي والعالمي، بل والفلسطينيين أنفسهم، الذين لن يبيعوا
أرضهم، ولن يتركوها، ولن يستبدلوها بأي أرض.
يبدو لي أن ترامب لا انتماءات لديه، فهو ليس من أهل أمريكا الأصليين،. لذا لا اعتبار لديه لغصّة انتزاع الوطن. لقد ابتلي العالم بترامب ونظيره النتنياهو، سبحان الله من يعلم قد تكون نهاية أمريكا على يد هذا الرجل، من يتخيل دولة عظمى تتحكَّم في العالم، يحكمها معتوهون كترامب، وقبله بايدن، أشخاص متهالكون فكراً واتزاناً، ويتضح ذلك من خلال المؤتمرات الصحفية والتصريحات التي يدلون بها، وقد ذهب بايدن بعيوبه، وجاء ترامب بمفاجآته الغريبة العجيبة، والتي أفقدته الثقة والاحترام داخل أمريكا قبل خارجها، لكنني على ثقة بأنها زوبعة في فنجان وفقاعات لها من يفرقعها داخل صدره هو وطاقمه الرذيل، وأول من سيقف ضدَّه، الشعب الذي رشحه، فالشعوب تريد الحياة العادلة المطمئنة، لا تريد الظلم، وانتهاك حقوق الغير. وترامب لن يحققها لأمريكا بهذه العقلية المريضة، والنفسية المضطربة.
أمَّا فلسطين، فبإذن الله، ستقف شامخة مناضلة، مادامت الدول العربية والمسلمة تقف صفاً دونها، وبإذن الله قريباً تعترف بها كل الدول، وقريباً يتحقق مطلب السعودية بدولة فلسطينية مستقلة.
بكل اعتزاز، أقول شكراً للسعودية على موقفها النبيل والعظيم والقوي ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها فخراً وعشقاً).
almethag@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
العلم الفلسطيني يرفرف في احتجاجات عيد العمّال بأمريكا ضد سياسات ترامب / صور
#سواليف
رفرف #العلم_الفلسطيني في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال #مظاهرات حاشدة بمناسبة #عيد_العمال، حيث شارك مئات الآلاف من العمّال، من #بوسطن إلى #سان_فرانسيسكو، في مسيرات جماهيرية عبّروا فيها عن دعمهم لحقوق العمّال ورفضهم لما وصفوه بـ”أجندة المليارديرات” للرئيس دونالد #ترامب، وكذلك احتجاجًا على الهجمات المتصاعدة على النقابات والمهاجرين والمدافعين عن فلسطين والفئات المهمّشة.
وانطلقت المظاهرات في مئات المدن الأمريكية بتنظيم من تحالف “ماي داي سترونغ” وحركة “50501” ومجموعات عمّالية وشعبية أخرى، في يوم تحرك وصفه المنظمون بأنه “دعوة لدولة تستثمر في الأسر العاملة لا في ثروات النخبة”.
وجاء في بيان للتحالف: “يحاول ترامب ومليارديراته خلق سباق نحو القاع، على حساب الأجور والمزايا وحتى الكرامة نفسها. في عيد العمال هذا، نرفع صوتنا ونقاوم، مطالبين بدولة تضع عائلاتنا فوق أرباحها، والمدارس الحكومية فوق الاستثمارات الخاصة، والرعاية الصحية فوق صناديق التحوّط، والرخاء فوق السوق الحرة”.
مقالات ذات صلةوأشار التحالف إلى أن هذه الاحتجاجات جاءت بعد مرور 100 يوم فقط على إدارة ترامب، والتي “بدأت بالفعل بتقليص الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والتعليم، في مقابل تخفيضات ضريبية ضخمة للمليارديرات وأرباح قياسية”.
وفي هذا السياق، قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، خلال مشاركته بمظاهرة حاشدة في فيلادلفيا حضرها الآلاف من العمّال النقابيين، إن “عيد العمّال هو إلى حد كبير عطلة مقدسة، ويخرج فيها العمّال في جميع أنحاء العالم للمطالبة بالعدالة ومواجهة الأوليغارشية من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بمستوى معيشي كريم”.
من جانبه، عبّر شفيق أندرسون، عامل فندق وعضو في نقابة Unite Here المحلية 274، عن إحباطه من الأوضاع المعيشية، قائلاً: “سئمنا من ارتفاع الأسعار والمعاملة غير العادلة، ومن غياب المساواة. مسيرات كهذه تُثبت جديتنا وسنواصل النضال بقوة عند الحاجة”، حسبما ذكرت منصة “كومن دريمز”.
وفي شيكاغو، شدّدت ستايسي ديفيس غيتس، رئيسة نقابة المعلمين، على أن التحالفات النقابية تمكّنت من تأمين حقوق أساسية للطلبة والأسر، وقالت: “نواجه المتنمرين أمثال ترامب ببناء التحالفات، ونستمد قوتنا من التاريخ النضالي، من أول إضراب عام خلال الحرب الأهلية، ونؤمن بإعادة الإعمار من جديد”.
وحدّد تحالف “مايو القوي” جملة مطالب في صلب هذه التحركات، أبرزها وقف سيطرة المليارديرات على السلطة والفساد الحكومي، والتمويل الكامل للمدارس العامة والرعاية الصحية والإسكان، إلى جانب حماية وتوسيع برامج Medicaid والضمان الاجتماعي، ووقف الهجمات على المجتمعات المستهدفة، بما في ذلك المهاجرون والسود والسكان الأصليون والمتحولون جنسيًا، إضافة إلى ضمان حماية نقابية وأجور عادلة وكرامة لجميع العمال.
وجاء في بيان التحالف: “هذه حرب على الطبقة العاملة، ولن نتراجع. إنهم يقطعون تمويل مدارسنا، ويخصخصون الخدمات العامة، ويهاجمون نقاباتنا، ويستهدفون أسر المهاجرين بالخوف والعنف. الطبقة العاملة هي من بنت هذه الأمة، ونعرف كيف نرعى بعضنا البعض، وسنواصل النضال من أجل الحقوق والحريات التي تضمن حياة أفضل للجميع”، وفقا لموقع “موندويز”.
ولم يغب التضامن مع فلسطين عن هذه التحركات، حيث أوضحت منظمات عمّالية أمريكية في بيان مشترك أن القضية الفلسطينية تمثّل اليوم جزءًا لا يتجزأ من نضال الطبقة العاملة، مؤكدين أن “إصابة أحدٍ هي إصابةٌ للجميع”، وأن النظام الاستعماري الإسرائيلي يشكل جزءًا من عنف الدولة العنصري المدعوم من الولايات المتحدة، والذي يستهدف السود والسكان الأصليين والعرب والمسلمين والطبقات الفقيرة في الجنوب العالمي.
وأشار البيان إلى أن “أموال دافعي الضرائب تموّل الجرائم الإسرائيلية”، في وقت يجب أن تُخصص فيه لتوفير الوظائف والرعاية الصحية والتعليم، مؤكدًا أن “أماكن عملنا تُنتج دون موافقتنا أسلحة وبحوثًا لصالح نظام الإبادة الإسرائيلي”. كما أشار إلى أن “نقاباتنا موّلت إسرائيل لعقود من خلال سندات استثمارية بمليارات الدولارات”، داعيًا إلى إنهاء هذا التواطؤ.
وأكدت المنظمات أن “التضامن العالمي للطبقة العاملة هو السبيل الوحيد للنصر”، وأن على كل عامل أن يضطلع بمسؤوليته في بناء التضامن مع فلسطين، التي تمثل اليوم مركزًا حيويًا للصراع الطبقي العالمي.
واختتم البيان بالتشديد على أن “العمّال قادرون على وقف الإبادة”، مذكّرين بإضرابات قادها عمّال عرب وسود في الماضي ضد تواطؤ النقابات مع إسرائيل، ومشيدين بتحركات عمّال الموانئ في دول عديدة، من جنوب أفريقيا إلى السويد، والولايات المتحدة، الذين رفضوا مناولة البضائع الإسرائيلية احترامًا لخط الاعتصام الفلسطيني