تكريم عدد من القضاة والموظفين المتميزين بمحكمة بني الحارث
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
يمانيون../
كرّم رئيس هيئة التفتيش القضائي، القاضي الدكتور مروان المحاقري، اليوم عددًا من القضاة والموظفين المتميزين في محكمة بني الحارث بأمانة العاصمة، تقديرًا لجهودهم في الارتقاء بالعمل القضائي والإداري.
شمل التكريم القاضي فؤاد المحمودي، القاضي موسى العماري، الموظفَيْن المثالِيَيْن محمد المعمري وأحمد منصور قاسم، بالإضافة إلى الأمين الشرعي محمد عاطف، وذلك تقديرًا لتفانيهم في أداء مهامهم بكفاءة ومسؤولية.
وفي كلمته خلال حفل التكريم، أكد رئيس الهيئة أهمية تشجيع الكوادر المتميزة وتحفيزهم على المزيد من العطاء، لما لذلك من أثر إيجابي في تجويد الأداء القضائي وتعزيز دور المحاكم في تحقيق العدالة الناجزة وخدمة المجتمع.
وأشاد بالتحسّن الملموس في أداء محكمة بني الحارث، مشددًا على أهمية مواصلة الجهود لتنمية المهارات وتعزيز الكفاءة، بما يسهم في تسريع الفصل في القضايا وتعزيز ثقة المجتمع بالقضاء.
من جهته، نوّه رئيس محكمة بني الحارث، القاضي ياسر العمدي، بدور المكرّمين في ترسيخ مبادئ العدل والإنصاف، وتحملهم المسؤولية بكفاءة عالية، مؤكدًا أن هذا التكريم يعد حافزًا لمواصلة الجهود وتحقيق مزيد من الإنجازات في المجال القضائي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بنی الحارث
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية
يقول إكزوبيري صاحب رواية «الأمير الصغير»: «إن الأرض مليئة بالكثير من الناس والقليل من الإنسانية»، وقد قالها ناعياً حال البشر، حيث تعمُّ الشرور ويبدون عاجزين عن القضاء عليها، رغم كل ما لديهم من تعاليمَ دينيةٍ وقوانينَ وضعوها لضبط معاشهم البشري وعلاقاتهم، ومع هذا تضيع كل جهودهم في الشعر والفلسفة وفي نظريات الأخلاق، والسؤال الذي يلزمنا طرحه هنا هو: هل كان ممكناً أن تنقلب المعادلة أو تتساوى، بحيث تتوافق النسبة بين الشر والخير، أو تزيد الكفة لمصلحة الإنسانية مقابل كثرة البشر الذين يقعون ضحايا للشرور، أو الذين يتذمرون من الشرور؟ والواقع العملي في هذه الحياة هو أن شراً واحداً يكفي لقلب كل المعادلات، وحينما جرى إسقاط قنبلة هيروشيما، كانت بقرار من شخص واحد، لو اختار تجنبها لفعل حسب ما لديه من سلطة دستورية، لا سيما أنه قد قال من قبل إن استخدام أسلحة الدمار الشامل أمرٌ محال وغير قابل للتصور (ترومان). فهل الشر أسهل على النفس البشرية وأقرب لها من الخير والحكمة.
هذه موازنة حادة بين معنى ومعنى، فشرارة واحدة كافية لتحرق غابة، لكن كل غابات الأرض لن تتمكن من نزع الغيظ من نفوس البشر، ولذا يحقق الأشرار مرادهم، بل يتمكن الشر من تحويل الإنسان الخيّر المعروف بخيريته إلى شرير، ومثال الحارث بن عباد يكشف كيف أن رجلاً صالحاً ومسالماً كان يحرص على تجنب الحرب الكونية حينها بين القبائل العربية، التي درج اسمها بحرب البسوس، وبمجرد أن قتل المهلهلُ بجير بن الحارث، وقال له «بؤ بشسع نعل كليب»، تحوّل الحارث إلى مقاتل ثأراً لذهاب ابنه مقابل حذاء، وقد كان الأب يريد تقديم ابنه فديةً لحقن دماء العرب، وتلك نية صالحة قابلها المهلهل بإهانة الابن وقتله، وبدل حقن الدم جعل دمه بقيمة حذاء، مما فجر الغضب فتحول الحارث لمقاتلٍ ومشارك في حرب طاحنة عزل نفسه عنها لسنوات، وعرض حلها بتقديم ابنه فديةً عن رأس كليب، الذي كان مقتله سبباً لنشوب تلك الحرب، ولكن المهلهل، وهو أخو كليب وطالب ثأره، استصغر ابن الحارث فقطع رأسه، ليقول إنه لا يساوي أكثر من حذاء كليب، وهذه كلمة غيّرت مجرى الحدث من مشروع سلام إلى مشروع حرب.
والإنسان قادر على فعل الخير، ويملك الوسائل لذلك، وقادر على فعل الشر، ويملك الطرق لذلك أيضاً، بل إنه يخترع الطرق، فيقسم مثلاً بالله العظيم لكي يمرر كذبةً على أخيه الإنسان، وإغراءات المال والجاه وتوسيع الهيمنة كلها دعوات شبه غريزية لجعل الشر وسيلةً للكسب، بل إن كثيراً من العلماء الباحثين راحوا قتلى لأن زميلاً لهم قرر سرقة أبحاثهم لكي يحصل على لقب مخترع الفكرة، وهنا لن تسلم الأرض ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، وستظل الإنسانية قليلةً، بينما الناس كثيرون، وكما في المثل العربي فإن الحرب أولها كلام، حيث تتحول اللغة نفسها إلى مادة حربية تقتل وتسفك الدماء.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض