محللان: هذه خيارات الفلسطينيين والعرب لمواجهة خطة التهجير
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
في ظل الحديث عن مساعيه لاقتلاع أهالي قطاع غزة من أرضهم ووطنهم، يعمل الاحتلال الإسرائيلي بالموازاة على تهجير الفلسطينيين من مناطقهم بالضفة الغربية، من خلال إفراغ المخيمات من أهلها وتهجيرهم قسرا إلى خارجها.
وقد هجّر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 ألف فلسطيني قسرا من مخيم جنين شمالي الضفة بعد تدميره بالكامل، كما أكد محافظ جنين.
وهجرت قوات الاحتلال أكثر من نصف سكان مخيم طولكرم البالغ عددهم نحو 14 ألف نسمة. وأما في مخيم نور شمس في المحافظة نفسها، فقد أجبر الاحتلال أكثر من 80% من سكانه على النزوح خارجه بعد تدمير ممنهج لمئات المنازل فيه.
ووفقا للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، فإن الضفة الغربية هي الهدف الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي، وهو يركز حاليا على المخيمات بإخراج الأهالي من بيوتهم وتدمير منازلهم، مشيرا إلى أن السيناريو الذي طبقه في قطاع غزة يجري تطبيقه على الضفة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي -يضيف البرغوثي في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- ما كان قد بدأه عام 1948، عندما قام من خلال المجازر التي ارتكبها بتهجير 70% من الشعب الفلسطيني، وكان قادته، وبينهم والد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو يلومون ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء إسرائيلي) على أنه أبقى 200 ألف فلسطيني في أراضي 1948، ولاموا حكومتهم على أنها لم تنجح عام 1967 في تهجير كل الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
إعلانويؤكد البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي قام عام 1948 بتدمير 521 قرية وبلدة فلسطينية والتي هجر أهلها، و"اليوم دمر كل قطاع غزة، وشرع في تدمير الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن المشروع الصهيوني يكشف اليوم عن وجهه الحقيقي.
ويتفق الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي، د. مهند مصطفى مع البرغوثي في كون الضفة الغربية هي الأهم بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، والذي يقضي مخططه بالتمهيد لضم الضفة الغربية ولاحقا تهجير الفلسطينيين منها، وهو السيناريو نفسه الذي جهزه لقطاع غزة.
ويركز الاحتلال حاليا على مخيمات الضفة الغربية وخاصة في الشمال، لاعتقاده أنها معقل المقاومة الفلسطينية، كما يوضح مهند مصطفى، والذي يؤكد أن هدف نتنياهو أيضا هو القضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية، "الحلم الذي يراوده منذ التسعينيات".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية "السور الحديدي" استهدفت مخيمات جنين وطولكرم أولا وامتدت إلى محافظة طوباس، وخاصة طمون ومخيم الفارعة، وهي العملية التي قال الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي إنها ستشمل كل مناطق الضفة، لكنها تركز حاليا على المخيمات.
تناقض جوهريوفي السياق نفسه، يرى مهند مصطفى أن تصريح نتنياهو لقناة فوكس نيوز الأميركية لا يخرج عن إطار المخطط الإسرائيلي المتعلق بالتهجير، حيث إنه وصف خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات"، وقال إن إسرائيل فكرت في موضوع تهجير سكان غزة قبل ترامب.
وزعم نتنياهو في مقابلته مع فوكس نيوز أن إخراج الفلسطينيين من القطاع "لن يكون قسريا أو تطهيرا عرقيا"، وقال إن الفلسطينيين يمكنهم أن يعودوا إلى أرضهم بعد "انتقال مؤقت" لكن بشرط التنصل مما وصفه بـ"الإرهاب".
وتتعارض تصريحات نتنياهو بشأن التهجير مع اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويشير مهند مصطفى إلى وجود تناقض جوهري بين هذه التصريحات والمرحلة الثانية من الاتفاق.
إعلانولمواجهة مخطط الاحتلال والإدارة الأميركية بشأن تهجير الفلسطينيين، يقترح البرغوثي أن يتوحد الفلسطينيون بكل أشكالهم داخل جبهة وطنية عريضة، وأن يتخذ العرب والمسلمون موقفا حازما يؤكد على رفض التهجير، وأن تمارس الضغوط على الدول العربية المطبعة مع الاحتلال كي تلغي التطبيع، بالإضافة إلى دعم موقف مصر والأردن والسعودية المتحد برفض تهجير الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی تهجیر الفلسطینیین الفلسطینیین من الضفة الغربیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الدمار يلاحق الفلسطينيين.. ماذا يحدث في الضفة الغربية الآن؟ (فيديو)
وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على طولكرم، اليوم الأحد، ليشمل مخيم نور شمس للاجئين شرق المدينة، في الوقت الذي دخل عدوانه على المدينة ومخيم طولكرم للاجئين يومه الـ14، كما واصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ20 على التوالي، وعلى مخيم الفارعة للاجئين جنوب طوباس لليوم الثامن على التوالي، فماذا يحدث في الضفة الغربية الآن؟
ماذا يحدث في الضفة الغربية الآن؟تشهد الضفة الغربية العديد من الاقتحامات والانتهاكات بحق المواطنين، ففي مخيم نور شمس استشهدت المواطنة سندس جمال محمد شلبي وجنينها، وأصيب زوجها، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد المواطنة شلبي وهي حامل بالشهر الثامن، وإصابة زوجها بجروح حرجة في الرأس.
وذكرت أن الطواقم الطبية في طولكرم لم تتمكن من إنقاذ حياة الجنين، بسبب إعاقة الاحتلال نقل الإصابات إلى المستشفى، حيث وصلت الأم سندس شهيدة مع جنينها، فيما جرى نقل زوجها لمستشفيات رام الله لصعوبة حالته، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وكانت قوات الاحتلال قد منعت طواقم جمعية الهلال الأحمر من الوصول لمصابين داخل مخيم نور شمس، إلا أنها تمكنت بعد فترة من الوصول للشهيدة وزوجها ونقلهما إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، فيما لم تتمكن من الوصول لإصابتين داخل المخيم.
العدوان على مدينة جنين يدخل يومه الـ20وفي مدينة جنين يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه لليوم الـ20 على التوالي مخلفا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الدمار الهائل والخراب الكبير في منازل وممتلكات المواطنين في مخيم جنين تكشف بعد انسحاب آليات الاحتلال من أحياء قليلة داخله وإعادة تمركزها في أحياء أخرى، حيث ظهرت بعض البيوت وقد سويت بالأرض بشكل كامل، فيما انتشر الدمار في الشوارع والبنى التحتية والسيارات والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، إن عدد النازحين من المخيم تجاوز الـ15 ألف شخص بواقع 3500 أسرة متوزعين على عدة بلدات وقرى في المحافظة، وأكثرها بلدة برقين غرب جنين.
هذا ما يحاولوا اخفاءه عن الناس ، هذا ما يحدث في الضفة الغربية. pic.twitter.com/WYRiXTDCjW
— ???? Eyad إِيَادٌ (@ehajjarr) February 9, 2025وأكد أن الاحتلال مستمر في هدم وحرق منازل المواطنين في المخيم، كما أن الحصار الذي استمر على مدينة جنين لأكثر من عامين ماضيين فاقم من سوء الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى أن طائرات الاحتلال المسيرة تواصل التحليق في سماء مخيم جنين، حيث ألقت قنابل في ساحة المخيم وعدة شوارع أخرى أكثر من مرة.
وتواصل آليات الاحتلال حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل اليه، ولليوم العشرين على التوالي تعاني أقسام المستشفى من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على إيصال المياه للمستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة، بعد منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني الدخول إلى المستشفى.
الاحتلال يواصل العدوان على طوباسوأما في طوباس تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها العسكري على مخيم الفارعة جنوب طوباس، لليوم الثامن على التوالي، ومنذ صباح اليوم، تدفع الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية من حاجز الحمرا باتجاه المخيم، ويواصل الاحتلال تدميره للبنية التحتية وممتلكات المواطنين في المخيم، بالتزامن مع استمرار مداهمة منازل المواطنين، والتحقيقات الميدانية معهم، كما دمرت جرافات الاحتلال ممتلكات المواطنين.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية التي شنها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أكتوبر 2023، صعد الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 908 مواطنين بينهم 183 طفلا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، ومنذ مطلع العام الجاري 2025، استشهد 73 مواطنا، بينهم 11 طفلا.