-من الحقائق الثابتة، التي لا تقبل الشك أو الجدل، أن كثيرين من سكان غزة سيهاجرون ذات يوم قريب، وسيتركون مناطق سكناهم في قطاع الصمود والبطولة، ولكن ليس إلى خارج حدود وطنهم المغتصب وأراضيهم المحتلة، كما يبّشر بذلك الرئيس المعتوه، ويتوهم حلفاؤه المجرمون، وإنما إلى عمق أرض فلسطين التاريخية، في يافا وحيفا وعكا وعسقلان والقدس وكل شبر من الأرض المقدسة التي دنسها أحفاد القردة والخنازير لعقود من الزمن.
-لن تكون هجرة اعتيادية بل عودة مظفرة، تقتلع في طريقها كل ما يعترض مسيرتها المباركة من العراقيل والعوالق والطفيليات البشرية ولصوص الأوطان ومصاصي الدماء.
-هذه الهجرة الموعودة والمؤكدة سيكون قوامها أكثر من 70% من سكان قطاع غزة، هم بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، لاجئون قام الاحتلال الصهيوني بتهجيرهم قسرا من مدنهم وقراهم وأٌخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق، عشية نكبة 1948 المشؤومة وما بعدها يوم أن كان لا وجود للمقاومة ولا للقسام ولا لسرايا القدس وكتائب الأقصى وغيرها من الفصائل المجاهدة، لتقيم فيها دولة الاحتلال، مستوطنات غير شرعية لقطعان من البشر، جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها بناء على وعد وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
-عودة الغزاويين إلى أطلال بيوتهم في الشمال، بعد أن فش فيها الاحتلال كل أحقاده وضغائنه، وبذلك التحدي والعنفوان ليس إلا خطوة مبدئية على طريق العودة الكبرى إلى الديار، وهي آتية لا محالة، ولن يستطيع ترمب ولا غيره إيقافها أو التحايل عليها أو إلغاءها.
-لا نراهن على هذه الحقيقة من منطلق التنديد والاستهجان العالمي الواسع الذي قوبلت به تخرّصات وتخاريف ترمب، ولا على الرفض المصري والاردني وكل الدول والكيانات العربية والإسلامية، فلو كان ترمب وأعضاء إدارته الفاشية يلقون بالا، أو يقيمون وزنا للعرب والمسلمين، أو يكترثون لمبادئ ومضامين القانون الدولي والإنساني، أو يأبهون لمؤسسات العدالة الدولية، ما كان ليقول ما قال، بكل تلك الثقة والعنجهية والغرور، ولما كان أتبع ذلك الجنون بحزمة عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، ولما تجرأ على الحديث عن جعل كندا ولاية أمريكية، واحتلال بنما والمكسيك والدنمارك، وغير ذلك من التخاريف والقرارات، التي أتحف بها العالم، خلال الأيام الأولى من ولايته الرئاسية الجديدة.
-يعلم الملياردير الرئيس، وتاجر العقارات الأشهر في العالم، أن أمة المليار ونص المليار نسمة، صارت أمة خانعة ذليلة، لا تستطيع الفعل وعاجزة عن رد الفعل، وقد استمرأت المذلة والهوان، وسيطر الذعر على نفوس شعوبها قبل أنظمتها المنبطحة، فأطلق العنان لغطرسته ووقاحته وخرج علانية عن قواعد الدبلوماسية الأمريكية القائمة على الضرب من تحت الحزام، وبث السموم على هيئة نسيم، لكنه يعلم علم اليقين أن الشعب الفلسطيني وحده – ومعه القليل من أحرار وشرفاء الأمة – سيقف حجر عثرة لا تنكسر أمام مشاريعه الخبيثة، ومخططاته الاستثمارية ذات البعد الاستعماري.. ووحدهم أبطال المقاومة من سيجعلون طموحات ترمب وأحلام نتنياهو – وغيرهما من قتلة وسفاحي العصر – مثل هشيم تذروه الرياح.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الجمهوريون يسقطون مشروع قانون لوقف رسوم ترمب الجمركية
كان ترمب قد أعلن في 2 أبريل (نيسان) عن رسوم جمركية شاملة على جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين تقريباً، ثم تراجع عن القرار بعد أيام قليلة نتيجة لانهيار في الأسواق، وعلق فرض الرسوم على الواردات لمدة 90 يوماً.
وفي ظل هذا الغموض الذي يواجه المستهلكين والشركات الأميركية، أعلنت وزارة التجارة يوم الأربعاء أن الاقتصاد الأميركي انكمش بنسبة 3.0 في المائة بين شهري يناير (كانون الثاني) ومارس، وهو أول تراجع اقتصادي منذ ثلاث سنوات، وفقاً لما ذكرته وكالة أسوشييتد برس.
وجاءت نتيجة التصويت 49 مقابل 49، بعد أسابيع من موافقة مجلس الشيوخ على قرار سابق كان سيقيد قدرة ترمب على فرض رسوم على كندا، وأقر ذلك القرار بأغلبية 51 مقابل 48، بمشاركة أربعة أعضاء جمهوريين.
وقال الديمقراطيون إن هدفهم الأساسي من القرار كان دفع الجمهوريين إلى إعلان مواقفهم صراحة، ومحاولة إعادة تأكيد سلطات الكونغرس.
وقال السيناتور رون وايدن من ولاية أوريجون، وهو من أبرز رعاة القرار: «لا يمكن لمجلس الشيوخ أن يبقى متفرجاً صامتاً وسط جنون الرسوم الجمركية».
من جانبه، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إن الأرقام الاقتصادية المخيبة للآمال يجب أن تكون «جرس إنذار» للجمهوريين.