الثورة نت:
2025-03-12@20:32:38 GMT

 من طوفان الأقصى إلى طوفان العودة

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

 من طوفان الأقصى إلى طوفان العودة

 

 

لقد كانت لطوفان الأقصى أصداء واسعة في مجريات الأحداث العربية والدولية، وكانت له ارتدادات مختلفة على مختلف الأصعدة، كما كشفت هذه العملية النوعية سوءة دول العالم المتحضر التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان بل وتكيل بمكيالين وفق مصالحها دون أي مراعاة للقيم الأخلاقية والإنسانية.
ونحن نتابع على شاشات الفضائيات منذ اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، ونستمع إلى التحليلات من كافة الآراء المختلفة، سمعنا الكثير ممن يحملون فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تداعيات هذه العملية التي لم تأت من فراغ ولم تكن لتحدث دون وجود وحدوث تهجير واحتلال واستيطان للأراضي الفلسطينية، وعلاوة على ذلك فقد كانت دولة الكيان الصهيوني تقوم بالكثير من الإجراءات الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وضد السكان المقدسيين بالذات داخل المدينة القديمة في القدس الشريف من إقامة الحواجز المعيقة لدخولهم وخروجهم منها، وكذا توسيع عمليات الاستيطان عبر مصادرة الأراضي الفلسطينية في مدن الضفة الغربية، والقيام باعتقال أي معارض أو مقاوم لهذه الإجراءات، وكذا الاستمرار في حصار أكثر من 2.

5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، كل ذلك ودول العالم لم تحرك ساكناً ولم تندد ولم تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة على أرضه وفي مدنه وقراه.
طالعتنا معظم الشاشات العربية قبل الأجنبية بتحميل حركة المقاومة الإسلامية وفصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة كل التداعيات التي حصلت بعد طوفان الأقصى دون النظر إلى الأسباب والمسببات، ودون النظر إلى المعاناة التي لقيها الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 80 عاماً من التهجير ومصادرة الأراضي والتشرد والإبعاد والنفي، وغيرها من أشكال المعاناة على مدى أجيال.

لقد قضت آلات “العدوان الإسرائيلي على غزة” بعد طوفان الأقصى على جميع مظاهر الحياة في هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2.5 مليون فلسطيني، وظل هذا العدد الكبير ينزح من منطقة إلى أخرى في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية وجوية صعبة، الأمر الذي زاد من معاناتهم أثناء النزوح من منطقة إلى أخرى في ظل هذه الظروف وفي ظل العمليات العسكرية المتكررة التي كان ينفذها جيش الكيان الصهيوني.
لقد أثمرت ملاحم الصمود تلك التي سطرها الشعب الفلسطيني مع المقاومة الباسلة عبر أكثر من 15 شهراً انتصارات مشهودة في رضوخ حكومة الكيان الغاصب إلى صفقة تبادل الأسرى، وتم تحرير المئات من الأسرى الفلسطينيين ممن يحملون الأحكام المؤبدة، وما كان سيتم الإفراج عنهم، لولا طوفان الأقصى الذي أفضى إلى هذه الصفقة، وكذا ممن يحملون أحكاماً عالية.
مع كل تلك المشاهد المؤلمة والتي ظهرت فيها منطقة شمال غزة وهي مدمرة تدميراً كلياً ولم تعد صالحة للعيش، مربعات سكنية تم تدميرها كلياً، الطرقات، المستشفيات، المدارس، جميع تلك المشاهد لم تقف حاجزاً أمام سكان غزة الذين قرروا العودة إلى منازلهم المحطمة ومدنهم المدمرة التي لم تعد تحوي أي مظاهر للحياة..
لقد أثمر طوفان الأقصى، طوفاناً آخر هو طوفان العودة والذي يعتبر أول رحلة لعودة الفلسطينيين إلى منازلهم ومدنهم، إن حشود أهل غزة الذين عادوا إلى أطلال بيوتهم ومدارس أبنائهم ومساجدهم هي مظاهرة سيسجلها التاريخ لتكون جزءاً من رحلة العودة إلى أرض الوطن لكل المهاجرين في بلاد الله، وإنها صورة حاضر سوف تصبح يوما حقيقة أمام التاريخ.
إن حشود غزة التي انطلقت في ساعات وقطعت أكثر من 25 كيلومتراً قد تجاوزت أعداد الجيش الإسرائيلي، من يصدق أن 300 ألف فلسطيني قد عبروا أطفالا ونساء ورجالاً لكي يعودوا إلى مدن مدمرة وبيوت من الأنقاض، إنها إرادة شعب يحب الحياة ومات في سبيلها، لأن هذا الوطن يستحق الحياة..
لقد أصابت هذه الحشود العالم بالدهشة، وأصابت أيضاً الكيان الصهيوني بالذهول والرعب ليس من طوفان الأقصى فقط ولكن من بركان الثأر والغضب الذي انطلق في هذه المواكب التي احتشدت تعانق أرضها.
ان حشود البشر التي شهدتها غزة وعودة الشعب الفلسطيني إلى بيوته ينبغي أن تكون درساً للعالم أجمع وللكيان الإسرائيلي الغاصب أن الأوطان ليست باتساع أرضها ولكن الأوطان بقوة إرادتها وصمود شعبها وقدرتها على تحقيق الأمن والرخاء.
لقد أعطتنا هذه الحشود وأعطت العالم رسالة مفادها أن للصمود والإرادة قوة تتجاوز قوة الرصاص والقتل والإبادة، فلو غيرت هذه الحشود مسارها واتجهت إلى المستوطنات التي أقامها الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين لأسقطتها في ساعات دون أن تطلق رصاصة واحدة.
لقد تجسد النصر الحقيقي في حرب غزة في هذا المشهد التاريخي للعائدين إلى شمال غزة، لقد غطت صورهم الشاشات في كل بلاد الدنيا وهم يحملون على أكتافهم ما بقي لديهم من الماء والطعام، ورغم هذا ساروا لساعات مشياً على أقدامهم وكأنهم يؤدون صلاة الفجر على أطلال غزة وهم يعانقون شواطئها في لحظة شوق وإيمان.
وإذا كان العالم قد شاهد على مدار أكثر من 15 شهراً ما اقترفته آلة الحرب الإسرائيلية بدعم ومساندة من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وألمانيا، فهو الآن يشاهد نفس الشعب في لحظة انتصاره، لأن النصر ليس فقط بالرصاص ولكنه بالصمود والإرادة.
إن حشود أهل غزة وهم يحتفلون بالنصر والعودة تبعث رسالة للعالم كله، بأنه أمام شعب دافع عن أرضه وقدم آلاف الشهداء ولن يفرط في حبة رمل، ولن يغادر أطلال غزة وسوف يموت على ما بقي منها.
وإذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة التي تقترح أن يتم تهجير سكان غزة إلى خارجها بحجة إعادة بنائها، فإن حشود البركان البشرى الهادر الذي انطلق في أرجاء غزة يعلن رفض البيع والصفقات والتهجير، والمؤكد الآن أن الشعوب العربية من حقها بل من واجبها أن تفخر بأن فيها شعباً صان كرامتها ودافع عن شرفها وحمى إرادتها ورفض أن يكون لعبة في أيدي المغامرين، ومن حق شعب غزة وكل فلسطينى أن يفخر ويعتز بهذه اللحظة التاريخية لأنها جزء عزيز من قضيته ومصدر فخر لكل أجياله.
لقد شاهد العالم تلك الحشود التي باتت أكثر من ليلة في العراء منتظرة لساعة الصفر، منتظرة لساعة الانطلاق والاعلان عن السماح لهم بالعودة، فانطلقت تلك الحشود دون هوادة من شارع الرشيد الذي يمتد على شاطئ غزة من الجنوب الى الشمال غير أبهة بأي شيء تردد فقط عبارة “الله أكبر ولله الحمد” انطلقت كأنها تحيي إحدى شعائر الحج وهي بالفعل قد اعلنت النفير من محور نتساريم إلى شمال غزة محرمة بالإرادة والقوة والعزيمة.. مرددة التهليل والتكبير.. تحمل امتعتها البسيطة وتجر عرباتها البدائية مصطحبة النساء والاطفال وعنوانها الرئيس “إننا شعب لا نقهر وشعب حي لا يموت وشعب مقاوم حتى أخر نفس في حياتنا”.
لقد تجاوزت هذه الحشود أكثر من 450 ألف فلسطيني اتجهوا إلى مدنهم المدمرة ومنازلهم المحطمة متحدين العالم بأكمله، وكما واجهوا العالم لأكثر من 15 شهرا.. فهم يواجهون الظروف القاسية وعادوا إلى اطلال منازلهم والعالم ينظر إليهم بكل دهشة وإكبار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مستقبل سوريا.. 80% من اللاجئين السوريين يرغبون فى العودة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أظهرت نتائج مسح إقليمى أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ارتفاعًا ملحوظًا فى نسبة اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى وطنهم، حيث أعرب ٨٠٪ من عينة عشوائية شملت ٤٫٥٠٠ لاجئ سورى فى ٥ دول، من بينها الأردن، عن تطلعهم للعودة إلى سوريا قريبًا. وذكرت مفوضية اللاجئين فى تقرير لها أن هذه النسبة تمثل ارتفاعًا حادًا مقارنة بنسبة ٥٧٪ التى سجلت فى المسح السابق الذى أجرى فى أبريل ٢٠٢٤، مما يشير إلى تجدد الآمال فى العودة الآمنة فى المستقبل القريب.

ووفقًا للمسح الإقليمى الذى أجرته المفوضية بعنوان "تصورات اللاجئين السوريين ونواياهم فى العودة إلى سوريا" فى فبراير الماضى، فإن نحو ٥.٥ مليون لاجئ سورى يقيمون فى الأردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر أعربوا عن رغبتهم فى العودة إلى ديارهم.

كما شهدت نية اللاجئين بالعودة على المدى القريب قفزة نوعية، حيث أعرب ٢٧٪ من اللاجئين عن رغبتهم فى العودة خلال الأشهر الـ١٢ المقبلة، مقارنة بنسبة ضئيلة بلغت ١.٧٪ فى المسح السابق. وتنسب مفوضية اللاجئين هذا التغيير فى الرؤية إلى مجموعة من العوامل الدافعة، حيث أشار ٥٢٪ من المستجيبين إلى أن تحسن الأوضاع الأمنية والسلامة فى سوريا كان العامل المحفز الرئيسى لقرار العودة، بالإضافة إلى توفر احتمالية لم شمل الأسرة وتقديم مساهمات إيجابية فى إعادة بناء الوطن.
وأشار العديد من اللاجئين إلى أهمية تنفيذ "رحلات معاينة" لزيارة الوطن قبل اتخاذ القرار النهائى، حيث يعتقد أكثر من ٦٠٪ منهم أن ذلك سيساعدهم على تكوين صورة مباشرة عن الظروف الراهنة فى سوريا.

كشفت الدراسة عن فروقات ملحوظة بين دول اللجوء فيما يتعلق بنوايا العودة. ففى الأردن ومصر، سجلت النسب أعلى، حيث بلغ معدل النية للعودة ٤٠٪ فى الأردن و٤٢٪ فى مصر، بينما جاءت النسب أقل فى لبنان (٢٤٪) والعراق (١٢٪). وكشفت المفوضية أن الدراسة التى أُجريت شملت تفاصيل دقيقة عن ملف تعريف اللاجئين، حيث كان ٣٨٪ من المشاركين من الإناث و٦٢٪ من الذكور، كما أن ٨٣٪ منهم من الفئة العمرية بين ٢٥ و٥٩ سنة، فيما يمثل الشباب (بين ١٩ و٢٤ سنة) ١١٪ فقط، وكان ٧٨٪ منهم نقاط اتصال رئيسية، أى أنهم غالبًا ما يكونون رؤساء الأسر وصناع القرار الأساسيين.

وأبدى اللاجئون تفاؤلًا بالغًا بمستقبل سوريا، حيث يخطط أكثر من نصف اللاجئين الذين لا ينوون العودة خلال الأشهر الـ١٢ للعودة خلال السنوات الخمس المقبلة، ويرى الكثير منهم أن الدعم المالى والنقل والمساعدة فى إعادة بناء منازلهم سيكون له دور محورى فى تسهيل عودتهم.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين (UNHCR) قد أعلنت عن سعيها لجمع ٢٢ مليون دولار لتسهيل عودة اللاجئين السوريين فى الأردن إلى بلادهم فى عام ٢٠٢٥، وتوفير الدعم الضرورى لهم عند وصولهم إلى سوريا، وذلك من أصل خطتها لجمع ٣٧٠.٩ مليون دولار للهدف ذاته لخمس دول.

ووفقًا للمفوضية، عاد ما يقارب من ٤٣٧٠٤ لاجئين سوريين إلى وطنهم طوعًا خلال الفترة ما بين ٨ ديسمبر ٢٠٢٤ و٢٢ فبراير ٢٠٢٥.

وبحسب وزارة الداخلية الأردنية، غادر ٤٢.٦٧٥ سوريا من الأردن عبر معبر جابر الحدودى منذ عام ٢٠١٨. وأكدت الوزارة أن جميع السوريين الذين غادروا المملكة "غادروا طوعًا". 

ويستضيف الأردن قرابة ١.٣ مليون لاجئ سورى، بينهم ٦٦٠ ألف لاجئ مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إضافة إلى قرابة ٦١ ألف لاجئ عراقى.
 

مقالات مشابهة

  • مستقبل سوريا.. 80% من اللاجئين السوريين يرغبون فى العودة
  • مدرب النصر يرغب في العودة للتدريب بإيطاليا
  • أسامة الأزهري: طوفان نوح درس خالد والنجاة ليست في الجبال بل في الحكمة
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى
  • بحضور أكثر من 300 منشآة..مشاركة متميزة لغرفة الفنادق في بورصة برلين
  • بوجبا.. حان موعد العودة
  • العودة إلى (إيغاد) !!
  • انطلاق بطولة “طوفان الأقصى” الرمضانية لفئة الشباب في مديرية الوحدة
  • انطلاق بطولة “طوفان الأقصى” الرمضانية للشباب في مديرية الوحدة
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها