سواليف:
2025-02-10@13:29:01 GMT

الصراحة راحة يا “بن غفير “

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

#الصراحة راحة يا ” #بن_غفير “
د. #هشام_عوكل، أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولي
في مشهد يعيد إلى الأذهان صفحات التاريخ الأكثر ظلامًا، دونالد ترامب يحرج الدول العريبة المطبعة في الشرق الاوسط بتهجير الفلسطينيين من غزة في خطوة تعكس الطبيعة الحقيقية للنهج الإمبريالي الذي تتبناه الولايات المتحدة واخرها طرح الاراضي السعودية وطن بديل .

ولكن على عكس ما قد يبدو للبعض من تشاؤم وإحباط، ربما علينا أن نفرح لهذا الجنون، ليس لأنه يمثل كارثة إنسانية فحسب، بل لأنه قد يكون المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية الأمريكية التي اعتلت العرش العالمي منذ القرن العشرين، متغنية بأنها زعيمة الديمقراطية وحامية حقوق الإنسان.
إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، انتقد حكومة نتنياهو معتبراً أن إسرائيل أصبحت “أضحوكة الشرق الأوسط”. أبدى استياءه من المساعدات الإنسانية لغزة ودعا لتعزيز “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات لتدمير حركة حماس للعودة إلى الحكومة.
ترامب.. الهادم الأكبر للإمبراطورية الأمريكية
لطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها على أنها القائد الأخلاقي للعالم، المدافع عن المظلومين، والحامل لمشعل الديمقراطية. لكن مجيء ترامب، بتهوره غير المسبوق وسياساته التي لا تخضع حتى لأدنى درجات الدبلوماسية، كشف للعالم زيف هذه الصورة. من المكسيك إلى البرازيل، من بنما إلى الصين، دنمارك ٫ من روسيا إلى الدول العربية وانسحاب من كل الاتفاقيات الدولية واخرها رفع الدعم على محكمة الجنائية الدولية ، لم يترك ترامب عدوًا إلا وخلقه أو عززه. فكيف يمكن لرئيس دولة يُفترض أنها الأعظم في العالم أن يخوض معركة ضد الجميع في وقت واحد؟
الأمر ليس جديدًا على الإمبراطوريات الكبرى، فالتاريخ يخبرنا أن كل إمبراطورية وصلت إلى قمة قوتها، سرعان ما أصيبت بجنون العظمة الذي قادها إلى اتخاذ قرارات متهورة أدت إلى سقوطها المدوي. الولايات المتحدة اليوم ليست استثناءً، ومشروع ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ما هو إلا استمرار لنهج طويل قائم على اقتلاع السكان الأصليين من أرضهم، وهو تكرار لما فعله المستعمرون الإنجليز بالسكان الأصليين في أمريكا، والذين انتهى بهم الحال في محميات معزولة بعد أن سُلبت أراضيهم وهُدمت حضارتهم.
العالم يرفض ترامب.. والولايات المتحدة تواجه عزلتها
للمرة الأولى منذ عقود، نشهد إجماعًا عالميًا ضد الطرح الأمريكي. حتى الحلفاء التقليديون لواشنطن يجدون أنفسهم مضطرين للنأي عن هذه السياسات المتهورة. الاتحاد الأوروبي يعارض، روسيا والصين تستغلان الفرصة لكشف نفاق أمريكا، والدول العربية – حتى تلك التي كانت حليفة لواشنطن – تدرك أن سياسة الابتزاز التي ينتهجها ترامب لم تعد مستدامة.
أما داخل الولايات المتحدة نفسها، فإن الخطاب الترامبي الاستفزازي لم يعد يحظى بالقبول ذاته. فبينما يعتقد ترامب أنه يستطيع مواصلة سياساته القائمة على الاستفزاز والعنصرية وفرض الإملاءات بالقوة، فإن الرأي العام الأمريكي، الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، قد بدأ يدرك أن عدوهم ليس في الخارج بل في الداخل، وأن زعيمهم يقود البلاد نحو عزلة دولية خطيرة
نهاية الإمبراطوريات تبدأ من لحظات الجنون
لا يمكن لأي إمبراطورية أن تستمر إلى الأبد. روما سقطت عندما وصلت إلى ذروة توسعها، والإمبراطورية البريطانية انهارت عندما حاولت السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه، والاتحاد السوفيتي انهار بعد أن فقد شرعيته الأخلاقية أمام العالم. الولايات المتحدة اليوم تسير في نفس الاتجاه، وترامب هو التجسيد الحي لنهايتها الوشيكة.
ما يفعله ترامب ليس مجرد نزوة عابرة، بل هو تسريع لعملية انهيار بدأت منذ زمن. فكلما ازداد تعنت الإدارة الأمريكية، وتمادى زعماؤها في سياساتهم الاستعمارية، كلما اقتربت لحظة السقوط الحتمي. مشروع التهجير الذي يقترحه ترامب لن يمر، ليس لأنه يفتقر إلى الأسس الأخلاقية فقط، بل لأنه يواجه مقاومة عالمية غير مسبوقة.
التاريخ يعيد نفسه.. والنتيجة محسومة
كما انتهى مصير المستوطنين الأوروبيين الأوائل بإبادة السكان الأصليين، معتقدين أنهم سيؤسسون حضارة تدوم للأبد، فإن ترامب اليوم يكرر نفس الخطأ التاريخي، متجاهلًا أن من سبقوه انتهوا في مزبلة التاريخ. الفرق الوحيد هو أن العالم اليوم أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على المواجهة، وأكثر استعدادًا لكشف زيف الإمبراطوريات التي تتغنى بالديمقراطية وهي في الواقع تمارس أعتى أنواع النازية الجديدة.
لن يستطيع ترامب أن يفرض مشروعه على العالم، ولا أن يفرض واقعًا يتجاهل حقوق الشعوب. بل على العكس، كل خطوة يتخذها بهذا الاتجاه تعجل بنهاية الإمبراطورية التي اعتبرت نفسها القوة العظمى المطلقة. وتمامًا كما بدأت، سينتهي هذا العصر الأمريكي بنفس الطريقة التي انتهت بها كل الإمبراطوريات قبله: بانفجار داخلي، ومعارضة عالمية، ورفض قاطع لسياسات الهيمنة والاضطهاد.
لكن الشيء الوحيد المضمون في التاريخ أن الطغاة لا يدومون، وأن الإمبراطوريات لا تعيش للأبد، وأن الرجال الذين يعتقدون أنهم فوق القانون، ينتهون غالبًا في زاوية النسيان، تمامًا كما حدث لكل من ظن نفسه خالدًا. لذلك، بدلاً من أن نحزن على تهور ترامب، ربما علينا أن نحتفل، لأنه، كما يقول المثل، “حين يريد الله أن يهزم ظالمًا، يرسل له جنونه ليقوده بنفسه إلى الهاوية

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: بن غفير الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: غزة موقع عقاري كبير ستمتلكه الولايات المتحدة

(CNN)-- ضاعف الرئيس دونالد ترامب من خططه لإعادة تطوير قطاع غزة، وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إنه ينظر إلى المنطقة التي مزقتها الحرب باعتبارها "موقعًا عقاريًا كبيرًا".

وقال ترامب للصحفيين أثناء رحلته لحضور نهائي دوري كرة القدم الأمريكية (سوبر بول): "أعتقد أنه من الخطأ الكبير السماح للناس - الفلسطينيين، أو الأشخاص الذين يعيشون في غزة بالعودة مرة أخرى، ولا نريد عودة حماس. وفكر في الأمر باعتباره موقعًا عقاريًا كبيرًا، والولايات المتحدة ستمتلكه وسنعمل ببطء - ببطء شديد، لسنا في عجلة من أمرنا - على تطويره. سنحقق الاستقرار في الشرق الأوسط قريبًا".

وصف ترامب، قطب العقارات السابق، غزة بأنها "موقع هدم" سيتم "تسويته" و"إصلاحه".

واقترح مرة أخرى أن تقوم دول أخرى في الشرق الأوسط بإيواء الفلسطينيين النازحين في "مواقع جميلة".

مقالات مشابهة

  • ترامب: غزة "موقع عقاري كبير" ستمتلكه الولايات المتحدة
  • ترامب: غزة موقع عقاري كبير ستمتلكه الولايات المتحدة
  • الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الأداة الناعمة لنفوذ الولايات المتحدة
  • بـ"شرط واحد".. إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة توافق على منح الكيان الاسرائيلي (ام القنابل)
  • الولايات المتحدة تمنح إسرائيل ام القنابل
  • ترامب: الولايات المتحدة ستقيم "علاقات" مع زعيم كوريا الشمالية
  • “غرف دبي” و”غرفة تجارة الولايات المتحدة” تبرمان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات التجارية
  • “التبادل المعرفي” ينظم جلسة حوارية لطلبة الإمارات في الولايات المتحدة