المسيرة القرآنية من الاستضعاف إلى الانتصار
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
عدنان عبدالرحمن الكبسي
إنه سيدُ الأنصار والمستضعفين الرجل الإلهي الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى رعاية ونصرًا وتأييدًا، لا يخاف من الأعداء، تحَرّك في ميدان الجهاد مستضعفًا متوكلًا على الله، لم ينتظر الدعم والمساندة من أحد.
تحَرّك استجابة لتوجيه الله سبحانه وتعالى ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)).
تحَرّك من مدرسة الرسول صلوات الله عليه وآله، ومنطلق المسؤولية الإلهية القرآنية خلفًا لأخيه المولى الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، ليقول للأُمَّـة الإسلامية: فلسطين القضية المركزية والقدس مسرى الرسول الأمين، قال عنه الأعداء: الشاب العشريني الذي لم يدخل المدارس والجامعات ولم يتخرج من الكليات والأكاديميات؛ ولأنهم عملاء للصهيونية لا يوجد بقاموسهم شيءٌ اسمُه الثقةُ بالله والتأييد والرعاية الإلهية فكانت قيادة أبي جبريل للمعارك في الحروب التي شنت على المسيرة القرآنية من قبل النظام الظالم المجرم الخبيث في 2004.
وبعد استشهاد الشهيد القائد الحسين رضوان الله عليه في الحرب الأولى ليكون القائد أبو جبريل في الحرب الثانية والثالثة والرابعة والخامسة وكانت السادسة مواجهةً مع النظام السعوديّ عملاء الصهيونية العالمية وانتصر المجاهدون بقيادة السيد عبد الملك يحفظه الله على السعوديّة العميلة التي مرغوا أنفها وجيشها في التراب، وهُربت مهزومة ذليلة مهانة.
جاءت الثورة الشبابية الشعبيّة المباركة 2011 لتكون ثمرة من ثمار المسيرة القرآنية خرج فيها الأحرار والشرفاء من أبناء الشعب اليمني لإسقاط النظام الظالم العميل وحيكت الكثير من المؤامرات والاعتداءات والقتل والسجن والتعذيب للثوار وكان أُولئك المتآمرون هم الأحزاب العميلة والشخصيات النافذة المتولية لليهود والنصارى وجاءت المؤامرة الخليجية ما يسمى بالمبادرة الخليجية ومرحلة التقاسم لدماء الشعب وأمواله وثرواته على أيدي شِقَّي النظام المؤتمر والإصلاح ليخرج منها الانتخابات الكاذبة والمزورة بمرشح واحد لينتج منها ذنبوع أمريكا ما يسمى (عبدربه) وبقرار أمريكي وتنفيذ سعوديّ إماراتي.
وتحَرّك سيد الأنصار ومنقذ الأُمَّــة ومخرجها من ظلمات اليهود والنصارى إلى نور الحرية والعزة والكرامة بذلك القول العظيم (نحن في طليعة شعبنا لن نقفَ مكتوفي الأيدي) وتحَرّك المؤمنون المجاهدون مع السيد أبي جبريل وجاءت ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة لتسقط الولاية الأمريكية الصهيونية العالمية ويخرج الأمريكيون من صنعاء وقد كسروا أسلحتَهم وهربوا أذلةً.
وأنشئت اللجان الثورية بقيادة المجاهد المحنك محمد علي الحوثي وتم تطهير الكثير من المحافظات المحتلّة على أيدي الخون والعملاء وانزعج الأمريكي والإسرائيلي وعملاؤه في الداخل والخارج وأحذيتهم في دويلات الخليج من كُـلّ هذه الانتصارات العظيمة فشنوا العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ الإماراتي في ليلة 26 من شهر مارس للعام 2015 وبعد 40 يومًا تحَرّك سيد الأنصار والشعب اليمني العظيم لمواجهة أمريكا و”إسرائيل” والسعوديّة والإمارات بكافة أنواع الأسلحة المتاحة والمتوفرة وانتصر اليمنيون في تلك السنوات العظيمة وأنشئ المجلس السياسي الأعلى بقيادة تلميذ القرآن والمسيرة القرآنية الشهيد الرئيس صالح الصماد (يدٌ تبني ويدٌ تحمي) وتم تشكيل حكومة الإنقاذ من القوى الوطنية بقرارٍ يمني خارج عن سلطة الصهيونية العالمية.
ووُضعت النقاط على الحروف وبجدارة وإيمَـان ونزاهة ويتحَرّك الشهيد الصماد لبناء الدولة الحقيقية.
تحاك المؤامراتُ من الداخل بتوجيه أمريكي خليجي من سفاح الحروب والعميل المتغطرس عفاش وأزلامه (الخيانة) يستهدف المولد النبوي وضيوفه واللجان الأمنية المشاركة فيه.
وقُدِّمت لعفاش الكثير من النصائح بواسطة سيد الأنصار لكن عفاش كان يستكبر وَتسقط الخيانة وينتصر المجاهدون.
وجاء طوفان الأقصى فكان أبو جبريل والأحرار والحكومة والجيش هم الاوائل في مناصرة فلسطين وتوالت الانتصارات الجهادية من القوات الصاروخية والطيران المسير لتزيل الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على البحر الأحمر وتحرق السفن والبارجات والفرقاطات وحاملات الطائرات.
تصيح أمريكا و”إسرائيل” وعملاؤها الأعراب بالداخل والخارج حزينة على “إسرائيل” من وجع الضربات الحيدرية اليمنية المزلزلة.
ويستمر سيد الأنصار مطمئنًا مبشرًا للأُمَّـة بالنصر والفتح المبين وتعترف أمريكا و”إسرائيل” بهزيمتها وتعترف الصهيونية العالمية أن صواريخ الجيش اليمني وطائراته المسيرة تستهدف الأهداف في فلسطين المحتلّة وبكل وضوح والأعراب والمنافقون والمطبِّعون ينكرون أنها هُزمت.
وسيتحقّق الوعد الإلهي (إن تنصروا الله ينصركم ويثّبت أقدامكم) ويتحقّق قول الله سبحانه وتعالى عن الأعداء (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا يُنصرون) وقوله تعالى (إن كيد الشيطان كان ضعيفًا).
وسيتحقّق قول السيد الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وهو يتحدَّثُ عن المواجهة ضد اليهود بقوله: (سنثبت لهم أن محمدًا خلَّف رجالًا فرسانًا).
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الصهیونیة العالمیة المسیرة القرآنیة الله علیه
إقرأ أيضاً:
حزب “الإصلاح”: الصهيونية في ثوبٍ إسلامي
عدنان ناصر الشامي
عندما يتحول الدين إلى قناع، والسياسة إلى وسيلة للعمالة، والمواقف إلى مزادٍ علني، فاعلم أنك أمام حزب “الإصلاح”، الوجه الآخر للصهيونية، ولكن بنكهة عربية.
خيانة فلسطين لم تكن عَرَضًا في مسيرة هذا الحزب، بل كانت جزءًا من عقيدته السياسية، فهو داعمٌ غير مباشرٍ للتطبيع، ومتواطئٌ في تصفية القضية، ومحاربٌ لكل مقاومٍ شريفٍ يسعى لتحرير الأرض والمقدسات. أما في اليمن، فقد كان اليد التي تبرّر العدوان، والسلاح الذي يُشهره تحالف الهيمنة ضد كُـلّ من يرفض الخضوع لأمريكا وإسرائيل، وخادمًا وفيًّا لبني سعود بلا تردّد أَو خجل.
حزبٌ لا يتحَرّك إلا، حَيثُ تشير بُوصلته الخليجية، فتُصنع قراراته في واشنطن، وتُمول في الرياض، وتُبارك في تل أبيب. ليس سِرًّا أن الإصلاح يسارع لإرضاء بني صهيون، ليس فقط عبر المواقف السياسية، بل حتى في عقيدته ومنهجه، فمن تبرير التطبيع إلى ترويج خطاب يخدم المشروع الأمريكي، إلى لعب دور الوسيط بين العملاء، كُـلّ ذلك يجعله النسخة العربية من الصهاينة، لكن بقناعٍ إسلاميٍ زائف.
لم يكن حزب الإصلاح يوماً حزبًا إسلاميًا حقيقيًّا، بل كان مشروعًا وظيفيًا يستخدم الدين كوسيلة، ويبيع القيم مقابل المال والسلطة. لكنه، مهما سارع في مرضاة بني صهيون، لن ينجو من مصير الخونة، فالتاريخ لا يرحم، والقناع سيسقط أمام الأُمَّــة.
الولاء في هذا الحزب لم يكن لله ولا للأُمَّـة، بل لمن يدفع أكثر، ومنذ نشأته لم يكن سوى خادمٍ للنفوذ الصهيو-أمريكي في المنطقة. تحالفه مع بني سعود لم يكن تحالفًا اضطراريًا، بل كان تحالفًا وجوديًا، فهو ابن الوهَّـابية التكفيرية التي صنعتها بريطانيا، ورعتها أمريكا، وأطلقتها السعوديّة لضرب أي مشروع تحرّري داخل الأُمَّــة.
لم يكن حزب الإصلاح يوماً ضد أمريكا، بل كان ذراعها في اليمن. منذ غزو العراق وأفغانستان، كان الإصلاح يقدم خطابًا يُرضي واشنطن، فالجهاد عنده مشروطٌ بمصالح الغرب، والعدوّ الحقيقي عنده ليس إسرائيل، بل كُـلّ من يرفض الهيمنة الأمريكية!
الصهيونية ليست مُجَـرّد احتلال عسكري، بل مشروع متكامل لإنتاج العملاء، ومنظومة فكرية تستخدم أدوات محلية لتدمير الأُمَّــة من الداخل. أي كيان يبرّر التطبيع، فهو صهيوني، وأية جهة تحارب قوى التحرّر، فهي خادمة للصهاينة، وأي حزب يتحالف مع أعداء الأُمَّــة، فهو امتداد للمشروع الصهيوني. حزب الإصلاح يحقّق كُـلّ هذه المعايير، مما يجعله امتدادا للمنظومة الصهيونية، حتى لو تحدث بالعربية ورفع شعارات إسلامية.
قد يتلوَّن حزب الإصلاح، ويرفع الشعارات، لكن جوهره مكشوف. فالتاريخ شاهد على سقوط كُـلّ عميل خائن، ومزبلة الخيانة مليئة بأمثاله. أما اليمن، فسيبقى حصنًا منيعًا، وسيدوس العملاء تحت أقدام الأحرار!