تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
في ظل الأزمات المتفاقمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يبقى تشكيل حكومة جديدة أحد أكبر التحديات التي يواجهها النظام القائم في إيران في ظل التطورات الأخيرة واستقالة نائب الرئيس ورفض الأسماء التي تم طرحها لشغل المناصب الحكومية.
ما تشهده إيران من اضطرابات داخل الرئاسة الإيرانية شكل محور اهتمام الإعلام والمحللين السياسيين والجمهور على حد سواء.
وتعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى سيل من الانتقادات الحادة على خلفية القائمة التي تقدم بها للبرلمان لشغل حقائب وزارية هامة. وحيث يرى أن سياسة النظام السابق لم تتغير وأن الرئاسة الجديدة التي كان يحلم الشعب الإيراني بالتغيير على يدها سيتحول إلى كابوس جديد وهو ما أفصحت عنه استقالة نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، قبل أيام.
تغيير نهج الحكم
تناولت صحيفة "هممیهن" في مقال بعنوان "التحول المدروس في نهج الحكم" موضوع التغيرات في أسلوب الإدارة عند تشكيل الحكومة الجديدة. قدمت الصحيفة تحليلاً للظروف الراهنة في البلاد التي أجبرت الحكومة على إعادة النظر في سياساتها وأسلوبها.
ووفقاً للصحيفة، فإن هذا التحول في النهج يأتي نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية التي دفعت البلاد نحو أزمات متعددة؛ وتشير التغييرات في تشكيل الحكومة وأسلوب عملها الجديد إلى مدى وعي الحكومة بهذه الأزمات واتخاذها للقرارات اللازمة لمعالجتها.
تشدد الصحيفة على أن التحول في النهج يبدو ضرورياً ولا مفر منه، ولكن نجاح هذا التحول يعتمد بشكل كبير على كيفية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة وتنفيذ هذه التغييرات. فالمحللون يرون أن تشكيل حكومة جديدة لوحده لن يكون كافياً لتحسين الأوضاع إذا لم يحدث تغيير جوهري في هيكل السلطة والسياسات الكبرى.
تصاعد المخاوف
في جزء آخر من تقريرها، ناقشت صحيفة "هممیهن" في مقال بعنوان تصاعد المخاوف مع اقتراب الإعلان عن التشكيلة الوزارية" القلق العام حول عملية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة. وبرزت هذه المخاوف بشكل رئيسي من غياب الشفافية في اختيار الوزراء وسجل أداء المرشحين في المناصب السابقة.
وذكرت الصحيفة أن العديد من المحللين وحتى بعض أعضاء البرلمان يخشون أن الحكومة الجديدة قد لا تلبي تطلعات الشعب، وربما تزيد من تعقيد الأزمات بدلاً من حلها. موضحة أن مسألة أهلية المرشحين أثارت المخاوف من أن عدم التعاون أو غياب التناسق بينهم يعيق فعالية الحكومة الجديدة ويزيد من حدة الأزمات الحالية.
معضلة الوفاق
في تحليل آخر، بعنوان "الحكومة الرابعة عشرة ومعضلة الوفاق" ناقشت صحيفة "آرمان ملی" التحديات التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مع التركيز على مسألة الوفاق الوطني. وطرحت الصحيفة تساؤلاً حول قدرة الحكومة الجديدة على تحقيق التوافق بين القوى السياسية والاجتماعية في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أن الوفاق الوطني بات ضرورة ملحة.
تطرقت الصحيفة إلى التحديات التي تتضمن الخلافات السياسية وتضارب المصالح بين الفصائل المختلفة، إلى جانب الضغوط الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أهمية دور القيادة في تحقيق الوفاق الوطني وتوجيه مسار الحكومة، محذرة من أن عدم تحقيق هذا الوفاق قد يعرقل تنفيذ السياسات وإدارة البلاد.
أزمة الحكم
وتحت عنوان "الخروج من أزمة الحكم متعدد الأوجه"، تناولت صحيفة "جهان صنعت" التحديات التي تواجه نظام الحكم في إدارة الأزمات الحالية. حددت الصحيفة ثلاث أزمات رئيسية يجب على الحكومة التعامل معها: الأزمة الاقتصادية، الأزمة الاجتماعية، والأزمة السياسية. وأكدت الصحيفة أن تشكيل حكومة قوية وفعالة قادر على مواجهة هذه الأزمات بشكل متزامن هو أمر بالغ الأهمية.
كما شددت الصحيفة على ضرورة إجراء إصلاحات جوهرية في الهيكل الاقتصادي، وتحسين الوضع الاجتماعي، وتحقيق الاستقرار السياسي من أجل تجاوز هذه الأزمات، محذرة من أن الفشل في إدارة هذه التحديات قد يؤدي إلى تعميق الأزمة في البلاد.
وفي تحليل آخر بعنوان "العام الحاسم لحكومة الربيع"، ناقشت صحيفة "جهان صنعت" آفاق الحكومة الجديدة. وذكرت الصحيفة أن اختيار أعضاء الحكومة المناسبين سيكون له تأثير كبير على نجاح الحكومة. ويرى كاتب التحليل أن العام الأول من عمر الحكومة الجديدة سيكون حاسماً ومصيرياً، حيث سيساهم في بناء الثقة العامة وتحسين وضع البلاد إذا ما اتخذت الحكومة قرارات ذكية وخططاً دقيقة لمعالجة القضايا الرئيسية.
خيارات متاحة
بدورها ناقشت صحيفة "دنیای اقتصاد" في مقالتين بعنوان "حكومة ائتلافية أم وفاق وطني؟" الخيارات المتاحة أمام الحكومة في تشكيل الحكومة الجديدة. وتناولت تحليلات نشرتها الصحيفة الفوائد والمخاطر لكل من الخيارين، مع التأكيد على أن تحقيق الوفاق الوطني بات ضرورة في الظروف الحالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة وفاق وطني قد تكون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف المرجوة، في حين أن حكومة ائتلافية قد تواجه تحديات كبيرة في حال غياب التنسيق بين أعضائها، مما قد يجعلها جزءاً من المشكلة بدلاً من حلها.
في تحليل بعنوان "هل ينبغي التفاؤل بالحكومة الرابعة عشرة؟" ناقشت صحيفة "آرمان امروز" التوقعات والمخاوف المرتبطة بتقديم الحكومة الجديدة. وتناولت الصحيفة الآمال في اختيار وزراء قادرين على معالجة الأزمات وتحقيق التغيير المطلوب، ولكنها أيضاً أشارت إلى المخاوف من اختيار أشخاص غير مؤهلين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات.
ويعد تشكيل حكومة جديدة في إيران، بالنظر إلى الظروف الراهنة، تحدياً كبيراً ومصيرياً. وتطرقت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة إلى التحديات العديدة التي تواجه الحكومة الجديدة، من تغيير نهج الحكم إلى اختيار أعضاء الحكومة. وكل هذه المسائل تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد. وفي النهاية، يبقى تحقيق الوفاق الوطني والانسجام في الحكومة الجديدة من القضايا الأساسية التي يجب أن تحظى بالاهتمام لضمان نجاح الحكومة المقبلة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: تشکیل حکومة جدیدة الحکومة الجدیدة التحدیات التی تشکیل الحکومة الوفاق الوطنی التی تواجه
إقرأ أيضاً:
سلام يعلن تشكيل حكومة لبنانية جديدة من 24 وزيراً
بيروت (وكالات)
أعلنت الرئاسة اللبنانية، أمس، تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام من 24 وزيراً بينهم خمس نساء، بعد أسابيع من مشاورات مكثفة.
وتعهّد سلام بأن يكون رئيساً لحكومة «الإصلاح والإنقاذ»، والعمل على إعادة بناء «الثقة» مع الدول العربية والمجتمع الدولي، مع توليه مهماته في بلد عانى على مدى الأعوام الماضية من انهيار اقتصادي غير مسبوق وانفجار هائل في مرفأ بيروت وتجاذبات سياسية وحرب مدمّرة مع الجنوب.
وانتخب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية في التاسع من يناير، بعد عامين من شغور في المنصب. وعقب استشارات نيابية ملزمة، كلّف عون سلام الذي كان رئيساً لمحكمة العدل الدولية، بتشكيل حكومة جديدة.
وأوردت الرئاسة، في بيان، أن «الرئيس جوزيف عون وقّع مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ومرسوم تكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة، ووقّع مع الرئيس المكلّف مرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيرا».
وقال سلام، في كلمته الأولى بعد إعلان التشكيلة: «إن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي»، من خلال تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة انسحاب إسرائيل حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وذلك بالتلازم مع إعادة الإعمار، مضيفاً: ستسعى هذه الحكومة إلى إعادة الثقة بين اللبنانيين والدولة وبين لبنان ومحيطه العربي وبين لبنان والمجتمع الدولي.
وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دو وال، أمس، إن الاتحاد يعلن دعمه للحكومة اللبنانية الجديدة ويرحب بالتزامها بتبني أجندة إصلاحية، مضيفة في منشور على «إكس»: «نعرب عن دعمنا للحكومة الجديدة في لبنان ونرحب بالتزامها بأن يكون لديها أجندة إصلاحية، الإصلاحات ضرورية لمستقبل لبنان وسنواصل دعمها».
وتابعت: «نعول على جميع الجهات السياسية الفاعلة ليس فقط في اعتماد الإصلاحات بل في تنفيذها».
وأتى تشكيل الحكومة غداة إعلان مسؤولة أميركية بارزة من لبنان، دعم بلادها للعهد وللحكومة اللبنانية المرتقبة. وأكدت نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، أمس، دعم بلادها للعهد وللحكومة اللبنانية المرتقبة في ضوء الرؤية القائمة على الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية. واستقبل الرئيس المكلف بتشكيل حكومة جديدة نواف سلام أورتاجوس في بيروت، بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والوفد المرافق. وأعربت أورتاجوس، خلال الاجتماع، عن أملها في أن تبصر الحكومة النور في القريب العاجل.
وأكد الرئيس المكلف أهمية التعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمساعدة لبنان على النهوض وإعادة الإعمار والاستقرار.
من جانبه، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، خلال استقباله نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورجان اورتاجوس في بيروت، مطالبة أميركا بإتمام انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الجاري، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.
استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار
الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه للحكومة ويرحب بتبني أجندة إصلاحية
وقف التدمير
ودعا ميقاتي، خلال الاجتماع، إلى وقف التدمير الممنهج للبلدات والقرى والشروع في تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وحل الخلافات الحدودية على الخط الأزرق. وشدد ميقاتي على أن الالتزام بتطبيق القرارات الدولية سيؤدي إلى استقرار الوضع في المنطقة والجنوب بشكل خاص. وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر الماضي، ووافقت الحكومة اللبنانية على استمرار العمل بموجب الاتفاق حتى الـ18 من الشهر الجاري.