أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه القاطع لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة، مشددًا على أنها لا تستحق النقاش أو الأخذ على محمل الجد. 

وفي تصريحات قوية نقلتها وسائل اعلام تركية اليوم الاحد، قال أردوغان “بالنسبة لنا، لا حاجة لمناقشة خطة ترامب بشأن غزة أو أخذها على محمل الجد”، معتبرًا أن أي محاولات لإعادة رسم مستقبل القطاع وفق إملاءات خارجية مرفوضة تمامًا.

 

وأضاف الرئيس التركي “لا أحد يملك القدرة على إخراج سكان غزة”، في إشارة واضحة إلى الطروحات التي تتحدث عن تهجير الفلسطينيين من القطاع كجزء من مخططات إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة.  

تصريحات أردوغان تأتي في سياق تصاعد المخاوف بشأن وجود خطط إسرائيلية مدعومة من بعض القوى الدولية؛ لإحداث تغيير ديموغرافي في غزة عبر التهجير القسري لسكانها. 

وعبّرت تركيا، إلى جانب عدة دول إقليمية ودولية، عن رفضها لأي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، مؤكدة أن أي حل مستقبلي يجب أن يكون بإرادة فلسطينية خالصة ودون ضغوط خارجية.  

ولطالما كانت تركيا من أبرز الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، حيث صعّدت مواقفها ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبةً بوقف فوري للحرب ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. ويأتي موقف أردوغان الأخير استمرارًا لنهج أنقرة في دعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم دون تدخلات أجنبية.  

رفض تركيا العلني لخطة ترامب قد يزيد من حدة التوتر في العلاقات التركية - الإسرائيلية، التي شهدت تحسنًا محدودًا خلال السنوات الأخيرة، لكنه يبقى هشًا وقابلًا للانهيار بسبب الخلافات العميقة بشأن الملف الفلسطيني. كما أن انتقاد الإدارة الأمريكية السابقة قد ينعكس أيضًا على العلاقات بين أنقرة وواشنطن، خصوصًا في ظل التقارب التركي مع دول أخرى مؤيدة للقضية الفلسطينية مثل قطر وماليزيا.  

في ظل هذه المواقف، يبقى قطاع غزة ساحة صراع سياسي ودبلوماسي معقدة، حيث تسعى إسرائيل، بدعم من بعض القوى الدولية، إلى فرض واقع جديد، بينما تصر دول كتركيا على رفض أي مشاريع تسوية تُفرض على الفلسطينيين بالقوة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب قطاع غزة غزة الرئيس التركي اردوغان المزيد

إقرأ أيضاً:

مصادر عربي21: تركيا مطلعة وتشعر بارتياح إزاء اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل مهمة

كشف مصدر خاص لـ"عربي21"، الثلاثاء، اطلاع تركيا على وثيقة الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والدولة السورية، لافتا إلى أن أنقرة تشعر بالارتياح لهذا التطور.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرق سوريا، لكن خطاب زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان الداعي إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح فتح الباب أمام العملية السياسية.

وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحدة منها إلى "قسد"، التي تعتبرها انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لديها.

ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.


قبل ذلك بساعات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له عقب اجتماع للحكومة في العاصمة أنقرة إن الشرع  ينتهج سياسة شاملة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي دون الوقوع في "فخ الانتقام"، مشيرا إلى أنه "إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا".

وشدد على أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الخرائط في سوريا، موضحا أن "من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو حبيس التعصب الأعمى"، بحسب وكالة الأناضول.

وقال باحث في الشؤون السورية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن التطورات في تركيا بخصوص إمكانية إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ساهمت في دفع "قسد" لتوقيع الاتفاق مع دمشق.

في سياق متصل، كشف مصدر آخر لـ"عربي21" إن الولايات المتحدة أخبرت حلفائها الأكراد أنها ستنسحب من سوريا.


وتعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

كما تحظى هذه القوات التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، بدعم عسكري من واشنطن.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا في تصريحات أدلى بها في كانون الثاني /يناير الماضي، الجميع إلى رفع أيديهم عن سوريا، في إشارة إلى القوات الأمريكي في سوريا.

وشدد أردوغان على قدرة بلاده على "سحق" التنظيمات "الإرهابية" في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلون الأكراد، الذين تراهم أنقرة خطرا على أمنها القومي.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتراجع عن مقترحه بشأن غزة: لن يطرد أحد من القطاع
  • لا أحد سيُطرد من غزة..ترامب يتراجع عن تهجير سكان القطاع
  • ترامب: لا أحد يجبر سكان غزة على مغادرة القطاع
  • أردوغان يحذر من زرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية
  • مصادر لـعربي21: تركيا مطلعة وتشعر بارتياح إزاء اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل مهمة
  • مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة
  • مصادر عربي21: تركيا مطلعة وتشعر بارتياح إزاء اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل مهمة
  • احتجاجات في تركيا تنديدًا بالمذابح ضد العلويين في سوريا
  • إمام أوغلو يدشن حملته.. هل تتجه تركيا لانتخابات مبكرة؟
  • تقرير: تركيا وإسرائيل تقتربان من التصادم في سوريا