9 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: شهد إقليم كردستان العراق تصاعداً في أزمة تأخر صرف رواتب الموظفين، رغم إعلان وزارة المالية الاتحادية التوصل إلى اتفاق بشأن رواتب عام 2025.

وامتدت الاحتجاجات والإضرابات، خصوصاً في محافظة السليمانية، وسط ظروف جوية قاسية، ما يعكس عمق الأزمة التي تتجاوز البعد المالي إلى أبعاد سياسية وقانونية معقدة.

وأكدت وزارة المالية الاتحادية أن وفوداً فنية من بغداد وأربيل عملت بشكل مكثف لمدة 15 يوماً لحل المشكلات الفنية العالقة، خصوصاً تلك المتعلقة بقوائم رواتب الموظفين، والمتقاعدين، والعسكريين، والقوات الأمنية في الإقليم.

ورغم التوصل إلى اتفاق نهائي يمهد الطريق لحل هذه الأزمة، إلا أن الموظفين في كردستان لا يزالون يعانون من تأخير الرواتب، ما دفعهم إلى تصعيد احتجاجاتهم.

وأثار رفع رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني جدلاً واسعاً، حيث اعتبره نواب خطوة تهدف إلى توجيه الأنظار بعيداً عن أصل المشكلة.

وقالت النائبة عالية نصيف، أن “من سخرية الأقدار أن رئيس الجمهورية رفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء بشأن رواتب موظفي الإقليم، هذه المغالطة هي ابتعاد عن الحقيقة المتمثلة التي يتغاضى عنها رئيس الجمهورية ويوجه نيرانه صوب السوداني الذي كان ومايزال يدافع بصدق عن حقوق المظلومين في الإقليم”.
وأضافت “من الناحية الدستورية والقانونية فإن رئيس الجمهورية حنث باليمين الدستورية في المادة 50 بأن يراعي مصالح الشعب، ومصالح الشعب يتم إهدارها ومصادرتها في وضح النهار، أين أنت من قرار المحكمة الاتحادية بتسليم الواردات النفطية وغير النفطية الى الحكومة الاتحادية؟ وأين أنت من المساواة التي يجب أن ينعم من خلالها الشعب العراقي بواردات الدولة وفق المادة 111 من الدستور؟”.
واستطردت “علماً بأنك تخالف المادة 67 من الدستور بأن تكون حامياً للدستور”.
واختتمت عالية نصيف بالقول “ننتظر من الحكومة الاتحادية ومجلس النواب موقفاً تجاه رئيس الجمهورية الذي حاول إبعاد الأنظار عن السبب الرئيسي في أزمة رواتب موظفي الإقليم”.

وربط بعض النواب الأزمة المالية بملفات أخرى، مشيرين إلى أن الغرامات المترتبة على شركة “IQ” التابعة لنجل رئيس الجمهورية، والتي تصل إلى 991 مليار دينار، كانت تكفي لسد مستحقات رواتب الإقليم. واعتبروا أن هذه المبالغ الضخمة، لو تم تحصيلها، لأمكن استخدامها في حل الأزمة بدلاً من استمرار الخلافات بين بغداد وأربيل.

ويرى مراقبون أن قضية رواتب الإقليم باتت ساحة للصراع السياسي أكثر من كونها مشكلة مالية بحتة. ويؤكد خبراء أن أصل الأزمة يكمن في عدم الشفافية المالية داخل الإقليم، وعدم التزام أربيل بالاتفاقات النفطية والمالية مع بغداد.

ورغم الاتفاق الجديد، فإن استمرار الأزمة يعكس أزمة ثقة بين الطرفين، حيث تشكك الحكومة الاتحادية في التزام الإقليم بتعهداته، بينما ترى حكومة كردستان أن بغداد تستخدم الرواتب كورقة ضغط سياسية.

ويبدو أن الأزمة مرشحة للتصعيد، خاصة مع استمرار الاحتجاجات، وعدم وجود ضمانات حقيقية لتنفيذ الاتفاق الأخير.

ويرى تحليل أن الحل النهائي لن يكون ممكناً دون معالجة جذرية لعلاقة بغداد وأربيل المالية، وفق إطار قانوني واضح يضمن توزيع الإيرادات بعدالة، بعيداً عن الصفقات السياسية التي سرعان ما تنهار عند أول اختبار.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

مركز القلب تاجوراء يناشد والمرضى في خطر.. أزمة غسيل الكلى تتفاقم

???? أبودبوس: وضع مرضى الكلى يزداد سوءًا بسبب نقص الأدوية

ليبيا – قال رئيس المنظمة الوطنية للتبرع بالأعضاء، محمود أبودبوس، إن وضع مرضى الكلى في ليبيا يزداد سوءًا بشكل ملحوظ نتيجة النقص الحاد في أدوية ومشغلات غسيل الكلى.

???? مناشدة عاجلة لتدارك الأزمة ⚠️
تصريحات أبودبوس جاءت في حديث لمنصة “فواصل”، مؤكدًا أن الوضع الحالي لم يعد يحتمل التأخير، ويهدد حياة آلاف المرضى الذين يعتمدون على جلسات الغسيل بشكل مستمر.

???? نداء من مركز القلب تاجوراء ????
وكان المركز الوطني لعلاج وجراحة القلب بتاجوراء قد ناشد في وقت سابق الجهات المختصة، بضرورة التدخل العاجل لتوفير المواد التشغيلية اللازمة لغسيل الكلى، محذرًا من خطر مضاعفات صحية وخسائر بشرية في حال استمرار الأزمة.

???? مسؤولية تقع على الإمداد الطبي ????
وحمّل المركز المسؤولية إلى جهاز الإمداد الطبي، مطالبًا بالإسراع في توفير المشغلات الحيوية التي تمثل شريان حياة لآلاف المرضى في مختلف مناطق البلاد.

مقالات مشابهة

  • المتنبئ بالأزمة المالية عام 2008 يحذر من أزمة اقتصادية أشد خطرا من الركود
  • وفد كردي يحمل قوائم الرواتب الى بغداد: تخصيصات شهر نيسان جاهزة
  • كاساس يعطل مسيرة المنتخب العراقي ويشعل أزمة مع الاتحاد!
  • أزمة الجزائر ودول الساحل تفاقم معاناة سكان شمال مالي
  • الشركسي: الحديث عن موازنة موحدة هروب من أزمة الشرعية
  • حزب طالباني:كلف الإنتاج النفطي في الإقليم وديون الشركات أمام السوداني
  • مركز القلب تاجوراء يناشد والمرضى في خطر.. أزمة غسيل الكلى تتفاقم
  • الشركسي: البحث عن ميزانية موحدة هي محاولات لتعطيل التاريخ
  • 6 آلاف موظف في العراق يحتكرون ثلث الرواتب
  • يخالف الدستور ويحدث وقيعة مجتمعية...أعضاء مجلس الشيوخ يرفضون مقترح الغزالي بعودة الباشوية