إعداد: بنيمين زرزور

أصبحت الحكومات في العالم مطالبة بتبني الابتكار وسيلة رئيسية لتحسين جودة الخدمات التي تقدمها في ظل التطورات السريعة.
والاتجاه نحو الابتكار لم يعد خياراً بل ضرورة ملحّة لتحقيق الكفاءة وتعزيز رضا المواطنين، وباستثمار التكنولوجيا الحديثة وتطوير العمليات.
وفي إطار تحسين البيئة والاستفادة من الموارد الطبيعية ابتكرت مجموعة «مينغ يانغ» الصينية تقنيةً متطوِّرةً تمكنها من تسخير أكثر ظواهر الطبيعة قسوةً لتوليد طاقةٍ نظيفةٍ ومتجددة، وهي منصّة توربيناتٍ متمركزة في المياه العميقة تحوِّل طاقة الرياح البحريّة إلى كهرباء حتى أثناء الأعاصير الشديدة.

ويُعَدُّ تصميم المنصة انجازاً هندسياً، حيث تتميّز بالخرسانة فائقة الأداء وبنظامٍ مدعومٍ بالكابلات لتحقيق الكفاءة الهيكلية والقدرة على التكيُّف، وكابلاتٍ متصلةٍ بثلاث أذرع عائمة توفِّر مزيداً من الثبات، إلى جانب تكوينٍ خاصٍ للتوربينات المزدوجة على شكل حرف «Y» مجتمعةً، تضمن هذه العناصر الاستقرار والكفاءة في المياه التي يزيد عمقها على 35 متراً، وتتحمل الأمواج التي يصل ارتفاعُها إلى 30 متراً، ما يسمح للمنصة بتسخير طاقة الرياح حتى في الأحوال التي قد تفشل فيها التوربينات التقليدية، مثل التعامل مع الأعاصير من الدرجة الخامسة أو رياحٍ تصلُ سرعتُها إلى 260 كيلومتراً في الساعة.
الحد من دخول المسنّين للمستشفيات
سعت حكومات بعض الدول إلى تعزيز الابتكارات في الخدمات الصحية، حيث أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، مشاريع لتجنيب المسنّين مشقّة دخول المستشفيات لدى أيّ عارضٍ صحيٍّ، عبر التواصل الدائم بين طواقم الإسعاف والأطباء، لتقييم حالة المريض وتقديم الرعاية له في مكانه، أو عبرَ الأجنحة الطبية الرقمية، التي تقدّم خدمات المستشفى نفسَها، لكن على سرير المريض. بعد تطبيقها واختبارها، حقّقت تلك المشاريع انخفاضاً ملحوظاً في ظاهرةٍ تكبّد المرضى والمنظومة الصحيّة الكثير. ويفتح البرنامج خطوط التواصل بين الأطبّاء المتخصّصين بأمراض الشيخوخة وطواقِم الإسعاف الأوّليّ عبر رقم هاتفٍ واحد، حيث يشرح المسعِفون حالةَ المريض الراهنة وخلفيّتَه الطبيّة المختصرة والتقييم الأوّلي والإجراءات المُقترحة ليقدّم لهم الأطباء المشورة، كما يستطيعون مساعدة المسنّين في الوصول إلى الخدمات المجتمعيّة إذا لم يكن المريض في حاجة إلى زيارة المستشفى.
مواجهة الحر الشديد
لجأت سلطات أستراليا، والولايات المتحدة، وهونغ كونغ، إلى إطلاق مبادرات مبتكرة للحدّ من آثار الحر الشديد، ركزت الحلول على تعزيز المرونة في التعامل مع درجات الحرارة العالية، عبر إجراءات جمعت بين التكنولوجيا والأساليب العملية، شاملة التدابير الاستباقية، ورفع الجاهزية، والبيانات الفورية، والتواصل الفعَّال مع الجمهور. وقد ارتفع عدد الوَفَيات التي يسببها الحر الشديد في الولايات المتحدة بمعدل 1,373 حالة في العام بين عامي 2008 و2017، وأعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالشراكة مع الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إطلاق بوابة إلكترونية، تُعد الأولى، ترصد استجابة خدمات الإسعاف للحالات الصحية الناجمة عن الحر الشديد على المستوى الوطني. تشمل تلك الاستراتيجيات إنشاء ملاجئ أو مراكز استقبال مكيفة يؤمها السكان خلال موجات الحر الشديد، وحملات توعية للفئات الأكثر عرضة لتلك المخاطر.
أما في هونغ كونغ، حيث غالباً ما تزيد معدلات الرطوبة العالية من وطأة درجات الحرارة المقبولة على صحة السكان، فأطلقت وزارة العمل «نظام الإنذار بالإجهاد الحراري»، يستخدم النظام مؤشر الحرارة المعتمد في هونغ كونغ، ضمن معادلة تعتمد على احتساب الرطوبة النسبية، وشدة أشعة الشمس، ودرجات الحرارة. وتحذر الوزارة السكان عبر تطبيق خاص بأحوال الطقس على أجهزة الهاتف الجوال، وفي البوابة الإلكترونية الحكومية. ويطلق النظام في البداية إنذاراً أصفر بضرورة تجنّب التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، يليه إنذار أحمر عند ارتفاع مؤشر الإجهاد الحراري من 30 درجة إلى 32 درجة، ومع بلوغ المؤشر مستوى 34 درجة يطلق الإنذار الأسود، محذراً باتخاذ أعلى درجات الحيطة.
الحدّ من هدر الغذاء
أطلقت منطقة جيلف ويلينغتون الكندية مبادرتَين لمنع هدر الطعام عبر مبادراتٍ متنوِّعةٍ كتحويل بقايا الغذاء إلى موارد قيّمةٍ وإعادة تدويرها وحظر دفن النفايات العضوية وتعزيز التعاون لإدارتها. بدأت المبادرة بتحليل الواقع الغذائيّ وتدفّق المواد عبر 3 مراحل، أوّلُها جمع البيانات ودراستها، ثم العمل مع أصحاب المصلحة لوضع خارطة الطريق وتحديد الخطوات الفضلى للوصول إلى المرحلة الثالثة وتجريب 3 أفكار جديدة. من شأن هذه السلوكات تقليل البصمة الكربونية للمنظومة الغذائية ورسم مستقبلٍ أكثر استدامة ومرونةً في وجه تغيُّر المناخ.
تقنية المزارع العائمة
سعياً لتحقيق الأمن الغذائي الذي يهدده خطر الفيضانات، يستخدم المزارعون البنغاليون حلّاً عمره قرون، وهو تربية محاصيلهم في مزارع عائمةٍ على سطح المياه، مدعومين باهتمامٍ حكوميٍّ وغير حكوميّ يرى في هذا الابتكار ركيزةً في التنمية ومكافحة الفقر. وتوجّه البنغاليون إلى تراثهم بحثاً عن الحلول، وشرعوا بإعادة إحياء نمط من الزراعة المائية مارسه أسلافهم لقرون، وهو يُعرف بمزارع الخضروات العائمة.
تقوم الفكرة على استخدام النباتات المائية أَسرّة للمزروعات، إذ تُجمع أغصان هذه النباتات، وفي مقدِّمتها ورد النيل أو زنابق الماء، وتُضفَر سيقانها بعضُها ببعض بحيث تبدو كأنّها قطعة قماشٍ منسوجةٌ تبرز منها بعض الزهور. ولأنّها مائيةٌ بطبيعتها، لا تُغمر هذه النباتات بالمياه، بل تطفو على سطحها وترتفع أو تنخفض تبعاً لمنسوبها. اليوم، تعمل وزارة الزراعة على توسيع نطاق هذا الابتكار، فقامت بتدريب 500 مزارعٍ ونفّذت المشروع في 50 موقعاً، حيث كان هدفُها تأمين احتياجات 12 ألف أسرة، مع التركيز على دعم النساء المُهمّشات وإكسابهنّ الخبرة اللازمة لتطبيق هذا النهج وإعالة أسرهنّ.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات القمة العالمية للحكومات الحر الشدید

إقرأ أيضاً:

حزب التجمع يرفض زيادة البنزين: الحكومة خاضعة لصندوق النقد والمواطن كبش فداء

كتب- محمد نصار:

أعلن حزب التجمع، عن رفضه واستنكاره الشديدين لقرار الحكومة برفع أسعار المواد البترولية، والذي يكشف، دون مواربة، خضوعها لشروط صندوق النقد الدولي، ويُحوّل المواطن إلى كبش فداء لخلل السياسات، وعجزها عن إدارة الأزمة الاقتصادية على أساس المصلحة الوطنية.

وقال الحزب، في بيان، السبت، إن رفع الدعم عن المواد البترولية ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة الخضوع لإملاءات صندوق النقد الدولي، الذي يفرض على مصر سياسات تقشُّفية جائرة تُلغي مكتسبات الشعب، وتهدد السلام الاجتماعي، فبدلًا من مواجهة شروط الصندوق التي تُفقر الفقراء وتُغني الأغنياء، تنفذ الحكومة أوامره دون أدنى مراجعة، وتحول الاقتصاد المصري إلى حقل تجارب للرأسمالية المتوحشة، مُتجاهلة أن الإصلاح الاقتصادي لن يتحقق بتحميل الشعب المصري وطأة هذه الفاتورة كاملة.

وحذر "التجمع"، من خطورة هذا القرار الذي لن يكون إلا شرارة لموجة غلاء جديدة تلتهم ما تبقى من القوة الشرائية للمصريين، خاصة مع عجز الحكومة عن مراقبة الأسواق، وعدم قدرتها على مواجهة جشع التجار، ووقف الممارسات الاحتكارية.

وتابع: الحكومة التي أعلنت عن تراجع معدلات التضخم، خلال الأشهر القليلة الماضية، هي نفسها التي تطلق العنان بهذه الصفعة القاتلة لارتفاع أسعار السلع والخدمات، وتكاليف النقل والإنتاج، وسيتحول الأمر إلى كارثة معيشية خانقة للطبقات الكادحة.

وواصل الحزب: الحكومة تثبت أنها تنحاز للأقوياء ضد الضعفاء، وبدلًا من محاربة الفساد الهيكلي لمنظومة الاقتصاد، تختار التغول على الجيوب الفارغة لأغلبية الشعب الذي يقع أكثر من نصفه تحت خط الفقر.

وتساءل حزب التجمع: أين العدالة الاجتماعية؟ وأين شعارات حماية البسطاء التي ترفعها الحكومة؟، دون أن تجد حلولًا لتطبيقها على أرض الواقع.

وأشار إلى أن هذا القرار ليس اقتصاديًا فحسب، لكنه طعنة في ظهر السياسات الاجتماعية التي زعمت الحكومة تبنيها، ويضرب مصداقية كل برامج الحماية الاجتماعية المعلنة، كما يهدد حالة الاصطفاف الوطني التي يتمسك المصريون في مواجهة الأخطار الخارجية.

وأوضح: الحكومة التي تطالب الشعب بالاصطفاف خلف القيادة السياسية، هي نفسها التي تجور على حقوقه الأساسية.

وطالب حزب التجمع، بضرورة التراجع عن هذا القرار، والكف عن تنفيذ أجندة صندوق النقد التي تُفقر الوطن، ومحاسبة كل من تورط في تبني سياسات عاجزة، لا تستهدف إلا جيوب الفقراء.

كما طالب الحزب، بضرورة الوقوف بحسم ضد الابتزاز الدولي، وتبني سياسات اقتصادية تحمي السيادة الوطنية، وتُعلي مصلحة الشعب أولًا.

وطالب كذلك كل القوى الوطنية بكشف سياسات الإفقار والتبعية، ومواجهة الانبطاح، وعدم السماح للحكومة بتحويل الوطن إلى سوق خاضعة لإملاءات الرأسمالية العالمية.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

أسعار المواد البترولية حزب التجمع صندوق النقد

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الجيزة: إجراءات رادعة ضد السائقين حال زيادة التعريفة المقررة واستغلال المواطنين أخبار بعد زيادة أسعار المواد البترولية.. ننشر تعريفة المواصلات داخل الجيزة وإلى أخبار غير مبررة.. أول تحرك برلماني بشأن زيادة أسعار المواد البترولية أخبار رئيس حزب التجمع يكشف عن تكلفة التأخر في الإفراج الجمركي -تفاصيل أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

حزب التجمع يرفض زيادة البنزين: الحكومة خاضعة لصندوق النقد والمواطن كبش فداء

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة: توفير التمويل للأعمال الدرامية التي تعزز القيم الأسرية والوطنية
  • أحمد موسي: كلمة أبو العينين بمجلس النواب اليوم كشفت التحديات التي تواجه الدولة
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
  • محافظ السويس: حريصون على تحقيق التوازن بين مصلحة السائق والمواطن
  • محافظ الغربية يجوب المراكز التكنولوجية ويؤكد للمواطنين: رضاكم أولويتنا
  • الوزير السكاف لـ سانا: نؤكد حرصنا على تحقيق العدالة الإدارية وطيّ صفحة الظلم الوظيفي، بما يعزز الثقة بمؤسسات الدولة الجديدة
  • برلمانية: توطين الصناعة ودعم الابتكار لتعزيز التنافسية الاقتصادية
  • عُمان تخطط لإنشاء مراكز لوجستية في اليمن لتعزيز التجارة
  • حزب التجمع يرفض زيادة البنزين: الحكومة خاضعة لصندوق النقد والمواطن كبش فداء
  • توفر مزايا لذوي الاحتياجات الخاصة.. طريقة وخطوات استخراج كارت الخدمات المتكاملة