كيف سيؤثر فوز حزب رئيس الوزراء الهندي في دلهي على معارضيه؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
نيودلهي- حقق حزب بهاراتيا جاناتا، بقيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، انتصارًا في الانتخابات التشريعية لإقليم العاصمة الوطنية دلهي، وحصل على 48 مقعدًا من أصل 70، مقابل 22 مقعدًا لحزب عام آدمي، الحزب الحاكم في الإقليم منذ عام 2015.
فاز الحزب بالانتخابات في دلهي، منهيا 26 عاما من سيطرة الأحزاب المعارضة له، بدءًا من حزب المؤتمر الوطني الهندي بين عامي 1998 و2015، ثم حزب عام آدمي منذ 2015.
يأتي هذا الانتصار في وقت خسر فيه الحزب أغلبيته في الانتخابات البرلمانية لعام 2024، مما أجبره على الاعتماد على شركائه في التحالف لتشكيل الحكومة المركزية، ومع ذلك، فقد تمكن الحزب من تحقيق مكاسب في الانتخابات التشريعية في بعض الولايات التي أعقبت الانتخابات البرلمانية.
ووفقًا لمحللين تحدثت إليهم الجزيرة نت، فإن نتائج هذه الانتخابات سيكون لها تأثير على الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة.
وبحسب نيلانجان موخوبادياي، الكاتب الهندي المتخصص في القوميين اليمينيين الهندوس، فإن هزيمة حزب عام آدمي ستعزز فرص حزب بهاراتيا جاناتا في السيطرة على البلديات في إقليم دلهي خلال الانتخابات المقبلة.
إعلانواتفق سيدهارث ميشرا، رئيس مركز الإصلاحات والتنمية والعدالة في الهند، مع موخوبادياي في هذه النقطة.
وأشار ميشرا، للجزيرة نت، إلى أن الانقسامات الداخلية ستزداد بشكل أكبر بين أحزاب المعارضة في المستقبل، مما سيؤثر على قدرتها على تشكيل جبهة موحدة ضد حزب بهاراتيا جاناتا.
وفي هذا السياق، يبرز تأثير الخلافات داخل المعارضة على التحالفات السياسية في الولايات المختلفة، ففي انتخابات الجمعية التشريعية لولاية هاريانا في العام الماضي، حيث أضر حزب عام آدمي بأصوات حزب المؤتمر الوطني الهندي، قرر حزب المؤتمر خوض انتخابات دلهي بمفرده.
ووفقًا لميشرا، فإن هذا الانقسام بين شركاء الائتلاف على المستوى الوطني ناتج عن النهج التوسعي لحزب عام آدمي.
وحزب عام آدمي، كان قد تأسس عام 2012 لـ"مكافحة الفساد"، وهو جزء من تحالف معارضة أوسع يسمى التحالف الوطني التنموي الشامل الهندي، ويضم حزب المؤتمر الوطني الهندي، وحزب المؤتمر ترينامول، وأحزابًا إقليمية، لكنه يعاني من انقسامات داخلية.
من جهة أخرى، يرى موخوبادياي، في حديثه مع الجزيرة نت، أن المعارضة لم تكن موحدة، منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2024، ويستدرك بأنه في غياب انتخابات حتى نهاية العام، فإن الساحة السياسية لم تشهد بعد محادثات ائتلافية بين أحزاب المعارضة.
ويمثل فوز حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات الأخيرة انتصاره الثالث على التوالي على المستوى الولائي، بعد فشله في تأمين الأغلبية البسيطة في الانتخابات البرلمانية لعام 2024، ووفقًا لموخوبادياي، فإن هذا الفوز سيعزز بشكل كبير من ثقة الحزب ويمنحه القدرة على العودة كقوة سياسية قوية.
من جهته، أوضح ميشرا للجزيرة نت، أن "التحالف الوطني الديمقراطي، الذي يضم حزب بهاراتيا جاناتا وأحزابًا أخرى، أظهر وحدة قوية خلال الانتخابات الأخيرة، حيث قام حزب تيلوجو ديسام من ولاية تلينغانا بحملات لصالح حزب بهاراتيا جاناتا في دلهي".
إعلانوفي هذا السياق، دعم حزب جاناتا دال المتحد من ولاية بيهار الحزب أيضًا، بل وضع مرشحًا من صفوفه في قائمة حزب بهاراتيا جاناتا، وأشار ميشرا إلى أن التحالف أظهر "تنسيقًا جيدًا بين أعضائه".
وأوضح ميشرا أن فوز حزب بهاراتيا جاناتا الأخير أثار توقعات بشأن انشقاق رئيس وزراء ولاية البنجاب عن حزب عام آدمي والتحالف مع حزب بهاراتيا جاناتا لتشكيل الحكومة.
وأشار، المحلل ذاته، إلى أن هذا السيناريو يشبه ما حدث في ولاية ماهاراشترا، حيث تعاون رئيس وزراء الولاية المنتمي إلى حزب شيف سينا مع حزب بهاراتيا جاناتا لتشكيل الحكومة.
بحسب ميشرا، لم يكن أروند كيجريوال، زعيم حزب عام آدمي، جادا في إدارة دلهي، بل ركز على توسيع نفوذ حزبه في ولايات أخرى.
في حديثه للجزيرة نت، أوضح أن "دلهي تواجه العديد من المشاكل، من أزمة القمامة إلى تلوث الأنهار والبيئة، ولم تتم معالجتها، كما أن مشاريع تطوير البنية التحتية لم تحقق تقدمًا خلال السنوات العشر الماضية".
وفي شرحه لعامل آخر أسهم في هزيمة حزب عام آدمي، أشار ميشرا إلى تركيز الحزب على جذب الناخبين القوميين الهندوس، فقد دعم الحزب قرار حكومة ناريندرا مودي بإلغاء الوضع الخاص لإقليم جامو وكشمير ذي الأغلبية المسلمة، كما زار كيجريوال معبد أيوديا بعد بنائه على أنقاض مسجد، وامتنع عن التعليق على الهجمات التي استهدفت مسجدًا في منطقة سامبال.
ووفقًا لميشرا، فإن هذا التوجه جاء في محاولة من حزب عام آدمي لجذب أصوات القوميين اليمينيين الهندوس، ما دفع حزب بهاراتيا جاناتا، بصفته حزبًا يروج للقومية الهندوسية، إلى تكثيف جهوده لضمان عدم فقدان قاعدته الانتخابية، وهو ما كان عاملا أساسيا في سعيه لتحقيق النصر في دلهي.
إعلانمن جهته، قال موخوبادياي، للجزيرة نت، أن "أحزاب المعارضة يجب أن تتعلم درسًا من هذه الانتخابات. إذا لم تتحد فستستمر في الخسارة أمام حزب بهاراتيا جاناتا، فعلى سبيل المثال، وفقًا لبيانات الأصوات، لو تنافس حزب عام آدمي وحزب المؤتمر كتحالف، لفازا بـ15 مقعدا إضافيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتخابات البرلمانیة حزب بهاراتیا جاناتا فی فی الانتخابات حزب المؤتمر للجزیرة نت فوز حزب فی دلهی ووفق ا مقعد ا
إقرأ أيضاً:
بسبب رسالة «واتس آب» .. إقالة وزير في الحكومة البريطانية
أقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وزير الصحة أندرو جوين، وعلق عضويته في “حزب العمال” الحاكم، بسبب رسائل على تطبيق “واتساب” اعتبر الوزير أنها كانت محل “إساءة تقدير شديدة”.
واعتذر جوين عبر منصة “إكس”، بعد تقرير لصحيفة “ميل أون صنداي”، أفاد بأنه أرسل رسائل عبر تطبيق “واتساب”، تتضمن إهانة للناخبين وأعضاء آخرين في البرلمان.
وقال جوين: “أشعر بالأسف الشديد إزاء تعليقاتي التي تعرضت لإساءة تقدير شديدة، وأعتذر عن أي إساءة تسببت فيها”. وأضاف: “أتفهم تماماً القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء والحزب، ورغم حزني الشديد لإيقافي، فإنني سأدعمهما بكل السبل الممكنة”.
وأفاد متحدث باسم الحكومة بأن ستارمر مصمم على الالتزام بمعايير عالية للسلوك في المناصب العامة. وأضاف: “لن يتردد في اتخاذ إجراء ضد أي وزير لا يفي بهذه المعايير، كما فعل في هذه الحالة”.
وذكرت شبكة “سكاي نبوز” أن جوين أدلى بتعليقات “مُعادية للسامية”، كما سخر من إحدى الناخبات المتقاعدات، قائلاً إنه “يأمل أن تموت قبل الانتخابات المقبلة”.
وذكر التقرير أن جوين كتب أيضاً تعليقات “عنصرية” حول النائبة العمالية ديان أبوت، وأخرى “جنسية” حول نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، في مجموعة دردشة تضم مستشارين من “حزب العمال” ومسؤولين في الحزب، ونائب برلماني آخر على الأقل.
وفاز “حزب العمال” بأغلبية كبيرة في الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن شعبيته تراجعت منذ ذلك الحين.