الفلسطينيون راسخون على أرضهم
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
تصريح رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو الذي تحدث فيه عن إقامة دولة "للفلسطينيين" في "السعودية" يكشف حجم انفصاله عن الواقع، وبعده عن أبسط القيم السياسية والأعراف الدبلوماسية التي تحرص الدول أو حتى أشباه الدول على التمسك بها في سياق بناء صورة ذهنية لها في الوعي العالمي، ناهيك عن محاولة ترميم صورة متشظية ومهشمة.
لكن تصريح نتنياهو لا يمكن أن يفهم في سياق غطرسة القوة أو حتى وهم الانتصار، ولكنّه يكشف عن تخبط وفوضى سياسية في لحظة تحاول فيها دولة الاحتلال وقيادتها صرف الأنظار عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في غزة والمأزق الكبير الذي تعيشه إسرائيل بعد أن اكتشف الإسرائيليون أن "بلادهم" لم تستطع أن تحقق من أهداف حربها التي حددها التوجيه السياسي شيئا اللهم إلا المجازر المروعة والفظائع التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
لا يمكن فهم التصريح بعيدا عن الفوضى والانفصال عن الواقع خاصة وأن إسرائيل مع عودة الرئيس الأمريكي ترامب تطمح في عودة مشاريع التطبيع مع الدول العربية، فكيف يمكن للتطبيع أن يحدث أو حتى أن يناقش، لو افترضنا أن هناك من يعيره اهتماما بعد الذي حدث في غزة، والقيادة الأمريكية والإسرائيلية تستفزان المشاعر العربية وتستثيران الجماهيرة بأطروحات غريبة تتراوح بين تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى مصر والأردن أو عبر إقامة دولة لهم في السعودية! وبين استيلاء أمريكا على قطاع غزة وتحويلها إلى منتجع سياحي لترامب.
هذه الأطروحات رغم ما تحمله من طرح إمبريالي فإنها في الوقت نفسه تكشف عن غياب تام للدبلوماسية وللسياسات الخارجية وعن تخبط كبير في المؤسسة الرئاسية في البلدين.
إن فلسطين ليست للبيع لا لترامب ولا لغيره وليست للنقل لا لمصر ولا للأردن ولا للسعودية ولا لأي مكان، فأغلى ما لدى الفلسطيني هي أرضه وليس أدل من قيمة الأرض لديه وتمسكه بها مما حدث خلال حرب طوفان الأقصى وفي اللحظة التي قرر فيها سكان غزة العودة لشمال القطاع المدمر بالكامل والمعزول عن أي مساعدات ولو كان يمكن أن يتخلى عن أرضه لفعل الآن أو خلال الحرب العدوانية التي تحولت إلى إبادة جماعية سجل فيها الفلسطينيون أهم دروس الحفاظ على الأرض والتمسك بها والتضحية من أجل ترابها. أما رفض الدول العربية وبشكل خاص مصر والأردن لفتح حدودها لدخول الفلسطينيين خلال العام الماضي فكان وراءه فهم لمشروع التهجير الذي تريده إسرائيل.
وعلى الدول العربية والشعوب العربية أن تفهم العقلية الإسرائيلية والغربية أيضا التي تكثف اليوم الحديث عن التهجير وعن "ريفييرا الشرق الأوسط" وعن الدولة الفلسطينية داخل السعودية.. إن هدف كل هذا هو صرف نظر العالم عما حدث في غزة، وأنه إن استطاع وقف مشروع التهجير فكأنه حقق نصرا يجب ما حدث في غزة في وقت يفهم فيه الأمريكيون والإسرائيليون أن موضوع التهجير غير ممكن حتى لو وافقت عليه الدول العربية لأن المعنيين بالتهجير لا يمكن أن يقبلون به أبدا.. ولو كان ممكنا لتحقق طوال أكثر من سبعة عقود من الزمن.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدول العربیة فی غزة حدث فی
إقرأ أيضاً:
الدول العربية ترد على تصريحات نتنياهو بشأن “إقامة دولة فلسطينية” على الأراضي السعودية
فبراير 9, 2025آخر تحديث: فبراير 9, 2025
المستقلة/- استنكرت عدة دول عربية التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي دعا فيها إلى “إقامة دولة فلسطينية” على الأراضي السعودية، معتبرة إياها مساسا بالسيادة السعودية وتعديا على حقوق المملكة.
وكان نتنياهو قد قال في مقابلة أجراها نتنياهو مع القناة 14 العبرية يوم الجمعة، إن “السعودية تملك ما يكفي من الأراضي لتأسيس دولة للفلسطينيين”، مما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط العربية.
ورفضت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، واصفة إياها بأنها تهدف إلى محاولة تشتيت الانتباه عن “الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة”.
وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تتعارض مع “الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في أرضه”، مشددة على أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الأصليين وأن محاولات طردهم تعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية التي كفلها القانون الدولي.
وأضافت أن تصريحات نتنياهو تعكس “عقلية احتلالية متطرفة” تسعى إلى تجاهل الارتباط العميق للشعب الفلسطيني بأرضه، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تواصل فيه إسرائيل رفض المبادرات الدولية والعربية للسلام.
وفي تصريحات سابقة، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر الماضي أن المملكة لن تتوقف عن جهودها لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل تحقيق هذا الهدف.
مواقف عربية رافضة
وفي سياق متصل، أعربت دول عربية مثل الكويت والعراق، الإمارات ومصر والسودان وفلسطين عن استنكارها لتصريحات نتنياهو. حيث أكدت الكويت رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشيدة بالجهود التي تبذلها السعودية من أجل استعادة حقوق الفلسطينيين.
من جانبها، نددت وزارة الخارجية العراقية بتصريحات نتنياهو واعتبرتها “انتهاكاً لسيادة المملكة” ومخالفة لقواعد “القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
أما وزارة الخارجية المصرية شددت، في بيانٍ لها، على رفضها التام لما اعتبرته “تصريحات إسرائيلية تحرض ضد المملكة”، مؤكدة أن هذه التصريحات تشكّل “مساسًا مباشرًا بالسيادة السعودية”.
وذكرت الوزارة أن مصر لن تسمح لأي جهة بتهديد أمن المملكة، مشيرة إلى أن “أمن المملكة هو جزء من الأمن القومي المصري والعربي”، وطالبت المجتمع الدولي بالوقوف ضد هذه التصريحات.
وفي الإمارات، عبّرت الخارجية عن “إدانتها الشديدة” لما وصفته بـ”التصريحات الاستفزازية” لنتنياهو، معتبرة أنها “تعدّ سافرًا على قواعد القانون الدولي”.
وأكدت الوزارة تضامنها الكامل مع السعودية، مشددة على “رفضها القاطع للمساس بسيادتها”. كما دعت الإمارات إلى وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، وأكدت موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
في السياق ذاته، استنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية التصريحات، معتبرة إياها “عنصرية” وتشكل “اعتداءً على سيادة المملكة العربية السعودية وأمنها”.
وذكرت الوزارة وقوف فلسطين إلى جانب السعودية في مواجهة التحريض الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك ضد هذه التصريحات.
أما الخارجية السودانية فقد أعربت عن “استنكارها الشديد” لهذه التصريحات. وأكدت السودان على موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مشددة على رفضها لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
نتنياهو: السلام في الشرق الأوسط يتطلب قوة إسرائيل
وفي سياق متصل، رد نتنياهو، خلال مقابلة مع مقدم برنامج “Life, Liberty & Levin” مارك ليفين، على التصريحات المتعلقة بالتهديدات التي تواجه إسرائيل، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان محقًا عندما قال إن إسرائيل “صغيرة جدًا” في ظل التهديدات الأمنية التي تواجهها.
وعلق نتنياهو على خطة ترامب بشأن غزة، مؤكدًا أنه يجب السماح للسكان بالمغادرة مؤقتًا خلال عملية إعادة البناء، مع التأكيد على عدم وجود طرد قسري أو تطهير عرقي في هذه العملية. وأضاف أن الدول العربية، خصوصًا دول الخليج، يجب أن تشارك في تمويل إعادة الإعمار كفرصة لإثبات اهتمامهم بغزة.
كما شدد نتنياهو على أن الحل في الشرق الأوسط يعتمد على “السلام من خلال القوة”، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي لإسرائيل هو قطع المحور الإيراني وضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية، بالإضافة إلى القضاء على حركة حماس، مما سيفتح المجال لمزيد من التحالفات مع الدول العربية والإسلامية.