الرئيس علي ناصر محمد يترأس مؤتمر “لا للتهجير.. لا لتصفية القضية
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
شمسان بوست / القاهرة:
ترأس الرئيس علي ناصر محمد، رئيس مجموعة السلام العربي، مؤتمر “لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية”، الذي نظمته النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة النقابة، بالتعاون مع لجنة الحريات بالنقابة برئاسة الشاعر مصباح المهدي.
وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية كل من:
* الرئيس علي ناصر محمد، رئيس مجموعة السلام العربي.
* الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب.
* الشاعر مصباح المهدي، رئيس لجنة الحريات بالنقابة وأمين عام المؤتمر.
* ناجي الناجي، المستشار الثقافي بالسفارة الفلسطينية.
* السيدة مريم الصادق، وزيرة خارجية السودان الأسبق عضو مجموعة السلام العربي.
* السيد أحمد قذاف الدم.
* الأستاذ صلاح عدلي، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري.
* المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري.
* الأستاذ مدحت الزاهد، رئيس الحركة المدنية الديمقراطية ورئيس حزب التحالف الشعبي.
* المناضلة مريم أبو دقة، ممثلة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
* المناضلة فائقة علوي السيد، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام اليمني.
* علي عبد الكريم، الأمين العام المساعد الأسبق لجامعة الدول العربية.
* المناضل علي عبد الله الضالعي، ممثل الحزب الناصري اليمني.
وقد حضر المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية، إلى جانب عدد من الشخصيات اليمنية والفلسطينية والمصرية والعربية.
كلمة الرئيس علي ناصر محمد:
أيّتها السيدات، أيّها السادة، أيّها الحضور الكريم،
يسرّني أن أخاطبكم من أرض الكنانة مصر التاريخ والحضارة، ومن هذا الموقع المهم، والذي سبق أن التقينا في رحابه أكثر من مرّة، لما تمثّله النقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر من قيمة ثقافية وفكرية وطنية وعروبية.
فلسطين مهبط الرسالات السماوية “وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”، ولفلسطين السلام المستحق والعدالة المغيَّبة من قوى تسعى لحرمان شعبها من حقه المقدس في البقاء بوطنه، في مخطط تطهير عرقي بدأته إسرائيل في عام النكبة الأولى، التي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يُتبعها بنكبة ثانية أشد وأمرّ في الألفية الثالثة، بإخراج الفلسطيني من وطنه إلى شتات جديد، طمعًا في ثروات غزة النفطية والغازية الواعدة، وتحويل بحر غزة إلى مشروع سياحي سمّاه “ريفييرا الشرق الأوسط”.
الشعب الفلسطيني ليس مهاجرًا غير شرعي ليتم ترحيله من أرضه وتهجيره إلى أماكن أخرى، بل هو صاحب الحق والأرض.
فلسطين ليست للبيع …
المنازل التي دمرتها إسرائيل ليست سوى شاهد على عدوانها المستمر، وسيعيد الفلسطينيون بناءها كما فعلوا مرارًا بعد الهجمات الإسرائيلية الوحشية. الجميع يعلم أن غالبية سكان غزة هم لاجئون هُجِّروا من ديارهم جراء عمليات التطهير العرقي التي نفذتها القوات الصهيونية خلال نكبة 1948 ونكسة 1967 وحتى اليوم. وإن كان هناك حديث عن إخراجهم من غزة، فالمطلب العادل والشرعي هو عودتهم إلى منازلهم وبساتينهم في حيفا ويافا وعكا وسائر المدن والقرى التي أُجبروا على مغادرتها بقوة السلاح.
نلتقي اليوم في أرض الكنانة، أرض التصدي للتطهير العرقي والتوطين القسري في سيناء، وهنا من حق مصر والأردن علينا تحيتهما ودعم موقفهما القومي، وهو ما ينبغي وجوبًا أن تفعله كافة الدول العربية والإسلامية وكل الدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية التي تصوت في الأمم المتحدة لصالح استقلال وحرية شعب فلسطين.
تاريخيًا، لم تبخل مصر، حكوماتٍ وشعبًا وأحزابًا ونقاباتٍ، بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية.
فعندما تنهض مصر تنهض الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
السيدات والسادة،
القضية الفلسطينية تواجه اليوم أخطر مراحلها بسبب التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل، حيث تسعى إدارة ترامب إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة وفق رؤية نتنياهو، الذي يشنّ حربًا على عدة جبهات لتحقيق مشروعه التوسعي.
ترامب لا يعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويتجاهل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، الذي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان. واليوم، يرمي بهذه القرارات عرض الحائط، مصرًّا على تصفية القضية الفلسطينية بالتطهير العرقي.
إننا أمام منعطف حاسم وخطير في مسار القضية الفلسطينية، وعلى أمتنا العربية والإسلامية، ومعها كل الشعوب المؤيدة للحرية، الوقوف ضد حملات التطهير العرقي وتصفية القضية الفلسطينية.
وبهذه المناسبة، فإننا ندعو القوى الوطنية الفلسطينية، وجميع الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، إلى تجاوز خلافاتها وبذل أقصى ما يمكن من التفاهم والتعاون لتحقيق الوحدة الوطنية، واتّخاذ موقف موحّد إزاء ما يحدث، وقد بذلنا في إطار مجموعة السلام العربي، جهودًا مع جميع القوى الفلسطينية بهدف تحقيق مصالحة وطنية، بوضع المصالح العليا فوق كلّ اعتبار.
الحضور الكرام،
احتل الكيان الصهيوني أراضي عربية إضافية في سوريا ولبنان، ويريد ابتلاع غزة بمساعدة أمريكية، لم يُخفِ الرئيس ترامب دعمه لتوسيع حدود الكيان لتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة الدولة الصهيونية “من النيل إلى الفرات” حسب مخرجات المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897 بقيادة تيودور هرتزل.
غدًا، أيها السيدات والسادة، سيحل الدور على الضفة الغربية، حيث قال ترامب إنه بعد أربعة أسابيع سيتخذ قرارًا بضمها من عدمه إلى دولة الاحتلال.
إن هذا الخطر المزدوج يحتم على كل الفصائل الفلسطينية أن تحترم شعبها، وتنحي خلافاتها جانبًا، وتتصدى موحدةً للخطر الهادف إلى تصفية قضية فلسطين.
لقد أضحى التطهير العرقي سياسة أمريكية، وليس مجرد أمنيات صهيونية، وعلينا التفكير الجاد في الحفاظ على مصالحنا ووجودنا وكرامتنا المستهدفة أيضًا.
وندعو القادة العرب إلى عقد قمة عربية طارئة في جامعة الدول العربية، بيت العرب، لاتخاذ موقف موحد ضد حرب الإبادة والتدمير والتهجير القسري لشعبٍ من وطنه وأرضه ومقدساته.
*ختامًا،*
تحية لمصر والأردن لرفضهما تصفية القضية الفلسطينية، وتحية للمملكة العربية السعودية لتمسكها بعدم التطبيع قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة، وتحية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتحية لكل دول العالم التي رفضت هذا التهجير القسري، فلا استقرار ولا سلام في الشرق الأوسط، بل في العالم، إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبه، أكد الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، في كلمته وأهم ما جاء فيها:
إن الثقافة المحملة بوعيها التاريخي هي أصلب القوى برغم نعومتها، لأنها قادرةٌ على تحريك القوى الخشنة جميعًا. وبعد الجدل والتحليل والتأويل، هناك ثقافتان: ثقافةُ الاستسلام للواقع، وهي ثقافة تحاصر الحلم وتصادر البصر والبصيرة، وثقافة المقاومة التي تؤمن بممكن جديد وآخر، ونحن مع ثقافة المقاومة.
وأكد الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب أن المقاومة الفلسطينية أصبحت فكرةً للإنسانية جمعاء، ورمزَ كلِّ نبيلٍ وطريقَ كلِّ صادق. وفي هذا السياق، ومن خلال نسيجنا العربي الواحد، يظل الحفاظُ على ثوابتِ الضمير الثقافي العربي مِهادًا لأي انتماء، وفي مقدَمَةِ هذه الثوابت الثابتُ الفلسطيني، ذلك لأن القضيةَ الفلسطينية، وبعيدًا عن أية أيديولوجيات، هي قضيةٌ إنسانية في جوهرها، تعبر عن نضال شعب استُلبت أراضيه ومقدراتُه، ودُنّست مقدساتُه ومساجدُه وكنائسُه اعتداءً وتدميرًا وقصفًا، وقُتّلَت أطفالُه ونساؤُه، بل إنها جرح غائرٌ في وجه التاريخ الإنساني لا براء منه، وهي المحك الذي أسقط أية مصداقية مدعاة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وما نسميه سياسات الدول الكبرى، كي تعلوَ مصداقيةٌ إنسانيةٌ أخرى لم نكن نتوقعُها، هي مصداقيةُ الشعوبِ.
مئاتُ الملايين في أنحاء العالم كافة خرجوا في مظاهرات لم تكن من أجل القضية الفلسطينية فحسب، بل كانت في أساسها مع القضية الإنسانية لهذا الشعب البطل.
كما قال ناجي الناجي، المستشار الإعلامي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة، في كلمته خلال المؤتمر:
إن مصر ستظل هي السند للشعب الفلسطيني، وهي الداعم الكبير للقضية الفلسطينية منذ عشرات السنين.
وشدد المستشار الناجي على الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر أو الأردن أو السعودية، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني سيظل في أرضه ما بقي الزعتر والزيتون.
وأكد الناجي شكره للنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وللأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الدكتور علاء عبد الهادي، الذي يفتح النقابة لكل الفعاليات الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني.
كما أكدت في كلمتها الدكتورة مريم الصادق، وزيرة خارجية السودان الأسبق:
إننا كعرب نرفض التهجير ونطالب بدعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة من عمر هذه القضية، مشيرة إلى تقديم الشكر للحكومة المصرية على فتح معبر رفح وإدخال المساعدات للأشقاء في غزة، واستقبال الجرحى وعلاجهم في القاهرة.
وتحدث السيد أحمد قذاف الدم في كلمته عن:
ضرورة التصدي للمشروع الصهيوني والوقوف صفًا واحدًا ضد فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن بهدف إنهاء القضية الفلسطينية إلى غير رجعة.
كما ناشد اتحادات المجتمع المدني للوقوف صفًا واحدًا ضد المخططات الصهيونية التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومقدساته.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: مجموعة السلام العربی الرئیس علی ناصر محمد القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العامة لاتحاد
إقرأ أيضاً:
خبير: تحول فرنسي وأوروبي جذري تجاه القضية الفلسطينية
كشف الكاتب الصحفي أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، عن تحول جوهري في الموقف الفرنسي والأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة لمدينة العريش المصرية، والتي كانت شاهدًا حيًا على حجم المأساة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
أكد العشري، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "إكسترا لايف"، أن الرئيس الفرنسي "وقف على مسافة قريبة من المأساة" الإنسانية، وهو ما شكّل نقطة فاصلة في تطور الموقف الفرنسي.
وأضاف أن هذه الزيارة عززت من القناعة بضرورة وقف الحرب، مشيرًا إلى أن باريس ستستضيف مؤتمرًا دوليًا في يوليو المقبل لبحث حلول دائمة وشاملة للأزمة الفلسطينية.
تغير في المعادلة الأوروبيةأوضح العشري أن تصريحات فرنسا الأخيرة تعكس تغيرًا واضحًا في المعادلة الأوروبية حيال الصراع في غزة، خاصة مع تنامي الدعم الدولي لوقف العدوان والضغط على إسرائيل.
ولفت إلى أن مواقف باريس لم تعد معزولة، بل تأتي في سياق أوروبي أوسع يشهد ميلًا متزايدًا نحو مراجعة المواقف التقليدية المنحازة لإسرائيل.
رفض إسرائيلي وتصاعد العزلة الدوليةوتعليقًا على رفض وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للخطوات الفرنسية، وصف العشري هذه التصريحات بأنها "محاولة فاشلة للتشويش"، مؤكدًا أن إسرائيل بدأت تفقد حلفاءها التقليديين في الغرب.
وأشار إلى تصاعد العزلة الدولية لحكومة الاحتلال، خاصة في ظل تزايد الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
توقعات بصفقة لوقف إطلاق النارتوقع العشري أن تشهد الأيام العشرة المقبلة بلورة صفقة لوقف إطلاق النار، استنادًا إلى مقترحات مصرية حظيت بقبول أمريكي وفلسطيني. وأكد أن مصر تسعى إلى وقف دائم ومستدام للعدوان، على أن يتبع ذلك البدء في إعادة إعمار غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية الشرعية، بما يضمن عدم تكرار الدمار والمعاناة.
تحذير من مخطط تهجير سكان غزةحذر العشري من خطط إسرائيلية تستهدف تقسيم غزة وتهجير سكانها قسرًا، مشيرًا إلى أن مصر والمجتمع العربي يقفون بصلابة في مواجهة هذه المخططات.
وأكد أن الموقف المصري الحاسم نجح في إحباط العديد من هذه المحاولات، منوهًا بأن الموقف العربي الموحد أسهم في تشكيل جدار صد دبلوماسي ضد تهجير الفلسطينيين.
دعوات لمحاكمة قادة الاحتلالشدّد العشري على أن المجتمع الدولي بدأ يتحرك بجدية نحو محاسبة إسرائيل، مع تزايد الأصوات الداعية لمحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية. واعتبر أن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين أصبحت محل اهتمام عالمي لا يمكن تجاهله.
مصر تقود التحرك الدبلوماسياختتم العشري حديثه بالتأكيد على أن مصر ستواصل قيادة الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي، مضيفًا أن التحول في الموقف الفرنسي يمثل بداية لانهيار الدعم الغربي لإسرائيل. وأكد أن القاهرة تتحرك بخطوات مدروسة نحو تسوية سياسية شاملة تعيد الحقوق إلى أصحابها وتضمن مستقبلًا آمنًا لشعب فلسطين.