سرايا - اعتبر كاتب إسرائيلي أنه من أجل إثبات جدية نية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان غزة إلى الخارج، فإن عليه أن يمنح الفلسطينيين في قطاع غزة نصف مليون تأشيرة هجرة أميركية.

وبدأ الكاتب وخبير الاستطلاعات الإسرائيلي سيفر بلوتسكر مقاله في صحيفة يديعوت أحرنوت بعنوان "هكذا سيتمكن ترمب من تنفيذ خطته لقطاع غزة".



وكان ترمب دعا إلى تهجير أهالي قطاع غزة، وطلب من الأردن ومصر استقبال الغزيين، كما كشف -خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي في واشنطن- عزمه الاستيلاء على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وتهجير الفلسطينيين منه، وهو ما ووجه بانتقادات دولية وعربية على السواء.

ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني المحاصر.


** ترمب يتحمل مسؤولية اقتراحه
ورغم أن بلوتسكر شكك في إمكانية تطبيق خطة ترمب، وفي اقتراح يبدو أنه جدلي، قال إن على الرئيس الأميركي، من أجل أن يثبت جدية نيته، أن يوقع على أمر تنفيذي يمنح الفلسطينيين في قطاع غزة نصف مليون تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة، على أن تحذو كل من نيوزيلندا وإسبانيا والنرويج والإمارات العربية المتحدة وغيرها بإصدار 200 ألف تأشيرة هجرة لأهالي غزة.

واعتبر أن هذا المرسوم الرئاسي منطقي للغاية، لأن -حسبما يرى الكاتب- فتح أبواب الولايات المتحدة أمام نصف مليون فلسطيني من غزة سيكون سابقة وآلية وعلامة لتنفيذ خطة ترمب برمتها.

ويتساءل الكاتب الإسرائيلي "لماذا يتوسل رئيس الولايات المتحدة إلى الدول الفقيرة لاستيعاب الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام مؤقتة في قطاع غزة، إذا كانت قوة وثروة بلاده تسمح لها باستيعاب ثلثهم بسهولة؟".

ولتأكيد حجته، يضيف بلوتسكر "في العام الماضي وحده، هاجر 3.5 ملايين مواطن من الدول المجاورة إلى الولايات المتحدة، معظمهم من دون تأشيرات دخول، ناهيك عن تأشيرات الهجرة".


** وطن جديد
وعلاوة على ذلك، يرى بلوتسكر أنه إذا وجد سكان غزة وطنهم الجديد في جميع أنحاء أميركا، وفي الوقت نفسه حكمت أميركا غزة لفترة طويلة، فسيكونون قادرين على العودة إلى غزة كأميركيين من غزة، والاندماج في إعادة إعمارها، وأن يكونوا العمود الفقري لقطاع غزة "الجميل الجديد"، على حد تعبير ترامب.

ويمضي في التسويق لفكرته بأن هجرة الفلسطينيين إلى أميركا ستغير الخطاب الفلسطيني الذي يعتبر أن الخروج من غزة هو تهجير، لأن الهجرة إلى أميركا مرغوبة، حسب رأيه.

ويضيف أن وصف انتقال عائلة فلسطينية من خيمة في أنقاض شمال قطاع غزة إلى حي سكني جديد في أريزونا بـ "تهجير" سيكون أمرا سخيفا. ولن يجرؤ أي زعيم سياسي جاد على دعوة الفلسطينيين إلى رفض إمكانية مستقبل أفضل لأنفسهم ولأطفالهم وأحفادهم، لصالح العيش في خيام متداعية والحصول على صدقات من منظمات الإغاثة.

غير أن بلوتسكر يشير في نهاية المقال إلى أن فكرته هي في سبيل الجدل والمحاججة للتأكيد على عدم واقعية فكرة الرئيس الأميركي، بل ودليل على نفاق الفكرة.

ويقول "إن فرص تنفيذ الفكرة في ظل إدارة ترمب، التي دافعت عن إغلاق أميركا أمام المهاجرين، قريبة جدا من الصفر، لكن من دونها فإن فرص تنفيذ مكونات أخرى لخطة إعادة إعمار قطاع غزة وتنميته هي أيضا صفرية، وتظهر نفاق الفكرة".

ويختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالتأكيد على أنه لا توجد خطة عملية أخرى على الإطلاق، ولا توجد هيئة دولية أو عربية مستعدة لتحمل عبء السيطرة على غزة وإدارة إعادة إعمارها.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 2227  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 09-02-2025 10:32 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
العثور على جثث 28 مهاجرا غير نظامي في مقبرة جماعية جنوب شرق ليبيا بسبب البرد .. إيران تغلق المدارس والمكاتب في 10 محافظات "صحة جرش" تحصل على منحة بقيمة 190 ألف دينار لصيانة وتوسعة مركز سوف الأولي بريطانيا .. إقالة وزير بسبب رسائل مسيئة على "واتساب" مساعد رئيس جامعة مؤتة يلوح بالاستقالة من منصبه ..... السعودية: تصريحات نتنياهو الاستفزازية هدفها صرف... "الأطباء" يعتصمون غداً رفضاً لتعليمات... راصد جوي لـ"سرايا": أمطار غزيرة وزخات من... بعد قرارات إدارة الشرع الجديدة .. سامر المصري... مقتل 6 مدنيين في هجوم للدعم السريع جنوبي الخرطومبعد نتنياهو .. كوهين يقترح دولة فلسطينية على أراض...نائب الرئيس الأمريكي يدافع عن موظف طرده ماسك...بالفيديو .. قراصنة مصريون يخترقون بث القناة 14...حماس تدين تصريحات نتنياهو وتثمن دور السعوديةترامب: ماسك سيكشف هدرا بالمليارات في وزارة الدفاع بالفيديو .. الاحتلال يهاجم مطار خلخلة بريف...محتجون يضرمون النار بتمثال لترامب أمام البرلمان..."خلية الأزمة" عبر "تلفزيون... مغنٍّ عالمي شهير يطلق عاصفة .. "أكره اليهود... أنا مش خروف .. إعلامي مصري يثير جدلا "أتكلم... ممثلة سورية تلفظ أنفاسها أثناء الولادة .. وأمها... بعد قرارات إدارة الشرع الجديدة .. سامر المصري... طليق جيسيكا ألبا يستفيد بمئات ملايين الدولارات بسبب... ريال مدريد يفرض التعادل على أتلتيكو في الديربي السلط يتجاوز شباب الأردن برباعية نظيفة كأس إنجلترا .. مانشستر سيتي يقلب تأخره إلى فوز على ليتون إقالة مدرب نادٍ إيطالي لعدم "إشراكه" ابن الرئيس الوحدات يكشف تفاصيل إصابة أبو شعيرة وعفانة تكلف ملياري دولار .. مطار جديد في هذه الدولة يستحيل الوصول إليه! ماسك رئيسًا للولايات المتحدة على غلاف "تايم" .. وترامب يعلق بسخرية 100 ساعة داخل الهرم .. يوتيوبر عالمي يحصد 8 ملايين مشاهدة بوقت قياسي شركة شهيرة تسحب وجبات خفيفة تسبب حروقاً بالفم زلزال عنيف يضرب الكاريبي وتحذيرات من تسونامي بالفيديو .. عشرات القتلى في حادث "مرعب" لحافلة بالمكسيك أول تصريح لماسك حول شراء تيك توك .. "لست مهتما" صبي روسي يشكو من ضعف في السمع .. والسبب غريب! ثلثا شركات العالم لن يوظفوا شخصًا لا يمتلك هذه المهارة الذكاء الاصطناعي يكتشف الأمراض من خلال فحص شبكية العين

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب وسياسة التخويف

أحمد الشريف

يكفي اليمن فخرًا، ممثلًا في قيادته الثورية الحكيمة وقواته المسلحة الشجاعة بمختلف أفرعها، أنه أسقط هيبة أمريكا وكسرها إلى الأبد، وأثبت من خلال تحديه ومواجهته للغطرسة الأمريكية والدخول معها في حرب مباشرة – دفاعًا عن اليمن وسيادته وعن الحق العربي الفلسطيني – أن أي شعب، مهما كان ضعيفًا، إذا ما تحرر من عقدة الخوف وامتلك إرادته الوطنية الحرة، فإنه قادر على مواجهة أية قوة تعتدي عليه، بل والانتصار عليها.

وهذا ما جعل إدارة المجرم ترمب تصبّ جُمّ غضبها على اليمن، حيث تقوم قواتها بقصف الأحياء السكنية في صنعاء المحروسة وعدد من المحافظات، خاصة محافظة صعدة، فتقتل المدنيين، وجلّهم من الشيوخ والنساء والأطفال، وتدمر الأعيان المدنية. ثم تُعلن في بياناتها العسكرية، للشعب الأمريكي وللعالم، بأنها قامت باستهداف معسكرات من تسميهم “الحوثيين”، وأنها قتلت الصف الأول من قياداتهم، ودمرت مخازن الصواريخ… إلخ، متفاخرة بأنها قد قضت على قوات الحوثيين تمامًا، كما كان يفعل ناطق تحالف العدوان أحمد عسيري في بياناته العسكرية مع بداية شن العدوان على اليمن عام 2015م، الذي دخل عامه الحادي عشر قبل أيام قليلة.

لكن الغريب والعجيب في حماس إدارة المجرم ترمب واستماتتها في الدفاع عن الكيان الصهيوني، بل وتحولها إلى وكيل رسمي عنه، واستعدادها لارتكاب أفظع الجرائم من أجل عيونه والدفاع عن قادته المجرمين، يدفعنا للتوقف والتساؤل: ما سر هذا الإصرار الأمريكي لخوض معارك جانبية تخفيفًا عن الجيش الصهيوني، وتبريرًا لجرائمه، وكأن ما يقوم به من قتل وتدمير وحصار وتهجير لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والاعتداء على جنوب لبنان وسوريا، هو “دفاع عن النفس”، وأنه “مظلوم ومُعتدى عليه”؟

الجواب: يكمن في وعد قيادة الكيان الصهيوني للمجرم ترمب بأنها ستضغط على اللوبي الصهيوني المتحكم في السياسة الأمريكية لتعديل الدستور، بحيث يسمح له بخوض الانتخابات القادمة عام 2028م للحصول على ولاية رئاسية ثالثة، تمكنه من حكم أمريكا والتحكم في مصير العالم، الذي يرزح تحت الهيمنة الأمريكية والخوف منها، نتيجة لعنجهية وغطرسة يمارسها ترمب بلا حسيب أو رقيب، مستغلًا غياب أي صوت يعترض عليه أو يقول له “لا”.

وقد علقت فرنسا على هذه التصرفات، بعد فرضه رسومًا جمركية تستهدف الاقتصاد العالمي ككل، بقولها: “إن ترمب يتصرف وكأنه سيد العالم”. ولا يُستبعد أن تكون هذه التصرفات الجوفاء بداية لتحوله إلى غورباتشوف آخر، فيتم على يديه تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية.

وما يؤسف له أن الحكام في العالم العربي، جميعهم بلا استثناء – عدا اليمن – قد أصبحوا يدينون لهذا الطاغية ترمب بالولاء والطاعة، ومستعدون لتنفيذ كل توجيهاته. وأكبر برهان على هذا الخنوع المهين أن من قابلهم ترمب من الحكام العرب في البيت الأبيض، أو تواصل معهم هاتفيًا، لم يجرؤ أي منهم على مناقشته أو الاعتراض على ما كان يمليه عليهم، فظهروا متبلدين أمامه كالقطة المخنوقة.

بل إن رئيس أوكرانيا، حين استقبله ترمب في البيت الأبيض، ورغم الضغوط المباشرة التي مورست عليه على الهواء، تماسك ورفع صوته مدافعًا عن نفسه وقضيته. أما الحكام العرب، فقد زرعت أمريكا – وخاصة إدارة ترمب – في قلوبهم الخوف، حتى باتوا يتعاملون معه وكأنه إله يُعبد – والعياذ بالله – لا يُعصى له أمر.

وبهذا الوضع، لا يمكن للعرب أن تقوم لهم قائمة، ولا يمكن أن يمتلكوا شجاعة الاعتراض على ما يقوم به القادة الصهاينة، بضوء أخضر أمريكي، من إجرام لم يشهد له التاريخ مثيلًا في حق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. فلم يكتفِ الجيش الصهيوني بالقتل اليومي والتدمير المنهجي، بل فرض حصارًا خانقًا على سكان القطاع، بإغلاق المعابر ومنع إدخال أية مساعدات إنسانية، بهدف أن يموت سكان غزة جوعًا وعطشًا. وهذا ما هو حاصل منذ أكثر من شهر.

وعندما قام اليمن بعملية إسناد للشعب الفلسطيني في غزة، من خلال استئناف منع الملاحة الصهيونية في البحرين العربي والأحمر، وقصف مدينة يافا المحتلة (المسماة إسرائيليًا “تل أبيب”) بالصواريخ الفرط صوتية، عقب توجيه مهلة أربعة أيام للكيان الصهيوني لرفع الحصار ووقف العدوان والالتزام بما تم الاتفاق عليه عبر الوسطاء – بما فيهم أمريكا – ولم يستجب الكيان، استمر اليمن في إسناده لقطاع غزة، بعد أن تخلى عنه العرب والمسلمون.

لقد واجه العدوان على غزة صمتًا دوليًا مريبًا، فقامت إدارة ترمب بالتصدي للموقف اليمني، مخالفة بذلك القوانين الأمريكية التي لا تسمح لأي إدارة بشن حرب على دولة أخرى دون موافقة الكونغرس، فشنت الحرب على اليمن تحت ذريعة “الدفاع عن الملاحة الدولية”، التي لم تتعرض لأي أذى من اليمن أصلًا.

وقد واجه هذا العدوان الأمريكي على اليمن – دفاعًا عن إسرائيل – نقدًا حادًا داخل أمريكا نفسها، حيث صرح مسؤولون بأن هذا العدوان يُحتسب على دافع الضرائب الأمريكي، ومخالف لقانون البلاد. إلا أن الحقيقة المُغيبة عن هؤلاء المنتقدين، هي أن السعودية والإمارات والبحرين هي من تكفلت بتمويل العدوان، ما جعل إدارة ترمب تواصل الحرب، دون اكتراث بالانتقادات، لأنها تعلم أن التمويل خارجي، ولن يترتب عليه تبعات داخلية، ولن يُحاسب ترمب على ما ارتكبه من جرائم في سبيل الحصول على ولاية رئاسية ثالثة، أملًا في رضا الصهاينة الذين عشمّوه بها.

وما قد يحقق له ذلك، هو خنوع الحكام العرب وإذلالهم، واعتقادهم بأن مجرد الاعتراض على تصرفات ترمب أو إسناد غزة قد يُطيح بكراسيهم، فاستمروا في إذلال شعوبهم، حتى باتت لا ترى إلا ما يراه لها حكامها، مستمدين قوتهم من جبروت فرعون الذي انتهى به الحال إلى الغرق.

ولهذا، أصبحت الشعوب العربية عاجزة حتى عن الخروج في مظاهرات نصرة لفلسطين، وتنديدًا بما يتعرض له شعب غزة من مجازر ودمار… وذلك أضعف الإيمان.

ومن هنا، نؤكد أن اللوم لا يقع على قادة الكيان الصهيوني وحدهم، بل بالدرجة الأولى على الحكام العرب الخانعين، الذين فتحوا الميدان للصهاينة من جهاته الأربع، يسرحون فيه ويمرحون، وينفذون ما يشاؤون، بينما العرب والمسلمون يتفرجون وكأنهم يشاهدون مباراة كرة قدم، يصفقون فيها للفريق الفائز.

ولله في خلقه شؤون.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس: سيطرنا على مسيرتين إسرائيليتين وسط القطاع
  • سرايا القدس: سيطرنا على مُسيّرتين إسرائيليتين وسط قطاع غزة
  • ترامب يغري سكان غرينلاند براتب سنوي مدى الحياة مقابل الانضمام للولايات المتحدة
  • ترامب وسياسة التخويف
  • أميركا تعلن قرارا جديدا بشأن الرسوم الجمركية
  • لماذا يصعب على آبل تصنيع آيفون في الولايات المتحدة؟
  • قبيل ساعات من انطلاق مباحثات نووية.. أميركا تهدد بمنع صادرات النفط الإيرانية
  • ترامب يعلن عن تقدم في مفاوضات إعادة الرهائن في غزة
  • طهران تستبق محادثاتها مع أميركا بالتحذير من استمرار التهديدات
  • كاتب إسرائيلي: الحكومة تناقش طريقتين لتحقيق أهدافها في غزة