القمة العربية الطارئة بين صرخة الحق ولغة التحدي
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان غزة، طالبت فلسطين بعقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة المتصاعدة، العرب استجابوا وتم تحديد موعد القمة يوم 27 فبراير الجاري، بعد أن تم نقل مكان انعقادها من البحرين إلى القاهرة.
تأتي القمة في أجواء عاصفة أثارتها تصريحات ترامبية غير مسؤولة، لذلك انطلقت صرخة فلسطين عالية تنادي بالعرب ليـجتمعوا، فالمصير يناديهم، والخصم ينسج خيوط مؤامرة جديدة لاقتلاع شعب من أرضه.
والمتابع للأحداث والبيانات الرافضة لفكرة ريفيرا غزة التي يتبناها ترامب ويصفق لها نتنياهو من الممكن له أن يرسم مدخلات القمة ومخرجاتها، ولأنها قمة طارئة لصد زحف التوسع الترامبي يمكننا القول بأن القمة لن تحمل أجندة تقليدية تئن تحت وطأة البروتوكولات الدبلوماسية، بل سنرى أجندة تحمل في طياتها روحًَا غاضبة رافضة وفي قلب أعمالها مواجهة "عاصفة ترامب" ولن تكتفي القمة برفض التصريحات الاستفزازية التي نُسجت بخيط من نار، بل ستحولها إلى فرصة لإعلان موقف عربي صلب يحمل لاءات محددة وواضحة لا للتهجير، لا للاقتلاع، لا للتنازل عن ذرة من تراب فلسطين.
في هذه القمة سوف يتم صناعة السند لفلسطين، في هذه القمة لن يتوقف السند عند مواجهة الجوع والحصار والدمار، ولكن سوف تعيد القمة رسم خريطة الدعم السياسي للقضية الفلسطينية، خريطة تحمي كل فلسطين من الانهيار والضياع، فانعقادها في ذاته يعيد الأمل في ربط الخيوط من جديد بين الدول العربية، ليكون الردعلى التحديات موحدا كالسيل الجارف.
القمة تنعقد كما اسلفنا تنعقد في القاهرة ولكن صدى انعقادها لن يكون في محيطنا الجغرافي العربي فقط ولكن يمكن اعتباره صرخة متجددة لايقاظ الضمير العالمي ولن تترك القمة المجتمع الدولي يتنصل من مسؤولياته، بل ستذكره بقرارات الشرعية الدولية، وتدفعه إلى تحرك جاد لوقف أي مخططات تمس حق الفلسطينيين في الوجود، هنا نجد أنه من المتوقع تشكيل لجنة عربية رفيعة لمتابعة الملف الفلسطيني على المستوى الدولي، وخاصة في الأمم المتحدة، وتتبنى هذه اللجنة الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تصريحات ترامب ومخاطرها على السلام الإقليمي.
وما بين حبر القرارات ودم الشهداء مسافة سوف تنتهي في هذه القمة لتتحول قراراتها إلى فعل ملموس بخطوات تعيد للأذهان زمن العروبة الحقيقي، الزمن الذي يؤكد على أن فلسطين ليست سلعة في سوق المزايدات السياسية والاقتصادية.
ويبقى السؤال لماذا القاهرة؟ الإجابة بسيطة
لم يكن نقل مكان القمة من البحرين إلى مصر مجرد تغيير جغرافي، بل هي إشارة إلى أن القضية الفلسطينية ما زالت تناطح جدار الزمن من البوابة المصرية، فالقاهرة ليست عاصمة عابرة، بل هي حارس الأمن القومي العربي وفي القلب منه القضية الفلسطينية بالذات. ويقول التاريخ أنه منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى الآن ومصر هي الملجأ لكل الوساطات المتعاقبة بين الفصائل الفلسطينية، لتظل مصر حصنا منيعا ضد محاولات تفكيك القضية.
انتقلت القمة إلى القاهرة لأن كلمة مصر الموحدة والمستندة على دعم عمقها العربي تجد الآذان الصاغية في واشنطن وموسكو على حد سواء، وتجربتها في إدارة ملف غزة عبر معبر رفح جعلتها الشاهد الحي على معاناة الشعب الفلسطيني، هذا إلى جانب الرمزية التي تحملها مصر التي رفضت تهجير الفلسطينيين في 1948، وها هي ذاتها التي تستقبل اليوم قمة تحذر من تكرار التاريخ لتعكس عمق الارتباط بين النيل وفلسطين.
نعيد ونكرر أن مصر في ملف التهجير اعتبرته خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه وكان العالم كله شاهدا على التصريحات المصرية التي لم تأت مجرد ردود دبلوماسية منمقة، بل كانت صرخة وجودية وعلى لسان رأس الدولة استمعنا، أن مصر لم ولن تسمح بمس حقوق الشعب الفلسطيني، أو النيل من كرامته، وأن التهجير مخطط؛مرفوض جملة وتفصيلًا، وكذلك الخارجية المصرية قرأنا لها في بيانٍ كتب بلغة الدم حيث عبرت عن استنكارها الشديد للتصريحات الاستعمارية التي تتنكر لحقوق الإنسان وتهدد الاستقرار الإقليمي، كما شهدنا تحركات عملية حيث دعت الخارجية إلى تحالف دولي لإفشال أي محاولات لطمس الهوية الفلسطينية.
في هذا الإطار تنعقد القمة العربية كشعلة للوحدة والتضامن، مستندة إلى موقف الأمم المتحدة الذي يمكن اعتباره درعا ضد انتهاكات القانون الدولي.
طموحنا هو النجاح المطلق للقمة وأن تكون بداية فصل جديد ولن يتم ذلك النجاح إلا بتحويل رمزي ليصبح البيان في وزن البندقية، والقرار يشبه الخندق، والكلمة ساحة المعركة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القمة العربية الطارئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر فلسطين
إقرأ أيضاً:
مصر تعلن موعد استضافة القمة العربية «الطارئة» حول غزة
أعلنت مصر اليوم الأحد استضافتها قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري بالقاهرة لبحث التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية.
وقالت الخارجية المصرية في بيان لها “إن دعوة القاهرة لتلك القمة الطارئة جاء بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالى للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية”.
يأتي ذلك، فيما توجَّه وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، إلى واشنطن في زيارة رسمية، حيث من المقرر أن يلتقي بعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة وأعضاء الكونغرس.
ووفق بيان للخارجية المصرية اليوم، تأتي الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والتشاور بشأن التطورات الإقليمية.
وأوضحت الخارجية المصرية أنه تم التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة.
وتأتي القمة وسط تنديد إقليمي وعالمي واسع النطاق باقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تسلم إسرائيل واشنطن «السيطرة على قطاع غزة»، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد نقل الفلسطينيين إلى بلاد أخرى منها مصر والأردن. وتريد الدول العربية تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اتصالات مكثفة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي مع عدد من نظرائه العرب في إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وشهدت الاتصالات تبادل الرؤي حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية، والتأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأية إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتعديًا على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
كما عكست الاتصالات اجماعا على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال المسار العملى الوحيد، والذي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمقررات الشرعية الدولية.
وتأتي القمة وسط تنديد إقليمي وعالمي واسع النطاق باقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تسلم إسرائيل واشنطن «السيطرة على قطاع غزة»، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد نقل الفلسطينيين إلى بلاد أخرى منها مصر والأردن. وتريد الدول العربية تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وأعادت رؤية ترمب لإخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين وتحويله إلى منتجع دولي للأذهان فكرة كان طرحها في السابق صهره جاريد كوشنر.
وأثارت هذه الفكرة تنديداً واسعاً من مختلف أنحاء العالم، وقال منتقدون إنها مساوية للتطهير العرقي، وغير قانونية بموجب القانون الدولي. ورفض سكان غزة اقتراح ترمب، وتعهدوا بعدم مغادرة أنقاض منازلهم.
وقالت مصر يوم الجمعة إنها تكثِّف اتصالاتها مع الدول العربية ومنها الأردن والسعودية والإمارات لتأكيد الرفض في المنطقة لتهجير الفلسطينيين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وتبحث مصر مع دول عربية أخرى كيفية إعادة إعمار غزة وإزالة الركام بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً ودمرت القطاع.
آخر تحديث: 9 فبراير 2025 - 12:19