أزمة بيئية مستفحلة.. جهود علمية لمعالجة التلوث في خليج إزمير
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
تعد قضية التلوث في خليج إزمير التركي من القضايا البيئية الملحة التي تهدد النظام البيئي البحري في منطقة بحر إيجه، وقد انعكست آثارها على عدد من المناطق السكنية الواقعة على ساحل المدينة.
وشهد الخليج تفاقما واضحا في مستويات التلوث مؤخرا، مما أدى إلى ظواهر مثل نفوق الأسماك وانبعاث روائح كريهة على طول الساحل، الأمر الذي دفع وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ التركية إلى تشكيل لجنة تعمل حاليا على وضع خطة تحرك طارئة، بالتزامن مع تعاون عدد من العلماء والباحثين من جامعات مختلفة في مشاريع تهدف إلى مواجهة هذه المشكلة البيئية الخطيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التلوث القضايا البيئية أزمة بيئية مستويات التلوث المزيد
إقرأ أيضاً:
مفاجأة علمية.. اكتشاف كيفية تغلب الدماغ على الخوف
في دراسة رائدة نشرت بدورية "ساينس" المرموقة، أعلن فريق بحثي بقيادة علماء من كلية لندن الجامعية عن كشفهم الآليات الدماغية الدقيقة التي تمكن الحيوانات من التغلب على المخاوف الغريزية، الأمر الذي يمكن أن يسهم في فهم كيفية تفاعل البشر مع الخوف.
يولد البشر والحيوانات بردود فعل فطرية لمحفزات معينة، مثل الضوضاء العالية أو الأشياء التي تقترب بسرعة، ردود الفعل الغريزية هذه ضرورية للبقاء، لأنها تدفع بنا إلى سلوكيات دفاعية فورية، فمثلا ستجري فورا أو تلقي بنفسك جانبا مع صوت قادم بسرعة ناحيتك، مثلما تنتفض من مقعدك إذا استمعت حفيفا أسفلك، ظنا منك أنه ثعبان قريب.
في هذا السياق، كانت هناك دائما ملاحظة بحثية مهمة، وهي أنه من خلال الخبرة، يمكن للأفراد تعلم قمع هذه الاستجابات التلقائية عندما يثبت أن التهديدات المتصورة غير ضارة.
على سبيل المثال، قد يخاف الأطفال في البداية من الانفجارات الصاخبة للألعاب النارية ويجرون ناحية أمهاتهم ويبكون، ولكن بمرور الوقت، يتعلمون الاستمتاع بها كجزء من الاحتفالات أو الأفراح.
ظلت الآليات العصبية التي تكمن وراء هذه القدرة على التغلب على المخاوف الغريزية بعيدة المنال إلى حد كبير، ولكن الفريق البحثي الذي نشر الدراسة الجديدة صمم تجربة مبتكرة باستخدام الفئران لاستكشاف كيفية تعلم الدماغ قمع استجابات الخوف.
إعلانفي التجارب، قدم الباحثون للفئران ظلا متحركا بسبب شيء يتحرك من الأعلى، يحاكي مفترسًا جويًّا يقترب (الصقر مثلا أو العقاب)، وهو شيء معروف بأنه يحفز إلى رد فعل فطري فوري لدى الفئران، يتضمن أن يهرب الفأر فورا ويتخفى تحت أي شيء.
في بداية التجارب، بحثت الفئران غريزيا عن مأوى عند مواجهة هذا التهديد البصري، ولكن مع التعرض المتكرر وعدم وجود خطر حقيقي، تعلمت الفئران أن تظل هادئة بدلاً من الفرار، وقد قدم هذا السلوك نموذجًا لدراسة قمع الاستجابة للخوف، ما يعني أن أدمغتهم تعلمت أن تقمع ردود الفعل الفورية تلك، وتوقف خط سيرها.
وكانت الأعمال البحثية السابقة قد حددت جزءا محددا من منطقة في الدماغ سميت "النواة الركبية الوحشية" على أنها تلعب دورًا في قمع ردود الفعل من هذا النوع عندما تكون نشطة.
تتلقى هذه المنطقة مدخلات قوية من المناطق البصرية في القشرة المخية، ما يعني أنه حينما ترى العينان شيئا مثيرا للخوف، يتم تفعيل المناطق البصرية في القشرة المخية، والتي تفعل بدورها النواة الركبية الوحشية، مما يدفع لسلوك مستجيب للخوف، كالهروب مثلا، وقد افترض الباحثون منذ سنوات أن هذا المسار العصبي قد يكون مشاركًا كذلك في تعلم عدم الخوف من التهديد البصري.
ولاختبار هذه الفرضية، أجرى الفريق تجارب قاموا خلالها بتعطيل عدة مناطق من أدمغة الفئران مع تكرار التجارب نفسها، وتبين أن بعض المناطق من القشرة البصرية ضرورية بالفعل لعملية التعلم، لكن تبين كذلك أن "النواة الركبية الوحشية" امتلكت أهمية كبرى، حيث تخزن الذكريات المستحثة بالتعلم والتي مكّنت الحيوانات من قمع ردود الفعل الخائفة.
إعلان مستقبل الخوفواصل الباحثون التحقيق في الآليات الخلوية والجزيئية التي تكمن وراء عملية التعلم هذه. ووجدوا أن تعلم قمع استجابات الخوف ينطوي على زيادة النشاط العصبي في خلايا عصبية محددة داخل النواة الركبية الوحشية، وقد تم تحفيز هذا النشاط المتزايد من خلال إطلاق مواد كيميائية معروفة بتنظيم الحالة المزاجية والذاكرة (سميت الإندوكانابينويدات)، وبالتالي قمع رد الفعل الحادث بسبب الخوف.
وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، فإن النتائج لها آثار كبيرة على صحة الإنسان، حيث يوجد مسار شبيه في أدمغة البشر أيضًا، مما يشير إلى أن آليات مماثلة قد تلعب دورًا في تنظيم البشر للخوف.
سيساعد ذلك العلماء على تطوير فهم أفضل أو علاجات لاضطرابات عدة تتعلق بمسارات الخوف في الدماغ، ويأتي على رأسها القلق والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة، والتي تصيب نسبا لا بأس بها من البشر وتؤثر سلبيا على نشاطاتهم اليومية، بحسب بيان صحفي رسمي صادر من كلية لندن الجامعية.
وإلى جانب ذلك، فإن نتائج هذه الدراسة والدراسات المستقبلية عن الأمر، قد تمكن العلماء تصميم برامج تدريبية ومركبات كيميائية تساعد البشر على قمع استجابات الخوف الغريزية في المواقف عالية الضغط (مثل القتال في المعارك أو التعرض للحوادث)، ورغم أن ذلك يظل حتى الآن في نطاق التخمين، فإن الباب يظل مفتوحًا لتطوير مثل هذه الإمكانات يوما ما.