محللون: تصريحات نتنياهو بشأن السعودية وفلسطين خطأ إستراتيجي
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
القدس المحتلة- قوبلت تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول طرحه لإقامة دولة فلسطينية في السعودية، بموجة من ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة، ووجهت انتقادات شديدة اللهجة إليه، وتعاملت مع تصريحاته بنوع من "السخرية" و"الاستهزاء"، وهناك من وصفها بـ"النكتة المضحكة".
وفي مؤشر يعكس حجم الغضب والانتقادات في إسرائيل لتصريحات نتنياهو، عمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية على تسليط الضوء على مواقف الرياض والدول العربية والإسلامية، الرافضة لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإبراز الموقف المبدئي للعالمين العربي والإسلامي الداعم للشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وعكس حالة الغضب ضد إسرائيل ورفض التطبيع.
وأجمعت القراءات للمحللين السياسيين وتقديرات مراكز الأبحاث الأمنية في تل أبيب، على أن هذه التصريحات التي أتت لإرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعد بمثابة "خطأ إستراتيجي"، وتبعد أي مسار للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، التي عززت من مكانتها ودورها وحضورها كدولة عظمى بالشرق الأوسط.
وتتوافق قراءات المحللين والباحثين الأمنيين أن تصريحات نتنياهو بشأن السعودية وفلسطين، وكذلك التصريحات المتناقضة لترامب بشأن ما يعرف بـ"خطة غزة" والتي تحمل في طياتها مشاريع تهجير، لا تخدم إسرائيل وتطلعها للتطبيع مع السعودية والدول العربية المعتدلة.
إعلانوهناك من يعتقد من المحللين والباحثين أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تحدث ردة عكسية ضد تل أبيب وواشنطن، وتسهم في تعزيز الوحدة والتقارب السياسي والتحالفات بين العالمين العربي والإسلامي ضد هذه المخططات.
"نكتة سخيفة"وصفت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" للشؤون العربية ليؤور بن أري، تصريحات نتنياهو بـ"النكتة السخيفة"، وانتقدت تعمده الضحك والاستخفاء، حين كرر تصريحاته بشأن السعودية، التي بدت مواقفها أكثر صرامة تجاه إسرائيل، حيث أكدت الرياض أن "هذه التصريحات تهدف إلى صرف الانتباه عن الجرائم في غزة".
ومن وجهة نظر بن أري، فإن تصريحات نتنياهو أحدثت ردة عكسية ضد إسرائيل، حيث أسهمت في توحيد العالمين العربي والإسلامي حول طرح سياسي والتأكيد على الموقف المبدئي أن تحقيق السلام يكون من خلال حل الدولتين، قائلة إن "الشرق الأوسط لم يشهد منذ سنوات طويلة وحدة حال واصطفاف حول السعودية".
وتعتقد أن تصريحات نتنياهو التي تأتي استكمالا لما طرحه ترامب بشأن تهجير أهل غزة تحت ذريعة إعادة الإعمار، أحدثت ردة فعل عكسية بكسر حاجز الخوف والترهيب الذي اعتمده الرئيس الأميركي منذ أن دخل البيت الأبيض، وكذلك خلق وحدة عربية وإسلامية ضد نهج نتنياهو، وهو ما يبعد إمكانية التطبيع على غرار "اتفاقيات أبراهام".
الطرح ذاته استعرضته محررة الشؤون السياسية في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" تال شنايدر التي أكدت أن نتنياهو يغضب السعوديين بتصريحات لا أساس لها عن فلسطين، ويظهر الغطرسة عندما يطرح مقترحات غير واقعية ومن نسج الخيال، مثل إقامة دولة فلسطينية في السعودية، وأثار بالفعل غضب العالم العربي، ودفع مسار التطبيع بعيدا بدلا من دفعه إلى الأمام.
إعلانوقالت محررة الشؤون السياسية إن "نتنياهو يدلي بتصريحات غير مسؤولة وغير قابلة للتنفيذ، بل وعارية عن الصحة، فهو يعلم بنفسه أن هذا لن يحدث أبدا، ولن يتم إنشاء دولة فلسطينية أو حكم ذاتي على الأراضي السعودية".
وأوضحت أن نتنياهو بمثل هذه التصريحات يمس بكرامة ومكانة السعودية كدولة إقليمية مهمة، كما أنه يعطي انطباعا باستخفاف إسرائيل بالدول العربية، وهو الأسلوب الذي لا يدفع التطبيع إلى الأمام فحسب، بل من شأنه المساس باتفاقيات السلام المبرمة بين تل أبيب ودول عربية وإسلامية.
مكانة السعوديةوتحت عنوان "السعودية تسد الفراغ الذي تركته إيران في المنطقة"، أصدر الباحث بالشؤون الأمنية في معهد "مشغاف" للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية إيلي كلوتشتين، تحليلا تناول من خلاله عودة السعودية إلى مكانتها ودورها الإقليمي في الشرق الأوسط، مقابل تطلع إسرائيل إلى التطبيع دون أن تدفع أثمانا سياسية، وخاصة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأوضح الباحث بالشؤون الأمنية أن أصغر مسؤول بإسرائيل يعي جيدا أن ترامب يبدي اهتماما كبيرا بتعزيز مكانة السعودية الإقليمية، ويريد على وجه الخصوص إعادة التفاوض على اتفاق التطبيع بين الرياض وتل أبيب، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الصادرة عن نتنياهو لا تخدم أهداف البيت الأبيض، وهي ليست في صالح إسرائيل.
فمن وجهة نظر الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، يقول الباحث الإسرائيلي إن "اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية من شأنه أن يجلب حلولا لبعض المشاكل الملحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحرب في غزة، بل ولربما أكثر من ذلك، لكن مثل هذه التصريحات من إسرائيل تبقي على تعقيدات المشهد".
أزمة إسرائيلووصف المحلل السياسي في الموقع الإلكتروني "كيكار هشبات" يسرائيل غرادفيهل تصريحات نتنياهو حول السعودية والدولة الفلسطينية، بـ"الخطأ الإستراتيجي".
إعلانوأشار إلى أن هذه التصريحات التي أدلى بها نتنياهو بأسلوب الضحك والسخرية من شأنها أن تعمق أزمة إسرائيل الدبلوماسية بالإقليم، وكذلك تعاظم ردود الفعل الغاضبة بالعالم العربي ضد الإسرائيليين، وتعزز الالتفاف والدعم للفلسطينيين.
ويعتقد أنه كان الأجدر بنتنياهو عدم إطلاق مثل هذه التصريحات التي تغضب العالم العربي، وتمس بكرامة أكبر دولة إسلامية بالشرق الأوسط، قائلا إن "أي تعزيز إقليمي للسعودية هو في الوقت الراهن أفضل بعشرات المرات من دخول عوامل أخرى إلى الساحة".
وأوضح أن ترامب حاول أن يملي على السعودية مسبقا نتائج المفاوضات بشأن التطبيع مع إسرائيل، وسارع إلى التصريح بأن السعودية لا تطالب بإقامة دولة للفلسطينيين كشرط للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وهو ما فندته الرياض.
ولفت إلى أن السعودية أكدت على رفضها لتهجير الغزيين واشتراطها التطبيع بإقامة دولة فلسطينية، وهو الموقف الذي تتبناه الدول العربية والإسلامية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تصریحات نتنیاهو دولة فلسطینیة أن السعودیة
إقرأ أيضاً:
بشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام
«تهديد وحشد للقوات وتلويح بعودة الحرب، يصاحبها محاولات الالتفاف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».. أساليب مراوغة يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتنفيذ خططه الساعية إلى استئناف حرب غزة وتقويض جهود الوسطاء، فضلا عن استمرار خداع الداخل الإسرائيلي.
قناة القاهرة الإخبارية، عرضت تقريرا بعنوان «تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام»، والذي سلّط الضوء على مراوغات نتنياهو وتصريحاته المستمرة بهدف تقويض جهود الوسطاء.
وبيّن التقرير أنّه رغم سريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من العدوان على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوما إلا ويخرج نتنياهو بتصريحات أو قرارات تقوض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام وتهدئة حدة الصراع في المنطقة.
صحيفة هارتس الإسرائيلية، ذكرت أنّ نتنياهو قد شكل صورته السياسية خلال أكثر من عام على أنّه الضامن الأول لأمن إسرائيل، وبالتوازي تشير له الدوائر اليمينية المتطرفة بأن عودة القتال في غزة واستمرار تصعيد العملية العسكرية في الضفة الغربية، هما السبيل الوحيد لحفظ أمن إسرائيل من جانب ومستقبله السياسي من جانب آخر.
وأوضح التقرير أنّ هارتس ذكرت في أحد مقالاتها، أنّ حكومة نتنياهو رغم فشلها في استعادة المحتجزين خلال أشهر الحرب على القطاع، لجأت إلى اختلاق ذرائع للإجراءات العقابية التي اتخذتها مؤخرا ضد سكان غزة، وشملت إعاقة دخول المساعدات، وقطع الكهرباء عن غزة، ما يهدد بالأساس حياة بقية المحتجزين الذين ما زالوا هناك.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ جميع الأطراف قد ضاقت ذرعا من أفعال نتنياهو وتعنته بما فيها الإدارة الأمريكية التي لجأت للمرة الأولى بإجراء مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بعيدا عن تل أبيب.