وثائق تأمين جديدة لمواجهة مخاطر تغير المناخ والطقس المتطرف
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
باتت التغيرات المناخية تمثل تهديدًا متزايدًا للاقتصادات العالمية، حيث تؤدي الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، والجفاف، والأعاصير إلى خسائر مادية ضخمة. في ظل هذه التحديات، بدأت شركات التأمين في تطوير وثائق تأمينية جديدة تهدف إلى التخفيف من آثار التقلبات المناخية، وتوفير حلول تحمي الأفراد والشركات من المخاطر المرتبطة بالطقس المتطرف.
وبحسب نشرة الاتحاد المصري للتأمين، تغطي هذه الوثائق مجموعة واسعة من الأضرار، بما في ذلك الأضرار التي تلحق بالمباني والبنية التحتية نتيجة الكوارث الطبيعية، والخسائر التي يتكبدها المزارعون بسبب موجات الجفاف أو الفيضانات، إضافة إلى تعويض الشركات عن توقف أعمالها نتيجة الظواهر الجوية غير المتوقعة.
وفي ظل ازدياد تأثير التغير المناخي على قطاعات متعددة، أصبحت هذه الوثائق ضرورية لحماية الاستثمارات والممتلكات، لا سيما في الدول التي تشهد تغيرات مناخية متكررة. على سبيل المثال، أطلقت بعض شركات التأمين منتجات تستهدف المزارعين، توفر لهم تعويضات مالية في حال انخفاض المحاصيل بسبب الظروف الجوية القاسية، وهو ما يساعدهم على الاستمرار في الإنتاج دون تكبد خسائر فادحة.
إضافة إلى ذلك، بدأت شركات التأمين في التعاون مع شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لرصد البيانات المناخية وتحليلها، بهدف تقديم تنبؤات دقيقة للمخاطر المحتملة، وتصميم سياسات تأمينية أكثر تخصيصًا لكل منطقة جغرافية. ويُتوقع أن تسهم هذه الابتكارات في تحسين إدارة المخاطر، وتقليل التكاليف التي تتحملها شركات التأمين نتيجة الكوارث الطبيعية.
لكن رغم أهمية هذه الوثائق، لا تزال هناك تحديات تواجه انتشارها، مثل ارتفاع تكلفتها، وصعوبة التنبؤ ببعض الظواهر المناخية التي تتغير بسرعة. ومع ذلك، فإن الاتجاه نحو تطوير هذه المنتجات مستمر، خاصة مع تصاعد الوعي بأهمية التأمين ضد المخاطر البيئية، وزيادة التعاون بين الحكومات وشركات التأمين لوضع حلول تحمي الاقتصادات من تأثيرات تغير المناخ.
ويبدو أن المستقبل سيشهد توسعًا في هذا النوع من التأمين، حيث ستصبح التغطيات التأمينية المناخية جزءًا أساسيًا من السياسات التأمينية للشركات والأفراد، بهدف الحد من الخسائر المالية الناجمة عن الظواهر الطبيعية، وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية المتسارعة.
ارتفاع الطلب على تأمين السيارات الكهربائية مع نمو سوق المركبات الخضراء
يشهد سوق السيارات الكهربائية نموًا متسارعًا على مستوى العالم، مدفوعًا بتزايد الوعي البيئي، والدعم الحكومي للمركبات الصديقة للبيئة، والتطورات التقنية في صناعة البطاريات. هذا التحول لم يقتصر على صناعة السيارات فقط، بل امتد ليشمل قطاع التأمين، حيث ارتفع الطلب على وثائق تأمين مصممة خصيصًا للمركبات الكهربائية، والتي تختلف في طبيعتها عن التأمين التقليدي للسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري. وفقا لما جاء بنشرة الاتحاد المصري للتأمين الاسبوعية.
تتميز السيارات الكهربائية بتقنيات مختلفة تتطلب تغطيات تأمينية متخصصة، حيث يشكل نظام البطاريات أحد أهم مكونات السيارة وأكثرها تكلفة، ما يستدعي توفير تغطيات تأمينية تضمن إصلاحها أو استبدالها في حال تعرضها للتلف أو الأعطال. كما أن تكلفة إصلاح السيارات الكهربائية عمومًا تكون أعلى من نظيراتها التقليدية، نظرًا لاعتمادها على مكونات إلكترونية متطورة تحتاج إلى خبرة خاصة في الصيانة.
شركات التأمين بدأت بالفعل في طرح وثائق تأمينية مخصصة لهذا النوع من المركبات، تشمل تغطيات ضد حوادث السير، والأعطال التقنية الخاصة بالبطاريات، وخدمات المساعدة على الطريق مثل نقل المركبة إلى أقرب محطة شحن في حال نفاد البطارية. كما تقدم بعض الشركات خصومات على أقساط التأمين لأصحاب السيارات الكهربائية، بهدف تشجيع التحول إلى وسائل نقل أكثر استدامة.
وتشير التقارير إلى أن عدد السيارات الكهربائية المؤمن عليها قد ارتفع بشكل كبير خلال العامين الماضيين، لا سيما في الدول التي توفر حوافز مالية لمشتري هذه المركبات، مثل الإعفاءات الضريبية، والدعم المباشر لشراء السيارات الكهربائية، وتطوير البنية التحتية لمحطات الشحن.
لكن على الرغم من هذا النمو، يواجه قطاع تأمين السيارات الكهربائية بعض التحديات، مثل ارتفاع تكلفة الإصلاح، وندرة مراكز الصيانة المتخصصة، وعدم توفر قطع الغيار بسهولة في بعض الأسواق الناشئة. ومع ذلك، فإن الاتجاهات الحالية تشير إلى استمرار تطور هذه السوق، مدفوعة بالابتكارات التقنية والسياسات البيئية التي تدفع نحو التحول إلى التنقل الكهربائي.
ويبدو أن شركات التأمين ستواصل تطوير منتجاتها لمواكبة هذا التحول، من خلال تقديم حلول تأمينية أكثر مرونة وشمولية، تلبي احتياجات السائقين وتساهم في تعزيز انتشار المركبات الكهربائية كبديل مستدام لوسائل النقل التقليدية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التغيرات المناخية الكوارث الطبيعية الفيضانات التقلبات المناخية الظواهر الجوية الطقس المتطرف شركات التأمين الذكاء الاصطناعي السیارات الکهربائیة شرکات التأمین وثائق تأمین
إقرأ أيضاً:
لمواجهة «مخاطر البلاستيك».. مصر تبدأ تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج على أكياس التسوق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة جادة للقضاء على أحد المصادر الرئيسية للتلوث بمخلفات البلاستيك، أصدرت الحكومة المصرية قراراً بشأن تطبيق قواعد «المسؤولية الممتدة للمنتج» على أكياس التلوث البلاستيكية، وهو ما يعني فرض رسوم إضافية على منتجي ومستوردي الأكياس البلاستيكية، مقابل قيام الجهات الحكومية بالتخلص الآمن من المخلّفات الناتجة عنها، الأمر الذي لقي ترحيباً من قبل العديد من نشطاء حماية البيئة والمنظمات البيئية الإقليمية والمحلية.
حيث انه قد جاء في المادة الأولى من القرار الصادر عن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، برقم 662 لسنة 2025، أن أكياس التلوث البلاستيكية، المنتجة أو المستوردة وفقاً للمواصفة القياسية المصرية رقم 3040، تعد من المنتجات ذات الأولوية، التي تخضع للمسؤولية الممتدة للمنتج، طبقاً لأحكام قانون تنظيم إدارة المخلفات، رقم 202 لسنة 2020.
واوضحت رائد" الشبكة العربية للبيئة والتنمية" في بيان لها اليوم، انه قد تضمن القرار، في مادته الثانية، مجموعة من الإجراءات التي يتوجب على منتجي ومستوري أكياس التسوق البلاستيكية الالتزام بها، ومنها تسجيل بيانات المنشأة لدى الموقع الإلكتروني للنظام الوطني لإدارة المعلومات والبيانات الخاصة بالمخلفات، وتقديم بيان ربع سنوي، عبر الحساب الخاص بالمنشأة، على الموقع الإلكتروني للنظام الوطني، متضمناً الكميات التي تم بيعها، بالإضافة إلى سداد مبلغ قدره 37.5 جنيهاً عن كل كيلوجرام من أكياس التسوق البلاستيكية المباعة في السوق المحلي، نظير قيام الجهة الإدارية المختصة بالتخلص الآمن من المخلفات الناتجة عنها، وذلك عند تقديم البيان الربع سنوي.
ونصت المادة الثالثة على أن يتم إيداع المبالغ المالية، التي يتم تحصيلها بموجب القرار، في حساب جهاز تنظيم إدارة المخلفات، بهدف تنفيذ إجراءات وضوابط التخلص الآمن من المخلفات البلاستيكية، فيما أشارت المادة الرابعة إلى التزام جهاز تنظيم إدارة المخلفات بتقديم تقرير سنوي إلى مجلس الوزراء، بشأن نتائج تطبيق القرار، كما تضمنت المادة الخامسة نشر القرار في الجريدة الرسمية، على أن يتم العمل به بعد ثلاثة أشهر من اليوم التالي لتاريخ نشره.
وقد أعربت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» عن ترحيبها بقرار الحكومة المصرية بشأن تطبيق المسؤولية الممتدة للمنتج على أكياس التسوق البلاستيكية، ووصف الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد»، القرار بأنه خطوة هامة نحو الحد من التلوث البلاستيكي، وتعزيز الاستدامة البيئية في مصر، مشيراً إلى أن الشبكة أطلقت دعوة إلى كافة الجهات المعنية، من مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى التعاون من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذا القرار، بما يضمن بيئة أنظف وأكثر استدامة للأجيال القادمة.
وكذلك، أشادت جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة بالقرار، الذي أكدت أنه يأتي استكمالاً لجهود الجمعية من خلال مبادرة «لا للبلاستيك أحادي الاستخدام»، وهي مبادرة غير مسبوقة أطلقتها الجمعية بهدف نشر الوعي بمخاطر البلاستيك، والتشجيع على استخدام بدائل البلاستيك، وتم تنفيذ المبادرة الأولى من نوعها، تحت رعاية وزارتي البيئة والصحة والسكان، وهيئة تنشيط السياحة، بمشاركة عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات.
وأشار المكتب العربي للشباب والبيئة، في بيان، إلى أن القرار يلزم منتجي البلاستيك بتحمل تكلفة التخلص الآمن من أكياس التلوث البلاستيكية، مما يشجع على التحول نحو البدائل الآمنة والصديقة للبيئة، كما أكد البيان على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر البلاستيك غير القابل للتحلل، وتشجيع الشركات والمستهلكين على تبني سلوكيات مسؤولة تجاه البيئة، ودعت الجمعية إلى الاستفادة من العائدات المالية لهذا القرار في دعم مبادران إعادة التدوير، والتوسع في استخدام المواد الصديقة للبيئة.