يُعتبر كل من الباركود Barcode والكيو آر كود QR Code من التقنيات الثورية التي أحدثت نقلة نوعية في عالم التجارة والصناعة، حيث سهّلت عملية تتبع المنتجات، تخزين البيانات، وتحسين الكفاءة في مختلف القطاعات. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل تاريخ نشأة كل من الباركود والكيو آر كود، وكيف تطورت هذه التقنيات حتى أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.

نشأة وتطور الباركود Barcode الفكرة الأولية.. أربعينيات القرن العشرين

بدأت فكرة الباركود في الأربعينيات من القرن الماضي، عندما فكّر مهندسان أمريكيان، نورمان جوزيف وودلاند Norman Joseph Woodland وبيرنارد سيلفر Bernard Silver، في إيجاد طريقة لتحسين عملية الدفع في المتاجر من خلال تقنية تسمح بقراءة بيانات المنتجات بسرعة ودقة.

كانت الفكرة الأولى مستوحاة من نظام شفرة مورس Morse Code، حيث حاول وودلاند رسم خطوط مشابهة لشفرات مورس على الرمال، وبدأ العمل على تطويرها إلى نظام عملي يمكن قراءته آليًا.

أول براءة اختراع 1949 - 1952

في عام 1949، تقدم وودلاند وسيلفر بطلب للحصول على براءة اختراع لنظامهما الأولي، الذي كان يعتمد على دوائر متحدة المركز يمكن قراءتها باستخدام الأشعة الضوئية. حصلوا على براءة الاختراع رسميًا عام 1952، لكنها لم تُستخدم على نطاق واسع بسبب عدم توفر التكنولوجيا المناسبة لقراءتها بكفاءة في ذلك الوقت.

التطوير الفعلي والانتشار.. سبعينيات القرن العشرين

ظل نظام الباركود دون استخدام عملي حتى سبعينيات القرن العشرين، عندما طوّرت شركة IBM رمز الباركود الشريطي UPC - Universal Product Code، الذي اعتمد على خطوط طولية يمكن قراءتها بسهولة باستخدام أجهزة ماسح ضوئي تعتمد على الليزر.

في عام 1974، تم مسح أول منتج يحمل باركود في متجر بمدينة أوهايو الأمريكية، وكان المنتج عبارة عن عبوة علكة من نوع Wrigley’s Juicy Fruit، مما شكّل نقطة الانطلاق لاستخدام الباركود على نطاق واسع في قطاع التجزئة.

نشأة وتطور الكيو آر كود QR Code الحاجة إلى رمز أكثر تطورًا

مع التقدم التكنولوجي في التسعينيات، بدأت الحاجة إلى تطوير رموز قادرة على تخزين بيانات أكبر من الباركود التقليدي. كان الباركود قادرًا على تخزين معلومات محدودة جدًا مثل رقم المنتج، مما جعل الشركات تبحث عن بديل أكثر كفاءة ومرونة.

تطوير الكيو آر كود في اليابان - 1994

في عام 1994، طوّرت شركة Denso Wave اليابانية، وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة تويوتا، تقنية الكيو آر كود Quick Response Code. تم تصميم هذا الكود ليكون أكثر قدرة على تخزين المعلومات، وسهل المسح من عدة زوايا، مما جعله مثاليًا للاستخدام في المصانع لتتبع قطع غيار السيارات والمكونات المختلفة.

الفروقات بين الكيو آر كود والباركود

على عكس الباركود الشريطي، الذي يعتمد على خطوط رأسية، فإن الكيو آر كود يتكون من نمط ثنائي الأبعاد 2D Matrix Code يسمح بتخزين كمية أكبر من البيانات، مثل:

- نصوص وأرقام.

- روابط مواقع إلكترونية.

- معلومات الاتصال.

- ملفات الوسائط المتعددة.

الانتشار السريع والاستخدامات الحديثة

أصبح الكيو آر كود أكثر شيوعًا مع انتشار الهواتف الذكية التي تحتوي على كاميرات قادرة على قراءة هذه الأكواد بسهولة. ومع تطور التطبيقات المختلفة، أصبح الكيو آر كود يُستخدم في عدة مجالات، منها:

- التجارة الإلكترونية: لتسهيل عمليات الدفع عبر الهواتف الذكية.

- التسويق والإعلانات: للوصول إلى المحتوى الرقمي بسهولة.

- القطاع الصحي: لتخزين السجلات الطبية والوصفات الإلكترونية.

- السفر والنقل: لاستخدامه في تذاكر الطيران ووسائل النقل العام.

أهمية الباركود والكيو آر كود في العصر الحديث تحسين تجربة العملاء

ساعدت هذه التقنيات على تسريع عمليات الدفع في المتاجر، حيث يمكن للعملاء مسح الكود بدلاً من إدخال البيانات يدويًا، مما يقلل من وقت الانتظار في نقاط البيع.

تعزيز الأمن ومكافحة التزوير

يُستخدم الكيو آر كود في عمليات التحقق من المنتجات، مثل التحقق من الأدوية الأصلية، إذ يمكن للمستهلكين مسح الكود والتأكد من مصدر المنتج.

دعم التحول الرقمي

مع توجه العالم نحو الرقمنة، أصبحت هذه الأكواد أداة أساسية لربط العالم المادي بالرقمي، سواء من خلال روابط للمواقع الإلكترونية أو تسهيل عمليات الدفع الإلكتروني عبر تطبيقات الهواتف الذكية.

المستقبل المتوقع لتقنيات التشفير الرقمي

مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، من المتوقع أن يتم تطوير أكواد أكثر تطورًا يمكنها تخزين بيانات أكثر أمانًا، وتحسين طرق التفاعل بين المستخدمين والشركات. على سبيل المثال، بدأت بعض الشركات في تطوير كيو آر كود ديناميكي يتغير مع مرور الوقت لتعزيز الأمان وتقليل مخاطر القرصنة الرقمية.

الخاتمة

منذ اختراع الباركود في أربعينيات القرن الماضي وحتى تطوير الكيو آر كود في التسعينيات، تطورت تقنيات التشفير الرقمي بشكل كبير لتلبية احتياجات التجارة والصناعة الحديثة. واليوم، أصبحت هذه الأكواد جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، سواء في عمليات الشراء، التحقق من المنتجات، أو حتى الوصول إلى المعلومات بسهولة. ومع استمرار الابتكار، من المتوقع أن تشهد هذه التقنيات مزيدًا من التحسينات لتوفير مزايا أكثر تطورًا في المستقبل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تطور ا

إقرأ أيضاً:

نتفليكس تختبر طريقة بحث جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي

تختبر شركة نتفليكس تقنية بحث جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي من "أوبن إيه آي" لمساعدة المستخدمين في العثور على البرامج التلفزيونية والأفلام والمسلسلات، مما يوسع نطاق استخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام. وفقا لتقرير نشره موقع "بلومبيرغ".

وأعلنت الشركة أن محرك البحث المدعم بتقنيات "أوبن إيه آي" يتيح للعملاء البحث عن البرامج باستخدام مصطلحات أكثر تحديدا بما في ذلك مزاج المشترك، كما سيتيح البحث المدعّم بالذكاء الاصطناعي للعملاء طرح استفسارات تتجاوز بكثير مجرد البحث عن نوع الفلم أو اسم الممثل وسيكون بديلا عن الأدوات الحالية على المنصة.

وطُرحت أداة البحث الجديدة لبعض العملاء في أستراليا ونيوزيلندا وتتوفر فقط على أجهزة آيفون، وقالت نتفليكس إن الاختبار سيتوسع قريبا ليشمل العديد من الأسواق بما في ذلك الولايات المتحدة.

تختبر شركة نتفليكس تقنية بحث جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي من "أوبن إيه آي" للعثور على البرامج التلفزيونية والأفلام والمسلسلات. (غيتي)

يُذكر أن نتفليكس استخدمت الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لأغراض محددة مثل خوارزمية التوصية المميزة والتي تقدم عناوين بناءً على سجل مشاهدة العميل، وتجري الشركة تجارب لتوسيع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي سواء في العمليات الداخلية للشركة أو في صناعة الأفلام.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك تيد ساراندوس "إن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد في تحسين صناعة الأفلام لكنه لن يحل محل الموظفين والمبدعين مثل كتاب السيناريو والممثلين". ومع ذلك، فإن إدارة نتفليكس تدرك وتخشى الانتقادات المحتملة لاستخدامها تقنية الذكاء الاصطناعي، فالعديد من الأشخاص في هوليوود يشعرون بالقلق من أن شركات مثل نتفليكس ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل الوظائف وتقليص التكاليف.

وفي العادة عندما تطرح نتفليكس ميزة جديدة فإنها تطلقها لجميع العملاء مباشرة، ولكن في هذه الحالة تتيح المنصة للمشتركين اختيار تجربتهم بأنفسهم وليس طرحها بشكل إلزامي على الجميع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «تقنيات السلامة من الحرائق» في ندوة بالشارقة
  • الصين تدعو أميركا للامتثال للقانون الدولي بعد أنباء عن عزمها تخزين معادن
  • الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • نتفليكس تختبر طريقة بحث جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي
  • بعد تاريخ حافل بالأحداث.. بغداد تحيل جبل أحد إلى الاستثمار (صور)
  • “الليبية للصلب”: تعاون مع مؤسسة الطاقة الذرية في تخزين المواد المشعّة
  • سر الاحتفاظ بنكهته.. طريقة تخزين ورق العنب بدون سلق
  • أوروبا تعد مواطنيها للحرب.. إرشادات تخزين وإخلاء وملاجئ للاحتماء من أي هجوم
  • جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف في رفح
  • فيديو.. معلومات الوزراء يرصد تقنيات تصنيع الصواريخ والقنابل في مصر