تطبيق AI ..تحديات و المخاوف
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
نمو سوق الذكاء الاصطناعى فى البنوك 31% سنويًا ليصل إلى 190 مليار دولار
سألت chatgpt ما هو الذكاء الاصطناعى قال هو مجال من مجالات التكنولوجيا الحديثة يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة الذكاء البشرى وأداء المهام التى تتطلب التفكير والتعلم واتخاذ القرارات.
ويعتمد الذكاء الاصطناعى على تقنيات متعددة مثل التعلم الآلى وتحليل البيانات ومعالجة اللغات الطبيعية، مما يسمح له بفهم المعلومات والتفاعل مع المستخدمين بطرق ذكية ومتقدمة.
ويعد الأمان من أهم المجالات التى يستفيد فيها القطاع المصرفى من الذكاء الاصطناعى، حيث تستخدم البنوك تقنيات متقدمة للكشف عن الاحتيال والتلاعب فى المعاملات المالية. يستطيع الذكاء الاصطناعى رصد الأنماط غير المعتادة فى الحسابات المصرفية وتنبيه العملاء أو الجهات المختصة عند الاشتباه فى عمليات غير مألوفة. كما يُستخدم فى تحسين أنظمة التحقق من الهوية عبر تقنيات التعرف على الوجه والصوت، مما يجعل المعاملات أكثر أمانًا وسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعى فى تحسين تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات الدعم الذكى، مثل المساعدات الافتراضية والدردشة الآلية التى توفر إجابات فورية على استفسارات العملاء على مدار الساعة. كما يسهم فى أتمتة العمليات الإدارية الداخلية، ما يقلل من التكاليف التشغيلية للبنوك ويزيد من كفاءة الخدمات المقدمة.
بفضل التطورات المستمرة فى الذكاء الاصطناعى، أصبح القطاع المصرفى أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات السريعة فى السوق وتحسين جودة الخدمات المالية. ومع استمرار التطور فى هذا المجال، من المتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا أكبر فى تقديم تجارب مصرفية أكثر تطورًا وأمانًا للعملاء فى المستقبل.
وطرحنا نفس السؤال على خبراء الاقتصاد والمصارف والذكاء الاصطناعى، حول دور AI فى مساعدة البنوك على تقديم الخدمات والمنتجات المالية، وكيف يساعد فى منع عمليات النصب والاحتيال، إلى جانب الرقابة ومنع غسل الأموال وتمويل الارهاب
قال الدكتور محمد عبدالظاهر، أستاذ الإعلام، والرئيس التنفيذى لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعى للبحث والاستشراف «AIJRF»- ومقرها دبى الذكاء الاصطناعى يلعب دورًا مهمًا فى سوق التكنولوجيا المالية، ويصنع بدائل جديدة للبنوك والمؤسسات المصرفية فى إدارة كافة عملياتها بصورة أكثر سرعة، وأقل تكلفة على جميع المستويات.
مشيرا إلى أن إدماج تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعى فى العمليات المصرفية من شأنه أن يعزز الوصول الأسرع للجمهور المستهدف، ويعمل على أتمتة كافة الخدمات بصورة أكثر دقة، وموضوعية، علاوة على تعزيز المواهب البشرية فى القطاع المصرفى بالتوافق مع تلك التقنيات والأدوات.
يتوقع عبدالظاهر نمو حجم سوق الذكاء الاصطناعى العالمى فى القطاع المصرفى بمعدل نمو سنوى مركب بنسبة 30.6%، من 38.36 مليار دولار أمريكى فى عام 2024 إلى 190.33 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير عن»MarketsandMarkets»، وهذا النمو الكبير يعزز الاقتصاد الرقمى العالمى، ويجعل المنافسة كبيرة بين البنوك المحلية والعالمية العاملة فى نفس الدولة، إضافة إلى صناعة منتجات وخدمات بنكية جديدة ومبتكرة تتوافق مع الذكاء الاصطناعى، وتعزيز الاستثمار فى هذا المجال».
البنوك داخل الميتافيرسوأشار عبدالظاهر: «هناك العديد من البنوك العالمية بدأت فى صناعة مساحات متخصصة داخل الميتافيرس، لتقديم العديد من المنتجات الجديدة، والخدمات التى تستهدف صغار السن والشباب، داخل وخارج تلك الدول، ما يعزز من قيمتها السوقية، وتصل لعملاء جدد يصعب الوصول إليهم باستخدام الأدوات والطرق التقليدية فى التسويق المصرفى، فقطاع الميتافيرس البنكى قطاع ناشئ يفيد البنوك من عدة جوانب أولها الوصول لشريحة صغار السن من العملاء المتوقعين، وأيضًا فتح الباب للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى هذا القطاع، وبالتالى عمليات تمويل بنكية أكثر نشاطا وأقل مخاطرة بالعمليات التقليدية الأخرى، ولدينا التجارب كثيرة هنا فى دولة الإمارات العربية».
وأضاف: «القطاع المصرفى فى مصر ضخم للغاية، ومتنوع، ولديه العديد من الفرص فى دمج الذكاء الاصطناعى فى عدة أنشطة مصرفية بداية من: أتمتة العمليات التشغيلية داخل البنوك، إلى خدمة العملاء، إلى الإدارة المحاسبية الذكية (بالذكاء الاصطناعى)، إلى بناء مساحات مستقلة داخل الميتفايرس لخدمة العملاء، وغيرها من العديد من الأنشطة التى يدعمها الذكاء الاصطناعى والميتافيرس بصورة قوية وأقل تكلفة من الإدارة البشرية التقليدية». مضيفا أن أدوات وحلول الذكاء الاصطناعى التوليدى يمكن تقود التحولات الرقمية الكبيرة فى الخدمات المصرفية، حيث يمكنها أن تعزز الابتكار وتبسط العمليات، وتعزيز إدارة المخاطر، تعزيز آليات الكشف عن الاحتيال ودردشة خدمة العملاء بصورة أكثر ابتكار، وسرعة، مع إعادة تشكيل أسواق رأس المال.
فمثال على الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعى فى الخدمات المصرفية، طورت شركة ماكينزى خبيرًا افتراضيًا للذكاء الاصطناعى، يمكنه تقديم إجابات مخصصة بناءً على المعلومات والأصول الخاصة بالشركة. يمكنه تطوير أدوات مماثلة لمسح المعاملات مع البنوك الأخرى، وأخبار السوق، وأسعار الأصول، وغيرها من الخدمات المصرفية الأكثر ذكاء
تحديات ولكنفى عالم يشهد تطورات تكنولوجية متسارعة، أصبح الذكاء الاصطناعى جزءًا لا يتجزأ من القطاع المصرفى. هذه التقنية الحديثة تُحدث ثورة فى طريقة عمل البنوك وتقديمها للخدمات، حيث تُسهم فى تسريع العمليات وتوفير خدمات ذكية ومبتكرة للعملاء. هذا ما أكده هانى أبو الفتوح خبير اقتصادى ومصرفي.
ويرى أن الذكاء الاصطناعى يُحدث ثورة فى عالم البنوك، حيث يُمكن إنجاز المعاملات المالية أو الحصول على استشارات استثمارية دون الحاجة لزيارة البنك. كما يُساعد العملاء على حماية حساباتهم من الاحتيال، حيث يُراقب المعاملات ويُنبّه فى حال وجود أى نشاط مشبوه. هذه التكنولوجيا تعتمد على تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات دقيقة وسريعة، لتوفير أفضل الخدمات المصرفية.
لكن، مع كل هذه المزايا، كما يوضح أبو الفتوح هناك تحديات ومخاطر يجب أخذها فى الاعتبار. فاعتماد البنوك على الذكاء الاصطناعى يثير مخاوف بشأن خصوصية البيانات، حيث تتطلب هذه الأنظمة معلومات شخصية حساسة عن العملاء، مما يجعلها عرضة للاختراق وسوء الاستخدام. كما أن الأنظمة الذكية قد ترتكب أخطاء، مثل التمييز ضد فئات معينة من العملاء، مما يُعوق العدالة والمساواة.
على سبيل المثال، الذكاء الاصطناعى قد يتخذ قرارات غير عادلة أو متحيزة ضد مجموعات معينة من الأشخاص، مثل رفض منح قروض أو خدمات مالية أخرى بناءً على عوامل مثل الجنس أو العرق أو الموقع الجغرافى. هذا النوع من التمييز يمكن أن يحدث حتى لو لم يكن مبرمجو الذكاء الاصطناعى يقصدون ذلك. فالأنظمة الذكية تتعلم من البيانات التى تُغذى بها، وإذا كانت هذه البيانات تتضمن تحيزات موجودة مسبقًا فى المجتمع، فإن النظام قد يعيد إنتاج هذه التحيزات فى قراراته.
وتابع: التحديات لا تتوقف عند هذا الحد، فبعض البنوك لا تزال تعتمد على أنظمة قديمة لا تتوافق مع التكنولوجيا الحديثة، مما يُعيق عملية التحديث والتطوير. كما أن الموظفين والعملاء قد يشعرون بالقلق من هذه التغييرات التكنولوجية، خوفًا من فقدان وظائفهم أو عدم القدرة على التكيف مع الأنظمة الجديدة.
وفى الوقت نفسه يرى أبو الفتوح أن هذه التحديات لا تعنى الاستسلام. بل يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعى بحذر وتدبر. على البنوك تدريب موظفيها على التعامل مع هذه التقنيات بفعالية.
بناء على ما تم شرحه، الذكاء الاصطناعى ليس بديلًا عن العقل البشرى، بل هو أداة قوية تُساعد البنوك على تقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة. المهم هو تحقيق التوازن بين الاستفادة من هذه التكنولوجيا والحفاظ على خصوصية البيانات والأمان.
الذكاء الاصطناعى التوليدي
الذكاء الاصطناعى التوليدى الثورة القادمة فى القطاع المالى المصرى ودوره فى الحوكمة وإدارة المخاطر والامتثال (GRC)هذا ما أكده قال شريف شعلان مؤسس شركة بيانات.إى آى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات قائلا: يشهد القطاع المصرفى والمؤسسات المالية فى مصر تحولًا جذريًا مدفوعًا بتطورات الذكاء الاصطناعى التوليدى، والذى أصبح أداة أساسية لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز الامتثال وإدارة المخاطر. من خلال Pianat.ai Decision Command Center، يمكن للمؤسسات المالية إعادة تعريف أساليب اتخاذ القرار، وتطوير استراتيجيات استباقية، وتحقيق التوافق التنظيمى بكفاءة أكبر. هذه الحلول لا تقتصر فقط على تحسين العمليات الداخلية، بل تمتد إلى تعزيز تجربة العملاء، وتحسين الامتثال للمعايير المحلية والدولية، وتحقيق أعلى مستويات الحوكمة المؤسسية.
وفى ظل التطورات السريعة التى يشهدها النظام المالى المصرى، أصبح تبنى الذكاء الاصطناعى فى الحوكمة وإدارة المخاطر والامتثال (GRC) ضرورة استراتيجية لضمان استقرار المؤسسات المالية وقدرتها على التكيف مع المتطلبات التنظيمية الصادرة عن البنك المركزى المصرى (CBE) والهيئة العامة للرقابة المالية (FRA).
وأوضح أن المؤسسات المالية تحتاج إلى أدوات متطورة لوضع وتنفيذ استراتيجياتها بكفاءة، من خلال تحليل الأسواق والاتجاهات الاقتصادية لاكتشاف الفرص وتوقع التحديات المستقبلية. ومحاكاة سيناريوهات مالية متنوعة باستخدام بيانات تاريخية وحالية لدعم عملية صنع القرار الاستراتيجى. وتحسين تخصيص الموارد والاستثمارات عبر توقع الأداء المالى بناءً على التحليل التنبؤى. وضمان الامتثال للتشريعات والتكيف مع المتغيرات التنظيمية بشكل ديناميكى.
وعن دور الذكاء الاصطناعى فى الحوكمة وإدارة المخاطر والامتثال (GRC) قال مؤسس شركة بيانات.إى آى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى أن الحوكمة والإدارة الذكية للمخاطر تعد من الركائز الأساسية لاستقرار القطاع المالي
وأضاف شعلان، أن الذكاء الاصطناعى التوليدى يساعد على أتمتة إعداد التقارير الرقابية وتحليل البيانات المالية لتقديم رؤى فورية وموثوقة للإدارة وصناع القرار، بالإضافة إلى مواجهة الجرائم المالية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الأرهاب من خلال تحليل أنماط المعاملات المشبوهة فى الوقت الفعلى للكشف المبكر عن الأنشطة غير القانونية. وتصنيف العملاء بناءً على مستويات المخاطر وتحسين استراتيجيات الامتثال. وتوفير تقارير تحليلية دقيقة تدعم فرق الامتثال والمراجعة الداخلية فى اتخاذ القرارات المناسبة، هذا بالإضافة إلى تحسين تجربة العملاء عبر الحلول الذكية
وأوضح، أنه فى عصر التحول الرقمى وثورة الاتصالات والذكاء الاصطناعى، لم يعد هناك مجال للتردد. المنافسة على أشدها، والأسواق المالية العالمية تتسابق نحو الحلول الذكية لضمان الكفاءة والاستدامة. البنوك والمؤسسات المالية المصرية أمام فرصة غير مسبوقة للحاق بهذا السباق، بل وقيادته، مؤكدا أن هذه الفرصة لن تبقى متاحة للأبد! المؤسسات التى تتأخر فى تبنى الذكاء الاصطناعى التوليدى قد تجد نفسها فى موقف صعب أمام تحديات السوق والتطورات التنظيمية السريعة. القرار الآن فى أيدى صناع القرار فى القطاع المالي: إما الاستثمار فى التكنولوجيا لضمان الريادة، أو المخاطرة بالتخلف عن ركب التطور.
ويختتم قائلًا أصبحت الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعى التوليدى، عنصرًا أساسيًا فى مستقبل البنوك والمؤسسات المالية فى مصر. من خلال تحسين الحوكمة، تعزيز الامتثال، وتطوير أساليب إدارة المخاطر، يمكن لهذه المؤسسات أن تواكب التطورات التنظيمية وتحقق أداءً ماليًا مستدامًا.
محرك رئيسي لتحول القطاع المصرفي
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا هائلًا فى تقنيات الذكاء الاصطناعى مما أدى إلى تغيير جذرى فى العديد من القطاعات بما فى ذلك القطاع المصرفى، حيث أصبح الذكاء الاصطناعى أداة أساسية لتعزيز الكفاءة وتحسين تجربة العملاء وزيادة الأمان واتخاذ القرارات المدعومة بالبيانات هذا ما أكده الخبير المصرفى وليد عادل، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعى يلعب دورًا رئيسيًا فى تحسين تجربة العملاء من خلال تحليل بياناتهم وتقديم توصيات مالية مخصصة تشمل خطط الادخار والاستثمارات المناسبة كما تستخدم البنوك روبوتات ذكية تعمل على مدار الساعة للإجابة على استفسارات العملاء وإجراء المعاملات البسيطة مما يقلل من وقت الانتظار ويزيد من رضا العملاء.
فى مجال إدارة المخاطر والامتثال يسهم الذكاء الاصطناعى فى الكشف عن الاحتيال من خلال تحليل أنماط المعاملات بسرعة فائقة لاكتشاف الأنشطة المشبوهة ومنع الجرائم المالية كما يتيح تقييم الجدارة الائتمانية باستخدام خوارزميات التعلم الآلى التى تحلل البيانات غير التقليدية مثل أنماط الإنفاق لتقييم مخاطر الائتمان بدقة أعلى كما يوضح عادل، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعى يؤدى دورًا مهمًا فى تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال أتمتة العمليات الروتينية مثل معالجة القروض وإدارة الحسابات ما يقلل من التكاليف التشغيلية ويسرع من أداء الخدمات كما تسهم التحليلات التنبؤية فى تمكين البنوك من توقع الاتجاهات الاقتصادية واحتياجات العملاء ما يساعدها فى اتخاذ قرارات استباقية تعزز من استراتيجياتها المالية
تستخدم البنوك الذكاء الاصطناعى فى تقديم خدمات مصرفية ذكية مثل التداول الآلى الذى يعتمد على تحليل البيانات فى الوقت الفعلى لإجراء عمليات التداول فى الأسواق المالية كما توفر خدمات روبوتات المستشارين لإدارة المحافظ الاستثمارية بطريقة آلية وفعالة ما يسهم فى تحقيق عوائد استثمارية أفضل للعملاء.
وأضاف، وليد عادل أن الذكاء الاصطناعى فى مجال الأمان السيبرانى يساعد فى مراقبة الشبكات واكتشاف التهديدات السيبرانية بسرعة ودقة تفوق الطرق التقليدية كما يعمل على حماية البيانات من خلال تقنيات التشفير المتقدمة التى تضمن سرية المعلومات الحساسة للعملاء وتعزز من أمان العمليات المصرفية كما يعد الذكاء الاصطناعى محركًا رئيسيًا لتحول القطاع المصرفى، حيث يوفر فرصًا هائلة لتحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء وإدارة المخاطر ومع ذلك تواجه البنوك تحديات تتعلق بالتكلفة وحماية الخصوصية وتوفير الكفاءات المتخصصة التى تضمن تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات فى المستقبل، ومن المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعى جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية المصرفية ما يعيد تشكيل الصناعة المصرفية بالكامل.
مع استمرار تقدم التكنولوجيا، تتجه المؤسسات إلى الذكاء الاصطناعى لتحسين كفاءة العمل نظرا لما له من قدرة على تحول دور الالتزام الرقابى فى المؤسسات المالية. وفقا مصطفى عيسى رئيس إدارة الالتزام والحوكمة والمخاطر بشركة ازيموت مصر ورئيس الجمعية المصرية لمسئولى الالتزام، مؤكدا أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعى يعمل بشكل متزايد على التحول الرقمى فى الالتزام وإدارة مخاطر المؤسسات، فمن الضرورى أن نأخذ فى الاعتبار التأثيرات الذى قد يحدثها الذكاء الاصطناعى على الالتزام وإدارة المخاطر. ويمكن أن يوفر استخدام الذكاء الاصطناعى فوائد كبيرة للامتثال، بما فى ذلك: «تحسين الكفاءة» يمكن للذكاء الاصطناعى اتمام المهام الدورية بشكل الكترونى، وتوفير الوقت لمسئولى الالتزام، ويمكن للذكاء الاصطناعى أيضًا مساعدة المؤسسات فى تحديد النقاط التى تشير إلى خطر عدم الالتزام، بالإضافة إلى «تحسين عملية اتخاذ القرار» يمكن للذكاء الاصطناعى الالتزام التنظيمى فى الوقت الفعلى للبيانات والمعلومات، مما يمكن محترفى الامتثال من اتخاذ قرارات أكثر وضوحًا. وأخيرًا «تحسين الدقة» يمكن للذكاء الاصطناعى أن يساعد المؤسسات على تقليل الأخطاء وتحسين الدقة فى المهام المتعلقة بالالتزام من تحليل البيانات وإعداد التقارير والمتابعة المستمرة ما يقلل من خطر عدم الامتثال والعقوبات المرتبطة به.
وأضاف عيسى، أن تبنى الذكاء الاصطناعى ليس خاليًا من التحديات. وتشكل القضايا المتعلقة بدقة البيانات والمعلومات والأمن السيبرانى والالتزام التنظيمى عقبات كبيرة، بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة الاعتبارات الأخلاقية والقانونية المحيطة بنشر الذكاء الاصطناعى لضمان الاستخدام المسئول، فإن استخدام الذكاء الاصطناعى يمكن أن يكشف أيضًا عن العديد من المخاطر المحتملة، مثل «التحيز» يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعى أن تؤدى إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة أو غير عادلة لذلك لابد من تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعى الخاصة بالمؤسسة على بيانات متنوعة وتمثيلية واختبار الخوارزميات بانتظام لتفادى التحيز، بالإضافة إلى «الافتقار إلى الشفافية» فى بعض الأحيان قد لا توفر الأنظمة فهمًا واضحًا لكيفية اتخاذ القرارات، واخيرًا «المخاوف الأمنية السيبرانية» نظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعى كميات كبيرة من المعلومات والبيانات المهمة، مما يجعلها عرضه إلى هجمات إلكترونية، لذلك تحتاج المؤسسات إلى تأمين أنظمتها لتقليل مخاطر الاختراق.
وقال مصطفى عيسى إن تطبيق أفضل الممارسات لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى الالتزام وإدارة المخاطر سيساعد ذلك على «تقييم المخاطر» يجب على المؤسسات إجراء تقييم شامل للمخاطر والفوائد والمخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى الالتزام وإدارة المخاطر. سيساعد هذا المؤسسات على تحديد نقاط الضعف والمخاطر التى قد يشكل الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى «ضمان الشفافية» يجب على المؤسسات التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعى التى تستخدمها شفافة، مع فهم واضح لكيفية اتخاذ القرارات. واخيرًا «تنفيذ تدابير الأمن» التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعى مصممة ومنفذة بشكل آمن مع وضع تدابير أمنية قوية لمنع الهجمات السيبرانية.
وانتهى إلى أن الذكاء الاصطناعى بإمكانه جلب العديد من الفوائد للمؤسسات من حيث الالتزام وإدارة المخاطر. ومع ذلك، يتعين على المؤسسات أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة وأن تتخذ خطوات لضمان استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعى الخاصة بها بطريقة متوافقة وآمنة. ومن خلال تنفيذ أفضل الممارسات، يمكن للمؤسسات الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعى لتحسين عمليات الالتزام وإدارة المخاطر وتحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية أكبر.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات: نعمل على تنمية المهارات في الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن السيبرانى
شارك الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في الاجتماع الوزاري التنسيقي لأعضاء الشراكة الدولية للذكاء الاصطناعي (GPAI) والدول المهتمة، والذى عُقد في مقر وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، على هامش قمة الذكاء الاصطناعي المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس.
ناقش الاجتماع النهج الشامل الذى تتبناه (GPAI) في حوكمة الذكاء الاصطناعى عالميًا، بهدف استكشاف فرص التعاون المستقبلى مع دول من مختلف المناطق، وتعزيز التنسيق الدولى فى هذا المجال. وذلك بمشاركة السيدة/ يلينا بيجوفيتش وزيرة العلوم والتطوير التكنولوجى والابتكار فى جمهورية صربيا، و السيدة/ ايسن اتشيرفرى وزيرة العلوم والتكنولوجيا والمعرفة والابتكار بتشيلي، والسيد/ زهاسلان مادييف وزير الرقمنة والابتكار والفضاء الجوى فى كازخستان، والسيدة/ أودرى بلونك نائبة مدير العلوم والتكنولوجيا والابتكار فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD.
وخلال كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت أن مصر أطلقت فى يناير الماضى الاصدار الثانى من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، موضحًا أنها ترتكز على ستة محاور رئيسية: وهى الحوكمة: لضمان الاستخدام الأخلاقى والمسؤول للذكاء الاصطناعي، ومعالجة قضايا الشفافية، والتحيز الخوارزمى، وحماية الخصوصية، ومحور حوكمة البيانات بهدف تطوير أطر قوية لضمان الاستخدام الآمن والأخلاقى للبيانات فى تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومحور البنية التحتية الذى يتم من خلاله العمل على التوسع فى خدمات الحوسبة السحابية الذكية، وتنفيذ مشروعات التحول الرقمى، وتوفير تطبيقات الحوسبة فائقة الأداء، بالإضافة إلى محور النظام البيئى ودعم الشركات الناشئة ودعم الابتكار، و محور التكنولوجيا الذى يستهدف تطوير النماذج والخوارزميات المبتكرة، مثل تطبيقات التعلم العميق، لتعزيز جودة الحياة وتحسين كفاءة القطاعات المختلفة، وأخيرا محور تنمية المهارات فى الذكاء الاصطناعى ضمن برامج بناء القدرات التى تقدمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت حرص مصر على القيام بدور فاعل فى المحافل الدولية المعنية بقضايا الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنها أول دولة أفريقية تلتزم بمبادئ منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) للذكاء الاصطناعي، وتشارك بفاعلية فى مجموعة عمل الذكاء الاصطناعى، مؤكدا اهتمام مصر بتعزيز التعاون الإقليمى فى مجال الذكاء الاصطناعى على المستويين العربى والأفريقي، من خلال جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. كما أكد اهتمام مصر بمواجهة التحديات الناجمة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التحيز الخوارزمى، والشفافية، والمساءلة، بما يتماشى مع المبادرات الدولية فى هذا المجال.
وأشار إلى جهود مصر في معالجة تأثير الذكاء الاصطناعى على سوق العمل، من خلال برامج التدريب لضمان تزويد العاملين بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة متطلبات الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن مصر تولى اهتمامًا خاصًا بتعزيز الأمن السيبرانى لأنظمة الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على حماية الخصوصية ومنع اختراق البيانات، داعيًا إلى زيادة الاستثمارات العالمية فى الابتكار لمواجهة التحديات المرتبطة بتكاليف البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز الأبحاث فى هذا المجال داخل أفريقيا والمنطقة العربية.
وشدد الدكتور عمرو طلعت على التزام مصر بالتعاون الدولى لتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعى عالميا من خلال التعاون مع المبادرة العالمية للذكاء الاصطناعى ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) فى صياغة سياسات الذكاء الاصطناعى العالمية، بما يحقق التوازن بين الابتكار والاعتبارات الأخلاقية، انطلاقًا من دورها الرائد فى تطوير سياسات الذكاء الاصطناعى فى أفريقيا والمنطقة العربية.
وفى ختام كلمته، دعا الدكتور عمرو طلعت إلى إطلاق مزيد من المبادرات التي تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعى التحويلى فى قطاعات مثل الرعاية الصحية، والزراعة، والتعليم، معربًا عن تطلع مصر إلى تعزيز التعاون الدولى خلال مؤتمر الشراكة الدولية للذكاء الاصطناعى المقرر عقده في سلوفاكيا.
جدير بالذكر أن الدكتور عمرو طلعت يزور العاصمة الفرنسية باريس حاليا للمشاركة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، في قمة "العمل فى مجال الذكاء الاصطناعى" التى تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من 10 الى 11 فبراير بمشاركة عدد من رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء وسفراء ومسئولى مؤسسات دولية.
ومن المقرر أن تتضمن الزيارة عقد لقاءات مع عدد من مسئولى الشركات الفرنسية لبحث الفرص الاستثمارية التى يحظى بها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك لقاءات مع عدد من مسئولى المؤسسات الدولية لمناقشة فرص التعاون فى المجالات ذات الصلة.