الاقتصاد الأخضر والاستدامة فى صدارة أولوياته
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
قال محمد بدير الرئيس التنفيذى لبنك QNB مصر، فى الوقت الذى يشهد فيه العالم تحولًا متسارعًا نحو الاقتصاد الأخضر كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تغير المناخ، يحرص QNB مصر على المضى فى دعم هذا التحول وتبنى ممارسات الاستدامة، تماشيًا مع خططه الاستراتيجية وأهداف التنمية المستدامة.
يضع البنك الاقتصاد الأخضر والاستدامة فى صدارة أولوياته لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية وحماية البيئة.
ريادة مجموعة QNB فى التمويل المستدام
على مستوى المجموعة، حقق QNB، أكبر مؤسسة مالية فى الشرق الأوسط وأفريقيا، إنجازات نوعية فى مجال التمويل المستدام حيث كانت أول بنك قطرى يُصدر سندات خضراء بقيمة 600 مليون دولار أمريكى، لتصبح نموذجًا للأعمال المصرفية المسئولة فى المنطقة. كما بادرت بتوقيع أول اتفاقية إعادة شراء خضراء وإبرام أول صفقة تمويلية لإعادة شراء الأصول الخضراء والتى تعرف بـ (الريبو).
وتتويجًا لتلك الجهود، حصلت مجموعة QNB على جوائز مرموقة من أكبر المؤسسات المالية العالمية فى فئة التمويل المستدام من بينها جائزة الريادة فى التمويل المستدام، وجائزة الريادة فى إصدار السندات الاجتماعية المستدامة من مجلة «جلوبال فاينانس» العريقة.
رؤية متكاملة لمستقبل مستدام
يعمل QNB مصر وفقًا لرؤية استراتيجية تتماشى مع أهداف المجموعة، التى تؤمن بأن الاقتصاد الأخضر هو المستقبل الواعد لتحقيق الاستدامة والتنمية الشاملة. كما يُولى أهمية خاصة للشراكات مع المؤسسات الدولية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادى وحماية البيئة.
ويواصل البنك دوره الرائد فى تعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر فى السوق المصرية حيث يحرص على تطوير منتجاته وخدماته باستمرار لموائمة تلك الأهداف، إلى جانب إطلاق مبادرات رائدة فى مجال المسئولية المجتمعية تعنى بإدماج المرأة والشباب والأطفال وذوى الهمم وتعزيز الشمول المالى.
QNB مصر... دعم الشركات فى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة
يواصل QNB مصر جهوده لدعم الاقتصاد الأخضر والتمويل المستدام من خلال تطوير عدد من الحلول التمويلية المبتكرة المصممة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة القائمة على الاستدامة، لا سيما فى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة ما ساهم فى خفض الانبعاثات ودعم الجهود الدولية الرامية للتصدى لظاهرة التغير المناخى وتخفيف تداعيتها.
وقد كان QNB مصر من أوائل البنوك التى تتعاون مع المؤسسات الدولية الداعمة للاقتصاد الأخضر، مثل الاتحاد الأوروبى وصندوق المناخ الأخضر والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية حيث وصلت قيمة محفظة التعاون إلى 830 مليون دولار أمريكى، تشمل 400 مليون دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة و185 مليون دولار أمريكى للتمويل المستدام.
وفى ذا الإطار، أطلق البنك عددًا من المبادرات منها تنفيذ أول برنامج للتجزئة الخضراء بالتعاون مع البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية وبدعم من الاتحاد الأوروبى وصندوق المناخ الأخضر يهدف لتمويل المنتجات المستدامة مثل الألواح الشمسية، والأجهزة الموفرة للطاقة، والمنتجات الصديقة للبيئة.
نماذج نجاح محلية فى الاقتصاد الأخضر
ونجح QNB مصر فى تمويل مشروعات صديقة للبيئة فى السوق المصرى، مثل محطات الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المخلفات، وإنتاج الوقود البديل والتى ساهمت فى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
كما يواصل البنك ترسيخ هذا الدور من خلال برامج تدريبية مصممة لدعم الأفراد والشركات حول مراعاة أفضل الممارسات الصديقة للبيئة فى أعمالهم، وسبل توظيف التكنولوجيا الحديثة فى تحسين كفاءة الطاقة، وتقليل البصمة البيئية.
ويساهم البنك فى تعزيز القدرات الإنتاجية للمشروعات المحلية التى تركز على الابتكار البيئى، مما يفتح أبوابًا جديدة للنمو المستدام فى الاقتصاد المصرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاقتصاد الأخضر تحقيق التنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة الشرق الأوسط التمویل المستدام الاقتصاد الأخضر ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
اليمن.. من صرخة البراءة إلى صدارة المواجهة مع قوى الهيمنة
الشعار الذي أطلقه الشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي، في صعدة عام 2002، تحوَّل من هتاف إلى صرخة وعي وثورة ضد الخنوع العربي، وضد الهيمنة الأمريكية التي سادت المنطقة لعقود تحت عناوين مزيَّفة.
ومع مرور أكثر من عقدين، شكَّل هذا الشعار نقطة انطلاق لمشروع تحرري متكامل، بدأ بتحديد العدو، ومرَّ بمرحلة البناء الدّاخلي وبدأ فعليا المواجهة المباشرة مع أدوات وقوى الهيمنة. قال الشهيد القائد عن تلك اللحظة التأسيسية: "كان لا بُد من وسيلة نعبّر من خلالها عن سخطنا من أمريكا وإسرائيل، من خلال شعار يرسّخ في وجدان الأمة حالة العداء للظالمين... هو شعار يمثل موقفاً، لا مجرد كلمات، إنه إعلان براءة من كل الطغاة الذين يسفكون دماء الأمة".
لم يكن طريق الصرخة سهلاً، فقد واجه المشروع القرآني، منذ أيامه الأولى، حملة استهداف شاملة، قدَّم فيها القائد المؤسس حياته ثمنًا لهذا المشروع العظيم، واعتُقل المئات من رفاقه، لكن جذوة الصرخة لم تنطفِئ، بل تحوّلت إلى نار وعي اشتعلت في الوجدان اليمني.
في خضم العدوان على اليمن، الذي بدأ عام 2015، أصبحت الصرخة عنواناً للموقف الوطني والسيادي، ورافعة لصمود شعبي تاريخي تحطَّمت أمامه جحافل تحالفات العدوان.
قال الشهيد القائد، في أحد دروسه: "حينما تطلق شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا...) فأنت تؤسس لجبهة وعي، تربّي أمة على البصيرة، وتضع لها عدواً حقيقياً بدل أن تتيه في العداء بين أطراف الأمة... الشعار بداية الوعي، وبذرة الحرية".
وها هو اليمن اليوم، وبعد عشرة أعوام من العدوان والحصار، يتحوَّل من بلد كان يُراد له أن يُركع، إلى قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في المنطقة، مستلهماً من شعار الصرخة مبدأ الاستقلال والتحرر.
الذكرى هذا العام تكتسب بُعداً اِستثنائياً، حيث يتصدّر اليمن جبهة المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، عبر انخراط مباشر في نصرة غزة، في وقت اختارت فيه معظم الأنظمة العربية الصمت أو التواطؤ.
العمليات البحرية، التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، أخرجت شعار الصرخة من نطاق الهتاف إلى ميدان الاشتباك، وأكدت أن زمن الخطابات قد ولَّى، وأن زمن الأفعال قد بدأ.
هذا التحوَّل وصفه قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بقوله: "ما نرفعه من شعار في وجه المستكبرين لم يعد موقفاً محصوراً في ساحة، بل أصبح رؤية عملية في مواجهة الاستكبار في كل الجبهات، من البحر إلى البر، ومن غزة إلى صنعاء... شعارنا لم يعد صدى صوت، بل أصبح صوت الفعل".
لم تأتِ هذه الخطوة من فراغ، بل كانت ثمرة تراكم وعي إستراتيجي انطلق من مشروع الشهيد القائد، وتعمّد بالدّم والتضحيات، وتجسَّد في رؤية قيادية تؤمن بأن تحرير القدس يبدأ من التحرر من التبعية.
وفي تأكيد على البعُد الإيماني للشعار، قال قائد الثورة: "هذا الشعار هو موقف مبدئي، يعبِّر عن توجّهنا القرآني، وعن اِنتمائنا إلى الإسلام الأصيل... شعار يعبِّر عن رفضنا للهيمنة الأمريكية، وعدائنا للكيان الصهيوني، وانحيازنا التام لقضايا الأمَّة، وعلى رأسها فلسطين".
الصرخة في جوهرها ليست دعوة إلى العنف، بل موقف إيماني وأخلاقي ضد الظلم، ومن هنا جاءت نصرة غزة امتداداً طبيعياً لها، وتأكيدا على أن من يصرخ ضد أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن يصمت أمام المجازر في فلسطين.
لقد نقل اليمن القضية الفلسطينية من مربَّع التضامن اللفظي إلى ميدان الاشتباك، وجعل من البحر الأحمر جبهة مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني وحماته، في رسالة واضحة أن زمن الغطرسة بلا كلفة قد انتهى.
وتؤكد الوقائع أن اليمن اليوم بات رقماً صعباً في المنطقة، ليس فقط بقدراته العسكرية المتنامية، بل بامتلاكه مشروعاً تحررياً أصيلاً يرتكز على المبادئ ويخاطب الشعوب لا الأنظمة، ويستمد شرعيته من صمود شعبه.
فبينما يراهن الآخرون على دعم خارجي، يستند اليمن إلى إرادة داخلية وشعبية صلبة، تلهمها الصرخة وتدفعها الوقائع، لتؤكد أن معركة الكرامة والاستقلال ممكنة، وأن الانتصار ليس وهماً.
وقد أثبتت المواجهة في البحر والعمليات التي تديرها القوات المسلحة اليمنية بتكتيك عالٍ أن المعادلة تغيَّرت، وأن القواعد التي حكمت المشهد لعقود لم تعد قائمة، فالحرب لم تعد تُدار من واشنطن وتل أبيب فقط.
الصرخة لم تعد محصورة في اليمن، بل تحوَّلت إلى أيقونة ثورية تُلهب الشعوب في المنطقة والعالم، فالفكرة حين تولد صادقة، تجد طريقها إلى القلوب، وتتجاوز الحدود والجغرافيا.
واليوم، يتصدَّر اليمن المشهد العربي والإسلامي كدولة ذات قرار مستقل، تمتلك إرادة سيادية، وشعباً متمسكاً بقضيته ومشروعه، وشعار الصرخة هو أحد أبرز عناوين هذه الهوية التحررية.
في مقابل ذلك، تعاني قوى الاستكبار من تآكل هيبتها، وتتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى، وسط تصاعد الغضب الشعبي العربي والإسلامي من اِزدواجية المعايير الدولية وجرائم الاحتلال.
لم يعد اليمن يعبِّر عن موقفه فقط، بل يعبِّر عن ضمير الأمة، وهذا ما تخشاه واشنطن وتل أبيب، فصوت واحد حُر أصبح يُربك حسابات تحالفات كبرى، ويقلب الطاولة في وجه الاستكبار.
وهكذا، تستحضر ذكرى الصرخة اليوم تاريخاً من الصبر والصمود، وتجسِّد في الوقت نفسه واقعاً من الفعل والتأثير، وتبشِّر بمستقبل تحرري لا مكان فيه للوصاية أو الهيمنة.
لقد انتصرت الصرخة... ليس لأنها رُفعت، بل لأنها تحوّلت إلى سلوك سياسي وموقف عملي، إلى بحر يمنع فيه العدو من العبور، وسماء تغلق في وجه المحتل، وطائرات أمريكية تتساقط، وشعب لا يُساوم على كرامته أو قضيته