صلالة- العُمانية

بلغت كمية إنتاج العسل في ولايات محافظة ظفار خلال عام 2024 حوالي 56.5 طن مقارنة ب 39 طنًّا خلال عام 2023، فيما تقدّر قيمتها السوقية بأكثر من 840 ألف ريال عُماني.

وتولي وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه اهتمامًا كبيرًا بتربية نحل العسل عن طريق تعزيز المجالات البحثية والتنموية والإنتاجية والتصنيعية لزيادة مساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني ودورها في عملية التنمية الزراعية والبيئية.

وقال المهندس رضوان بن عبدالله آل إبراهيم مدير دائرة التنمية الزراعية بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار إنّ عدد النحّالين المسجّلين بالمديرية حتى نهاية عام 2024 بلغ 130 نحّالًا يمتلكون 10272 خلية نحل، مبينًا أن أبرز أنواع العسل في المحافظة تتمثل في أعسال (اللبان - الصمغ العربي – السدر - الزهور – السمر).

وأشار إلى جهود المديرية في تنمية هذا القطاع خلال السنوات الماضية منها مستلزمات النحل وإقامة برامج تدريبية للنحّالين، مشيرًا إلى سعي المديرية لإيجاد منافذ تسويقية خارجية وإقامة معارض للعسل وتشجيع المربين للمشاركة في المحافل الإقليمية والدولية.

ويُسهم النحل في التنمية الزراعية عن طريق التلقيح الخلطي للأشجار والشجيرات والمحاصيل الزراعية المزهرة إلى جانب منتجاتها المتنوعة من العسل وحبوب اللقاح وسم النحل، والغذاء الملكي، ومادة البروبليس "العكبر" الطبيعية، والصناعات المرتبطة ذات القيمة المضافة.

وحول تجربة تربية نحل العسل في محافظة ظفار، يقول النحّال أحمد بن سهيل المعشني إنّه يمتلك مناحل متعددة لإنتاج العسل ويَسْتخدمُ طرقًا حديثة في تربية النحل منها الفرازات الطاردة المركزية، وخلايا "لانجستروث" التي توفّر مزايا عديدة تسهّل إدارة المناحل وتحسين إنتاج العسل، مؤكدًا أن جودة العسل تعتمد على عناصر متعددة منها التجهيز الجيّد قبل دخول الموسم من خلال إعداد طائفة نحل قوية، وضمان تصفية الخلية من أي كمية عسل، بالإضافة إلى جودة استخدام الأدوات أثناء الفرز والإنتاج وضمان حفظ العسل بعيدًا عن الحرارة والضوء.

وأشار إلى بعض التحديات التي تواجه النحّالين من بينها تغيّر المناخ أثناء الموسم وتأثيرات الأنواء المناخية، وتعرض بعض خلايا العسل للهجوم والتخريب من قِبل حيوان غرير العسل إلى جانب بعض السلبيات في مجال نقل النحل بين المحافظات بسبب عدم التزام بعض النحّالين بلوائح وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه التي يفترض ألا تتجاوز نقل 200 خلية فقط لكل نحّال حتى لا تتسبب في ازدحام بعض المواقع في المواسم الطبيعية المختلفة مما يقلل من إنتاجية العسل.

من جانبه، يقول النحّال مسعود بن سالم الكثيري إنّ محافظة ظفار تتمتع بطبيعة جغرافية وبيئية مثالية لتكاثر النحل وإنتاج العسل الطبيعي ذو الجودة العالية وهو ما دفعه للبدء في مهنة تربية النحل منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، مؤكدًا أن سلطنة عُمان تشتهر بجودة أعسالها وتنوّعها نتيجة اتساع رقعتها الجغرافية وانتشار الغطاء النباتي وتنوع تضاريسها واختلاف ظروفها المناخية.

وأوضح أن محافظة ظفار تشتهر بإنتاج أنواع متعددة من الأعسال بفضل كثافة أشجارها وتنوعها البيئي مثل اللبان والسدر والصمغ العربي إلى جانب عسل الصرب والسقوت، فضلًا عن عسل آروت المتبلور (المجرى الأبيض) الذي يعتمد على نبتة عشبية معمّرة تتواجد تحت الأشجار في الجبال والوديان وكذلك عسل الطلح أو الحرض، وجميع هذه الأنواع ممتازة ومن أشجار طبيّة وعلفيّة عالية الجودة.

وبيّن أن العسل العُماني يُعدّ من أجود أنواع الأعسال في المنطقة ويتمتع بسمعة طيبة لكنه يواجه بعض الصعوبات والتحديات منها ضعف التسويق المؤسسي، وقلة وجود منافذ تسويقية لاستقبال العسل من النحّالين، بالإضافة إلى المنافسة القوية من الأعسال المستوردة والمصنعة التي تتميز بانخفاض سعرها وقيمتها الغذائية، فبعض المستهلكين وكذلك التجار لا يعيرون للجودة أية اهتمام بقدر حصولهم على منتجات رخيصة الثمن.

يُشار إلى أن سلطنة عُمان تشتهر بوجود نوعين من نحل العسل هما النحل البري الصغير "أبو طويق" والنحل المستأنس الكبير المحلي، وينتقل النحل البري صغير الحجم من مكان إلى آخر حسب الظروف البيئية الملائمة لحياته، ويمتاز بقلة إنتاج خليته وعددها على مستوى المحافظات بينما يعد النوع الثاني هو السائد في سلطنة عُمان وله تاريخ قديم مع النحّال العُماني، وتنتشر تربيته في جميع المحافظات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الزراعة: حصر مساحات القمح المنزرعة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد

 يواصل معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة دوره الحيوي في دعم التنمية الزراعية المستدامة، من خلال تنفيذ حزمة من الأنشطة البحثية والخدمية التي تساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية، والحفاظ على جودة التربة والمياه، وتعزيز التعاون الدولي في المجالات الزراعية.

يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق – وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة تطوير الأداء البحثي والميداني وتعزيز الخدمات المقدمة للقطاع الزراعي، وبمتابعة  الدكتور/ عادل عبد العظيم – رئيس مركز البحوث الزراعية.

لتنمية الثروة الحيوانية.. الزراعة: تنفيذ 459 قافلة علاجية خلال شهرينالزراعة تعلن الموعد النهائي لافتتاح حديقة الحيوان.. هل سيكون بعيد الفطر؟رئيس زراعة النواب يطالب بسرعة حصول الفلاحين على مقابل توريد القطن

وصرح  الدكتور محمد الخولي – مدير معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، بأن المعهد يعمل على تحقيق رؤية متكاملة تهدف إلى رفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتحسين جودة التربة، والحد من التلوث البيئي، وذلك من خلال إجراء الأبحاث العلمية المتقدمة، وتقديم الاستشارات الفنية للمزارعين والشركات، إلى جانب تطبيق أحدث التقنيات في تحليل التربة والمياه والأسمدة، بما يضمن استدامة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

وأكد أن المعهد لا يقتصر دوره على البحث العلمي فقط، بل يمتد إلى تقديم حلول تطبيقية لمواجهة التحديات الزراعية، وتعزيز التواصل مع المزارعين عبر برامج التوعية والإرشاد، إضافةً إلى دوره في فحص واعتماد المخصبات والأسمدة، وضمان جودتها للاستخدام الآمن في الزراعة. كما يسعى المعهد إلى تعزيز التعاون الدولي، حيث شهد الشهر الماضي عدة لقاءات مع وفود دولية لبحث سبل تطوير الأسمدة الحيوية وتقنيات استصلاح الأراضي.

وفي إطار هذه الجهود، أنجز المعهد خلال شهر فبراير 2025 مجموعة واسعة من الأنشطة، تضمنت:

أبرز إنجازات معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة خلال فبراير 2025

1. الخدمات البحثية والتطبيقية:

إعداد وتسليم تقارير تقنين أوضاع اليد لمساحة 416 فدانًا.

إنتاج وبيع 4,140 لترًا من محاليل النيمافري والخمائر لمعالجة 414 فدانًا.

إنتاج وبيع 20,000 لتر شاي كمبوست تكفي لمعاملة 2,000 فدان.

إنتاج وبيع 2,500 كيس عقدين، و648 كيس لقاح سويري NPK.


2. التحاليل والتقييمات العلمية:

تقييم وتحليل 72 عينة سماد عضوي، و6 عينات هيوميك، و261 عينة مياه.

تحليل 275 عينة تربة، والكشف عن 116 عينة تربة للنيماتودا، و113 عينة تربة لأعفان الجذور.

تحليل 111 عينة نباتية، و296 عينة سماد معدني، و4 عينات جبس زراعي.

إجراء 295 معاينة خارجية لمساحات زراعية مختلفة.


3. اللجنة الفنية للمخصبات الزراعية:

فحص 505 مركبات سمادية، واستكمال تسجيل 384 مركبًا.

مراجعة 121 مركبًا من الناحية الفنية، وفحص 15 طلب تسجيل جديد.


4. الرقابة وتحسين الأراضي:

الرقابة على 543 عينة سماد محلي ومستورد، وتنفيذ 36 مأمورية رقابية.

إصدار 33 ترخيصًا جديدًا لمصانع الأسمدة.


5. التعاون الدولي والتدريب:

عقد 4 اجتماعات مع وفد روماني لمناقشة الأسمدة الحيوية.

المشاركة في ورشة عمل بالتعاون مع منظمة الإيكاردا ووزارة الموارد المائية والري حول تحديات المياه والأمن الغذائي.

تدريب 40 طالبًا وطالبة من كليات العلوم والزراعة.


6. المشروعات البحثية ورصد المحاصيل:

تحليل 6,800 عينة تربة لمحافظة المنيا ضمن مشروع إنتاج الخرائط للأراضي المصرية.

حصر مساحات القمح المنزرعة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد.  
يؤكد معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة التزامه بتقديم حلول علمية وعملية لدعم التنمية الزراعية في مصر، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز الابتكار في مجالات تحسين جودة التربة والمياه، بما يسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

مقالات مشابهة

  • إنتاج يفوق 691 ألف طن.. 76% اكتفاءً ذاتيًا من الطماطم
  • بخبرات سعودية وتقنيات مبتكرة.. إنتاج الزعفران خلال 10 أيام
  • تراجع أعداد النحل والملقّحات تهدد مصادر الغذاء
  • الزراعة: حصر مساحات القمح المنزرعة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد
  • الدولار يتراجع أمام الين الياباني
  • مستشارة التغذية بـ” معجزة الشفاء ” تنصح بتناول عسل النحل بجانب زيت السمك لمكافحة الأنيميا الوراثية
  • خلال رمضان .. نظام غذائي لعلاج النحافة
  • تغير المناخ يهدد انتاج العسل
  • بالأرقام.. معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • الزراعة تستعرض إنجازات معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية فبراير 2025