متى نشأت حكايات المقاومة الشعبية؟.. خلَّدتها الحواديت والفنون
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
فكرة المقاومة الشعبية والدفاع المستميت من الشعب للحفاظ على وطنه متأصلة منذ قديم الأزل، لكنها بحد وصف الكاتب عصام محمد شبارو في كتابه «المقاومة الشعبية المصرية» كانت أكثر نشاطًا في فترة الاحتلال الفرنسي والغزو البريطاني، ومن هذه الفترة بدأت الحكايات الشعبية تخلد سيرة الأبطال الذين قاوموا المحتل، مثل أدهم الشرقاوي الذي قاوم الإنجليز في قرية إيتاي البارود، وشمس الزناتي التي تناقلت فرق السيرة الهلالية حكايته.
يقول شبارو إن المقاومة الشعبية المصرية ضد الاحتلال الفرنسي 1798 - 1801، وضد الغزو الإنجليزي 1807، وضد فساد نظام الحكم والإدارة العثماني كانت محوراً ترتبط به أحداث التاريخ المصري، الحديث والمعاصر، لأنها الحلقة التي ربطت ما بين وقائع الماضي وأحداث الحاضر فمكَّنت مصر من صنع المستقبل في سنة 1952، ومن الإسكندرية بدأ ظهور أبطال المقاومة الشعبية.
بدأت حكايات المقاومة في الاسكندرية أول مدينة قصدتها الحملة الفرنسية، وأول من علم باقتراب الأسطول الفرنسي قبل أن يصل إليها، رغم تكتم نابليون عن وجهة حملته، فقد تسربت أخبارها إلى البلاد ولا سيما بعد أن وصل نبأ استيلاء الفرنسيين على مالطة في طريقهم الى مصر، واستعد المصريون للمقاومة، وزحمت الحصون البالية ولما لم يكن هناك جنود تقريباً فقد تكون جيش من المتطوعين، ولكن هذه التدابير كان فيها من الحماسة المحمومة أكثر مما فيها من الفائدة الحقيقية.
في 29 حزيران 1798 بلغت الحملة الفرنسية الساحل المصري، فألقت مراسيها أمام الاسكندرية، واستدعى نابليون القنصل الفرنسي فيها أليعازار ما غالون فأخبره أن أسطولاً إنجليزياً مؤلفاً من أربع عشرة سفينة حربية بقيادة الأميرال نلسون، قد سبق الحملة إلى الإسكندرية وغادرها منذ ثلاثة أيام باتجاه أزمير للبحث عن الأسطول الفرنسي.
وقد وصف المعلم نقولا الترك مجيء الأسطول الإنجليزي: «حين وصلت مراكب الإنجليز ثغر الإسكندرية أرسلوا قارباً يطلبون حاكم المدينة، فتوجه إلى مقابلتهم حاكم الإسكندرية السيد محمد كريم، وبعد وصوله للمراكب سألهم عن سبب قدومهم فأخبروه أنهم جاءوا لصد الفرنسيين عن الدخول إلى ثغر الاسكندرية، فارتاب كريم وأجابهم أن الفرنساوية غير ممكن أن يحضروا لبلادنا، ولا لهم في أرضنا شغل، ولا بيننا وبينهم عداوة، وإن حضروا كما تزعمون فنصدهم عن الدخول».
وبالفعل حدث احتلال الإسكندرية في نفس العام 1798، وكلفت المقاومة الفرنسيين بعض الثمن، بالرغم من ضعف حاميتها، فقد بذل أهالي الاسكندرية ما في مقدورهم دفاعاً عن المدينة، فحصَّنوا الأسوار وركبوا المدافع القديمة على أسوار المدينة استعداداً للكفاح، وعهدوا إلى جماعة من الفرسان مناوشة القوات الفرنسية قبل اقترابها.
وعندما بلغ الجيش الفرنسي الإسكندرية صمم حاكمها محمد كريم على مقاومة الفرنسيين والدفاع عنها، وعندما أصدر نابليون أمره بالهجوم العام أخذ الأهالي يطلقون النار من المدافع المركبة على الأبراج والأسوار، وقاومت الأبراج مقاومة عنيفة، لكن الصمود لم يدم طويلا فاقتحم الجنود الأسوار ودخلوا المدينة، وعندما دخل الفرنسيون المدينة كانت مقاومة الأهالي قد أنزلت بهم الخسائر، فهاجموا الناس في بيوتهم بعد أن اتخذها أهل الثغر متاريس لهم.
ويصف ذلك الجبرتي: «رجع أهل الثغر إلى التترس في البيوت والحيطان، وصاروا يطلقون النار على الفرنسيين في الشوارع ومن نوافذ البيوت، وبذلك دفع الفرنسيون ثمناً معنوياً لا يستهان به، لاحتلال الإسكندرية - ثغر مصر بلغ حوالي المائة والخمسين قتيل وعدداً من الجرحى كان من بينهم الجنرال كليبر Kleber الذي أصيب بجرح في رأسه والجنرال منو Menou وقد أصيب في جملة مواضع» وكاد نابليون نفسه يصاب بطلق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المقاومة الشعبية محمد كريم الإسكندرية المقاومة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
ميناء الاسكندرية: طفرة بكميات البضائع المتداول خلال عام 2024
نجحت الهيئة العامة لميناء الأسكندرية خلال عام 2024 في تحقيق أعلى معدلات لحركتي السفن والبضائع في تاريخها حيث بلغ إجمالي كميات البضائع المتداول 74.4 مليون طن خلال عام 2024 مقارنة بـ 58.4 مليون طن في عام 2023 بفارق 16 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 27.4%
" 9.4 مليون طن بضائع "
وقد تم تحقيق قفزة كبيرة في كميات تداول بضائع الصب السائل حيث بلغ إجمالي المتداول خلال عام 2024 حوالي 9.4 مليون طن بالمقارنة بحجم تداول الصب السائل في عام 2023 والبالغ 5 مليون طن بنسبة زيادة 88%.
كما تم تحقيق زيادة كبيرة فى كميات تداول بضائع الصب الجاف حيث بلغ إجمالي المتداول خلال عام 2024 حوالي 31.8 مليون طن بالمقارنة بحجم تداول الصب الجاف في عام 2023 والبالغ 23.7 مليون طن بنسبة زيادة 34.2%.
" 25 مليون طن بضائع خلال 2024
أما فيما يتعلق بأعدد الحاويات فقد شهدت بدورها نمواً ملحوظاً حيث بلغ إجمالي عدد الحاويات المتداولة خلال عام 2024 حوالي 2.4 مليون حاوية مكافئة مقارنةً بعدد الحاويات المكافئة في عام 2023 والبالغ عددها 1.7 مليون طن بنسبة 31.6 % وبلغت الزيادة في كميات البضائع المحواه 12.1% حيث تم تداول 25 مليون طن بضائع محواه خلال 2024.
هذا وقد تم تحقيق زيادة في كميات تداول البضائع العامة حيث بلغ إجمالي المتداول خلال عام 2024 حوالي 8.1 مليون طن بالمقارنة بحجم المتداول في عام 2023 والبالغ 7.4 مليون طن بنسبة زيادة 9.5%.
" حركة السفن "
أما فيما يتعلق بحركة السفن فقد شهدت أيضاً معدلات تاريخية حيث بلغت أعداد السفن التي ترددت على مينائي الأسكندرية والدخيلة خلال عام 2024 عدد 5380 سفينة بالمقارنة بعدد 4701 سفينة لعام 2023 بنسبة زيادة 14.4% باجمالي 679 سفينة إضافية.
وفي هذا السياق فقد تصدرت سفن الصب السائل طليعة السفن التي شهدت إرتفاعاً كبيرا خلال عام 2024 بنسبة زيادة 37.6% عن عام 2023 حيث تم إستقبال 604 سفينة خلال 2023 بالمقارنة بعدد 439 سفينة في العام السابق .
كما شهدت معدلات تردد سفن الصب الجاف بدورها إرتفاعاً كبيرا خلال عام 2024 بنسبة زيادة 26.4% عن عام 2023 حيث تم إستقبال 814 سفينة خلال 2024 بالمقارنة بعدد 644 سفينة في العام السابق.
وأيضا إرتفعت معدلات تردد العبارات بشكل كبير خلال عام 2024 بنسبة زيادة 21.6% عن عام 2023 حيث تم إستقبال 169 عبارة خلال 2024 بالمقارنة بعدد 139 عبارة في العام السابق.
وجاءت سفن الصب الحاويات في المرتبة الرابعة بين أنواع السفن التي شهدت تزايداً ملحوظا خلال عام 2024 بالمقارنة بعام 2023 بنسبة زيادة بلغت 20.6% حيث تم إستقبال 2021 سفينة خلال 2024 بالمقارنة بعدد 1676 سفينة في العام السابق.
"حركة الملاحة "
تأتي هذه الزيادات في معدلات التداول وحركة الملاحة في ظل تنفيذ هيئة ميناء الأسكندرية لتوجيهات الفريق كامل الوزير - وزير النقل - وما شهدته الميناء من عدد من المشروعات الضخمة الإستثمارية والتطويرية وكذا زيادة نسبة الصادرات بواقع 30%
كما حرصت هيئة ميناء الأسكندرية بناءً على تعليمات وتوجيهات اللواء بحري أحمد عبد المعطي حواش رئيس مجلس الإدارة ـ بتحقيق الإحترافية في أداء الأعمال وتقديم كافة وسائل الدعم الفني والتشغيلي أثناء عمليات القطر والإرشاد بواسطة المرشدين وأطقم الأرشاد والوحدات البحرية وكذا المتابعة والمراقبة من خلال المنظومات الفنية المتقدمة ببرج الإرشاد و إتباع العاملين بالهيئة للسبل التكنولوجيا المتقدمة لسرعة نهو الإجراءات المتعلقة برسو السفن ومغادرتها ورفع المعدلات القياسية لعمليات الشحن والتفريغ والسعي المستمر لتقليل التكدسات بالميناء مع المحافظة المستمرة على البيئة والإلتزام الكامل بمحددات السلامة والصحة المهنية