ليبيا.. العثور على مقبرتين جماعيتين بهما جثث نحو 50 مهاجرًا جنوب شرق البلاد
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
(CNN)-- كشفت السلطات الليبية عن نحو 50 جثة هذا الأسبوع عُثر عليها في مقبرتين جماعيتين في صحراء جنوبي شرق البلاد، حسبما قال مسؤولون الأحد، في أحدث مأساة تتعلق بأشخاص يسعون إلى الوصول إلى أوروبا عبر الدولة الواقعة في شمال أفريقيا التي مزقتها الفوضى.
وقالت مديرية الأمن، في بيان، إن أول مقبرة جماعية تضم 19 جثة عثر عليها الجمعة في مزرعة بمدينة الكُفرة جنوب شرق البلاد، مضيفة أن السلطات نقلتهم للتشريح.
ونشرت السلطات صورًا في صفحتها على فيسبوك تظهر ضباط شرطة ومسعفين يحفرون في الرمال ويستعيدون جثثًا ملفوفة في بطانيات.
وقالت جمعية العابرين الخيرية، التي تساعد المهاجرين في شرق وجنوب ليبيا، إن بعضهم قُتلوا بالرصاص على ما يبدو قبل دفنهم في المقبرة الجماعية.
كما عُثر على مقبرة جماعية منفصلة تضم ما لا يقل عن 30 جثة في الكفرة بعد مداهمة مركز للاتجار بالبشر، وفقًا لمحمد الفضيل، رئيس غرفة الأمن في الكفرة. وقال الناجون إن نحو 70 شخصًا دفنوا في المقبرة، وأضاف أن السلطات لا تزال تبحث في المنطقة.
المقابر الجماعية للمهاجرين ليست غير شائعة في ليبيا. في العام الماضي، اكتشفت السلطات جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرًا في منطقة الشويرف، على بعد 350 كيلومترا (220 ميلا) جنوب العاصمة طرابلس.
ليبيا هي نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. انزلقت البلاد إلى الفوضى في أعقاب انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي أطاحت وقتلت الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011. حكمت ليبيا الغنية بالنفط خلال العقد الماضي حكومات متنافسة في شرق وغرب ليبيا، كل منها مدعومة بمجموعة من الميليشيات والحكومات الأجنبية.
استفاد المتاجرون بالبشر لأكثر من عقد من عدم الاستقرار، حيث قاموا بتهريب المهاجرين عبر حدود البلاد مع ست دول، بما في ذلك تشاد والنيجر والسودان ومصر والجزائر وتونس.
وبمجرد وصولهم إلى الساحل، يقوم المهربون بحشر المهاجرين اليائسين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا في قوارب مطاطية سيئة التجهيز وسفن أخرى للقيام برحلات محفوفة بالمخاطر على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط الخطير.
وقد وثقت جماعات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة لسنوات إساءة معاملة المهاجرين بشكل منهجي في ليبيا، بما في ذلك العمل القسري والضرب والاغتصاب والتعذيب. وغالبًا ما تصاحب الإساءة جهود ابتزاز الأموال من العائلات قبل السماح للمهاجرين بمغادرة ليبيا على متن قوارب المهربين.
ويُحتجز أولئك الذين تم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا - بما في ذلك النساء والأطفال - في مراكز احتجاز تديرها الحكومة حيث يعانون أيضًا من الإساءة، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والابتزاز، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان وخبراء الأمم المتحدة.
ليبياالبحر المتوسطمهاجروننشر الأحد، 09 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البحر المتوسط مهاجرون بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري بفيلمهما الجديد؟
يغلب على المشهد السينمائي المصري في الفترة الأخيرة تقلبات غير متوقعة، وهو سوق العرض الذي كان من الممكن التنبؤ بخططه بسهولة في بداية العام، سواء بأفلام نجوم تتكرر وجوههم وتقسيمها بين المواسم مثل لعبة الكراسي الموسيقية، أو حتى الثيمات والقصص التي تسود أفلام كل ممثل أو مخرج.
وخرجت عدة أفلام في العام الماضي عن هذا المألوف -الذي تحول إلى ممجوج- على رأسها "الحريفة" و"الهوى سلطان"، اللذان نجحا في تحقيق الإيرادات والحصول على ثناء النقاد والمتفرجين معا.
وفي مطلع 2025، عُرض فيلم "6 أيام"، والآن فيلم "سيكو سيكو". والسمة الأهم في هذه التجارب الأربع أنها ليست من بطولة أحد الوجوه السينمائية التي يتم وصفها بالنجومية، وقد نجحت في الوصول إلى المشاهدين رغم غياب هذا العامل الذي يسود اعتقاد أنه أحد أهم عوامل نجاح الأفلام.
ويحتل فيلم "سيكو سيكو" الآن أعلى قائمة إيرادات أفلام العيد، متفوقا على "الصفا ثانوية بنات" للممثل علي ربيع، الذي أصبح مؤخرا أحد الوجوه المتكررة في أفلام العيد. بينما يُعد "سيكو سيكو" البطولة السينمائية الأولى لطه دسوقي، والثانية لعصام عمر، والفيلم السينمائي الأول لمخرجه عمر المهندس.
قصة تقليدية في إطار غير تقليدييقدم فيلم "سيكو سيكو" قصة تقليدية في إطار غير تقليدي، فهو يبدأ بتعريف المتفرجين على شخصيتيه الرئيسيتين: يحيى (عصام عمر) الشاب العصبي فائر الدم ذي القدرات العملية المحدودة، وهي الأسباب التي أدت إلى تنقله المستمر من وظيفة إلى أخرى، وسليم (طه دسوقي) مطور الألعاب الإلكترونية الذي يُخفق في الترويج للعبته، الأمر الذي يُعطل خطته للزواج من حبيبته غادة (ديانا هشام).
إعلانيكشف الفيلم في الدقائق التالية، بعد مرحلة التعريف، عن العلاقة التي تجمع بين الشابين، فهما أولاد عم، وبينهما تاريخ من عدم الانسجام قطع التواصل بينهما لسنوات، قبل أن يستدعيهما أحد المحامين معا، ثم يخبرهما بخبر وفاة عمهما، والذي ترك لهما إرثا قدره 15 مليون جنيه مصري، عليهما استلامه طبقا لخطة كتبها في خطاب لهما.
يكتشف كل من يحيى وسليم أن الإرث المنتظر يتمثل في كمية كبيرة للغاية من مخدر الحشيش، ولأن كليهما في حاجة ماسة للمال، يبدآن في وضع الخطط لبيع المخدر، الأمر الذي يورطهما في العديد من المغامرات بطبيعة الحال، حتى يقرران الاستفادة من خبرات كل منهما على حدة، وإطلاق تطبيق هو الأول من نوعه في بيع المخدرات، ولكن بطبيعة الحال لا تسير الأمور بهذه السلاسة.
لا تقف طبائع الحداثة، الغالبة على "سيكو سيكو"، عند اختيار ممثلين لم تحترق موهبتهم بعد من فرط التكرار، أو استخدام تطبيق إلكتروني لحل أزمة البطلين، بل تظهر بسبل عدة، على رأسها الصراحة والوضوح عند تناول موضوع التضخم بشكل كوميدي. فبينما يبدو مبلغ 15 مليون جنيه، أي 7.5 ملايين لكل منهما، مبلغا ضخما، فإنه في الحقيقة ونتيجة للظروف الاقتصادية السائدة في عصر ما بعد الكورونا، لا يُعد مصباح علاء الدين السحري القادر على تحقيق كل الأحلام.
فكما يُخبر يحيى سليم، هو مبلغ لا يُكفي لشراء شقة على النيل وتأثيثها وشراء سيارة وإقامة حفل زفاف فخم، ليخلط الفيلم الكوميديا ببعض سمات الواقعية، تلك السمات التي ستحكم خاتمة الفيلم وتبعدها عن النهايات الوردية في الأفلام المشابهة، وفي ذات الوقت لا تُلقي بظلال كئيبة على مصير الشابين.
الأمر نفسه الذي كان سر نجاح مسلسل "بالطو" الذي جمع بين عصام عمر والمخرج عمر المهندس، وكان تميمة نجاح كليهما وبطاقة تعريف الجمهور بهما. فكوميديا "بالطو" نبعت من تناوله لتفاصيل شديدة الواقعية بشكل كوميدي ساخر وذكي، مثل البيروقراطية في المراكز الطبية بالأرياف، والدور الرئيسي الذي تلعبه الخرافات في هذه البيئة لدرجة تُعرقل عمل الأطباء.
إعلان "سيكو سيكو".. من العداوة إلى الشراكةيقدم "سيكو سيكو" حبكته على مستويين؛ يتمثل المستوى الأول في المغامرة التي يخوضها يحيى وسليم لبيع المخدرات بطريقة عصرية بعيدة عن مخاطر التعامل مع تجار المخدرات، بينما نجد المستوى الآخر في ديناميكيات العلاقة التي تتغير بين البطلين.
فبينما يبدأ الفيلم وهما أقرب إلى الأعداء نتيجة لعدم انسجام شخصيتيهما من ناحية، ومشاكل عائلية متوارثة من ناحية أخرى، تبدأ علاقتهما في التوطد بالتدريج.
وبينما يستخدم "سيكو سيكو" رابطة الدم أو العمومة كسبب رئيسي لجمع كل من يحيى وسليم مرة أخرى بعد طول افتراقهما، إلا أنه يتجنب تماما ظهور أي من أفراد عائلة أي منهما على حدة، فكل من الشابين يعيش وحده في القاهرة، ولا يتواصل مع أي فرد آخر من العائلة.
وتبدو هذه العزلة غير منطقية، خصوصا كونها غير مبررة تماما خلال الأحداث. فعلى سبيل المثال، لماذا لا تظهر شخصية والدة سليم المدعوة "سلسبيل" للتعرف على عائلة خطيبة ابنها، رغم أنها حية؟ وأين هي والدة يحيى؟
أدى هذا الاستبعاد إلى عدم تشتت حبكة الفيلم بين الخطوط الفرعية غير الضرورية، وهو الفخ الذي لم يقع فيه الفيلم أيضا في التعامل مع شخصيتي غادة، حبيبة سليم، وداليا (تارا عماد)، صاحبة الشركة التي يستغل يحيى مكاتبها في أعماله الإجرامية لتوزيع المخدرات. وسمح هذا بتقديم فيلم متماسك إلى حد كبير، لا يحاول القيام بكل شيء، أو يستغرق في الخلفيات التاريخية للشخصيات، أو الحبكات الفرعية الخاصة بشخصيات المعاونين في العمليات الإجرامية.
غير أنه على الجانب الآخر، جعل هذا الغياب الفيلم يبدو في النهاية مثل تجربة معزولة وليس فيلما حقيقيا من لحم ودم. ويستند بشكل أساسي على الانسجام بين عصام عمر وطه دسوقي، وكذلك الكوميديا الذكية التي تعتمد على المفارقات الطريفة التي تحدث للبطلين نتيجة لعملهما في بيع المخدرات، ومقابلتهما أشخاص غير مألوفين لعالمهما الاعتيادي، والأهم الاختلافات الواضحة في شخصية كل منهما، وهي الأمور التي تشتت المتفرج عن هذا السهو المتعمد من صناع الفيلم.
إعلان"سيكو سيكو" فيلم عيد مثالي؛ فهو يقدم قصة بسيطة، مضحكة بصورة غير مبتذلة، وطزاجة في تناوله لشخصياته وفكرته الأساسية، الأمر الذي يجعل تربعه على قمة إيرادات أفلام العيد منطقيا للغاية.