تنشغل العقول المخلصة في عالمنا العربي بالبحث في رأس هذا الرجل الذي جاء يحكم العالم بطريقة غير مسبوقة في تاريخ الأمم، فقد تعمد دونالد ترامب، رئيس أكبر إمبراطورية في التاريخ، وهي الولايات المتحدة الأمريكية أن يوقع قرارات تنفيذية على طريقة الأمطار الغزيرة، مما أوقع صناع القرار والفاعلين ورجال الفكر السياسي في منطقتنا في حيرة حول المنتهى الذي يرغب ترامب في الوصول إليه، فهو يريد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والاستيلاء عليها، ويزعم أنه يريد حياة حرة ومستقرة للشعب الفلسطيني، وهو يطرد المسلمين والعرب من بلادهم بحجة أن أمريكا العظمي لا تستوعب هؤلاء المجرمين الذين يعطلون عظمة أمريكا، وفي نفس الوقت يضع الخطط مع مجرم الحرب نتنياهو لطرد شعب كامل من أرضه، ويقترح للتهجير أراضي عربية أيضًا، سواء كانت تلك الأراضي في مصر أو الأردن أو الصومال.
وعندما يتحدث ترامب عن تحويل غزة الرائعة على البحر الأبيض المتوسط إلى منتجع ريفيرا الشرق الأوسط، لا يمكن أن ننسى في الذاكرة ما قاله في ولايته الأولى أنه لا يعقل أن تكون موانئ دبي أفضل من موانئ الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن أيضًا أن نغفل أنه يرهن زيارته للسعودية بحصوله على تريليون دولار وهي أكبر عملية ابتزاز في التاريخ، وكأنه يريد أن ترفض السعودية لعدم قدرتها على دفع هذا المبلغ من ناحية، ويظهر الابتزاز في أبشع صوره من ناحية أخرى، وربما تخرج هذه الرأس الضخمة قنبلة أخرى بمحاولة الاستيلاء على مناطق النفط في بلادنا، لأننا أيضًا إما أننا نبيع له النفط بأسعار مرتفعة ترهق كاهل الأمريكي المنعم، أو أننا كمجموعات بشرية متخلفة لا نحسن إدارة هذه الثروات الطائلة.
يأخذنا ترامب كل يوم بل كل ساعة جريًا وراء قراراته التنفيذية التي لا يبدو أنها تركت منطقة في العالم إلا وألقت بها قنبلة من قنابل إيون ماسك المستشار والحاكم المشارك الآن للولايات المتحدة الأمريكية.
وقد نشرت أبحاث ومقالات كثيرة في الداخل الأمريكي، وفي الخارج، تحاول تحليل ما في رأس هذا الرجل لتعرف ماذا يريد، ومن بين تلك المحاولات لكتاب أمريكيين وعرب أيضًا، أن الرجل جاء لتفكيك الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قامت على مراكز صنع قرار متعددة صنعت بها أمريكا عظمتها، وسيطرت بها على العالم، بالحقيقة تارة وبالخداع تارة أخرى، وبالترهيب والترغيب، ولكن ترامب يبدو أنه لا يريد أن يكون للكونجرس أو مراكز البحث أو وسائل الإعلام أي دور في حكم الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه هو صاحب الإلهام الإلهي ومبعوث الرب الذي لا يجب أن يتحدث أحد إلى جواره أو يدعي أنه يقدم له النصح.
وقال باحثون آخرون إن الرجل جاء لصناعة تحالف ديني مع اليهود لا يعترف، ولا يثق بأي معتقدات أخرى، وهو ما ظهر في الانسجام والتطابق التام مع مجرم الحرب نتنياهو، والذي لأجله ولحماية نخبة العصابة الإسرائيلية أصدر قرارًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، بزعم أنها تعاقب حلفاءه في إسرائيل.
أربك ترامب إذًا عقول العرب والعالم بمئات القرارات التنفيذية التي أصدرها وجميعها متناقضة ولا تستند إلى عقل، وهو ما يفرض على العالم الحر، وحراس الحضارة الاتحاد لمواجهة تدمير العالم بيد هذا الرجل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
ميرتس يدعو إلى عقد اتفاقية حول التجارية الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
ألمانيا – دعا فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي والمرشح لمنصب المستشار الألماني، إلى عقد اتفاقية حول التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال ميرتس في تصريح لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية، امس السبت، إن “التجارة الحرة لا تزال أساس ازدهارنا المشترك. وآمل في عقد اتفاقية جديدة للتجارة الحرة عبر الأطلسي وصفر الرسوم على كل شيء”.
واعتبر ميرتس أن ذلك “سيكون أفضل بالنسبة للطرفين”.
وأضاف السياسي الألماني أنه إذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “الانسحاب من العولمة”، فسيكون على الاتحاد الأوروبي التركيز على تطوير العلاقات مع دول أخرى، مشيرا إلى أن “العالم لا يتكون من أمريكا فحسب” وأن حوالي 7.6 مليار نسمة يعيشون خارج الولايات المتحدة.
وتابع: “علينا الآن أن نتوجه بمزيد من النشاط إلى مناطق أخرى في العالم ونعرض التعاون واتفاقيات جديدة حول التجارة الحرة”.
وعلى وجه التحديد، دعا ميرتس إلى التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي و”ميركوسور”، منظمة السوق المشتركة الجنوبية لدول أمريكا اللاتينية، وكذلك إلى تعميق العلاقات التجارية مع كل من كندا والمكسيك والهند واليابان وكوريا الجنوبية ودول إفريقيا، ودول جنوب شرقي المحيط الهادئ مثل أستراليا ونيوزيلندا.
ويأتي ذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض الرسوم الجمركية على جميع دول العالم تقريبا، بما فيها الاتحاد الأوروبي. ويدرس الاتحاد الرد على رسوم ترامب مع تأكيده في الوقت ذاته على استعداده للحوار.
المصدر: نوفوستي