الأسبوع:
2025-03-14@02:56:04 GMT

ماذا يريد ترامب؟

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

ماذا يريد ترامب؟

تنشغل العقول المخلصة في عالمنا العربي بالبحث في رأس هذا الرجل الذي جاء يحكم العالم بطريقة غير مسبوقة في تاريخ الأمم، فقد تعمد دونالد ترامب، رئيس أكبر إمبراطورية في التاريخ، وهي الولايات المتحدة الأمريكية أن يوقع قرارات تنفيذية على طريقة الأمطار الغزيرة، مما أوقع صناع القرار والفاعلين ورجال الفكر السياسي في منطقتنا في حيرة حول المنتهى الذي يرغب ترامب في الوصول إليه، فهو يريد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والاستيلاء عليها، ويزعم أنه يريد حياة حرة ومستقرة للشعب الفلسطيني، وهو يطرد المسلمين والعرب من بلادهم بحجة أن أمريكا العظمي لا تستوعب هؤلاء المجرمين الذين يعطلون عظمة أمريكا، وفي نفس الوقت يضع الخطط مع مجرم الحرب نتنياهو لطرد شعب كامل من أرضه، ويقترح للتهجير أراضي عربية أيضًا، سواء كانت تلك الأراضي في مصر أو الأردن أو الصومال.

وعندما يتحدث ترامب عن تحويل غزة الرائعة على البحر الأبيض المتوسط إلى منتجع ريفيرا الشرق الأوسط، لا يمكن أن ننسى في الذاكرة ما قاله في ولايته الأولى أنه لا يعقل أن تكون موانئ دبي أفضل من موانئ الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن أيضًا أن نغفل أنه يرهن زيارته للسعودية بحصوله على تريليون دولار وهي أكبر عملية ابتزاز في التاريخ، وكأنه يريد أن ترفض السعودية لعدم قدرتها على دفع هذا المبلغ من ناحية، ويظهر الابتزاز في أبشع صوره من ناحية أخرى، وربما تخرج هذه الرأس الضخمة قنبلة أخرى بمحاولة الاستيلاء على مناطق النفط في بلادنا، لأننا أيضًا إما أننا نبيع له النفط بأسعار مرتفعة ترهق كاهل الأمريكي المنعم، أو أننا كمجموعات بشرية متخلفة لا نحسن إدارة هذه الثروات الطائلة.

يأخذنا ترامب كل يوم بل كل ساعة جريًا وراء قراراته التنفيذية التي لا يبدو أنها تركت منطقة في العالم إلا وألقت بها قنبلة من قنابل إيون ماسك المستشار والحاكم المشارك الآن للولايات المتحدة الأمريكية.

وقد نشرت أبحاث ومقالات كثيرة في الداخل الأمريكي، وفي الخارج، تحاول تحليل ما في رأس هذا الرجل لتعرف ماذا يريد، ومن بين تلك المحاولات لكتاب أمريكيين وعرب أيضًا، أن الرجل جاء لتفكيك الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قامت على مراكز صنع قرار متعددة صنعت بها أمريكا عظمتها، وسيطرت بها على العالم، بالحقيقة تارة وبالخداع تارة أخرى، وبالترهيب والترغيب، ولكن ترامب يبدو أنه لا يريد أن يكون للكونجرس أو مراكز البحث أو وسائل الإعلام أي دور في حكم الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه هو صاحب الإلهام الإلهي ومبعوث الرب الذي لا يجب أن يتحدث أحد إلى جواره أو يدعي أنه يقدم له النصح.

وقال باحثون آخرون إن الرجل جاء لصناعة تحالف ديني مع اليهود لا يعترف، ولا يثق بأي معتقدات أخرى، وهو ما ظهر في الانسجام والتطابق التام مع مجرم الحرب نتنياهو، والذي لأجله ولحماية نخبة العصابة الإسرائيلية أصدر قرارًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، بزعم أنها تعاقب حلفاءه في إسرائيل.

أربك ترامب إذًا عقول العرب والعالم بمئات القرارات التنفيذية التي أصدرها وجميعها متناقضة ولا تستند إلى عقل، وهو ما يفرض على العالم الحر، وحراس الحضارة الاتحاد لمواجهة تدمير العالم بيد هذا الرجل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

هل تستخدم الحكومة الأمريكية سياسة التخويف من الشيوعية ضد الطالب محمود خليل؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لميشيل غولدبيرغ قالت فيه إن عملاء دائرة الهجرة الأمريكية قاموا بزيارة سكن محمود خليل، أحد زعماء الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا العام الماضي، وأخبروه أن تأشيرة دراسته قد ألغيت وأنه قيد الاحتجاز.

وخليل متزوج من أمريكية، وأبلغ محاميه، الذي تحدث إلى العملاء عبر الهاتف، أنه يحمل بطاقة خضراء، لكنهم قالوا إنه تم إلغاؤها أيضا. كما تم اقتياده واحتجازه في لويزيانا.

في منشور على موقع Truth Social، أوضح دونالد ترامب أن خليل اختطف بسبب نشاطه. كتب ترامب: "هذا هو الاعتقال الأول من بين العديد من الاعتقالات القادمة. نحن نعلم أن هناك المزيد من الطلاب في كولومبيا والجامعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد الذين شاركوا في أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأمريكا، ولن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك".

وقالت الصحيفة إنه "مثل العديد من الأشياء التي قامت بها إدارة ترامب، كان اعتقال خليل صادما، ولكنه ليس مفاجئا. فأثناء الحملة الانتخابية، قال ترامب مرارا وتكرارا إنه سيطرد الناشطين الطلابيين المناهضين لإسرائيل".

وفي الأسبوع الماضي فقط، أفاد موقع "أكسيوس" عن خطة وزير الخارجية ماركو روبيو لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتمشيط حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لحاملي تأشيرات الطلاب بحثا عن تعاطف واضح مع "الإرهابيين". حسب وصفه.


 وأضاف غولدبيرغ: "يبدو أن الإدارة عازمة بشكل خاص على جعل جامعة كولومبيا عبرة لمن لا يعتبر، حيث أعلنت الأسبوع الماضي أنها ألغت 400 مليون دولار من المنح والعقود مع الجامعة بسبب مزاعم المضايقات المستمرة المعادية لليهود".

وتابع: "فإذا كان من الممكن القبض على شخص يقيم بشكل قانوني في الولايات المتحدة من منزله بسبب مشاركته في نشاط سياسي محمي دستوريا، فنحن في بلد مختلف تماما عن البلد الذي كنا نعيش فيه قبل تنصيب ترامب".

وقال بريان هاوس، المحامي الكبير في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية: "يبدو أن هذا يشكل أحد أكبر التهديدات، إن لم يكن أكبر التهديدات لحريات التعديل الأول في خمسين عاما. إنها محاولة مباشرة لمعاقبة التعبير بسبب وجهة النظر التي يتبناها".

وأكد الكاتب أنه "لم يتم توجيه أي تهمة إلى خليل، الذي نشأ في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، بارتكاب أي جريمة. لا يتضمن الملف الذي جمعته Canary Mission، وهي مجموعة يمينية تتعقب الناشطين المناهضين للصهيونية في الحرم الجامعي، أي أمثلة على خطاب تهديدي أو عنيف، فقط مطالب بسحب الاستثمارات من إسرائيل".

وأشار غولدبيرغ: "تم تعليق دراسة خليل من برنامج الدراسات العليا العام الماضي لدوره في المظاهرات الجامعية، ولكن تم إلغاء التعليق بعد فترة وجيزة، بسبب عدم وجود أدلة، وأكمل دراسته. وادعت وزارة الأمن الداخلي أنه "قاد أنشطة منحازة لحماس"، لكن هذه تهمة غامضة للغاية ولا معنى لها من الناحية القانونية".


وتابع: "صحيح أنه بموجب قانون الهجرة والجنسية، يعتبر أي أجنبي "يؤيد أو يتبنى" نشاطا إرهابيا غير مقبول في الولايات المتحدة. لكن مارغو شلانغر، أستاذة القانون التي عملت رئيسة للحقوق المدنية في وزارة الأمن الداخلي في عهد باراك أوباما، تشير إلى أن هذا البند نادرا ما يستخدم، وخاصة ضد الأشخاص الموجودين بالفعل في البلاد، والذين يتمتعون إلى حد كبير بنفس حماية حرية التعبير التي يتمتع بها المواطنون".

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، خلص تحليل قانوني من هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك إلى نفس الشيء. وجاء في التحليل: "بشكل عام، يقف الأجانب الذين يقيمون داخل أراضي الولايات المتحدة على قدم المساواة مع المواطنين الأمريكيين لتأكيد الحريات التي يكفلها التعديل الأول".

وقالت شلانغر إن اعتقال خليل "يبدو وكأنه تجاوز لا يصدق في ضوء مخاوف التعديل الأول التي وثقتها حتى الحكومة في إدارة ترامب الأخيرة".

وأضاف الكاتب أنه "خلال فترات الهستيريا القومية، كان التجاوز في الحريات أمرا شائعا. وأقرب نظير لهذه اللحظة القذرة هو الخوف الأحمر [من الشيوعيين] في أواخر أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، عندما استغل اليمين الخوف الواسع النطاق من تسلل الشيوعيين لتطهير الحكومة والمؤسسات الثقافية من اليساريين".


وفي كتابه الجديد "الخوف الأحمر"، كتب الصحفي كلاي رايزن عن قضية نظرت فيها المحكمة العليا في عام 1952 وسمحت بترحيل ثلاثة مهاجرين انضم كل منهم إلى الحزب الشيوعي ثم تركه في وقت لاحق. وقال القاضي هوغو بلاك، الذي عارض القضية، إن البلاد في تلك اللحظة كانت "في ورطة يائسة بشأن التعديل الأول أكثر من أي وقت مضى".

وتابع: "على مدى عقود من الزمان، كانت تلك الحقبة ــ عندما حدد السيناتور جوزيف مكارثي، الدجال الوقح الذي برز في عناوين الأخبار، الأجندة ــ بمثابة قصة تحذيرية، حيث استشهد أعضاء الحزبين بأهوال "المكارثية" لإدانة في عملية سياسية تشبه مطاردة الساحرات، التي شاعت مرة في بداية نشوء الولايات المتحدة. ولكن على الرغم من أن بعض الأمريكيين كانوا يتجسسون لصالح الاتحاد السوفييتي، فقد أصبح من الواضح أن المخربين المحليين ألحقوا ضررا أقل بأمريكا من الحملة اليائسة المحمومة لاجتثاثهم".

وختم الكاتب قائلا: "اليوم، أصبح المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في الجامعات محتقرين على نطاق واسع، تماما كما كان اليساريون أثناء فترة الخوف الأحمر. ولن أتفاجأ إذا ثبتت شعبية اعتقال خليل، ولكن هذا لن يجعل اعتقاله أقل خزيا أو إثارة للقلق. فقد تم إخطار حاملي البطاقات الخضراء البالغ عددهم نحو 13 مليونا في الولايات المتحدة ـ ناهيك عن الطلاب والأساتذة الأجانب ـ بضرورة مراقبة ما يقولونه".

مقالات مشابهة

  • ماذا يريد بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • ماذا كان يريد حميدتي من الميرغني؟
  • محادثات جديدة وانتظار رسالة من «ترامب».. هل تشهد العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولًا؟
  • محلل سياسي: اعتماد أوروبا على التكنولوجيا الأمريكية يضع مصيرها في مهب الريح
  • بريطانيا: الرسوم الجمركية الأمريكية مخيبة للآمال
  • إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية
  • هل تستخدم الحكومة الأمريكية سياسة التخويف من الشيوعية ضد الطالب محمود خليل؟
  • القصة الكاملة لاعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل.. على ماذا استند ترامب؟
  • المحكمة العليا الأمريكية تتجه لاتخاذ خطوات ضد أجندة ترامب الداخلية
  • بـ100 ألف متفرج.. مانشستر يونايتد يريد بناء أعظم ملعب في العالم