جيش العدو ينشئ 9 مواقع عسكرية دائمة في أراضي سوريا
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
وتركزت المواقع العسكرية في منطقة تمتد من جبل الشيخ السوري حتى مثلث الحدود في جنوب الجولان، في خطوة جاءت عقب تدمير القوات الجوية الصهيونية لمئات الأهداف العسكرية السورية، بما في ذلك الطائرات والأسطول البحري وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ، ما تسبب بحرمان سوريا من حوالي 80% من قدراتها العسكرية.
ووفقا لمصادر عسكرية للعدو، فإن المواقع الجديدة تم بناؤها بشكل يتناسب مع بقاء طويل الأمد للقوات الصهيونية في المنطقة، حيث تم تجهيزها بكل ما يلزم لمواجهة الظروف المناخية القاسية، خاصة خلال فصل الشتاء.
وخلال زيارة قام بها رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو إلى جبل الشيخ السوري قبل شهر ونصف الشهر، أشار إلى أن الوجود العسكري الصهيوني في المنطقة سيستمر على الأقل حتى نهاية عام 2025.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية "الاستباق والتحرك قبل فوات الأوان"، خاصة في ظل الانهيار المفاجئ لنظام الأسد وعدم وضوح "طبيعة العدو" الذي تواجهه إسرائيل في المنطقة.
وتم توزيع المواقع العسكرية التسعة بين منطقتين رئيسيتين: اثنان في جبل الشيخ السوري، وسبعة في منطقة الجولان السوري المحتلتين.
وتشير التقارير إلى أن هذه المواقع تم تصميمها لتكون بمثابة نقاط مراقبة وتأمين للمنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان، والتي أصبحت تشكل شريطا أمنيًا يحمي المنطقة الشمالية الشرقية لإسرائيل.
إلى جانب المهام العسكرية، تقوم القوات الإسرائيلية ببناء علاقات مع سكان القرى السورية المجاورة، مع الحرص على تقليل الاحتكاك المباشر بهم.
وتشمل المهام اليومية للقوات عمليات تفتيش ومداهمات ليلية في المواقع التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري، بالإضافة إلى جمع الأسلحة من القرى المحيطة. وقد قدم بعض السكان الأسلحة بشكل طوعي، بينما لا يزال الجيش يجمع كميات أقل من الأسلحة بعد مرور شهرين على بدء العمليات.
ويحاول جيش العدو تجنب التواجد داخل القرى السورية قدر الإمكان، لتجنب إثارة مشاعر سلبية مشابهة لتلك التي تشهدها الضفة الغربية. كما يتم بذل جهود لتقليل الإزعاج للسكان المحليين، والسماح لهم بممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، دون فرض حظر تجول أو قيود على حركتهم.
ورغم "الرسائل المسالمة" التي يبعث بها أحمد الشرع إلى الدول الغربية، إلا أن القوات الصهيونية لا تزال تحتفظ بمستوى عالٍ من الاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة.
ويأتي هذا القلق في ظل وجود عناصر كانت جزءا من تنظيم "داعش" في المنطقة، مما يزيد من احتمالية حدوث هجمات معادية.
وبينما لا توجد استخبارات ملموسة حول هجمات وشيكة، يؤكد جيش العدو أنه سيستمر في البقاء في المنطقة العازلة حتى يتم فهم أفضل لطبيعة العدو الذي يواجهه، مع الحفاظ على حالة تأهب قصوى.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی المنطقة جیش العدو
إقرأ أيضاً:
لجوء فرنسا إلى الأسلحة الكيميائية في الجزائر: باحث فرنسي يحدد “450 عملية عسكرية” فرنسية
ندد المؤرخ الفرنسي كريستوف لافاي بلجوء فرنسا إلى الأسلحة الكيميائية خلال الثورة التحريرية, مؤكدا أنه تمكن من تحديد “450 عملية عسكرية” تم فيها اللجوء إلى هذه الأسلحة خلال الفترة الممتدة من 1957 إلى 1959.
وأوضح الموقع الالكتروني (actu.fr) الذي أجرى الحديث معه, أن “كريستوف لافاي قد تمكن خلال أبحاثه, من تحديد +450 عملية عسكرية تم اللجوء فيها إلى الأسلحة الكيميائية في الجزائر, والتي تركزت بشكل خاص في المناطق الجبلية بأعالي منطقة القبائل وفي الأوراس “.
وأضاف ذات الموقع, أنه إذا كان هذا الباحث قد استطاع اثبات وجود 450 عملية, فإن “القائمة لا زالت تحتاج إلى الاستكمال عبر فتح الأرشيف الذي لا يزال سريا حتى اليوم “.
كما أشار المؤرخ على ذات الموقع, إلى أن “عددا معينا من الوثائق يمكن الوصول إليها لكن ليس تقارير العمليات ومذكرات السير والعمليات, أي سجل الوحدة”, موضحا أن “الاطلاع على هذه الوثائق أمر هام لأنه يسمح بتقييم عدد الضحايا, وبالتالي تحديد الضحايا المفقودين, وهذا مهم بالنسبة للعائلات”.
وأضاف أن “هذه الوثائق تسمح أيضا بوضع خارطة شاملة حول المواقع التي استعملت فيها تلك الأسلحة والمواقع المعرضة لمخلفات استعمالها”.
وعلى الرغم من تلك الصعوبات, فإن عمل كريستوف لافاي يحدد بشكل دقيق تاريخ استعمال الجيش الفرنسي للأسلحة الكيميائية.
وقال في هذا الصدد : “استطعت رغم ذلك إيجاد بعض القرارات السياسية التي تظهر أن الوزير موريس بورجس مونوري هو الذي وقع على الترخيص باستعمال الأسلحة الكيميائية, ثم جاءت الجمهورية الرابعة وبعدها الجمهورية الخامسة لتتحمل وتأمر وتنظم الحرب الكيمائية” في الجزائر.
وأكد ذات المؤرخ أن “أحد أهم الشخصيات المحورية في ذلك هو الجنرال شارل ايوري”, موضحا أن “هذا الخريج من المدرسة المتعددة التقنيات اعتبر الأب العسكري للقنبلة الذرية الفرنسية, وعند مروره بقيادة الأسلحة الخاصة, قام بتعزيز استعمال الأسلحة الكيميائية في الجزائر, فقد ألف كتابا في سنة 1948 وصف فيه استعمال العلم في الحرب كونه عنصر تفوق في سير العمليات, وكانت لديه قناعة بدور العلم كسلاح من أجل احراز النصر في الميدان”.
وأكد المؤرخ في هذا الخصوص, أنه استطاع من خلال الأرشيف “تأكيد استعمال غاز يسمى CN2D وهو مكون من غازين : غاز CN المشتق من السيانيد وغاز DM وهو أرسين أي مشتق من الزرنيخ”. وأشار كريستوف لافاي إلى “وجود عنصر ثالث وهو تراب المشطورات”, موضحا أن “خلط هذه العناصر الثلاثة ينتج غازا قاتلا”.
وتابع يقول إن “هذه الغازات مجتمعة معا في ذخيرة واحدة وبكميات كبيرة تؤدي بسرعة إلى موت الأشخاص المتواجدين داخل المغارات”.
وأضاف كريستوف لافاي, الدكتور في التاريخ المعاصر بجامعة أكس-مرسيليا وباحث مشارك بجامعة برغونية, أن الجيش الفرنسي قرر ابتداء من 1956 تكوين فرق خاصة لاستعمال تلك الأسلحة الكيميائية, “كانت مكونة من المجندين وتسمى فرق +الأسلحة الخاصة+ حيث تم إنشاء الوحدة الأولى في الجزائر في الفاتح ديسمبر 1956”, مؤكدا “نشاط 119 وحدة من هذا النوع خلال الفترة الممتدة بين 1957 و1959 على التراب الجزائري”.
كما استطاع المؤرخ خلال أبحاثه تأكيد وجود عملية أدت إلى سقوط 116 شهيدا, حسب ذات الموقع الإعلامي, مؤكدا أن لجوء الجيش الفرنسي إلى الأسلحة الكيميائية في الجزائر “لم يأتي صدفة بل هو جزء من عقيدة عسكرية حقيقية”.