‏ الرئيس سام نجوما السيرة الذاتية : حياته وانجازاته البارزة

قالت الرئاسة الناميبية،  إن سام نجوما الناشط وزعيم حرب العصابات الذي أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا لناميبيا بعد أن حصلت على استقلالها عن حكم الفصل العنصري في جنوب أفريقيا توفي عن عمر يناهز 95 عاما يوم السبت.

صعد نجوما لرئاسة الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا ذات الكثافة السكانية المنخفضة في 21 مارس 1990 وتم الاعتراف بها رسميا على أنها "الأب المؤسس للأمة الناميبية" من خلال قانون برلماني عام 2005.

وتمت موازنة الإشادة بانتقادات محلية ودولية بسبب عدم تسامحه مع التغطية الإعلامية الناقدة، وانتقاده للمثلية الجنسية، وتعديل الدستور لعام 1998 الذي سمح له بالترشح لولاية ثالثة.

كان حليفا قديما للرجل القوي في زيمبابوي روبرت موغابي ، حيث دعم مصادرة موغابي للأراضي من المزارعين البيض ، على الرغم من أن نجوما تمسك في الداخل بسياسة "المشتري الراغب والبائع الراغب".

ونشرت الرئاسة علي X :"لقد اهتزت أسس جمهورية ناميبيا، قائدنا الموقر ، الدكتور نجوما ، لم يشق الطريق إلى الحرية فحسب، بل ألهمنا أيضا للنهوض على أقدامنا وأن نصبح أسياد هذه الأرض الشاسعة لأسلافنا".

وقالت الرئاسة إن نجوما نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مضيفة "لسوء الحظ هذه المرة لم يستطع ابن أرضنا الشجاع أن يتعافى من مرضه".

جنوب أفريقيا

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، إن قيادة نجوما لناميبيا الحرة أرست الأساس للتضامن والشراكة التي يتشاركها البلدان اليوم، "وهي شراكة سنواصل تعميقها كجيران وأصدقاء".

وقال في بيان "كان الدكتور سام نجوما مناضلا غير عادي من أجل الحرية قسم برنامجه الثوري بين نضال ناميبيا ضد الاستعمار الجنوب أفريقي وتحرير جنوب إفريقيا من الفصل العنصري".

أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، محمد بالنجوما ووصفه بأنه أحد "القادة الثوريين الأكثر شهرة" في القارة و "مثال الشجاعة".

إرث معقد

وقضى نجوما فترات رئاسته الثلاث من عام 1990 إلى عام 2005 وسعى إلى إبراز نفسه كزعيم موحد يسد الانقسامات السياسية.

في بلد يعاني من إرث الفصل العنصري والحكم الاستعماري الألماني ، أشرف حزب SWAPO الذي يتزعمه نجوما على برنامج مصالحة وطنية تحت شعار "ناميبيا واحدة ، أمة واحدة".

في خطاباته ، كرر نجوما العبارة: "الشعب الموحد ، الذي يسعى جاهدا لتحقيق الصالح العام لجميع أفراد المجتمع ، سيخرج دائما منتصرا".

وشملت إنجازاته إنشاء مؤسسات ديمقراطية وإعطاء الأولوية للمصالحة ، كما قال ندومبا كاموانيا ، المحاضر في جامعة ناميبيا والمحلل السياسي.

لكن ميوله الاستبدادية ، التي ظهرت في تعامله مع وسائل الإعلام والقمع الوحشي لتمرد كابريفي عام 1999 ، ألقت بظلالها على إرثه ، كما أضاف كاموانيا.

وقال كاموانيا: "في حين أن رئاسة نجوما كانت أساسية في تأسيس استقلال ناميبيا وحكمها، إلا أنها لم تكن خالية من العيوب".

ناشط وحرب عصابات

ولد نجوما في قرية في شمال غرب ناميبيا في عام 1929 ، عندما كانت بلاده تحت إدارة جنوب إفريقيا. كانت جنوب إفريقيا تسيطر على ناميبيا منذ الحرب العالمية الأولى بعد بضعة عقود وحشية من الحكم الاستعماري الألماني الذي تم تذكره بسبب الإبادة الجماعية لشعبي هيريرو وناما.

عندما كان صبيا ، اعتنى بماشية عائلته والتحق بمدرسة إرسالية فنلندية ، قبل أن ينتقل إلى بلدة خليج والفيس الساحلية ثم العاصمة ويندهوك ، حيث عمل في سكك حديد جنوب إفريقيا ، وفقا لسيرة ذاتية نشرت على الموقع الإلكتروني لمؤسسة نجوما الخيرية.

ترك نجوما وظيفته في السكك الحديدية لتركيز طاقاته على إسقاط نظام الفصل العنصري.

في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين ، أصبح زعيما لمنظمة أوامبو الشعبية ، وهي مقدمة لحركة التحرير SWAPO ، حيث نظم مقاومة الترحيل القسري للسود في ويندهوك والتي بلغت ذروتها في قتل الشرطة 12 شخصا أعزل وجرح عشرات آخرين.

ووجهت إلى نجوما تهمة تنظيم المقاومة واعتقل. في عام 1960 ، ذهب إلى المنفى. سافر عبر إفريقيا قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة ، حيث قدم التماسا إلى الأمم المتحدة من أجل استقلال ناميبيا.

جعلت نجوما زعيمة لسوابو غيابيا ، وأنشأت جناحها المسلح وفي عام 1966 شنت حرب عصابات ضد حكومة الفصل العنصري.

واستغرق الأمر أكثر من عشر سنوات من الضغط من نجوما وآخرين قبل أن يقترح قرار لمجلس الأمن الدولي في عام 1978 وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات وعشر سنوات أخرى لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات في أواخر عام 1989.

فازت SWAPO بالأغلبية في تلك الانتخابات ، وتولى نجوما منصبه في مارس من العام التالي.

المصدر: بوابة الوفد