أكد معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، خلال مشاركته في مؤتمر التعدين الأفريقي 2025 “إندابا”، أهمية تعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع عالميًا، مشيرًا إلى أن الشراكات العالمية والاستثمارات الإستراتيجية ليست مجرد خيار، بل ضرورة مُلحة لضمان استدامة سلاسل الإمداد المعدنية وتأمين المعادن الحرجة اللازمة للتحول في مجال الطاقة على مستوى العالم.

 

وأوضح أن الدول الغنية بالموارد خاصة في أفريقيا، تمتلك فرصًا كبيرة لتعزيز دورها في السوق العالمي من خلال تطوير بنيتها التحتية، والاستفادة من أحدث التقنيات، وتنفيذ سياسات داعمة للاستثمار، مشيرًا إلى أن البنية التحتية المعدنية تُعد عنصرًا أساسيًا في تأمين الإمدادات المستدامة للمعادن الحيوية.

 

ونوّه في هذا الصدد بنجاح ممر لوبيتو، الذي يربط أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا، باعتباره يمثل أنموذجًا رائدًا لكيفية مساهمة الاستثمار في النقل والخدمات اللوجستية في دعم قطاع التعدين وتعزيز التجارة بين الدول.
ولفت المديفر النظر إلى أن خمسة من بين سبعة ممرات معدنية تم تحديدها خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمؤتمر التعدين الدولي تقع في أفريقيا، مما يعكس الدور المحوري للقارة في سلاسل الإمداد العالمية، مبينًا أن هذه الممرات المعدنية ستكون ضمن الأولويات لكونها عنصرًا أساسيًا في تعزيز التنمية من خلال مكونات البنية التحتية، وضمان إمداد مستقر وفي الوقت المناسب بالمعادن الحيوية لقطاعات تحول الطاقة والصناعات الحديثة.

اقرأ أيضاًالمملكةسلطنة عُمان تُعرب عن رفضها للتصريحات الإسرائيلية بحق المملكة

 

وتطرّق معاليه إلى الجهود التي بُذلت في سبيل تحويل قطاع التعدين في المملكة، وتضمّنت البدء بتدشين أكبر وأحدث مسح جيولوجي إقليمي في العالم على مساحة 700,000 كيلومتر مربع من الدرع العربي، وجرى إطلاق النسخة الأولى من قاعدة المعلومات الجيولوجية الوطنية التي تحتوي على 80 عامًا من السجلات الجيولوجية في المملكة، وإصدار نظام الاستثمار التعديني الذي يتسم بالتنافسية والشفافية والوضوح، ويتبنى المبادئ الجديدة للاستدامة البيئية والاجتماعية، وإطلاق برنامج الاستكشاف المسرّع، لإصدار الرخص للمستثمرين ذوي الكفاءة العالية والمهتمين بالمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى تطوير منصة ترخيص رقمية لإصدار التراخيص في مدة قياسية على المستوى العالمي.

 

وأشار إلى التزام المملكة بدعم قطاع التعدين في أفريقيا من خلال الاستثمارات، ونقل المعرفة، وبناء الشراكات الإستراتيجية، مؤكدًا على الدور الذي ينهض به مؤتمر التعدين الدولي الذي أطلقته المملكة، الذي يُعد منصة عالمية لتعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين، وإيجاد صوت أقوى للمناطق الأقل تمثيلًا، مثل آسيا وأفريقيا، مع التركيز على أهمية تطوير البنية التحتية الإقليمية لضمان إمدادات مستدامة من المعادن.
كما أكّد على التزام الاجتماع الوزاري الدولي بدعم قطاع التعدين في أفريقيا من خلال إطلاق مبادرات إستراتيجية تعزز قدرات الدول المنتجة وتمكنها من لعب دور أكبر في سلاسل الإمداد العالمية.
وأوضح معاليه أن الاجتماع الوزاري أطلق تسعة مراكز تميز في أفريقيا وآسيا، تهدف إلى بناء القدرات التقنية وتدريب المواهب الشابة، إلى جانب تطوير إطار دولي للمعادن الحيوية لدعم الدول المنتجة وتعزيز مكانتها في السوق العالمي، إضافة إلى دعوة الاجتماع للاستثمار في ممرات البنية التحتية المعدنية، حيث تم تحديد سبعة ممرات رئيسة، يقع خمسة منها في أفريقيا، وذلك لتعزيز التكامل بين الدول المنتجة وضمان تدفقات آمنة ومستدامة للمعادن الحرجة.
ومن جانب آخر، دعا معاليه المؤسسات المالية الدولية والمنظمات متعددة الأطراف إلى إطلاق المزيد من الاستثمارات والتمويل لدعم تطوير البنية التحتية لقطاع التعدين في أفريقيا، مجددًا التأكيد على أن تطوير ممرات معدنية مثل ممر لوبيتو، يُعد خطوة حيوية نحو تعزيز سلاسل الإمداد العالمية وتأمين المعادن الضرورية لأسواق المستقبل.
وفي ختام كلمته، أكّد المديفر أن تحول الطاقة يتطلب قرارات جريئة، وأن أفريقيا تملك المفتاح المطلوب لتنفيذ هذه القرارات، مشددًا على ضرورة ضمان استفادة الدول الغنية بالموارد من النمو في قطاع التعدين.

 

يذكر أن معاليه التقى -على هامش المؤتمر- عددًا من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص لبحث سبل تعزيز التعاون في قطاع التعدين والمعادن في أفريقيا، وتناولت تلك اللقاءات أهمية توحيد الجهود بين الحكومات والمستثمرين وقادة الصناعة، والتعاون مع المملكة لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع التعدين الأفريقي، وضمان إمداد مستدام وعادل ومسؤول بالمعادن الحيوية للمستقبل.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی قطاع التعدین قطاع التعدین فی البنیة التحتیة سلاسل الإمداد فی أفریقیا من خلال

إقرأ أيضاً:

تفاهم لدعم التحول الرقمي في كفاءة الخدمات الحكومية

وقَّعت وزارة الطاقة والبنية التحتية مذكرة تعاون مع حكومة الفجيرة الرقمية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لدعم التحول الرقمي وتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية، عبر تبادل الخبرات وترسيخ أفضل وسائل الابتكار لتحقيق هذا الهدف.
وقع الاتفاقية الشيخ المهندس محمد بن حمد بن سيف الشرقي، مدير عام حكومة الفجيرة الرقمية والمهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول وذلك في خطوة تعكس التزام الطرفين بتحقيق الرؤية الوطنية لدولة الإمارات في مجال التحول الرقمي.
وتهدف المذكرة لتطوير وتطبيق حلول رقمية مبتكرة وتعزيز التعاون في تحسين الخدمات الحكومية وتوفير الأدوات والموارد اللازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة، كما تركز على تبادل المعرفة والخبرات في مجالات التحول الذكي ودعم إدارة المعرفة واستشراف المستقبل، فضلاً عن التعاون في تنظيم الفعاليات وورش العمل والدورات التدريبية والتنسيق في الاجتماعات والزيارات والمهام المشتركة وكذلك تطبيق أفضل الممارسات في التحول الذكي والأمن السيبراني. وأكد الطرفان أهمية تفعيل هذه المذكرة عبر تشكيل فرق عمل متخصصة لتنفيذ المشاريع المشتركة وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

مقالات مشابهة

  • تفاهم لدعم التحول الرقمي في كفاءة الخدمات الحكومية
  • وزير البترول يشارك كمتحدث رئيسي في منتدى الطاقة والاقتصاد في أفريقيا بأمريكا
  • عبدالله بن زايد يلتقي في باريس وزير الخارجية الفرنسي ويبحثان تعزيز العلاقات الإستراتيجية
  • وزير قطاع الأعمال ومحافظ الغربية يشاركان عمال غزل المحلة الإفطار ويكرمان أسر ضحايا حادث خزان الكهرباء
  • وزير قطاع الأعمال: مشروع تطوير الغزل والنسيج يعيد ريادة مصر الصناعية عالميًا
  • قطاع التعدين واستشراف المستقبل
  • خلال مأدبة إفطار جماعية.. وزير قطاع الأعمال من المحلة: سنواصل تطوير مصانع شركة الغزل
  • "عُمان المعرفة" تطلق مبادرة لسد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية وسوق العمل بالقطاع الصناعي
  • وزارة النفط توقع عقد تطوير حقول كركوك الأربعة  مع شركة BP
  • نائب وزير الخارجية يفتتح برنامجاً تدريبياً حول مكافحة التهديدات في البحر الأحمر