جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-11@00:48:57 GMT

بوابة نمو المشاريع المتوسطة والصغيرة

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

بوابة نمو المشاريع المتوسطة والصغيرة

 

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

سوق الشركات الواعدة ليست مجرد فكرة اقتصادية؛ بل نافذة تفتح آفاقًا جديدة أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي غالبًا ما تجد نفسها محاصرة بين الطموح والتحديات التمويلية، في عالم يتغيَّر بسرعة، لم تعد القروض التقليدية الحل الوحيد؛ فالمشاريع بحاجة إلى أدوات مالية أكثر مرونة تُمكّنها من التوسع دون أعباء ديون ثقيلة، وهنا يأتي دور سوق الشركات الواعدة، الذي لا يوفر فقط رأس المال، بل يعزز ثقة المستثمرين بالشركات الناشئة من خلال الحوكمة والشفافية؛ مما يمنحها فرصة للنمو المستدام.

التجارب العالمية تؤكد أن الأسواق المالية المُصمَّمة خِصيصًا لهذه الشركات تُحقِّق نجاحات كبير؛ ففي الولايات المتحدة، لعب سوق "ناسداك" دورًا محوريًا في صعود شركات مثل أمازون وتِسلا، وقد وفَّر تمويلًا بقيمة 1.5 تريليون دولار خلال العقد الماضي، مما مكّن آلاف الشركات من التحول إلى قوى اقتصادية عالمية. وفي بريطانيا، منح سوق "AIM" المشاريع الصغيرة فرصة للنمو منذ إطلاقه عام 1995؛ حيث جمعت أكثر من 115 مليار جنيه إسترليني، وأصبح أحد أنجح الأسواق الأوروبية لدعم الشركات الناشئة. الصين أيضًا تبنّت هذا النموذج عبر سوق "STAR"، الذي أطلقته عام 2019؛ ليصل إلى قيمة سوقية تجاوزت 1.2 تريليون دولار؛ مما عزز مكانة الصين في الابتكار والتكنولوجيا.

وفي العالم العربي، أدركت العديد من الدول أهمية هذا النوع من الأسواق وبدأت بتطبيقه؛ ففي السعودية، أُطلق سوق "نمو- السوق الموازية" عام 2017 لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وارتفع عدد الشركات المدرجة من 9 شركات فقط إلى أكثر من 60 شركة بحلول 2024، وبلغت قيمته السوقية أكثر من 40 مليار ريال سعودي؛ مما يعكس نجاحه في استقطاب المستثمرين. الإمارات أيضًا تبنّت الفكرة عبر "السوق الثاني" في سوق أبوظبي للأوراق المالية، والذي منح الشركات الصغيرة فرصة تداول أسهمها دون قيود السوق الرئيسية، مما زاد من سيولتها وجاذبيتها الاستثمارية. الأردن بدورها أطلقت "السوق الثاني" في بورصة عُمان؛ ليكون منصة للشركات التي تسعى للنمو قبل انتقالها إلى السوق الرئيسية.

وفي سلطنة عُمان، تُسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة بنحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لبيانات هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ورغم الجهود الحكومية الداعمة، لا تزال هذه المشاريع بحاجة إلى حلول تمويلية أكثر استدامة. ولا شك أن إطلاق سوق للشركات الواعدة، يُمكن أن يكون نقلة نوعية؛ حيث يمنح رواد الأعمال فرصة لجذب رؤوس الأموال، ويساعد المستثمرين على المشاركة في نمو شركات محلية ذات إمكانات واعدة، مما يخلق بيئة اقتصادية أكثر ديناميكية.

والاستفادة من التجارب العالمية والعربية ستكون عاملًا رئيسيًا في نجاح هذا السوق، من خلال تبني سياسات مرنة لتخفيف متطلبات الإدراج، وتقديم حوافز للمستثمرين، وتعزيز الشراكات مع الأسواق المالية الإقليمية.

وفي الأخير.. لا يقتصر دور هذا السوق على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ بل يمتد ليكون محركًا رئيسيًا للتنويع الاقتصادي وتعزيز الابتكار؛ بما يتماشى مع رؤية "عُمان 2040"، التي تسعى إلى بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أسباب ارتفاع أسعار البن في الأسواق.. فيديو

كشف حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرف التجارية، عن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار البن في الأسواق المصرية، موضحًا أن مصر تستورد 100% من احتياجاتها من البن، وبالتالي فهي تتأثر بشكل مباشر بالأسعار العالمية.

وخلال فوزي، مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج «صالة التحرير» على قناة صدى البلد، أكد فوزي أن السوق يشهد حاليًا ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار البن، مشيرًا إلى أن العوامل المناخية تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الارتفاع.

من الحبهان إلى البن..ارتفاع أسعار المواد الخام ينعكس على أسعار القهوة المحلية

وأوضح حسن فوزي أن البرازيل وفيتنام، وهما من أكبر منتجي البن في العالم، تعرضتا لظروف مناخية قاسية أدت إلى تلف حوالي 20% من إجمالي الإنتاج، مما أسهم في زيادة أسعار البن عالميًا، وبالتالي محليًا أيضًا.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية تتجه حاليًا إلى شراء كميات كبيرة من البن تحسبًا لارتفاع الأسعار مجددًا، مؤكدًا أن السوق سيشهد زيادة أخرى في الأسعار في الفترة المقبلة.

تشهد الأسواق المحلية ارتفاعًا واضحًا في أسعار البن؛ إذ سجل سعر الكيلوغرام من البن السادة رقم 560 جنيهًا، فيما وصل سعر البن المحوج إلى 680 جنيهًا، نتيجة للزيادة الكبيرة في أسعار الحبهان التي بلغت 2000 جنيه للكيلوجرام.

أسباب الارتفاع:

يرجع التجار هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية، منها الارتفاع العالمي في أسعار المواد الخام الذي أثر على تكلفة الاستيراد، وتزايد الطلب مع قلة المعروض في ظل موسم الاستهلاك المرتفع، بالإضافة إلى زيادة تكاليف النقل والجمارك الناتجة عن تقلب أسعار الوقود.

توقعات واستقرار السوق:

يتوقع بعض التجار استمرار ارتفاع الأسعار إذا لم تنخفض أسعار المواد الخام على الصعيد العالمي، بينما يرى آخرون إمكانية استقرار السوق نسبيًا في حال تراجع الطلب أو تدخل الجهات المعنية لضبط الأسعار. وفي النهاية، تُعد أزمة ارتفاع أسعار البن جزءًا من موجة الغلاء التي يواجهها المواطنون، مما يجعل البحث عن حلول بديلة ضرورة ملحّة.

كشف حسن فوزي، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار البن وصلت إلى مستويات غير مسبوقة لم تُشهد منذ 47 عامًا، وذلك وسط موجة ارتفاع عالمية أثّرت بشكل مباشر على السوق المحلي.

التقلبات المناخية وتأثيرها:

أرجع فوزي هذه الزيادة الحادة في الأسعار إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها التقلبات المناخية في الدول المنتجة؛ إذ شهدت كل من البرازيل وفيتنام، أكبر مصدري البن عالميًا، انخفاضًا في الإنتاج بنسبة 20% بسبب تأخر هطول الأمطار، مما قلص العرض وزاد الأسعار.

كما أشار إلى التغيرات في السياسات الجمركية، حيث ساهمت القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في رفع تكاليف الاستيراد، إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن الدولي التي تضاعفت خلال العامين الماضيين، مما أدى إلى زيادة أسعار البن بنسبة 100% بين عامي 2024 و2025.


الأسعار الحالية واحتمالات استمرار الارتفاع:

تستمر موجة الغلاء في السوق المحلي، إذ بلغ سعر الكيلوغرام من البن السادة 560 جنيهًا، بينما وصل البن المحوج إلى 680 جنيهًا، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الحبهان. وتوقع فوزي استمرار الارتفاع خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تصاعد مؤشر بورصة البن العالمية، مما يزيد الضغوط على الأسواق المحلية وسط مخاوف من تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين.

ضغوط على السوق المصرية:

شهدت العقود الآجلة لقهوة أرابيكا في بورصة إنتركونتيننتال بنيويورك ارتفاعًا غير مسبوق، حيث أنهت تعاملات يوم الجمعة بزيادة قدرها 1.1% لتصل إلى 3.7225 دولار للرطل، مما يمثل زيادة تجاوزت 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفي السياق ذاته، سجلت أسعار قهوة روبوستا قفزة بنسبة 2.2% لتصل إلى 5734 دولارًا للطن المتري يوم الخميس، مسجلة أعلى مستوى تاريخي لها، قبل أن تنخفض قليلاً لتصل إلى 5711 دولارًا مع نهاية تعاملات الجمعة.

ارتفاع قياسي في أسعار القهوة عالميًا:

تشير بيانات بورصة إنتركونتيننتال إلى أن أسعار القهوة العالمية، سواء أرابيكا أو روبوستا، قد ارتفعت بنسبة 94% على أساس سنوي، وزادت بنسبة 17.7% خلال الشهر الماضي وحده، مما يعكس أزمة حادة في سوق القهوة على مستوى العالم.


تداعيات الارتفاع على السوق المصرية:

مع استمرار هذه الزيادات، يواجه السوق المصري تحديات كبيرة، إذ من المتوقع أن تؤثر الارتفاعات المتواصلة على معدلات استهلاك القهوة اليومي للمواطنين، خاصة مع ارتفاع تكاليف الاستيراد وانعكاسها المباشر على الأسعار المحلية، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المستهلكين.

مقالات مشابهة

  • أسباب ارتفاع أسعار البن في الأسواق.. فيديو
  • تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • رئيس مصلحة الضرائب لـ«كلمة أخيرة»: نظام ضريبي مبسط لدعم الشركات الناشئة والصغيرة
  • لأصحاب الشركات.. الضرائب تكشف مميزات دخول المشروعات الصغيرة في الاقتصاد الرسمي
  • 73.7 مليار جنيه تمويلات ممنوحة للمشروعات المتوسطة والصغيرة بنهاية أكتوبر
  • باسل رحمي: المشروعات الصغيرة قاطرة التنمية ويوفر 4 ملايين وظيفة خلال 3 سنوات
  • اللقاء الإعلامي «للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة» يؤكد اعتماد 481 مبادرة العام الجاري
  • ختام معرض الأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالعوابي
  • حازم إمام في الاسماعيلية: أندية الشركات أكثر حظا من الشعبية