تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعتبر صوم يونان (أو صوم نينوى) أحد الأصوام المميزة في تقويم بعض الكنائس المسيحية الشرقية، ويرتبط بقصة النبي يونان (يونس في القرآن) المذكورة في سفر يونان  بالعهد القديم. 

ووفق النص التوراتي، أرسل الله النبي يونان إلى مدينة نينوى لدعوة أهلها للتوبة، وبعد رفضه ومحاولة الهرب، ابتلعه حوتٌ عظيم لثلاثة أيام قبل أن يُلقيَه على الشاطئ.

توجه يونان أخيراً إلى نينوى، حيث استجاب أهلها لدعوته وصاموا هم وحيواناتهم تكفيراً عن خطاياهم، فغفر الله لهم.

الممارسة الكنسية عبر التاريخ:

تبدأ جذور الصوم في التقاليد المسيحية المبكرة حيث اعتمدت الكنائس الشرقية (كالكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والقبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الأشورية) هذا الصوم كفترة توبةٍ سنوية، تُقام قبل الصوم الكبير(الذي يسبق عيد الفصح) بأسابيع. يُحتفظ بهذا الصوم بشكل خاص في الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي، مثل: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: تصومه لمدة 3 أيام (تقع في الأسبوع الثالث قبل الصوم الكبير)، الكنيسة السريانية: تُطلق عليه "صوم الباعوث" (الدعاء)، وتخصص له قراءات من سفر يونان، الكنيسة الأرمنية تصومه لمدة 5 أيام.  

الطقوس والرمزية:

المدة: يتراوح الصوم بين 3 إلى 5 أيام، وفقاً للطقس الكنسي، ويشمل الامتناع عن الأكل والشرب لفترات محددة، مع التركيز على الأطعمة النباتية.  
الصلوات: تُتلى خلاله مقاطع من سفر يونان، خاصةً تلك التي تتحدث عن توبة أهل نينوى، إلى جانب مزامير التوبة.  
الرمزية الروحية: يُذكِّر الصوم المؤمنين بضرورة التواضع والتوبة، مستوحىً من قصة يونان الهارب من إرادة الله، وتحول أهل نينوى من الخطيئة إلى الغفران.

 

اختلاف الممارسات بين الطوائف:

رغم اشتراك الكنائس في الجوهر الروحي للصوم، تختلف تفاصيله:  
 الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية: لا تلتزم بهذا الصوم تقليدياً، إلا أن بعض المجتمعات تتبناه كتقوية روحية.  
 الشرق الأرثوذكسي: تُركّز على الصوم كاستعداد روحي للصوم الكبير، بينما في التقويم القبطي، يسبقه "أسبوع الاستعداد".  

صوم يونان في العصر الحديث:

أصبح الصوم في القرن الحالي فرصةً لتعزيز الحوار المسكوني بين الكنائس، حيث تُنظم لقاءات مشتركة خلاله. كما يُستخدم كمناسبة لدعوة غير المسيحيين إلى التعرف على قيم التسامح والتوبة في المسيحية. في لبنان والعراق وسوريا، تُحيي الكنائس هذا الصوم بقداسات خاصة، مع تأكيدٍ على الوحدة الوطنية في البلدان المتنوعة دينياً.

صوم يونان ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو جسرٌ بين الماضي والحاضر، يربط المسيحيين بقصةٍ عمرها آلاف السنين، ويعيد إنتاج قيم التوبة والأمل في سياقات معاصرة. رغم التحديات التي تواجه المسيحيين في الشرق، يبقى هذا الصوم شاهداً على قدرة التراث الديني على الصمود والتجدد.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس صوم یونان

إقرأ أيضاً:

البطريرك إبراهيم إسحق يترأس قداس جمعة ختام الصوم بكنيسة مار جرجس بالقصيرين

ترأس صباح اليوم، البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، صلوات القنديل العام، وقداس جمعة ختام الصوم الأربعيني المقدس، وذلك بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بالقصيرين.

جمعة ختام الصوم 

شارك في الصلوات الأب مجدي زكي، والأب جواو جبريال، راعيا الكنيسة، حيث ألقى صاحب الغبطة عظة الذبيحة، معبرًا عن سعادته بتواجه في الرعية.

وتأمل الأب البطريرك في سر مسحة المرضي، وأهميته كسر من الأسرار المقدسة، والتي هي إشارة إلى أن الله معنا في كافة الظروف خاصة الاوقات الصعبة، أو المرض، ولا يتركنا.

كنيسة السيدة العذراء بالقاهرة الجديدة تحتفل بقداس جمعة ختام الصوم| صوركنيسة سيدة البشارة بالمهاجرين تحتفل بقداس جمعة ختام الصوم | صوررئيس حزب الجبهة الوطنية والأمين العام يزوران قداسة البابا تواضروس الثانيصلاة أول قداس في الكنيسة الجديدة بإيبارشية إخميم بسوهاج.. صور

وتطرق صاحب الغبطة في كلمته إلى "كما نحن كذلك أيامنا"، فعندما يتغير قلب الانسان بالنعمة، يُغير الأيام، مختتمًا العظة الروحية بتهنئة الحاضرين بختام مسيرة الصوم الأربعيني المقدس، وحلول أسبوع الآلام المقدس، واقتراب عيد القيامة المجيد، داعيًا إياهم إلى المشاركة الدائمة في الكنيسة.

مقالات مشابهة

  • الطوائف المسيحية تحتفل به.. هل أحد الشعانين غدًا إجازة رسمية؟
  • غدا .. الكنائس تحتفل بأحد الشعانين والزعف يملأ الأجواء فرحا
  • القدس تحتضن صلاة جمعة ختام الصوم في دير الأنبا أنطونيوس العامر
  • البطريرك إبراهيم إسحق يترأس قداس جمعة ختام الصوم بكنيسة مار جرجس بالقصيرين
  • كنيسة سيدة البشارة بالمهاجرين تحتفل بقداس جمعة ختام الصوم | صور
  • طقس القنديل العام.. سر مسحة المرضى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • “ثمار عظيمة لا تُوصف”.. الكنائس تستعد للدخول في الأسبوع المقدس
  • الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس جمعة ختام الصوم بكنيسة مار جرجس
  • الكنائس تحتفل بجمعة ختام الصوم بصلوات التوبة والميطانيات استعدادًا لأسبوع الآلام
  • جمعة ختام الصوم.. ما الذي يميز هذا اليوم في الطقس الكنسي؟