أفرجت السلطات المصرية، بعفو رئاسي، عن نشطاء سياسيين وسجناء رأي قضى بعضهم سنوات في الحبس الاحتياطي، في خطوة رأى نشطاء أنها تصحيح لـ"جريمة" سجنهم ظلما، مطالبين بالإفراج عن جميع السجناء الذين مارسوا حقهم في حرية التعبير والنشاط السياسي.

أفرجت السلطات المصرية السبت عن المعارض البارز أحمد دومة المسجون منذ 2013 والذي حكم عليه في 2019 بالسجن لمدة 15 عاما بعد إدانته بـ"التجمهر والتعدي على مبان حكومية".

وشمل الأفراج الصحفي كريم أسعد بعد توقيفه لنحو 48 ساعة على خلفية منشورات على منصة لتقصي الحقائق، كشف فيها معلومات عن ضبط السلطات الزامبية طائرة خاصة آتية من القاهرة محملة بأموال ومعادن وأسلحة.

وسنظل نحلم بمصر بلا سجينات رأي وبلا سجناء سياسيين ..
سنظل نطالب باخلاء سبيل المحبوسين إحتياطيا و العفو العام عن كل المظلومين من المحكوم عليهم خلف القضبان ..
مبروك الحرية أخيرًا ل #أحمد_دومة بعد أن نفذ ١٠ سنوات من الحكم الصادر ضده (١٥سنة)..
و مبروك لأسر و أحباب الآتي أسمائهم…

— Gameela Ismail (@GameelaIsmail) August 19, 2023

وأفرجت السلطات الشهر الماضي عن الباحث الحقوقي باتريك زكي والمحامي محمد الباقر بعد صدور عفو رئاسي عنهما، كما قررت نيابة أمن الدولة العليا، الشهر الماضي، إخلاء سبيل المحامي المصري محمد رمضان الذي كان يقبع في الحبس الاحتياطي منذ أربعة أعوام تقريبا بتهمة "الإرهاب"، بعد نشره صورة يظهر فيها مرتديا سترة صفراء، رمز الحركة الشعبية الاحتجاجية في فرنسا.

صورة مع كل المناضلين (السوابق????) بعد خروج دومة
ربنا يعين الجميع وتكمل الصورة بكل الحبايب اللى لسه فى السجن
ألف مبروك
وربنا يرد كل غايب لأهله pic.twitter.com/W8hf424l3U

— Khaled Ali (@Khaledali251) August 19, 2023

ومنذ أواخر عام 2021، تتخذ مصر عددا من الخطوات التي تقول إنها تهدف إلى معالجة قضايا حقوق الإنسان مثل العفو عن بعض السجناء البارزين.

ورحبت نقابة الصحفيين في مصر "بقرارات العفو الرئاسي عن سجناء الرأي"، وفق ما نقلته صحيفة اليوم السابع قبل يومين.

وأعربت لجنة الحريات في النقابة، وفقا للصحيفة، عن أملها في أن يشمل قرار العفو "كل محبوسي وسجناء الرأي وفي مقدمتهم الصحفيون المحبوسون، خاصة الزميلات اللاتي يعانين ظروفا صحية تستدعى الإفراج عنهن".

ودعت اللجنة السلطات مجددا إلى "سرعة تعديل قانون الحبس الاحتياطي بما يضمن إغلاق هذا الملف بالكامل ومنع ضم محبوسين جدد".

وأطلقت السلطات في مايو حوارا وطنيا يهدف إلى مناقشة مستقبل البلاد في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

والأربعاء، قال السيسي إنه سيحيل التوصيات الصادرة عن جلسات الحوار إلى السلطات المعنية والبرلمان.

في المقابل، يعتبر الحقوقي، جمال عيد، أن "خروج سجناء الرأي والنشطاء السياسيين هو إصلاح لجريمة القبض عليهم وحبسهم من الأساس، سلب حرية شخص ظلما ثم إطلاق سراحه، يحتاج إلى أمرين، تعويضه والعفو عمن ظلمه، لم يرتكبوا جريمة ولم تكن هناك محاكمة عادلة لهم". 

وقال عيد في تصريحات لموقع "الحرة": "في الحقيقة، من خرجوا بعفو رئاسي، فرادى أو عشرات فقط، لكن الإعلام غير المستقل يصور لنا أنهم كثر لأنه يعتبر أن إخلاء سبيل محبوسين احتياطيا يأتي ضمن قرارات العفو التي تصدر عن الرئيس، وهذه جريمة". 

وأضاف: "العفو الرئاسي يكون عمن يقضي عقوبة صدر بها حكم قضائي نهائي، لأن الرئيس لا يملك العفو عن محبوس احتياطي وإنما يكون ذلك بقرار من النيابة. ما يحدث هو عفو رئاسي عن شخصين وبجانبهما عشرون آخرون محبوسون احتياطيا". 

واعتبر عيد أن تصوير عمليات الإفراج من جانب الإعلام غير المستقل بأنها إنجاز كبير وإصلاح سياسي في مصر "أكذوبة كبيرة". 

وقال: "من خرج من السجون سواء بعفو رئاسي أو من المحبوسين احتياطيا، يبلغ عددهم تقريبا ألف شخص، لكن في المقابل، هناك ثلاثة آلاف دخلوا السجون، في نفس الفترة". 

أصدر الرئيس السيسي قرارًا جمهوريًا بالعفو عن بعض المحكوم عليهم بأحكام نهائية، ومنهم أحمد سعد دومة. كان فى انتظاره حمدين صباحى وخالد يوسف وفريد زهران pic.twitter.com/f5Q4EWCpTv

— Mohamed Saad (@mohamedabedelg1) August 19, 2023

ويرى عيد أن أسباب الإفراج عن نشطاء معروفين يأتي في إطار خداع الغرب حتى يتم الصمت والسكوت عن جرائمه مع تصاعد الانتقادات له وحديث عن اقتطاع أكبر من المعونة، مضيفا أن "النظام المصري لا يحترم الرأي العام الداخلي ولا يفعل ذلك من أجل الانتخابات. هي محاولة لإجراءات شكلية وليست جوهرية وليست عودة إلى طريق لبناء مجتمع ديمقراطي حقيقي".  

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في أوائل عام 2024 وسط أزمة اقتصادية تضرب البلاد.

وقال عيد: "ليس هناك إصلاح يحدث في مصر حاليا. ما يحدث يوما بعد يوم هو تخريب، إفقار للناس وأزمة سياسية حادة وإخلال بالعدالة".  

والأحد، استدعت النيابة العامة الناشر المعارض البارز، هشام قاسم، لاستجوابه في شأن دعوى تشهير أقامها وزير سابق. وأعلن قاسم عبر منصة أكس أنه رفض دفع كفالة بقيمة خمسة آلاف جنيه مصري (150 يورو). 

وكان قاسم قد ندد بتوقيف الصحفي كريم أسعد، كما ظهر إلى جانب أحمد دومة بعد الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي. 

وقال دومة في تصريحات عقب خروجه من السجن: "كان نفسي أقول إني فرحان بعد العشر سنين لكن حقيقي أنا مأجل الفرحة لغاية ما كل الناس تخرج.. أتمنى نعرف نفرح قريب".

الحرية لعلاء عبد الفتاح،عبد المنعم ابو الفتوح،محمد القصاص،محمد عادل،احمد عرابي ،محمد اكسجين،عمر علي،حازم ابو اسماعيل،هدى عبد المنعم،مروة عرفة،شريف الروبي،يحيى غزلان،انس البلتاجي،عائشة الشاطر..
مفيش فرحة بجد قبل ما نفرح بكل الغايبين من غير تنقيط ولا نشفان ريق pic.twitter.com/ep5za2SeE4

— Ahmed Douma (@AhmedDouma89) August 20, 2023

واعتبر حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ المصري، أن قرار السيسي "يعكس حرص الدولة على إحداث تطور ملحوظ في ملف السجناء، وإنهائه بشكل جذري"، بحسب موقع مصراوي.

وتحتل مصر المرتبة 166 من 180 في تصنيف عام 2023 لحرية الصحافة، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الإفراج عن عفو رئاسی رئاسی عن

إقرأ أيضاً:

بيان فضل العفو والتجاوز عن المعسر رغبة في الثواب

قالت دار الإفتاء المصرية إن مطالبة الإنسان بحقِّه في الشرع الشريف أمر مباح وليس بواجب، ما دام أن ذلك الحق المطلوب هو حقه الشخص وحده، لا يتعداه لغيره، مؤكدة أن الأصل أنه يطالب الإنسان بحقوقه.

بيان فضل العفو 

وأوضحت الإفتاء أن أراد الإنسان العفو عن حقه والمسامحة فيه لتعسر المدين أو حاجته أو لرغبة  فيما وراء العفو من الثواب والأجر، فإن ذلك من محاسن الأخلاق التي ندب الشرع إليها وحثَّ عليها؛ لما فيه من التآلف بين القلوب وتوطيد العلاقات الإنسانية بين الإنسان وأخيه.

وأضافت الإفتاء أنه تكاثرت الأدلة التي تحث على ذلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة:
يقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 280]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].

قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (3/ 374، دار عالم الكتب): [﴿وَأَن تَصَدَّقُوا﴾.. ندب الله تعالى بهذه الألفاظ إلى الصدقة على المعسر، وجعل ذلك خيرًا من إنظاره] اهـ.

وقال أيضًا (4/ 207): [العفو عن الناس أجلُّ ضُرُوب فعل الخير؛ حيث يجوز للإنسان أن يعفو وحيث يتجه حقه] اهـ.

وقال الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب في "الهداية إلى بلوغ النهاية" (10/ 6320، ط. جامعة الشارقة): [ومعنى: ﴿فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [الزمر: 18]، أي: يتبعون ما أمر الله به الأنبياء من طاعته؛ فيعملون به؛ أي: يستمعون العفو عن الظالم والعقوبة، فيتبعون العفو ويتركون العقوبة وإن كانت لهم.

وإنما نزل ذلك فيما وقع في القرآن في الإباحة فيفعلون الأفضل مما أبيح لهم؛ فيختارون العفو على القصاص والصبر على الانتقام اقتداء بقوله تعالى: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور﴾ [الشورى: 43]] اهـ.

وقال العلامة ابن رشد الجد في "المقدمات الممهدات" (3/ 425، ط. دار الغرب الإسلامي): [فأما في الدنيا: فالعفو والصفح عن الظالم أولى من الانتصار منه بأخذ الحقِّ منه في بدنه أو ماله؛ لقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، وقوله: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134]، وقوله: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [الشورى: 43]، ولا يعارض هذا قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشورى: 39]؛ لأن المدحة في ذلك وإن كانت متوجهة بهذه الآية لمن انتصر ممن بغي عليه بالحق الواجب ولم يتعد في انتصاره وكان مثابًا على ذلك لما فيه من الردع والزجر: فهو في العفو والصفح أعظم ثوابًا بدليل قوله بعد ذلك: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾] اهـ.

وقال الإمام القرافي في "الفروق" (4/ 293، ط. عالم الكتب): [الأحسن للمظلوم الصبر والعفو عن الظالم لقوله تعالى: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ أي: من معزومها ومطلوبها عند الله تعالى.

وتابعت الإفتاء قائلة: فإن زاد في الإحسان على ذلك بأن دعا له بالإصلاح والخروج عن الظلم؛ فقد أحسن إلى نفسه بمثوبة العفو وتحصيل مكارم الأخلاق، وإلى الجاني بالتسبب إلى إصلاح صفاته، وإلى الناس كافة بالتسبب إلى كفايتهم شره] اهـ.

وأكملت: بل إنَّ المسامحة هنا وهي من المندوبات تفضل الواجب في هذه المسألة؛ وهو الإنظار إلى ميسرة لاستيفاء هذه الحقوق.
 

مقالات مشابهة

  • شيرين عبد الوهاب تنعى محمد رحيم بكلمات مؤثرة: «صدمة كبيرة لنا جميعًا»
  • الكورد قلقون إزاء نتائج التعداد السكاني ومطالبات بالاعتماد على إحصاء 1957
  • استطلاع: تراجع ثقة الإسرائيليين بحكومة نتنياهو ومطالبات بالتحقيق في الفشل الأمني
  • بيان فضل العفو والتجاوز عن المعسر رغبة في الثواب
  • اختفاء سائح بلجيكي نواحي أكادير و السلطات تستخدم جميع الوسائل للوصول إليه
  • توجيه رئاسي|أمين عام حزب مستقبل وطن يكشف تفاصيل مبادرة شتاء دافئ
  • منظمة العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقاً رسمياً
  • المؤبد لـ 6 متهمين قتلوا سائقا على الطريق العام بالجيزة
  • طال مسيحيا بتهمة أنه إخوان.. كيف أصبح الاختفاء القسري في مصر واقعا مأساويا؟
  • بعد خطف معارض أوغندي من كينيا.. أمنستي تدين القمع العابر للحدود